جميعنا كان يتشوق لسماع الرئيس الأميركي باراك أوباما في الجمعية العامة للأمم المتحدة لمعرفة اتجاه الرياح الدولية المقبلة في ظرف عصيب تشهده العلاقات الدولية بفعل جملة من الأسباب المتداخلة والمعقدة.

وعليه، سلطت أضواء الاعلام الدولي على ما سيقوله الخطيب المفوه، عشية الاستحقاق الرئاسي في الولايات المتحدة. في المقابل، نسي معظمنا أن رئيسة البرازيل، السيدة ديلما روسوف، زعيمة احدى الدول الناشئة هي في الواقع من إفتتحت جلسة المناقشات بعد كلمتي الأمين العام ورئيس الجمعية العامة الثلاثاء الماضي.

وإذا كان أوباما قد خطف الأضواء في نيويورك، فان سيدة البرازيل ستخطف بدورها الأضواء في قمة ليما في البيرو اليوم. ومن لم يصغِ من الرؤساء والملوك والأمراء إليها كفاية في الجمعية العامة للأمم المتحدة سيضطر إلى ذلك في القمة الثالثة التي تجمع 21 دول عربية و11 دولة من القسم الجنوبي من أميركا اللاتينية.

فالبرازيل كانت محرك هذا التجمع الدولي ـ الإقليمي أيام الرئيس السابق لويس لولا دا سيلفا فاستضافت قمته الأولى في 2005، والثانية في قطر 2009.ومن بعده استمرت ديلما روسوف في حمل مشعل التقارب بين هذين العالمين اللذين تجمعهما وشائج التاريخ والثقافة المشتركة عبر الثقافة العربية ـ الاسلامية التي نقلها البرتغال واسبانيا إلى أميركا اللاتينية، وكذلك موجات من هجرة نحو 15 مليوناً من اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين إلى البرازيل وحدها. وكان من نتائج هذا التقارب السياسي والاقتصادي بين المجموعتين – بالاضافة إلى كل من إيران وتركيا وإسرائيل ـ أن بلغ حجم التبادل بينهما 25 مليار دولار عام 2011 لصالح دول أميركا اللاتينية و17 ملياراً لصالح دول الشرق الأوسط.

طبعاً ستتحدث زعيمة البرازيل الحالية عن ضرورة تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والثقافية لكنها ستشرح أيضاً رؤيتها للعالم الجديد الذي هو في طور التشكل، ولطموح الدول الناشئة كالبرازيل وغيرها في تنكب المسؤوليات في هذا العالم العتيد المتعدد الأقطاب.

وهنا ستُشدد روسوف على موقف بلادها الثابت من معارضة أي انحراف في نظام الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالتحديد على خلفية الانقسام الحاد بين دول غربية وعربية وبين دول مجموعة “البريكس” على تجاوز ميثاق الأمم المتحدة لاسيما في ما تعلق بالحرب على ليبيا، وما يُسوق اليوم من سيناريوهات حربية من خارج مجلس الأمن في شأن سوريا تحت شعار “مسؤولية الحماية”.

وبحسب أحد الديبلوماسيين المتابعين، ستقول الرئيسة روسوف للقادة العرب حرفياً: ” أنه من غير الممكن أن نسمح اليوم باستبدال ائتلاف بعض الدول لشن الحرب من دون موافقة أعلى سلطة أممية بمجلس الأمن، كما جرى الأمر سابقاً. فهذا سيكون مناقضاً للشرعية الدولية. أما مسؤولية الحماية، فيجب أن تُستكمل بالمسؤولية حين نزعم الحماية”.

وستكرر على مسامع القادة العرب بأن البرازيل مع حل النزاعات بالوسائل السلمية، وهنا ستشرح ديلما روسوف موقفها من الأزمة السورية، “باعتبارها رئيسة بلد هو الوطن الأم لملايين الناس من أصل سوري”، وستقول لهم بحضور الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي: ” لا حل عسكرياً للأزمة السورية” وبأن “الديبلوماسية هي الخيار الوحيد”.

وستحمل روسيف أطراف النزاع وزر ما يجري “لاسيما الحكومة السورية المسؤولية الأساسية عن دورة العنف التي يقع ضحيتها جزء كبير من السكان من نساء وأولاد وأطفال”، لافتة في الوقت نفسه إلى “أننا نعي أيضاً المسؤولية التي تقع على مجموعات المعارضة المسلحة خصوصاً أولئك الذين يستفيدون أكثر فأكثر من الدعم العسكري واللوجستي الخارجي”. وستدعو إلى الأطراف إلى رمي السلاح والجلوس على طاولة الحوار في ما بينهم، بمساعدة المبعوث الخاص الأخضر الإبراهيمي. وستبدي تعاطفها مع الدول المجاورة التي تستضيف لاجئين سوريين.

 

ووصف أحد الديبلوماسيين المعنيين الفقرة حول سوريا التي ستصدر في البيان الختامي لقمة ليما “بالحد الأدنى” لأنها ستوفق بين البلدان العربية التي تعارض بقوة النظام السوري وتسعى لإسقاطه والبلدان الأخرى التي تدافع عنه بشراسة كفنزويلا وبوليفيا وغيرهما. مشيراً إلى أن الفقرة المشار إليها “ستؤكد على سيادة سوريا وستدين الجرائم وسلسلة الفظاعات المرتكبة، وستدعو إلى حل سلمي من دون تدخل خارجي”.

بالطبع لن يفوت الرئيسة البرازيلية أن تكرر إدانتها للأفكار المسبقة ضد المسلمين على خلفية الفيلم الأميركي الأخير المسيء للإسلام وسوف تفيدهم بأنها أصدرت توجيها بمنع تداوله على الانترنيت في بلادها.

وسيكون للنقاش المتعدد الأطراف في البيرو حول عدد من هذه المسائل السياسية، ومنها القضية الفلسطينية، نكهة خاصة في هذه القمة الأولى بعد التغييرات الحاصلة في العالم العربي، لتخرج من اطار العناوين السياسية العامة.

 

الجمهورية

  • فريق ماسة
  • 2012-09-30
  • 8903
  • من الأرشيف

هذا ما ستقوله رئيسة البرازيل للقادة العرب عن الازمة في سورية بقمة "ليما "؟

جميعنا كان يتشوق لسماع الرئيس الأميركي باراك أوباما في الجمعية العامة للأمم المتحدة لمعرفة اتجاه الرياح الدولية المقبلة في ظرف عصيب تشهده العلاقات الدولية بفعل جملة من الأسباب المتداخلة والمعقدة. وعليه، سلطت أضواء الاعلام الدولي على ما سيقوله الخطيب المفوه، عشية الاستحقاق الرئاسي في الولايات المتحدة. في المقابل، نسي معظمنا أن رئيسة البرازيل، السيدة ديلما روسوف، زعيمة احدى الدول الناشئة هي في الواقع من إفتتحت جلسة المناقشات بعد كلمتي الأمين العام ورئيس الجمعية العامة الثلاثاء الماضي. وإذا كان أوباما قد خطف الأضواء في نيويورك، فان سيدة البرازيل ستخطف بدورها الأضواء في قمة ليما في البيرو اليوم. ومن لم يصغِ من الرؤساء والملوك والأمراء إليها كفاية في الجمعية العامة للأمم المتحدة سيضطر إلى ذلك في القمة الثالثة التي تجمع 21 دول عربية و11 دولة من القسم الجنوبي من أميركا اللاتينية. فالبرازيل كانت محرك هذا التجمع الدولي ـ الإقليمي أيام الرئيس السابق لويس لولا دا سيلفا فاستضافت قمته الأولى في 2005، والثانية في قطر 2009.ومن بعده استمرت ديلما روسوف في حمل مشعل التقارب بين هذين العالمين اللذين تجمعهما وشائج التاريخ والثقافة المشتركة عبر الثقافة العربية ـ الاسلامية التي نقلها البرتغال واسبانيا إلى أميركا اللاتينية، وكذلك موجات من هجرة نحو 15 مليوناً من اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين إلى البرازيل وحدها. وكان من نتائج هذا التقارب السياسي والاقتصادي بين المجموعتين – بالاضافة إلى كل من إيران وتركيا وإسرائيل ـ أن بلغ حجم التبادل بينهما 25 مليار دولار عام 2011 لصالح دول أميركا اللاتينية و17 ملياراً لصالح دول الشرق الأوسط. طبعاً ستتحدث زعيمة البرازيل الحالية عن ضرورة تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والثقافية لكنها ستشرح أيضاً رؤيتها للعالم الجديد الذي هو في طور التشكل، ولطموح الدول الناشئة كالبرازيل وغيرها في تنكب المسؤوليات في هذا العالم العتيد المتعدد الأقطاب. وهنا ستُشدد روسوف على موقف بلادها الثابت من معارضة أي انحراف في نظام الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالتحديد على خلفية الانقسام الحاد بين دول غربية وعربية وبين دول مجموعة “البريكس” على تجاوز ميثاق الأمم المتحدة لاسيما في ما تعلق بالحرب على ليبيا، وما يُسوق اليوم من سيناريوهات حربية من خارج مجلس الأمن في شأن سوريا تحت شعار “مسؤولية الحماية”. وبحسب أحد الديبلوماسيين المتابعين، ستقول الرئيسة روسوف للقادة العرب حرفياً: ” أنه من غير الممكن أن نسمح اليوم باستبدال ائتلاف بعض الدول لشن الحرب من دون موافقة أعلى سلطة أممية بمجلس الأمن، كما جرى الأمر سابقاً. فهذا سيكون مناقضاً للشرعية الدولية. أما مسؤولية الحماية، فيجب أن تُستكمل بالمسؤولية حين نزعم الحماية”. وستكرر على مسامع القادة العرب بأن البرازيل مع حل النزاعات بالوسائل السلمية، وهنا ستشرح ديلما روسوف موقفها من الأزمة السورية، “باعتبارها رئيسة بلد هو الوطن الأم لملايين الناس من أصل سوري”، وستقول لهم بحضور الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي: ” لا حل عسكرياً للأزمة السورية” وبأن “الديبلوماسية هي الخيار الوحيد”. وستحمل روسيف أطراف النزاع وزر ما يجري “لاسيما الحكومة السورية المسؤولية الأساسية عن دورة العنف التي يقع ضحيتها جزء كبير من السكان من نساء وأولاد وأطفال”، لافتة في الوقت نفسه إلى “أننا نعي أيضاً المسؤولية التي تقع على مجموعات المعارضة المسلحة خصوصاً أولئك الذين يستفيدون أكثر فأكثر من الدعم العسكري واللوجستي الخارجي”. وستدعو إلى الأطراف إلى رمي السلاح والجلوس على طاولة الحوار في ما بينهم، بمساعدة المبعوث الخاص الأخضر الإبراهيمي. وستبدي تعاطفها مع الدول المجاورة التي تستضيف لاجئين سوريين.   ووصف أحد الديبلوماسيين المعنيين الفقرة حول سوريا التي ستصدر في البيان الختامي لقمة ليما “بالحد الأدنى” لأنها ستوفق بين البلدان العربية التي تعارض بقوة النظام السوري وتسعى لإسقاطه والبلدان الأخرى التي تدافع عنه بشراسة كفنزويلا وبوليفيا وغيرهما. مشيراً إلى أن الفقرة المشار إليها “ستؤكد على سيادة سوريا وستدين الجرائم وسلسلة الفظاعات المرتكبة، وستدعو إلى حل سلمي من دون تدخل خارجي”. بالطبع لن يفوت الرئيسة البرازيلية أن تكرر إدانتها للأفكار المسبقة ضد المسلمين على خلفية الفيلم الأميركي الأخير المسيء للإسلام وسوف تفيدهم بأنها أصدرت توجيها بمنع تداوله على الانترنيت في بلادها. وسيكون للنقاش المتعدد الأطراف في البيرو حول عدد من هذه المسائل السياسية، ومنها القضية الفلسطينية، نكهة خاصة في هذه القمة الأولى بعد التغييرات الحاصلة في العالم العربي، لتخرج من اطار العناوين السياسية العامة.   الجمهورية

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة