دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
بحث الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف مع المفتي العام للجمهورية العربية السورية الدكتور أحمد بدرالدين حسون الوضع في سورية.
وحسب بيان للخارجية الروسية أكد بوغدانوف خلال اللقاء أن روسيا تواصل جهودها الحيوية بهدف الوقف السريع للعنف في سورية وتسوية الأوضاع من السوريين أنفسهم بشكل سلمي وعبر حوار وطني واسع.
من جهته أكد المفتي حسون الرفض القاطع من المسلمين وأتباع الديانات الأخرى في سورية لإيديولوجية التطرف والأساليب الإرهابية التي تلجأ إليها المجموعات الإرهابية المسلحة وغير الشرعية معربا عن الشكر لروسيا الاتحادية التي تدعم على الدوام سيادة سورية وتعارض التدخل في شؤونها الداخلية.
ويأتي هذا اللقاء في أعقاب مشاركة المفتي حسون في المؤتمر التاسع للإدارة الدينية الوسطى لمسلمي روسيا في مدينة اوفا حيث تحدث في كلمته أمام المؤتمر بحضور رئيس بشكيريا رستم حميدوف وأكثر من ألف ومئتي إمام وخطيب من جميع أنحاء روسيا وعدد من الوفود العربية والإسلامية عن خطورة الإرهاب الديني في العالم.
وزار سماحة المفتي حسون عددا من المدارس الدينية حيث تسلم طلبات بإرسال بعض أبناء المؤسسات الدينية الإسلامية الروسية لمتابعة تحصيلهم العلمي في سورية التي يجدون أن الإسلام فيها يدعو إلى الأمن والسلام والمحبة وأنه لا تطرف فيها.
حضر اللقاء السفير السوري في موسكو الدكتور رياض حداد.
في سياق متصل وفي حديث لوكالة الأنباء نوفوستي نشر أمس أعرب بوغدانوف عن استعداد موسكو لتقديم مقترحات للمبعوث الأممي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي لوضع خطة لحل الأزمة في سورية.
وأوضح بوغدانوف أن موسكو تقدر عاليا عزم الإبراهيمي على تسريع البحث عن طرق للحل السياسي للأزمة في سورية وكما نفهم فان لديه أفكارا عامة لكيفية تحقيقه وخاصة أنه ينوي استخدام بنود خطة سلفه كوفي عنان والبيان الختامي لمؤتمر مجموعة العمل حول سورية الذي عقد في جنيف في الثلاثين من حزيران الماضي مضيفا إن الإبراهيمي لا توجد لديه بعد خطة شاملة لحل الأزمة.
وأضاف" إن الإبراهيمي يجري في الوقت الحالي اتصالات مع جميع الأطراف السورية المعنية واللاعبين الخارجيين من أجل توضيح رؤيته لأسلوب حل الأزمة وننتظره في موسكو لتقديم أفكارنا في هذا الشأن".
وجدد بوغدانوف دعوة موسكو لإتخاذ مجلس الأمن الدولي قرارا حول سورية على أساس بيان جنيف وقال" نرى أن إثبات بيان جنيف بقرار يتخذه مجلس الأمن سيساعد على مواصلة الجهود الرامية إلى تشكيل ظروف لأزمة لوقف العنف في سورية مضيفا إن روسيا أشارت إلى ذلك لشركائها الغربيين أكثر من مرة لكنهم لم يردوا حتى الآن ونحن متأكدون بأنه لايزال هناك إمكانيات غير مستخدمة لتشغيل هذه الوثيقة.
ندعو الدول العربية التي تدعم الإرهابيين في سورية للكف عن ذلك
وفي مقابلة مع قناة (روسيا اليوم) أكد بوغدانوف أن روسيا لا تدعم طرفا على حساب آخر في الأزمة السورية وتقف مع المصالحة الوطنية واطلاق حوار وطني شامل لإنهاء الأزمة فيها.
وأشار بوغدانوف إلى أن الأسرة الدولية لم تتخل عن الموضوع السوري بل على العكس هناك تدخل سافر في شؤون سورية الداخلية عن طريق إرسال الأسلحة والمقاتلين الأجانب وتشجيع المعارضة المتطرفة التي تتمسك بموقف معارض للتسوية السلمية للأزمة في سورية في إطار الحوار الوطني الشامل.
وأضاف بوغدانوف:" إننا ندعو شركاء روسيا في العالم العربي وخاصة دول الخليج العربي إلى الكف عن تزويد المنظمات الارهابية بالمال والسلاح وممارسة الضغط على المعارضة السورية لقبول قراري مجلس الأمن الدولي (2042 و 2043) لكونهما أساسا لمهمة وخطة كوفي عنان ووثيقة جنيف التي ندعو إلى تطبيق بنودها المتوافق عليها من قبل وزراء خارجية الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن إلى جانب تركيا ودول الاتحاد الأوروبي مؤكدا أن دمشق أبدت استعدادها للتعاون في هذا الشأن".
وأضاف بوغدانوف:" إن روسيا تنتظر زيارة الموفد الأممي إلى سورية الأخضر الابراهيمي إلى موسكو فقد علمنا بأنه وضع تصورات عن الوضع في سورية وحدد سبل الحل وقد أبلغنا بأنه سيستفيد من العناصر الإيجابية في خطة عنان ووثيقة جنيف".
وأوضح بوغدانوف أن المعارضة السورية تعاني من التمزق والتشرذم وليس لديها صورة واضحة لرسم مستقبل البلاد وأسس بناء الدولة الديمقراطية وتفتقر إلى قيادة معترف بها من الجميع مشيرا إلى أنه حسب رأي زملاء غربيين فإن "المعارضة منقسمة إلى عشرات أو حتى إلى مئات المجموعات الصغيرة إضافة إلى الحضور الواضح للقاعدة والمرتزقة في الأحداث التي تشهدها سورية".
وشدد بوغدانوف على أن روسيا ضد تكرار السيناريو الليبي في سورية وتقف ضد التدخل الخارجي في شؤون الدول مؤكدا أن أولئك الذين لوحوا بالتدخل وتحدثوا عنه مرارا وتكرارا وتراجعوا عن تلك الشعارات لاعتبارات داخلية كالانتخابات الأمريكية فإنهم يبحثون اليوم عن عذر لتبرير عدم تدخلهم المزعوم وها هم يتذرعون بالفيتو الصيني والروسي وغياب قرار دولي كما حصل في ليبيا رغم أن الجميع يعلم جيدا كيف أنهم اجتهدوا اجتهادا في تفسير القرار الخاص في ليبيا وتفننوا في ذلك.
وقال بوغدانوف:" إنه لا يجوز النظر إلى ما يجري في سورية بمعزل عن تأثيرات دول الجوار فمن المعروف أن الحدود مفتوحة أمام تدفق المقاتلين والسلاح من لبنان وتركيا ودول أخرى" مبينا أن كل المعلومات التي تتدفق الآن هي من وسائل الإعلام المنحازة في غالبيتها والتي تقوم بعمليات تحريض سافر لافتا إلى أن القصف المدفعي المتبادل بين سورية وتركيا يتردد في تقارير لوسائل الإعلام تشير إلى أن المدافع التي قذفت بحممها نحو القرى التركية هي من إنتاج حلف الناتو وموجودة في تركيا فقط متسائلا من سيؤكد أو يدحض هذه المزاعم في غياب مراقبين محايدين.
وحول الاقتراح الروسي بتشكيل لجنة مراقبة عسكرية وأمنية تركية سورية لمراقبة الوضع وخلق مناخ من الثقة بين الجانبين أوضح بوغدانوف أن الجانب السوري وافق على هذا الاقتراح لأنه وسيلة من وسائل الحل السياسي للخروج من الأزمة في سورية وصولاً إلى إجراء الحوار الوطني الشامل في حين رد الأتراك على الاقتراح الروسي بأنه جاء متأخرا ونحن لا ندري ماذا يقصدون بأنه متأخر متسائلا هل الأفضل استمرار التوتر على الحدود والقصف والاتهامات المتبادلة.
وجدد بوغدانوف ترحيب روسيا بعقد لقاء بين المعارضة والحكومة السورية سواء في موسكو أو أي مكان آخر وقال:" إن روسيا مع العمل البناء التوافقي وترفض اللعب على تناقض الأطراف الدولية وإن مجموعة العمل التي دعونا إليها يمكن أن تكون نواة لمؤتمر دولي حول سورية ولكن ينبغي التشديد على ضرورة أن يعمل اللاعبون الخارجيون على وقف إطلاق النار والإيمان تماما بأنه لا حل عسكريا للأزمة وإن إجراء الانتخابات الديمقراطية والتعددية الحزبية هما الطريق نحو الحل السياسي في سورية" مشيرا إلى أن تمثيل الحكومة السورية في المفاوضات مع المعارضة يعتبر قرارا سياديا ولكن المعارضة رفضت هذا الحوار.
وحول موضوع الطائرة المدنية السورية التي أجبرتها مقاتلات حربية تركية على الهبوط في مطار أنقرة مؤخرا قال بوغدانوف:" إن الوثائق تؤكد أن المعدات والأجهزة الالكترونية على متن الطائرة السورية مرخص بنقلها على طائرة مدنية معظم ركابها مواطنون روس عاديون ومن المضحك ادعاء بعض وسائل الإعلام أن هناك رجال أمن روسيين على متن الطائرة ونعتقد أن لجنة محايدة ستظهر الحقيقة".
وحول اقتراح إرسال قوات حفظ سلام دولية إلى سورية قال بوغدانوف:" إن قرار إرسال هذه القوات إلى سورية يتوقف على موافقة القيادة السورية حيث يتعين التفاهم مع جميع الأطراف السورية حول إرسالها كي لا تتعرض إلى هجمات من المجموعات المسلحة".
غاتيلوف: إجراء أي عملية لحفظ السلام في سورية يجب أن يتم عبر موافقة الحكومة السورية
من جانبه قال غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي "إن إجراء أي عملية لحفظ السلام في سورية يجب أن يتم عبر مجلس الأمن الدولي وموافقة الأطراف عليه وبشكل خاص موافقة الحكومة السورية".
وأشار غاتيلوف في تصريح له أمس إلى أن مجلس الأمن الدولي وحده الجهة القادرة على ارسال قوة حفظ سلام إلى سورية وأن بلاده ليست على علم بها .
وأضاف "أنه حتى الآن لم يقدم احد اقتراحا رسميا بهذا الخصوص" لافتا إلى "أن احداثيات وزمن وشكل وتعداد ومهام اجراء عملية سلمية يجب أن تكون محل بحث دقيق في مجلس الامن الدولي ".
وقال غاتيلوف "إن روسيا لاتزال على اتصال مستمر مع الإبراهيمي ودعته إلى إجراء مشاورات" معبرا عن ثقته بأن هذه المشاورات ستتم في القريب العاجل.
وكان الابراهيمي نفى نفيا قاطعا تقارير صحفية بريطانية زعمت تقديمه اقتراحا بارسال قوة حفظ سلام قائلا إنه لا يعرف من أين أتت مثل هذه التقارير.
كما وصف المتحدث باسمه أحمد فوزي هذه الأخبار بغير الصحيحة وذات المصادر السيئة.
خبير في الشؤون الاستراتيجية: حكومة أردوغان تريد صرف النظر عن توريدات الأسلحة عبر أراضيها إلى المسلحين في سورية
في سياق آخر, اعتبر فلاديمير كوزين الخبير في معهد الدراسات الاستراتيجية في موسكو إن الحكومة التركية أرادت صرف نظر المجتمع الدولي عن توريدات الأسلحة إلى المسلحين في سورية التي تقوم بها الدول الغربية وبعض الدول العربية من خلال عملية القرصنة التي مارستها ضد طائرة الركاب السورية التي كانت متوجهة من موسكو إلى دمشق.
وأشار كوزين في حديث لقناة (روسيا اليوم) إلى ان انقرة حاولت من خلال فعلتها تلك إخفاء عمليات تزويد المسلحين بالأسلحة عبر الأراضي التركية بشكل غير قانوني اذ انها راهنت على ان الضجة الإعلامية التي تثيرها العملية ستوجه انظار المراقبين بعيدا عما يجري على أرض تركيا من عمليات تهريب للأسلحة.
وسخر كوزين من ادعاءات انقرة بانها ارادت عبر اجبار الطائرة على الهبوط في اراضيها الحفاظ على القانون الدولي مؤكدا ان انقرة هي التي خرقت القانون الدولي حيث تبين ان الطائرة لم تكن تقل عسكريين ولم تكن تحمل اي شحنات ممنوعة بموجب القانون الدولي علاوة على ما تسببت فيه العملية من اخطار للمواطنين السوريين والروس الذين كانوا على متنها.
من جانب اخر انتقد كوزين بشدة سياسة العقوبات الاحادية التي يطبقها الاتحاد الأوروبي ضد سورية مؤكدا أن الاتحاد لا يستحق الحصول على جائزة نوبل للسلام وخصوصا بعد ان تدخل بشكل عنيف بشؤون ليبيا وأفغانستان والعراق سابقا واليوم يعيد الكرة في سورية.
وأشار كوزين إلى ان امكانية التعامل بين روسيا والاتحاد الأوروبي بشأن سورية ممكنة ولكنها تتطلب ان يتخذ الأوروبيون موقفا واقعيا وان يفصلوا موقعهم عما تريده الإدارة الأميركية ليروا بوضوح ان الرئيس السوري بشار الأسد رئيس منتخب بموجب القانون ويعتمد على دعم أغلبية الشعب السوري ولذلك فان السياسة الواقعية تفرض على الاوروبيين تغيير نظرتهم حيال ما يجري في سورية.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة