دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
اجرى الرئيس بشار الاسد اتصالات مع عدد من اصدقائه اللبنانيين رداً على اتصالات كان قد اجراها هؤلاء مع الرئيس الاسد للتهنئة بعيد ميلاده وبذكرى حرب تشرين، ولم يرد عليها بسبب انشغالاته الكثيرة يومها لكنه عاد منذ ايام واتصل شخصياً بمعظم من اتصلوا به،
وكانت الاحاديث ودية للغاية والاسئلة عن الصحة والاهل والاحوال، واستمرت بعض الاتصالات لاكثر من نصف ساعة، وقد شكر الرئيس الاسد للمتصلين «عاطفتهم» وبان سوريا لن تنسى «وفاء» من وقف معها في ساعات الشدة. ونقلت بعض هذه الشخصيات ان الرئيس الاسد شرح للبعض حقيقة ما تتعرض له سوريا من هجمة كونية وحتمية الانتصار عليها، وبان سوريا تعيش في ازمة لكن الاوضاع ليست كما تصورها وسائل الاعلام المساهمة في الحرب على سوريا، كما شرح لهم بالتفاصيل الاوضاع على بعض الجبهات وتحديداً في حلب، مشدداً لهؤلاء ان سوريا ستنتصر لكن الحسم يحتاج لبعض الوقت، وجزم لاصدقائه بأن المؤامرة لن تنجح وستسقط بفضل وعي الشعب السوري وصموده الذي بدل المعادلات..
ونقلت الشخصيات «بان الرئيس الاسد تحدث معهم مطمئناً للتطورات واثقاً من قدرات الجيش السوري وكان مرتاحاً جداً بعكس ما يروج له الاعلام الخارجي والتسريبات الغربية» كما ان الاتصالات تطرقت الى الاوضاع العائلية حيث قدمت الشخصيات اللبنانية التعازي للرئيس الاسد باللواء آصف شوكت، وبالقادة السوريين الذين استشهدوا في مبنى الامن القومي وكذلك شهداء الجيش والمدنيين مؤكدين للرئيس الاسد الوقوف الى جانب سوريا..
واشارت المعلومات، ان الاحاديث لم تتطرق مطلقاً الى الاوضاع اللبنانية والى اي ملف داخلي لبناني والى اي ملف شائك سوري لبناني، لكن الرئيس الاسد شكر للمتصلين وفاءهم مشدداً بان المستقبل سيكون لصالح قوى المقاومة.
وقد شرحت بعض الشخصيات اللبنانية ما سمعته من الرئيس الاسد لعدد من المسؤولين والمغاير جذرياً لما تبثه وسائل الاعلام والدول الخليحية، وتشير هذه الشخصيات بان التخبط الاميركي والاوروبي والخليجي والتركي يعود الى صمود النظام السوري وقوة الجيش السوري وتماسكه، وكذلك قوة النظام على المستوى الدبلوماسي والاداري والمؤسساتي في الداخل، وهذا الامر فاجأ العالم.. وبالتالي فان «عامل الوقت» هو لصالح النظام السوري كليا، وهذا العامل كان لصالح سوريا في كل ازماتها رغم ان تكاليف المرحلة الاخيرة كان باهظاً جداً.
وتضيف هذه الشخصيات، ان الصمود السوري هو الذي جعل بان كي مون والابراهيمي وفيلتمان يجتمعون بوزير الخارجية وليد المعلم في نيويورك لانه لا يمكن لاي كان ان يتجاوز النظام في اي حل.. وبالتالي فان عامل الوقت لصالح النظام والازمة الان بدأت ملامحها تنتقل الى الخليج الى تركيا حيث ظهر النظام التركي بانه «دولة من كرتون» في ظل التحركات الشعبية الداخلية كما ان الاحداث السورية حركت العوامل الطائفية في انقرة عبر مواجهات يومية في اضنة والعديد من المناطق التركية يتم التعتيم عليها اعلامياً وبالتالي فان تركيا عاجزة عن فعل اي شيء في ظل الحديث عن انتخابات مبكرة تطرحها المعارضة التركية…
وتتابع هذه الشخصيات بان العقلية الامنية السورية تلعب دورها بامتياز حيث تقوم المخابرات السورية بتزويد المخابرات الخارجية وحتى الغربية بصورعن المجموعات الارهابية واسماء هؤلاء القادة وصور القتلى الارهابيين من سعوديين وافغان وشيشان ويمنيين وغيرهم ومعظم هؤلاء هم مطلوبون من الدول الاجنبية، وهذا ما بدأت تشيره الصحف الاميركية والاجنبية وهذا التنامي الاصولي يقلق الغربيين فعلياً خصوصاً ان المخابرات الاجنبية طلبت تعاوناً امنياً من المخابرات السورية عن بعض الاسماء العرب المتهمين بالضلوع في احداث حصلت في الولايات المتحدة الاميركية.
وتضيف هذه الشخصيات ان التبدلات على الارض وتقدم الجيش السوري هما سبب الصراخ التركي الاخير والطلب من الابراهيمي الاستعجال في مهامه عبر طرح نشر قوات دولية في سوريا تقدر بـ3 الاف جندي، وهذا الامر سترفضه سوريا حسب مصادر حليفة لها لان سوريا لن توافق على اعطاء الغرب والابراهيمي من اوراق عجز الاخرون عن اخذها بالقوة، ولذلك تقول هذه الشخصيات ان الضغط على سوريا سيتصاعد خلال الفترة القادمة للقبول بنشر قوات دولية وبالتالي اقامة خطوط تماس وفصل بين المقاتلين، وهذا لن يحصل مهما كان حجم الضغوط والابتزازات، فالمشكلة الان عند الاخرين وليس عند سوريا، وموازين القوى على الارض تمنع من تمرير اي حل مدعوما بالفيتو الروسي والصيني والموقف الايراني، وصمود العراق.
وبالتالي فان الرهان التركي على البارزاني وغيره لا يقدم او يؤخر، لان تركيا عندما تلعب بامن المنطقة كلها، وهي «اعجز» من القيام بهذا الدور لان «زمن العثمانية ولى مع عبد الحميد ولن يعود مع اردوغان مطلقاً، وليعرف الاتراك وغيرهم انه عندما انتصر الشعب السوري لعروبته بدأ سقوط العثمانية والتاريخ يكرر نفسه الان حيث حلم اردوغان العثماني لن يتحقق مع دفاع الشعب السوري عن عروبته».
الديار
المصدر :
الديار
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة