أكد الكاتب اللبناني محمد نور الدين المتخصص بالشؤون التركية أن حكومة حزب العدالة والتنمية تشعر بخطورة استمرار المأزق الذي أوقعت نفسها فيه من جراء تورطها في الأزمة في سورية وتريد الخروج منه بالمزيد من التوتير.

وأوضح الكاتب في مقال نشرته صحيفة السفير اللبنانية اليوم أن القاصي والداني بات يعرف أن تركيا تتبع سياسة حافة الهاوية أملا في استدراج الغرب والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي إلى الموقف التركي والعدوان على سورية لافتا إلى أن ما نسبته من 60 إلى 90 في المئة من الرأي العام التركي هم ضد التدخل العسكري في سورية.

وأوضحت الصحيفة أن المسؤولين الأتراك سيجدون أنفسهم بعد أيام وليس أسابيع أنهم لا يزالون غارقين في مأزق بشأن محاولاتهم تحويل مناطق من شمال سورية إلى مناطق عازلة أو إلى بنغازي جديدة وأن الخروج من هذا المأزق يحتاج إلى مراجعة جذرية لكل سياساتهم في سورية والمنطقة والابتعاد عن أوهام هيمنة العثمنة والسلجقة والاعتراف بأن الماضي بات من الماضي وبأن شعوب الإمبراطورية لم تعد رعايا بل مستقلة وحرة.

ولفتت الصحيفة إلى أنه كان الاحرى برئيس حكومة حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان الذي استشهد بالسلطان محمد الفاتح والسلطان ألب ارسلان التمثل بسيرتهم وإعلان النفير العام دفاعا عن الأتراك التسعة الذين سقطوا على يد الجنود الإسرائيليين في حادثة أسطول الحرية في أيار عام2010 حينها لم يقطع أردوغان علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل بل ازدادت تجارة تركيا معها كل سنة بنسبة 35 في المئة ولم يدفع البرلمان التركي لاستصدار مذكرة تجيز للحكومة استخدام القوة تجاه أي تهديد إسرائيلي وفي ذلك تطبق حكومة أردوغان سياسة (رحماء على الأعداء وأشداء على الأقرباء) وختمت الصحيفة مقالها بالقول "لقد قلنا سابقا إن بضع رصاصات أو قذائف كانت كافية لكي تستنجد تركيا بحلف شمال الأطلسي، وهو النموذج الذي جعلنا نعترض على تنصيب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل تركيا الأطلسية زعيمة للعالم الإسلامي فيما كان الأحرى بأردوغان أن يستنجد بالأطلسي ليرد عدوان إسرائيل على سفينة مرمرة".

  • فريق ماسة
  • 2012-10-04
  • 10689
  • من الأرشيف

السفير اللبنانية: على تركيا الاعتراف بأن الماضي بات من الماضي وشعوب الإمبراطورية لم تعد رعايا بل مستقلة وحرة

أكد الكاتب اللبناني محمد نور الدين المتخصص بالشؤون التركية أن حكومة حزب العدالة والتنمية تشعر بخطورة استمرار المأزق الذي أوقعت نفسها فيه من جراء تورطها في الأزمة في سورية وتريد الخروج منه بالمزيد من التوتير. وأوضح الكاتب في مقال نشرته صحيفة السفير اللبنانية اليوم أن القاصي والداني بات يعرف أن تركيا تتبع سياسة حافة الهاوية أملا في استدراج الغرب والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي إلى الموقف التركي والعدوان على سورية لافتا إلى أن ما نسبته من 60 إلى 90 في المئة من الرأي العام التركي هم ضد التدخل العسكري في سورية. وأوضحت الصحيفة أن المسؤولين الأتراك سيجدون أنفسهم بعد أيام وليس أسابيع أنهم لا يزالون غارقين في مأزق بشأن محاولاتهم تحويل مناطق من شمال سورية إلى مناطق عازلة أو إلى بنغازي جديدة وأن الخروج من هذا المأزق يحتاج إلى مراجعة جذرية لكل سياساتهم في سورية والمنطقة والابتعاد عن أوهام هيمنة العثمنة والسلجقة والاعتراف بأن الماضي بات من الماضي وبأن شعوب الإمبراطورية لم تعد رعايا بل مستقلة وحرة. ولفتت الصحيفة إلى أنه كان الاحرى برئيس حكومة حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان الذي استشهد بالسلطان محمد الفاتح والسلطان ألب ارسلان التمثل بسيرتهم وإعلان النفير العام دفاعا عن الأتراك التسعة الذين سقطوا على يد الجنود الإسرائيليين في حادثة أسطول الحرية في أيار عام2010 حينها لم يقطع أردوغان علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل بل ازدادت تجارة تركيا معها كل سنة بنسبة 35 في المئة ولم يدفع البرلمان التركي لاستصدار مذكرة تجيز للحكومة استخدام القوة تجاه أي تهديد إسرائيلي وفي ذلك تطبق حكومة أردوغان سياسة (رحماء على الأعداء وأشداء على الأقرباء) وختمت الصحيفة مقالها بالقول "لقد قلنا سابقا إن بضع رصاصات أو قذائف كانت كافية لكي تستنجد تركيا بحلف شمال الأطلسي، وهو النموذج الذي جعلنا نعترض على تنصيب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل تركيا الأطلسية زعيمة للعالم الإسلامي فيما كان الأحرى بأردوغان أن يستنجد بالأطلسي ليرد عدوان إسرائيل على سفينة مرمرة".

المصدر : السفير/ محمد نور الدين


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة