دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أكد الملازم أول حسين الخليفة أحد الضباط الذين فروا من الخدمة في وزارة الداخلية وعادوا إلى جادة الصواب أنه قرر العودة إلى وطنه بعد فراره إلى تركيا لأنه أحس بالذل والذنب بعد عبوره الشريط الحدودي ولأنه أدرك أنه لا كرامة بدون وطن ولا وطن بدون تضحية وفداء.
وأشار الملازم أول الخليفة إلى أن حكومة رجب طيب أردوغان تقدم الدعم الكامل بالسلاح والمال والتسهيلات للمجموعات الإرهابية المسلحة من أجل التسلل إلى سورية واستهداف الشعب السوري وارتكاب المجازر بحقه.
وقال الملازم أول الخليفة في لقاء مع التلفزيون العربي السوري:" خلال خدمتي في مركز طرق مدينة الثورة التابعة لقيادة شرطة محافظة الرقة علم مدير منطقة الثورة العميد أديب الشلاف من قبل رئيس مخفر ناحية دبسة عفنان بوقوع هجوم مسلح على الناحية من قبل المجموعات الإرهابية في 3 رمضان الماضي فطلب مني ومن زملائي وهم الرائد علي الشيخ علي والملازم عدنان الخلف بالخروج لمؤازرة المخفر".
وأضاف الملازم أول الخليفة:" إن العميد الشلاف أعلم قيادة الشرطة والجهات المختصة بالأمر وانطلقنا بسيارته إلى المخفر وكان يقود السيارة بنفسه وقد سبقنا كل الدوريات الأمنية كون المؤازرة تحتاج إلى سرعة وعلى الطريق وقبل وصولنا إلى المخفر بحوالي 7 كيلومترات لحقت بنا سيارة من نوع كيا ريو بيضاء اللون وأعطتنا إشارات بواسطة الضوء فاعتقدت أنها من المؤازرة التي لحقت بنا فتوقفنا وترجل من السيارة العميد الشلاف والملازم الخلف ولكن المفأجاة أنه سلم على من كان في السيارة البيضاء وأعطاهم الأسلحة فأدركت أنهم ليسوا مؤازرة بل مجموعة مسلحة وأن الهجوم الذي حصل على المخفر في دبسة عفنان كان بتنسيق بين العميد الشلاف وبعض الضباط وبين المجموعات المسلحة وكان هدفه التغطية على فرارهم إلى تركيا".
وقال الملازم أول الخليفة:" إن المجموعة المسلحة أخذت الأسلحة من سيارتنا أيضا وطلب مني زملائي مرافقتهم فوافقت وتوجهنا عبر طريق البادية من أجل عدم المرور بناحية مسكنة التي كانت فيها حواجز أمنية ثم وصلنا إلى قرية الزاكية التي تقع على طريق عام الرقة حلب ومنها توجهنا إلى منطقة منبج بريف حلب حيث كانت تنتظرنا مجموعة مسلحة مؤلفة من ثمانية أفراد بينهم الملازم أول الفار عبد الوهاب الخلف المعروف بإجرامه واشتراكه في عدة عمليات مع المجموعات المسلحة".
وأضاف الملازم أول الخليفة:" توجهنا بعد ذلك إلى ناحية صرين التابعة لمنطقة جرابلس إلى أحد المنازل الذي كان المسلحون يجتمعون فيه وصاحبه معروف من قبل العميد الشلاف الذي كان مدير ناحية صرين سابقاً ولدى وصولنا تفاجئنا أن عائلته كانت موجودة فيه حيث كنا نعلم أنها موجودة في حمص".
وقال الملازم أول الخليفة:" إن العميد أديب أجرى مع شقيقه العميد نجيب الشلاف عدة اتصالات لاستقدامه من منطقة المالكية كونه مديرها وبعد ساعات عدة وصل العميد نجيب إلى صرين حيث قضينا بقية اليوم وفي اليوم التالي قرروا التوجه إلى تركيا حيث قامت مجموعة مسلحة بإيصالنا إلى جرابلس ومن ثم تولت مجموعة أخرى إدخالنا عبر الحدود إلى الأراضي التركية بشكل غير شرعي".
وقال الملازم أول الخليفة:" إنني أحسست ونحن نعبر الحدود بمنتهى الهوان والذل وفقدان الكرامة والإحباط والذنب ونكث القسم الذي أقسمناه بحماية الوطن والمواطن كما أن عبورنا لذلك الشريط سلب منا أهم شيء وهو الكرامة".
وأضاف الملازم أول الخليفة:" إن الأفكار التي تحملها المجموعات المسلحة هي أفكار تكفيرية حيث يعتمدون على فتاوى تأتي من دول الخليج ومنها فتوى بالإفطار في رمضان بحجة أنهم في حالة جهاد كما أن أفراد تلك المجموعات يدعون الإسلام ولكنهم بعيدون كل البعد عنه ويقتلون باسمه لدرجة أنهم يستلذون بكيفية قتل مواطن سوري والبطل بينهم هو من يقتل أكبر عدد من الأبرياء والعاملين في الدولة".
وأوضح الملازم أول الخليفة إن التوجيه يأتي لتلك المجموعات من مجلس اسطنبول وأهدافهم ليس إسقاط النظام وإنما القضاء على الدولة السورية بكل مقوماتها وعلى جيشها الذي يحمي أرضها وعلى كرامة هذا الشعب التي هي أغلى ما يملك.
وقال الملازم أول الخليفة:" بعد عبورنا الشريط الحدودي كانت هناك سيارة بانتظارنا حيث نقلتنا إلى مدينة أنطاكيا حيث يوجد صهر أحد العمداء الفارين الذي أمن لنا مكان الإقامة من خلال استئجار شقتين لأن الضباط الفارين رفضوا التوجه إلى المخيمات بسبب الحالة السيئة والمزرية الموجودة فيها والتي لا مجال للمقارنة بينها وبين الحالة في سورية التي كنا فيها معززين ومكرمين".
وأوضح الملازم أول الخليفة أن السوريين في المخيمات يعانون من الذل والإهانة وتنتهك أعراضهم ويعاملون معاملة لا إنسانية والأتراك ينظرون إليهم بازدراء وهم منبوذون في تركيا.
وأضاف الملازم أول الخليفة:" أقمنا في منطقة تبعد عن أنطاكيا 20 كيلومترا وكانت هناك اتصالات بين العميد أديب والملازم عدنان مع مواطنين في مدينة الطبقة أبلغوا مجلس اسطنبول بوصولنا إلى تركيا وبعد أربعة أيام حضر إلينا فرج حمود الفرج أحد أعضاء المجلس ودفع آجار السكن واتفق مع الضباط على تصوير مقطع الانشقاق لبثه على القنوات بينما رفضت أنا الظهور معهم لأنني أحسست أنه من السخرية والسخف أن أصور مقطع انشقاق عن الوطن الأم كي يبث على قنوات الإعلام".
وقال الملازم أول الخليفة:" إن الحمود كان مطلوبا للعدالة قبل بداية الأزمة وكان متواجدا في السعودية وكانت مهمته تشكيل المجموعات الإرهابية ومدها بالسلاح والأموال الخليجية وتهريب الأسلحة من تركيا إلى سورية وكان يعمل كشاهد عيان لإحدى القنوات المغرضة من داخل تركيا".
وأضاف الملازم أول الخليفة:" إن الحمود كان يقوم بشراء الأسلحة من متاجر تركية حيث كان مسموحا للسوريين شراء كل شيء منها حتى المتطورة ثم يقوم بإيصالها إلى الحدود والسلطات التركية لم تكن تسأل أي سوري ماذا يحمل معه وهذا كان يتم بتوجيه من حكومة أردوغان لتسهيل عملية التهريب إلى داخل سورية وتسهيل تنقل المسلحين في المنطقة الحدودية بدون هوية أو وثيقة".
وقال الملازم أول الخليفة:" إن الأموال التي كانت تأتي لمن يفر لا تكفيه إلا لفترة قصيرة من أجل إيقاعه بين أمرين إما أن يتوجه مع المسلحين إلى سورية للمشاركة في عمليات القتل أو يذهب إلى المخيم وهو المعتقل حيث يمنع من الخروج منه وهو ما يتسبب بضغط نفسي عليه يدفعه لاختيار الطريق الأول وهو المشاركة مع المجموعات الإرهابية".
ولفت الملازم أول الخليفة إلى أن ضغوطا نفسية وحرب شائعات كان تمارس على الضباط الفارين في تركيا لزرع الخوف في نفوسهم ومنعهم من العودة إلى سورية ولكي يصدقوا الإعلام المغرض المشارك في سفك الدم السوري واستهداف مصداقية وواقعية الإعلام السوري الواضحة.
وقال الملازم أول الخليفة:" خلال وجودي في تركيا كنت أعيش في صراع داخلي نتيجة ندمي على ما فعلت ولذلك قررت العودة إلى بلدي سورية لأنه لا مستقبل لمن يتواجد هناك غير المشاركة في قتل الشعب السوري وتدمير الدولة السورية بينما المستقبل الوحيد المشرق هو في أحضان الوطن والعودة إليه".
وأضاف الملازم أول الخليفة:" كنت على يقين أنه سيتم سحق الإرهابيين على يد الجيش العربي السوري وبعد ما شاهدته في تركيا وما عانيته من ذل وهوان إضافة إلى التربية التي تربينا عليها في سورية وهي (وطن شرف إخلاص) أدركت وأيقنت أنني يجب أن أكون إلى جانب أخوتي وزملائي فقررت العودة بملء إرادتي وتوجهت من مكان إقامتي في أنطاكيا إلى مدينة كلس الواقعة مقابل معبر باب السلامة ودخلت إلى قرية سورية عبر الشريط الحدودي دون أن أفكر بما سيحصل لي وصممت على العودة مهما تكن النتائج".
وقال الملازم أول الخليفة إن الشريط الحدودي مباح لمن يريد الدخول والخروج عبره وأيا كان يحمل معه وبعد ذلك توجهت إلى منطقة الباب وفيها سلمت نفسي إلى فرع الأمن السياسي في محافظة حلب وأنا استلمت اليوم مهام جديدة في وزارة الداخلية أقوم بها دون أي تلكؤ.
وأضاف الملازم أول الخليفة إنني أدعو كل من غرر به من المواطنين السوريين ومن زملائي وخضع لظروف معينة واضطر لترك عمله أو خدمته إلى الاستفادة من مرسوم العفو رقم 71 والعودة إلى حضن الوطن ومشاركة الشعب والجيش السوري في التصدي للإرهاب الأسود.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة