أكد عدد من الضباط وصف الضباط الذين فروا وعادوا إلى جادة الصواب أنهم اكتشفوا بعد فرارهم حجم تشويه الحقائق الذي تتعرض له سورية وما تقوم به المجموعات المسلحة من إجرام وتدمير وتخريب والظلم الذي لحق بالجيش فقرروا الرجوع عن الخطأ والعودة إلى حضن الوطن وإلى الأم الحنون المؤسسة العسكرية.

وقال المقدم المهندس خالد عبد الرحمن الزامل في لقاء مع التلفزيون العربي السوري إن متابعة ما يجري في سورية من أحداث عبر القنوات الإخبارية الخارجية والتأثر بما تبثه من أخبار أدركت لاحقا أنها غير صحيحة هو ما دفعني إلى اتخاذ قرار الفرار وترك الخدمة في الجيش.

وأضاف المقدم الزامل بعد فراري اتصلت بأحد الضباط في تركيا وأبلغته بما فعلت فقال لي إنه سيرسل لي رجلا وفعل حيث جاء الرجل وأوصلني إلى مجموعات مسلحة كانوا يريدون تشكيل جناح عسكري ويبحثون عن ضابط لتسليمه هذا الجناح وعرضوا علي ذلك.

وقال المقدم الزامل رفضت هذا الأمر في البداية لأنني لا أحبذ العنف وغير مؤهل لذلك باعتبار أن عملي فني وليس قتاليا حربيا لكنهم قالوا لي في اللقاء الثاني أنه لا مشكلة في ذلك لأنهم يريدونني واجهة لنشاطهم ومسؤولا بالاسم فقط من أجل اكتساب شرعية معينة لأنهم يظنون أن وجود ضابط منشق على رأسهم يعطيهم شرعية في القتال والقتل.

وأضاف المقدم الزامل وافقت على الأمر واشترطت عليهم أن ينفذوا تعليماتي وأن يرموا السلاح عندما أطلب منهم ذلك لكنهم رفضوا في البداية وفي هذا الوقت جاءني مبلغ من المال فأعطيته لأحدهم من أجل تقديمه كإغاثة لبعض المتضررين من الأحداث لكنني فوجئت أنه اشترى به سلاحا ولم يوصله إلى المتضررين.

وقال المقدم الزامل إن ما جرى جعلني أرفض ما عرض علي لأن من تعطيه مالا من أجل هدف إنساني يحوله إلى هدف آخر وهو شراء السلاح من أجل القتل ولذلك قررت الانسحاب وعدم التعامل مع تلك المجموعات التي لا مشروع لها سوى القتل وخاصة مع إدراكي حجم تشويه الحقائق من المحطات الخارجية ومقدار الظلم الواقع على الجيش العربي السوري والإساءة لسمعته.

وأضاف المقدم الزامل إنني لم أكن أرغب بان أكون أداة ليختبئ ورائي أناس لهم غايات أخرى يريدون من خلالها تدمير البلد ولذلك نأيت بنفسي عن هذه المسألة وأدركت أنني أخطأت ويجب تصحيح الخطأ والعودة إلى الطريق الصحيح من خلال الرجوع إلى الأم الحنون التي هي مؤسستنا العسكرية ووضع نفسي تحت تصرف القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة لأتابع عملي في خدمة هذا الوطن.

وقال المقدم الزامل إن الشعب السوري شعب كريم وطيب تربى على القومية العربية وكره الظلم ومحاربته وعندما كنا نتابع الأحداث من خلال الشاشات اكتشفت أنها استغلت صفات هذا الإنسان وبثت له أشياء كثيرة عن الظلم وغيره وهذا ما أثر فينا ولكن عندما نرجع إلى الواقع وننظر إليه نرى شيئا مغايرا لما تبثه هذه الشاشات وبالتالي فإن الإنسان الذي يتمتع بهذه الخصال يعود فورا ولا يستمر بالخطأ.

وأضاف المقدم الزامل صورت لي حقائق غير موجودة وبحكم عملي فإنني بعيد عن العمل القتالي تم التغرير بي كما بالكثير من الأشخاص المدنيين والعسكريين بنفس الطريقة ولذلك أنصح الجميع بعدم الانجرار وراء أخبار المحطات والنظر إلى الواقع لنعرف ما يجري فعلا.

وقال المقدم الزامل أقول لزملائي الفارين من المؤسسة العسكرية أو من يفكر أن يفعل مثلهم تحت أي سبب سواء أكان تهديدا أم تضليلا أم إغراء أنه يجب أن يفكروا مليا ويعودوا إلى حضن الوطن الأم وإلى المؤسسة العسكرية التي تفتح صدرها كالأم لأبنائها حتى المخطئين منهم إذا رجعوا عن خطئهم وأن يشاركوا في بناء الوطن وإتمام الرسالة التي تطوعنا بالأساس من أجلها.

وأضاف المقدم الزامل إن هذا العودة إلى حضن الوطن ستكون بهمة عالية لتأدية ما علينا من واجبات تجاه بلدنا لأن ذلك أقل شيء يمكن أن نقدمه للوطن الذي تربينا وعشنا فيه.

وأشار المقدم الزامل إلى أن مرسوم العفو الأخير يدل على المقدرة والتسامح ويجب أن يستغله المخطئون للعودة عن الخطأ دون أي تردد أو خوف إن كانوا يريدون فعلاً بناء هذا الوطن.

في حين قال الملازم أول محمود علي موسى إنه تلقى أكثر من تهديد عبر الهاتف من ضباط كانوا معه قبل فرارهم من أجل الفرار مثلهم لكنه رفض فقاموا بتهديده عبر عائلته فنقل العائلة من مكان سكنه إلى مكان سكن أهله.

وأضاف موسى بعد فترة من الزمن اعترضني ثلاثة أشخاص الشارع وقالوا لي إننا ننتظرك منذ زمن ويجب أن تقودنا لأنك من الحي ويجب أن تنضم إلينا فشعرت بالخوف منهم وسايرتهم وقلت لهم إنني سأنقل عائلتي إلى القرية وبعد ذلك أعود فهددوني بالعائلة إذا لم أعد.

وقال موسى قمت بنقل عائلتي إلى القرية وبقيت في المنزل ولم أخرج منه نهائيا ثم جاءني ثلاثة أشخاص عندما كنت أسافر مع عائلتي وطلبوا مني أن أقودهم وهددوني من جديد وهددوا عائلتي إذا لم أفعل وهنا ضعفت أمامهم ووافقت.

وأضاف الملازم أول موسى فكرت بما جرى معي ولماذا لم أخبر الجهات المختصة بما حصل ولم أفكر إلا بعائلتي فأحسست بخطئي وقررت أن أبلغ الجهات المختصة وفعلت ووضعت نفسي تحت تصرف القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة.

وأشار الملازم أول موسى إلى أن ما يجري في سورية حاليا هو قتل ودمار وتخريب تقوم به بعض المجموعات المسلحة بما يصب في خدمة مصالح الغرب وليس مصالح سورية.

وقال الملازم أول موسى إنني أدعو كل الزملاء الفارين ممن غرر بهم للعودة إلى جادة الصواب والرجوع إلى حضن الوطن دون تردد أو خوف فأنا عندما سلمت نفسي فتحت الدولة لي صدرها واستقبلتني بكل أريحية وقامت بتسوية وضعي وشعرت بالفخر من ذلك.

من جهته قال الملازم أول ملهم محمود الشنتوت عندما كنت أقضي إجازة في المنزل مع عائلتي بعد إمضائي أربعة أشهر من العمل وصلني تهديد عن طريق أحد أقاربي بأنه ممنوع علي أن أغادر القرية وإذا فعلت فإنهم سيصلون إلى أهلي وهذا ما أثر نفسيا في وأدخل الخوف إلى قلبي فقررت في لحظة من اللحظات الرضوخ لهم باعتبار أنه لم يكن لدي حل آخر وأن أذهب معهم.

وأضاف الملازم أول الشنتوت كان يجب علي إبلاغ الجهات المختصة بما جرى معي ولكن الخوف والتفكير الزائد أوصلني إلى هذه النقطة حيث أصبح مجمل تفكيري منصبا على التهديد الذي وصلني.

وقال الملازم أول الشنتوت إنني في الأصل كنت على أرض الواقع من خلال كتائب حفظ النظام ومقتنعا تماما بما كنت أراه بعيني لما يحدث على أرض بعيدا عما أشاهده على القنوات المضللة والكاذبة وحتى عندما قررت الذهاب معهم كان لدي قناعة تامة أن هذا الشيء خطأ ولكن الخوف أرغمني على الذهاب معهم.

وأضاف الملازم أول الشنتوت إن الاجتماع معهم بقي ما يقارب ساعتين وكانت أفكارهم تدور حول السلب والنهب والسرقة وكل ما ينزع عن الشخص الأخلاق والكرامة التي لديه وهما ما لم نترب عليه ولذلك قررت العودة بسرعة حتى لا تتلطخ يداي بالدم وحتى لا أقع بأي خطأ ووضعت نفسي تحت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة.

وقال الملازم أول الشنتوت إن شعور العودة إلى الوطن هو شعور فخر وليس شعور خوف لأن الشخص عندما يلجأ إلى أمه أو أبيه يعرف أنه لن يمس بسوء وهو ما حصل لنا حيث قوبلنا من مؤسسات الدولة بكل صفات الأبوة والأمومة وقامت بتسوية أوضاعنا وعاملتنا كأشخاص غرر بهم أو تعرضنا لضغط معين.

وأوضح الملازم أول الشنتوت إن السلاح الشرعي الوحيد هو سلاح الجيش العربي السوري وأنا أدعو كل من يحمل السلاح أن يتذكر أن سورية كانت قبل أن يفعل ذلك بلد الأمن والأمان وأن يترك السلاح ويرجع إلى الدولة الأم الحنون التي ستسوي وضعه لأن الوطن الذي نعيش فيه بحاجة كل أبنائه من أجل بنائه وليس لهدمه.

بينما قال الرقيب المجند علاء الدين قزموز إنه أثناء خدمته في الهجانة تعرض لمواقف عدة منها خطف زملائه من المخافر واستشهاد بعضهم نتيجة الاعتداءات الإرهابية عليهم فتأثر بذلك كما كان على علاقة بأحد الأشخاص الذي شجعه على ترك الخدمة ودعاه لروءية ما حصل مع زملائه.

وأضاف الرقيب المجند قزموز بسبب الخوف الذي استولى عليه قرر ترك مكان خدمته واتفق مع الشخص الذي كان يتصل به والذهاب معه حيث أخذه إلى موقع مجموعة من المسلحين حيث اضطر للبقاء عندهم ومشاركتهم في بعض عملياتهم رغم إحساسه بأن ما يفعله خاطئء.

وقال الرقيب المجند قزموز طلبت منهم أن يأخذوني إلى قريتي فوافقوا بشرط أن استمر بنفس العمل فقبلت بذلك وبعد وصولي إلى قريتي بيومين جاء رجل من نفس القرية وعرض علي الانضمام إلى مجموعته بحجة حماية المدنيين وأهل القرية وما حولها ولكنني اكتشف بعد فترة أن ذلك ليس هدفهم بل على العكس أخذوا يهاجمون المدنيين ويعتدون على الحواجز ويقتحمون المنازل ويسرقون السيارات.

وأضاف الرقيب المجند قزموز أخذوني معهم لتأخذ مجموعتهم الطابع العسكري وليقولوا إن هذه العصابة يوجد فيها عساكر وضباط منشقون وأنا شاركتهم في إحدى عملياتهم ورأيت ما يقومون به لكنني لم أوءذ أحدا وأدركت أن هدف هذه العصابة هي النهب والسرقة وجمع المال.

وقال الرقيب المجند قزموز إضافة إلى شعوري المتزايد بالخطأ كان والدي ينصحني بعدم مشاركة تلك المجموعة بما تقوم بها من أخطاء وأقنعني بذلك وسلمني إلى أقرب منطقة عسكرية ووضعني تحت تصرف القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة.

وأضاف الرقيب المجند قزموز إن ما قمت به أشعرني بالفخر والاعتزاز والثقة بالنفس والثقة بالجيش العربي السوري ولذلك أنصح جميع الفارين ألا يترددوا في تسليم أنفسهم وألا يخافوا لان الوضع سيختلف كثيرا بعد تسليم أنفسهم.

في حين قال المجند محمد مسالخي خلال مغادرتي لمكان خدمتي بداية آذار الماضي متجها إلى المنزل في إجازة أوقفت العصابات المسلحة الحافلة التي كنت فيها على حاجز لها وعندما عرفوا أنني عسكري أنزلوني وضربوني ووضعوني في صندوق إحدى سياراتهم نحو أربع ساعات ووضعوا معي مجموعة من المخطوفين ثم نقلونا إلى كراج سيارات صغير فيه سبع سيارات ووضعونا في غرفة صغيرة بعد تعصيب أعيننا وبدؤءوا بتعذيبنا والتحقيق معنا.

وأضاف المجند مسالخي سألوني لماذا لم انشق حتى الآن وضربوني بالعصي وعذبوني ليومين ليأتي بعدها زعيمهم ويطلب مني الانضمام لهم فوافقت وقلت لهم إن مهنتي هي سائق وأستطيع مساعدتكم بذلك فقال لي بأنه سيجربني.

وقال المجند مسالخي أخرجوني من غرفة الاعتقال ووضعني معهم تحت المراقبة وعرضوا علي الدخان والملابس والمال لأرسله لأهلي وبعد يومين طلبوا اختبار قيادتي للسيارة فركبت مع أحدهم في سيارته وعندما كنا في الطريق رفع سلاحه بوجهي وطلب مني قطع الطريق ففعلت وأوقفوا سيارة وراءنا وأنزلوا صاحبها منها حيث كان مع عائلته وسرقوها وقادوها إلى منزل آخر في القرية وأخفوها داخله.

وأضاف المجند مسالخي بعد عودتنا مدحني من كان بجانبي في السيارة أمام زعيم المجموعة وقال له إنني استحق أن انضم إليهم فبقيت معهم حيث كانوا يقومون بنصب الحواجز الطيارة والسرقة والنهب وكانوا يحذرونني من تركهم والعودة إلى الجيش الذي سيقوم بقتلي ولن يوءمن لي مجددا مهما كنت وفيا للوطن رغم أنني لم أترب في حياتي المدنية على السرقة ولذلك بدأت التفكير في الهرب منهم.

وقال المجند مسالخي من ضمن العمليات التي كانوا يقومون بها خطف العسكريين وتعذيبهم واقتلاع أظافرهم وأسنانهم أثناء التحقيق فتأثرت كثيرا بما كان يحصل لزملائي وبدأت أراقب كتيبة كانت بجوارنا من أجل أن أهرب إليها عندما يكونون نياما وبعد مرور فترة من الزمن استطعت فعل ذلك والهرب منهم عبر دراجة نارية إلى الكتيبة حيث سلمت نفسي لها وتمت تسوية وضعي.

وأضاف المجند مسالخي إن العصابات المسلحة كانت تتعرض للمدنيين حيث كانوا يهجمون على المنازل ويقومون بسرقتها وخطف من فيها كما كانوا يجبرون الناس على إغلاق محالهم والإضراب ولذلك انصح كل من غرر به من زملائي أو من هو خائف من تهديدات المسلحين أن يترك سلاحه ويسلم نفسه إلى الجهات المختصة لتسوية وضعه.
  • فريق ماسة
  • 2012-10-30
  • 10438
  • من الأرشيف

ضباط وصف ضباط يروون على شاشة التلفزيون الرسمي السوري كيف غرر بهم لينشقوا و كيف عادوا لجادة الصواب

أكد عدد من الضباط وصف الضباط الذين فروا وعادوا إلى جادة الصواب أنهم اكتشفوا بعد فرارهم حجم تشويه الحقائق الذي تتعرض له سورية وما تقوم به المجموعات المسلحة من إجرام وتدمير وتخريب والظلم الذي لحق بالجيش فقرروا الرجوع عن الخطأ والعودة إلى حضن الوطن وإلى الأم الحنون المؤسسة العسكرية. وقال المقدم المهندس خالد عبد الرحمن الزامل في لقاء مع التلفزيون العربي السوري إن متابعة ما يجري في سورية من أحداث عبر القنوات الإخبارية الخارجية والتأثر بما تبثه من أخبار أدركت لاحقا أنها غير صحيحة هو ما دفعني إلى اتخاذ قرار الفرار وترك الخدمة في الجيش. وأضاف المقدم الزامل بعد فراري اتصلت بأحد الضباط في تركيا وأبلغته بما فعلت فقال لي إنه سيرسل لي رجلا وفعل حيث جاء الرجل وأوصلني إلى مجموعات مسلحة كانوا يريدون تشكيل جناح عسكري ويبحثون عن ضابط لتسليمه هذا الجناح وعرضوا علي ذلك. وقال المقدم الزامل رفضت هذا الأمر في البداية لأنني لا أحبذ العنف وغير مؤهل لذلك باعتبار أن عملي فني وليس قتاليا حربيا لكنهم قالوا لي في اللقاء الثاني أنه لا مشكلة في ذلك لأنهم يريدونني واجهة لنشاطهم ومسؤولا بالاسم فقط من أجل اكتساب شرعية معينة لأنهم يظنون أن وجود ضابط منشق على رأسهم يعطيهم شرعية في القتال والقتل. وأضاف المقدم الزامل وافقت على الأمر واشترطت عليهم أن ينفذوا تعليماتي وأن يرموا السلاح عندما أطلب منهم ذلك لكنهم رفضوا في البداية وفي هذا الوقت جاءني مبلغ من المال فأعطيته لأحدهم من أجل تقديمه كإغاثة لبعض المتضررين من الأحداث لكنني فوجئت أنه اشترى به سلاحا ولم يوصله إلى المتضررين. وقال المقدم الزامل إن ما جرى جعلني أرفض ما عرض علي لأن من تعطيه مالا من أجل هدف إنساني يحوله إلى هدف آخر وهو شراء السلاح من أجل القتل ولذلك قررت الانسحاب وعدم التعامل مع تلك المجموعات التي لا مشروع لها سوى القتل وخاصة مع إدراكي حجم تشويه الحقائق من المحطات الخارجية ومقدار الظلم الواقع على الجيش العربي السوري والإساءة لسمعته. وأضاف المقدم الزامل إنني لم أكن أرغب بان أكون أداة ليختبئ ورائي أناس لهم غايات أخرى يريدون من خلالها تدمير البلد ولذلك نأيت بنفسي عن هذه المسألة وأدركت أنني أخطأت ويجب تصحيح الخطأ والعودة إلى الطريق الصحيح من خلال الرجوع إلى الأم الحنون التي هي مؤسستنا العسكرية ووضع نفسي تحت تصرف القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة لأتابع عملي في خدمة هذا الوطن. وقال المقدم الزامل إن الشعب السوري شعب كريم وطيب تربى على القومية العربية وكره الظلم ومحاربته وعندما كنا نتابع الأحداث من خلال الشاشات اكتشفت أنها استغلت صفات هذا الإنسان وبثت له أشياء كثيرة عن الظلم وغيره وهذا ما أثر فينا ولكن عندما نرجع إلى الواقع وننظر إليه نرى شيئا مغايرا لما تبثه هذه الشاشات وبالتالي فإن الإنسان الذي يتمتع بهذه الخصال يعود فورا ولا يستمر بالخطأ. وأضاف المقدم الزامل صورت لي حقائق غير موجودة وبحكم عملي فإنني بعيد عن العمل القتالي تم التغرير بي كما بالكثير من الأشخاص المدنيين والعسكريين بنفس الطريقة ولذلك أنصح الجميع بعدم الانجرار وراء أخبار المحطات والنظر إلى الواقع لنعرف ما يجري فعلا. وقال المقدم الزامل أقول لزملائي الفارين من المؤسسة العسكرية أو من يفكر أن يفعل مثلهم تحت أي سبب سواء أكان تهديدا أم تضليلا أم إغراء أنه يجب أن يفكروا مليا ويعودوا إلى حضن الوطن الأم وإلى المؤسسة العسكرية التي تفتح صدرها كالأم لأبنائها حتى المخطئين منهم إذا رجعوا عن خطئهم وأن يشاركوا في بناء الوطن وإتمام الرسالة التي تطوعنا بالأساس من أجلها. وأضاف المقدم الزامل إن هذا العودة إلى حضن الوطن ستكون بهمة عالية لتأدية ما علينا من واجبات تجاه بلدنا لأن ذلك أقل شيء يمكن أن نقدمه للوطن الذي تربينا وعشنا فيه. وأشار المقدم الزامل إلى أن مرسوم العفو الأخير يدل على المقدرة والتسامح ويجب أن يستغله المخطئون للعودة عن الخطأ دون أي تردد أو خوف إن كانوا يريدون فعلاً بناء هذا الوطن. في حين قال الملازم أول محمود علي موسى إنه تلقى أكثر من تهديد عبر الهاتف من ضباط كانوا معه قبل فرارهم من أجل الفرار مثلهم لكنه رفض فقاموا بتهديده عبر عائلته فنقل العائلة من مكان سكنه إلى مكان سكن أهله. وأضاف موسى بعد فترة من الزمن اعترضني ثلاثة أشخاص الشارع وقالوا لي إننا ننتظرك منذ زمن ويجب أن تقودنا لأنك من الحي ويجب أن تنضم إلينا فشعرت بالخوف منهم وسايرتهم وقلت لهم إنني سأنقل عائلتي إلى القرية وبعد ذلك أعود فهددوني بالعائلة إذا لم أعد. وقال موسى قمت بنقل عائلتي إلى القرية وبقيت في المنزل ولم أخرج منه نهائيا ثم جاءني ثلاثة أشخاص عندما كنت أسافر مع عائلتي وطلبوا مني أن أقودهم وهددوني من جديد وهددوا عائلتي إذا لم أفعل وهنا ضعفت أمامهم ووافقت. وأضاف الملازم أول موسى فكرت بما جرى معي ولماذا لم أخبر الجهات المختصة بما حصل ولم أفكر إلا بعائلتي فأحسست بخطئي وقررت أن أبلغ الجهات المختصة وفعلت ووضعت نفسي تحت تصرف القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة. وأشار الملازم أول موسى إلى أن ما يجري في سورية حاليا هو قتل ودمار وتخريب تقوم به بعض المجموعات المسلحة بما يصب في خدمة مصالح الغرب وليس مصالح سورية. وقال الملازم أول موسى إنني أدعو كل الزملاء الفارين ممن غرر بهم للعودة إلى جادة الصواب والرجوع إلى حضن الوطن دون تردد أو خوف فأنا عندما سلمت نفسي فتحت الدولة لي صدرها واستقبلتني بكل أريحية وقامت بتسوية وضعي وشعرت بالفخر من ذلك. من جهته قال الملازم أول ملهم محمود الشنتوت عندما كنت أقضي إجازة في المنزل مع عائلتي بعد إمضائي أربعة أشهر من العمل وصلني تهديد عن طريق أحد أقاربي بأنه ممنوع علي أن أغادر القرية وإذا فعلت فإنهم سيصلون إلى أهلي وهذا ما أثر نفسيا في وأدخل الخوف إلى قلبي فقررت في لحظة من اللحظات الرضوخ لهم باعتبار أنه لم يكن لدي حل آخر وأن أذهب معهم. وأضاف الملازم أول الشنتوت كان يجب علي إبلاغ الجهات المختصة بما جرى معي ولكن الخوف والتفكير الزائد أوصلني إلى هذه النقطة حيث أصبح مجمل تفكيري منصبا على التهديد الذي وصلني. وقال الملازم أول الشنتوت إنني في الأصل كنت على أرض الواقع من خلال كتائب حفظ النظام ومقتنعا تماما بما كنت أراه بعيني لما يحدث على أرض بعيدا عما أشاهده على القنوات المضللة والكاذبة وحتى عندما قررت الذهاب معهم كان لدي قناعة تامة أن هذا الشيء خطأ ولكن الخوف أرغمني على الذهاب معهم. وأضاف الملازم أول الشنتوت إن الاجتماع معهم بقي ما يقارب ساعتين وكانت أفكارهم تدور حول السلب والنهب والسرقة وكل ما ينزع عن الشخص الأخلاق والكرامة التي لديه وهما ما لم نترب عليه ولذلك قررت العودة بسرعة حتى لا تتلطخ يداي بالدم وحتى لا أقع بأي خطأ ووضعت نفسي تحت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة. وقال الملازم أول الشنتوت إن شعور العودة إلى الوطن هو شعور فخر وليس شعور خوف لأن الشخص عندما يلجأ إلى أمه أو أبيه يعرف أنه لن يمس بسوء وهو ما حصل لنا حيث قوبلنا من مؤسسات الدولة بكل صفات الأبوة والأمومة وقامت بتسوية أوضاعنا وعاملتنا كأشخاص غرر بهم أو تعرضنا لضغط معين. وأوضح الملازم أول الشنتوت إن السلاح الشرعي الوحيد هو سلاح الجيش العربي السوري وأنا أدعو كل من يحمل السلاح أن يتذكر أن سورية كانت قبل أن يفعل ذلك بلد الأمن والأمان وأن يترك السلاح ويرجع إلى الدولة الأم الحنون التي ستسوي وضعه لأن الوطن الذي نعيش فيه بحاجة كل أبنائه من أجل بنائه وليس لهدمه. بينما قال الرقيب المجند علاء الدين قزموز إنه أثناء خدمته في الهجانة تعرض لمواقف عدة منها خطف زملائه من المخافر واستشهاد بعضهم نتيجة الاعتداءات الإرهابية عليهم فتأثر بذلك كما كان على علاقة بأحد الأشخاص الذي شجعه على ترك الخدمة ودعاه لروءية ما حصل مع زملائه. وأضاف الرقيب المجند قزموز بسبب الخوف الذي استولى عليه قرر ترك مكان خدمته واتفق مع الشخص الذي كان يتصل به والذهاب معه حيث أخذه إلى موقع مجموعة من المسلحين حيث اضطر للبقاء عندهم ومشاركتهم في بعض عملياتهم رغم إحساسه بأن ما يفعله خاطئء. وقال الرقيب المجند قزموز طلبت منهم أن يأخذوني إلى قريتي فوافقوا بشرط أن استمر بنفس العمل فقبلت بذلك وبعد وصولي إلى قريتي بيومين جاء رجل من نفس القرية وعرض علي الانضمام إلى مجموعته بحجة حماية المدنيين وأهل القرية وما حولها ولكنني اكتشف بعد فترة أن ذلك ليس هدفهم بل على العكس أخذوا يهاجمون المدنيين ويعتدون على الحواجز ويقتحمون المنازل ويسرقون السيارات. وأضاف الرقيب المجند قزموز أخذوني معهم لتأخذ مجموعتهم الطابع العسكري وليقولوا إن هذه العصابة يوجد فيها عساكر وضباط منشقون وأنا شاركتهم في إحدى عملياتهم ورأيت ما يقومون به لكنني لم أوءذ أحدا وأدركت أن هدف هذه العصابة هي النهب والسرقة وجمع المال. وقال الرقيب المجند قزموز إضافة إلى شعوري المتزايد بالخطأ كان والدي ينصحني بعدم مشاركة تلك المجموعة بما تقوم بها من أخطاء وأقنعني بذلك وسلمني إلى أقرب منطقة عسكرية ووضعني تحت تصرف القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة. وأضاف الرقيب المجند قزموز إن ما قمت به أشعرني بالفخر والاعتزاز والثقة بالنفس والثقة بالجيش العربي السوري ولذلك أنصح جميع الفارين ألا يترددوا في تسليم أنفسهم وألا يخافوا لان الوضع سيختلف كثيرا بعد تسليم أنفسهم. في حين قال المجند محمد مسالخي خلال مغادرتي لمكان خدمتي بداية آذار الماضي متجها إلى المنزل في إجازة أوقفت العصابات المسلحة الحافلة التي كنت فيها على حاجز لها وعندما عرفوا أنني عسكري أنزلوني وضربوني ووضعوني في صندوق إحدى سياراتهم نحو أربع ساعات ووضعوا معي مجموعة من المخطوفين ثم نقلونا إلى كراج سيارات صغير فيه سبع سيارات ووضعونا في غرفة صغيرة بعد تعصيب أعيننا وبدؤءوا بتعذيبنا والتحقيق معنا. وأضاف المجند مسالخي سألوني لماذا لم انشق حتى الآن وضربوني بالعصي وعذبوني ليومين ليأتي بعدها زعيمهم ويطلب مني الانضمام لهم فوافقت وقلت لهم إن مهنتي هي سائق وأستطيع مساعدتكم بذلك فقال لي بأنه سيجربني. وقال المجند مسالخي أخرجوني من غرفة الاعتقال ووضعني معهم تحت المراقبة وعرضوا علي الدخان والملابس والمال لأرسله لأهلي وبعد يومين طلبوا اختبار قيادتي للسيارة فركبت مع أحدهم في سيارته وعندما كنا في الطريق رفع سلاحه بوجهي وطلب مني قطع الطريق ففعلت وأوقفوا سيارة وراءنا وأنزلوا صاحبها منها حيث كان مع عائلته وسرقوها وقادوها إلى منزل آخر في القرية وأخفوها داخله. وأضاف المجند مسالخي بعد عودتنا مدحني من كان بجانبي في السيارة أمام زعيم المجموعة وقال له إنني استحق أن انضم إليهم فبقيت معهم حيث كانوا يقومون بنصب الحواجز الطيارة والسرقة والنهب وكانوا يحذرونني من تركهم والعودة إلى الجيش الذي سيقوم بقتلي ولن يوءمن لي مجددا مهما كنت وفيا للوطن رغم أنني لم أترب في حياتي المدنية على السرقة ولذلك بدأت التفكير في الهرب منهم. وقال المجند مسالخي من ضمن العمليات التي كانوا يقومون بها خطف العسكريين وتعذيبهم واقتلاع أظافرهم وأسنانهم أثناء التحقيق فتأثرت كثيرا بما كان يحصل لزملائي وبدأت أراقب كتيبة كانت بجوارنا من أجل أن أهرب إليها عندما يكونون نياما وبعد مرور فترة من الزمن استطعت فعل ذلك والهرب منهم عبر دراجة نارية إلى الكتيبة حيث سلمت نفسي لها وتمت تسوية وضعي. وأضاف المجند مسالخي إن العصابات المسلحة كانت تتعرض للمدنيين حيث كانوا يهجمون على المنازل ويقومون بسرقتها وخطف من فيها كما كانوا يجبرون الناس على إغلاق محالهم والإضراب ولذلك انصح كل من غرر به من زملائي أو من هو خائف من تهديدات المسلحين أن يترك سلاحه ويسلم نفسه إلى الجهات المختصة لتسوية وضعه.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة