في قنوات ري قديمة في ريف دمشق، يرجَّح أنها تعود إلى العهد الروماني، عثرت وحدة من الجيش العربي السوري على أسلحة مختلفة، منها صنع “إسرائيلي”، وبعضها من صنع الولايات المتحدة الأميركية، وبعضها الآخر يحمل شارات تركية.

اللافت في الأمر أن هذه الأسلحة كانت مخزّنة في القناة بطريقة احترافية، تدل على تلقي المسلحين تدريبات مكثفة، وبتقنية عالية، في كيفية إخفاء هذه الأسلحة عن الأنظار.

وفي أكثر من مكان من المناطق التي شهدت معارك، كحلب وحمص ودرعا، كان الجيش السوري يعثر على مخابئ مشابهة للأسلحة، وأيضاً للمسلحين، ما يؤشر على مدى الاستعدادات التي كانت تجري لضرب وتخريب سورية، والتي تبين أن قيادات فلسطينية كانت دمشق تحيطها برعايتها وحمايتها ودعمها، استغلت هذه المعاملة المميزة وانخرطت في المشروع المعادي لسورية، وهي مع الأسابيع الأولى لبدء تنفيذ المؤامرة غادرت مقرها الدمشقي لتستقر في الدولة العربية الأغنى في إنتاج الغاز.

نسوق هذه البداية لنشير إلى ذلك الجمع الذي التقى في تركيا بمناسبة انعقاد مؤتمر “حزب العدالة والتنمية”، والذي جمع في من جمع: رئيس مصر، وممثلين للسلطة الجديدة في تونس، وخالد مشعل.. وممثلين من لبنان كان من بينهم الرئيس الأعلى لحزب الكتائب أمين الجميل.

يبدو أن رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته أحمد داود أوغلو لم يدركا أنه لم يبق من وجود لشيء اسمه والي صيدا أو عكا أو دمشق أو بيروت منذ العام 1916، وأن هذه المنطقة التي اسمها الشرق الأوسط وضع الأميركي عينه ويده عليها منذ مطلع خمسينيات القرن الماضي، وتحديداً في ربيع العام 1953، حينما جاء جون فوستر دالاس برحلة استطلاعية إلى المنطقة، وأجرى محادثات مع رئيس الحكومة التركية آنئذ عدنان مندريس، حيث تمخضت هذه المحادثات عن إنشاء “جبهة شرقية” تكون بمنزلة درع لحماية المصالح الأميركية، على أن تضم هذه الجبهة الدول المتاخمة لحدود تركيا ودول الجوار الإقليمي، لتكون همزة الوصل بين الحلف الأطلسي وجنوب شرق آسيا.

وفي كانون الثاني عام 1954، استدعى الرئيس الأميركي دوايت أيزنهاور الرئيس التركي جلال بايار، الذي صرح بعد لقائه السيد الأميركي الأول، أنه لم يعد ثمة مجال أمام الحياد، بل يجب الاختيار إما التعاون “مع دعوة الحرية، أو السير في طريق العبودية”.

حبذا لو نعود إلى مواقف وخطابات أردوغان ومرسي ومشعل، وحتى إلى تصريحات أمين الجميل، وغزلهم لـ”حرية” الشعب السوري أثناء زيارتهم التركية. ثم على الجميع، وخصوصاً أولئك الذين يتشدقون بالحديث عن مصالح المسلمين، أن يتذكروا أن أردوغان – أوغلو فاجأا وزارة الدفاع الأميركية، وحتى الـ”C.I.A” حينما طالبا الإدارة الأميركية قبل سنة أثناء وجودهما في نيويورك، نصب شبكة الدرع الصاروخية فوق الأراضي التركية.

فأردوغان – أوغلو بعد أن تبين لهما استحالة سقوط الدولة الوطنية السورية يومها، وبالتالي عدم إمكانية فتح الطريق لهما لنوع من “العثمانية الجديدة”، كما كان ينظر أحمد داود أغلو، ذهبا بعيداً، وربما أكثر من بايار – مندريس، ليتربعا في المنطقة كسلطان جديد، وهو الأمر الذي دفع بأردوغان لتحويل تركيا إلى نظام رئاسي، يتولى خلال الأشهر المقبلة رئاسة السلطنة الجديدة، حيث خيّلت له نفسه أنه قادر أن يضع يده أو يمد نفوذه إلى منطقة الشرق الأوسط ونفطها، فيصير مع الكيان الصهيوني الحاكميْن الفعلييْن للمنطقة لحساب السيد الأميركي، ولهذا رفع وتيرة عدائه وتدخله في سورية، وفتح معسكرات للمجموعات المسلحة، تحت غطاء مخيمات للنازحين السوريين.. ويبدو أنه فاته المصير الذي وصل إليه بايار – مندريس، والذي يندفع إليه أردوغان – أوغلو – غول، بعد سياستهم المروعة في فشلها، حيث كان حلمهم في البداية أن يكونوا جزءاً من الاتحاد الأوروبي، فعجزوا عن ذلك، فجاءتهم يد الإنقاذ من بشار الأسد، عبر نظرية تشبيك البحار الخمسة، وتكوين مجالات اقتصادية وإنمائية وتنسيقية، لكن الأحلام الإمبراطورية للحلف التركي جعلته يندفع في العداء لسورية، بعد أن صُوّر لهم أو هم توهموا أن النظام آيل للسقوط في غضون أسابيع، أو أشهر قليلة، وبالتالي يزال السد المانع أمام الأحلام الإمبراطورية، لكن كل ذلك كان أضغاث أحلام، لأن الأميركي لديه مشروعه الذي لا يتزحزح عنه، وهو أن الشرق الأوسط ماركة أميركية تريد دائماً أن تشكله حسب مصالحها، وعنوانه هذه المرة “الشرق الأوسط الجديد”، القائم على الفوضى الخلاقة التي سيكون لتركيا النصيب الوافر فيه، وربما العودة إلى المشروع الأصلي الذي وُضع لها في بدايات القرن الماضي، بأن تكون ثلاث أو أربع دويلات.

هل بقي أمام هذا التركي من أوراق؟ من الواضح أنه وصل إلى حد ضرب رأسه بالجدار السميك، فبات كالمجموعات السورية المسلحة التي تتحدث باستمرار عن انسحابات تكتيكية أمام ضربات الجيش العربي السوري، فالتركي تذكّر هذا الأسبوع إسقاط سورية طائرتيْه الحربيتيْن، فزعم أن موسكو هي من أسقطتهما، فكان الرد الروسي مختصراً وبليغاً؛ أنه اتهام سخيف لا يستحق حتى مجرد التعليق، وبعد أن حاول التركي أن يلعب بالمسألة الكردية، فكان أن وقعت أنقرة في شر أعمالها، حينما تجاوزت كل قوانين وقواعد العلاقات الدولية في عملها لإبرام اتفاقية نفطية مع مسعود البرازاني، متجاوزة الحكومة العراقية المركزية، وحاولت أن تستعدي حكومة كردستان على حزب العمال الكردستاني، ظناً منها أنها بذلك تتمكن من تحويل كرْد سورية لصالحها، وتجعلهم يعادون دولتهم الوطنية، كما حمت طارق الهاشمي المتهم من حكومة بغداد بأعمال الإرهاب، وفي كل ذلك فتحت عليها أبواب جهنم التي لا تعرف كيف تغلقها، خصوصاً أن ما يتمتع به الأكراد في العراق لا يمكن أن يحلموا به، فرئيس الدولة ووزير الخارجية هما كرديان، في وقت تتمتع به كردستان بحكم ذاتي ذات سلطات واسعة، وهو ما لا يحلم به أكراد تركيا، الذين بدأ الحلم يراودهم، وصارت المواجهة بشكل يومي مع القوات التركية تحمل أنباء جديدة عن الخسائر التي تُمنى بها تركيا، في وقت صار أكراد سورية أحد خطوط الدفاع الهامة عن الدولة الوطنية في سورية.

بشكل عام، الترهل والانكفاء هما اللذان يطبعان حركة أنقرة الآن، بعد اتضاح كلفة التورط العالية في سورية، ولن تنفعها جرعة الدعم اللفظية التي أطلقها محمد مرسي.. ولا حتى خالد مشعل في مؤتمر “حزب العدالة والتنمية”، فما يقوله مرسي تحت الطاولة ووراء الكواليس يختلف كثيراً، لأن كل حلف العداء لسورية، بدءاً من رأسه الأميركي والصهيوني، مروراً بالتركي والفرنسي، ومعهم الزمر المسلحة، باتوا في مرحلة البحث عن خطة للخروج من الورطة السورية، خصوصاً بعد اتضاح العجز عن إسقاط الدولة الوطنية السورية، ولم يبق إلا الممول القطري والسعودي، اللذين يعرفان كم ستكون التكلفة عليهما عالية، وربما وجد الأميركي والغربي أن الأوان حلّ لتحميلهما مسؤولية الإرهاب من أفغانستان إلى العراق إلى 11 أيلول 2001، وإلى ما قبلها وبعدها، وهنا يبدو المصري متحمساً لعمل اللجنة الرباعية وتطويرها، ليكون له دور في الحل، وهو عكس ما يصرح به مرسي.

تابعوا جيداً الحملة الفرنسية على الاستثمارات القطرية في فرنسا.

انتظروا انتهاء الانتخابات الرئاسية الأميركية، التي لم يعد يفصلها عنها سوى أربعة أسابيع.

راقبوا جيداً ما يجري في السعودية، أمير يموت وآخر يمرض، وثالث يغادر، ورابع يحذر، وانتبهوا جيداً أن مسؤول الحرس الأميري في قطر هو من القاعدة، وأن الحمديْن نادراً ما صارا يلتقيان، وإن كان حمد بن خليفة يدعو لدخول قوات عربية إلى سورية، يحاول من خلالها أن “يشرعن” وجود المجموعات المسلحة في كل مكان، لكن تحت اسم قوات عربية.

وقبل كل هذا وذاك، ثمة تحدٍّ كبير أمام العملاقين الروسي والصيني، وهو ترويض العقل الغربي على أن الدولة الوطنية السورية بقيادة الرئيس بشار الأسد تواجه وتتقدم وتنتصر.. وبانتصارها سيكون هناك من يدفع الثمن.. والثمن سيكون كبيراً..

  • فريق ماسة
  • 2012-10-04
  • 7898
  • من الأرشيف

سورية تتقدم في المواجهة.. وتركيا وقطر والسعودية يحصدْن شر أعمالهن

في قنوات ري قديمة في ريف دمشق، يرجَّح أنها تعود إلى العهد الروماني، عثرت وحدة من الجيش العربي السوري على أسلحة مختلفة، منها صنع “إسرائيلي”، وبعضها من صنع الولايات المتحدة الأميركية، وبعضها الآخر يحمل شارات تركية. اللافت في الأمر أن هذه الأسلحة كانت مخزّنة في القناة بطريقة احترافية، تدل على تلقي المسلحين تدريبات مكثفة، وبتقنية عالية، في كيفية إخفاء هذه الأسلحة عن الأنظار. وفي أكثر من مكان من المناطق التي شهدت معارك، كحلب وحمص ودرعا، كان الجيش السوري يعثر على مخابئ مشابهة للأسلحة، وأيضاً للمسلحين، ما يؤشر على مدى الاستعدادات التي كانت تجري لضرب وتخريب سورية، والتي تبين أن قيادات فلسطينية كانت دمشق تحيطها برعايتها وحمايتها ودعمها، استغلت هذه المعاملة المميزة وانخرطت في المشروع المعادي لسورية، وهي مع الأسابيع الأولى لبدء تنفيذ المؤامرة غادرت مقرها الدمشقي لتستقر في الدولة العربية الأغنى في إنتاج الغاز. نسوق هذه البداية لنشير إلى ذلك الجمع الذي التقى في تركيا بمناسبة انعقاد مؤتمر “حزب العدالة والتنمية”، والذي جمع في من جمع: رئيس مصر، وممثلين للسلطة الجديدة في تونس، وخالد مشعل.. وممثلين من لبنان كان من بينهم الرئيس الأعلى لحزب الكتائب أمين الجميل. يبدو أن رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته أحمد داود أوغلو لم يدركا أنه لم يبق من وجود لشيء اسمه والي صيدا أو عكا أو دمشق أو بيروت منذ العام 1916، وأن هذه المنطقة التي اسمها الشرق الأوسط وضع الأميركي عينه ويده عليها منذ مطلع خمسينيات القرن الماضي، وتحديداً في ربيع العام 1953، حينما جاء جون فوستر دالاس برحلة استطلاعية إلى المنطقة، وأجرى محادثات مع رئيس الحكومة التركية آنئذ عدنان مندريس، حيث تمخضت هذه المحادثات عن إنشاء “جبهة شرقية” تكون بمنزلة درع لحماية المصالح الأميركية، على أن تضم هذه الجبهة الدول المتاخمة لحدود تركيا ودول الجوار الإقليمي، لتكون همزة الوصل بين الحلف الأطلسي وجنوب شرق آسيا. وفي كانون الثاني عام 1954، استدعى الرئيس الأميركي دوايت أيزنهاور الرئيس التركي جلال بايار، الذي صرح بعد لقائه السيد الأميركي الأول، أنه لم يعد ثمة مجال أمام الحياد، بل يجب الاختيار إما التعاون “مع دعوة الحرية، أو السير في طريق العبودية”. حبذا لو نعود إلى مواقف وخطابات أردوغان ومرسي ومشعل، وحتى إلى تصريحات أمين الجميل، وغزلهم لـ”حرية” الشعب السوري أثناء زيارتهم التركية. ثم على الجميع، وخصوصاً أولئك الذين يتشدقون بالحديث عن مصالح المسلمين، أن يتذكروا أن أردوغان – أوغلو فاجأا وزارة الدفاع الأميركية، وحتى الـ”C.I.A” حينما طالبا الإدارة الأميركية قبل سنة أثناء وجودهما في نيويورك، نصب شبكة الدرع الصاروخية فوق الأراضي التركية. فأردوغان – أوغلو بعد أن تبين لهما استحالة سقوط الدولة الوطنية السورية يومها، وبالتالي عدم إمكانية فتح الطريق لهما لنوع من “العثمانية الجديدة”، كما كان ينظر أحمد داود أغلو، ذهبا بعيداً، وربما أكثر من بايار – مندريس، ليتربعا في المنطقة كسلطان جديد، وهو الأمر الذي دفع بأردوغان لتحويل تركيا إلى نظام رئاسي، يتولى خلال الأشهر المقبلة رئاسة السلطنة الجديدة، حيث خيّلت له نفسه أنه قادر أن يضع يده أو يمد نفوذه إلى منطقة الشرق الأوسط ونفطها، فيصير مع الكيان الصهيوني الحاكميْن الفعلييْن للمنطقة لحساب السيد الأميركي، ولهذا رفع وتيرة عدائه وتدخله في سورية، وفتح معسكرات للمجموعات المسلحة، تحت غطاء مخيمات للنازحين السوريين.. ويبدو أنه فاته المصير الذي وصل إليه بايار – مندريس، والذي يندفع إليه أردوغان – أوغلو – غول، بعد سياستهم المروعة في فشلها، حيث كان حلمهم في البداية أن يكونوا جزءاً من الاتحاد الأوروبي، فعجزوا عن ذلك، فجاءتهم يد الإنقاذ من بشار الأسد، عبر نظرية تشبيك البحار الخمسة، وتكوين مجالات اقتصادية وإنمائية وتنسيقية، لكن الأحلام الإمبراطورية للحلف التركي جعلته يندفع في العداء لسورية، بعد أن صُوّر لهم أو هم توهموا أن النظام آيل للسقوط في غضون أسابيع، أو أشهر قليلة، وبالتالي يزال السد المانع أمام الأحلام الإمبراطورية، لكن كل ذلك كان أضغاث أحلام، لأن الأميركي لديه مشروعه الذي لا يتزحزح عنه، وهو أن الشرق الأوسط ماركة أميركية تريد دائماً أن تشكله حسب مصالحها، وعنوانه هذه المرة “الشرق الأوسط الجديد”، القائم على الفوضى الخلاقة التي سيكون لتركيا النصيب الوافر فيه، وربما العودة إلى المشروع الأصلي الذي وُضع لها في بدايات القرن الماضي، بأن تكون ثلاث أو أربع دويلات. هل بقي أمام هذا التركي من أوراق؟ من الواضح أنه وصل إلى حد ضرب رأسه بالجدار السميك، فبات كالمجموعات السورية المسلحة التي تتحدث باستمرار عن انسحابات تكتيكية أمام ضربات الجيش العربي السوري، فالتركي تذكّر هذا الأسبوع إسقاط سورية طائرتيْه الحربيتيْن، فزعم أن موسكو هي من أسقطتهما، فكان الرد الروسي مختصراً وبليغاً؛ أنه اتهام سخيف لا يستحق حتى مجرد التعليق، وبعد أن حاول التركي أن يلعب بالمسألة الكردية، فكان أن وقعت أنقرة في شر أعمالها، حينما تجاوزت كل قوانين وقواعد العلاقات الدولية في عملها لإبرام اتفاقية نفطية مع مسعود البرازاني، متجاوزة الحكومة العراقية المركزية، وحاولت أن تستعدي حكومة كردستان على حزب العمال الكردستاني، ظناً منها أنها بذلك تتمكن من تحويل كرْد سورية لصالحها، وتجعلهم يعادون دولتهم الوطنية، كما حمت طارق الهاشمي المتهم من حكومة بغداد بأعمال الإرهاب، وفي كل ذلك فتحت عليها أبواب جهنم التي لا تعرف كيف تغلقها، خصوصاً أن ما يتمتع به الأكراد في العراق لا يمكن أن يحلموا به، فرئيس الدولة ووزير الخارجية هما كرديان، في وقت تتمتع به كردستان بحكم ذاتي ذات سلطات واسعة، وهو ما لا يحلم به أكراد تركيا، الذين بدأ الحلم يراودهم، وصارت المواجهة بشكل يومي مع القوات التركية تحمل أنباء جديدة عن الخسائر التي تُمنى بها تركيا، في وقت صار أكراد سورية أحد خطوط الدفاع الهامة عن الدولة الوطنية في سورية. بشكل عام، الترهل والانكفاء هما اللذان يطبعان حركة أنقرة الآن، بعد اتضاح كلفة التورط العالية في سورية، ولن تنفعها جرعة الدعم اللفظية التي أطلقها محمد مرسي.. ولا حتى خالد مشعل في مؤتمر “حزب العدالة والتنمية”، فما يقوله مرسي تحت الطاولة ووراء الكواليس يختلف كثيراً، لأن كل حلف العداء لسورية، بدءاً من رأسه الأميركي والصهيوني، مروراً بالتركي والفرنسي، ومعهم الزمر المسلحة، باتوا في مرحلة البحث عن خطة للخروج من الورطة السورية، خصوصاً بعد اتضاح العجز عن إسقاط الدولة الوطنية السورية، ولم يبق إلا الممول القطري والسعودي، اللذين يعرفان كم ستكون التكلفة عليهما عالية، وربما وجد الأميركي والغربي أن الأوان حلّ لتحميلهما مسؤولية الإرهاب من أفغانستان إلى العراق إلى 11 أيلول 2001، وإلى ما قبلها وبعدها، وهنا يبدو المصري متحمساً لعمل اللجنة الرباعية وتطويرها، ليكون له دور في الحل، وهو عكس ما يصرح به مرسي. تابعوا جيداً الحملة الفرنسية على الاستثمارات القطرية في فرنسا. انتظروا انتهاء الانتخابات الرئاسية الأميركية، التي لم يعد يفصلها عنها سوى أربعة أسابيع. راقبوا جيداً ما يجري في السعودية، أمير يموت وآخر يمرض، وثالث يغادر، ورابع يحذر، وانتبهوا جيداً أن مسؤول الحرس الأميري في قطر هو من القاعدة، وأن الحمديْن نادراً ما صارا يلتقيان، وإن كان حمد بن خليفة يدعو لدخول قوات عربية إلى سورية، يحاول من خلالها أن “يشرعن” وجود المجموعات المسلحة في كل مكان، لكن تحت اسم قوات عربية. وقبل كل هذا وذاك، ثمة تحدٍّ كبير أمام العملاقين الروسي والصيني، وهو ترويض العقل الغربي على أن الدولة الوطنية السورية بقيادة الرئيس بشار الأسد تواجه وتتقدم وتنتصر.. وبانتصارها سيكون هناك من يدفع الثمن.. والثمن سيكون كبيراً..

المصدر : الثبات /أحمد زين الدين


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة