دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
" الموساد الإسرائيلي هو من يقف خلف استهدافنا والمنفذون إن كانوا تكفيريين وهابيين أو تنسيقيات ثورة هم مجرد أدوات رخيصة جاهلة " عبارة جزم بها مهندس في البحوث العلمية السورية التي تعتبر أرفع هيئة علمية تضم نخب العقول السورية .
في عقد الثمانينيات و حتى العام 2000 كان أذكياء سورية يحارون بين دخول البحوث العلمية حيث الراتب المرتفع على مقاعد الدراسة وبين دخول كلية الطب .
قلة منهم كانت تختار البحوث العلمية ،حيث العمل الدؤوب بصمت ،لا شهرة ولا مركز اجتماعي مرموق كالطبيب في مجتمع يقدس الأطبا ، هؤلاء هم اليوم هدف رصاص الغوغاء الثوري السوري الذي يتلطى خلفه الموساد الإسرائيلي و المخابرات المركزية الأمريكية .
تسعة قتلى و مثلهم من الجرحى و المخطوفين حصيلة استهداف تنسيقيات الثورة السورية و جماعات الجهاد الوهابي لكوادر هيئة البحوث العلمية السورية ، حيث لم تتورع تنسيقية جامعة حلب عن الإتيان بأزعر ليصيح تكبير الله اكبر الله أكبر فوق جثة الدكتور سمير رقية الأكاديمي في علوم الطيران و أستاذ محاضر في كلية الميكانيك في جامعة حلب حيث برر قتله بكل بلادة وبرود أعصاب بأنه شبيح من الطائفة ... مهمته قمع المظاهرات السلمية و اغتصاب الحرائر وطالبات الجامعات اللواتي انتقم لهن الجيش الحر !!
مشهد سريالي فاجع صممه وقدمه للشعب السوري شباب موتورين يقولون بالحرية ويقتلون أذكى العقول و أنبل الناس، وهم ينفذون مخططاً موسادياً بجهل لا يتصوره عقل .
سمير رقية الذي درس علوم الطيران في فرنسا و المسوؤل عن ملف تطوير الطائرات بدون طيار يقتل بيد جهلة و أرباب سوابق أخطأوا في قراءة اسمه الوارد في هويته الشخصية،ولكن للمشهد تتمة في دهاليز المخابرات الإسرائيلية التي جندت العميد مصطفى الشيخ المسؤول عن أمن البحوث العلمية في شمال سورية وقدمته لاحقاً لحمد أمير قطر ليصبح قائداً للمجلس العسكري للجيش الحر.
يحظر القانون السوري على منتسبي البحوث العلمية التصريح بأسمائهم أو بأي ما يتعلق بعملهم للإعلام أو لأي شخص بمن فيهم الأقارب تحت طائلة العقوبات الشديدة. و سنستعيض بالأحرف الأولى أو بأسماء مستعارة عن أسماء من التقيناهم في أكثر من محافظة سورية .
أحرار الشام
لم يتمكن في تشرين أول 2011 أفراد تنظيم أحرار الشام المرتبط بالقاعدة من فتح السيارة المصفحة التي كانت في موكب للبحوث العلمية في مهمة بين حلب وحماة أو قطرها بعيداً عن الطريق قبل قدوم دورية للجيش السوري ، الهجوم أسفر في حصيلة نهائية عن قتل ثلاثة من كوادر البحوث اثنان منهم من محافظة إدلب أحدهما لم ينجح الأطباء في إنقاذه بعد نقله إلى محافظة حلب لتلقي العلاج و جرح اثنين آخرين .
العملية في البداية كما يقول محدثنا ( أحمد الحموي ) اشتبه في أن منفذيها هم من قطاع الطرق الذين ظنوا بأنها سيارة نقل أموال لأحد المصارف ، لكن إلقاء القبض لاحقاً على أحد أفراد مجموعة إرهابية تابعة لجماعة أحرار الشام ،واعترافه بالاشتراك في الهجوم قلب مسار التحقيق بشكل كامل، ليكشف عن تورط جماعة أحرار الشام التي تنشط في محافظة إدلب بالهجوم على سيارتي البحوث العلمية بعد مراقبة منذ خروجها من حلب.
ويتابع القول خطورة هكذا عمليات بالتأكيد تدفع مدبريها لاستخدام عناصر أكثر كفاءة وتدريباً وجاهزية وليس هنالك أفضل من الجهاديين الوهابيين لتنفيذها فهم القوة الوحيدة القادرة داخل الأراضي السورية .
ويذهب محدثنا للقول إن سطحية و شدة تعصب هؤلاء تدفعهم للمضي أكثر في تنفيذ هكذا عمليات إذ أن تجربة الروؤس المدبرة لهم العائدين من العراق، و اطلاعهم عن قرب عما جرى لكوادر هيئة التصنيع العسكري العراقية ( نظيرة البحوث العلمية السورية) من تصفية وقتل وحشي،وانسياقهم خلف حملات التضليل الإعلامي الغربي و الخليجي من أن إيران هي من تقوم بتصفيتهم وقتلهم و التنكيل بجثثهم مع أن "الحمار أجلكم الله " يعلم أن الموساد و السي أي ايه هي من تقف خلف تصفيتهم، انسياقهم خلف تعصبهم وهواهم جعلهم أكثر حقداً على أبناء وطنهم السوريين المتحالفين مع إيران
موظف آخر في البحوث ( م – ح ) نجا من محاولة اغتيال في المنطقة الصناعية بحمص أثناء وجوده فيها لصيانة سيارته روى كيف نجت ما محاولة الاغتيال رغم إصابته بعدة عيارات نارية في البطن حيث فتح ثلاثة مسلحين النار على جميع الموجودين في المحل وتمكن من القفز خلف سور قليل الارتفاع ليصاب بأربعة رصاصات في خاصرته.
ويروي آخر( رامي الإدلبي ) اعتاد المسلحون على تفتيش هويات ركاب الحافلات المارة في سراقب ، بحثاً عن عسكريين و " علويين " و اللافت أنهم في الأشهر الأخيرة أصبحوا يسألون هل يوجد عساكر وبحوث علمية بينكم ثم يفتشون جزادين وجيوب الركاب للتأكد ، وغالباً ما يكون لديهم إخباريات عن وجود احد ما من البحوث العلمية على متن الحافلة مما يجعلهم يدققون أكثر للبحث عن دليل.
دكتوراه بعلوم الطيران بس شبيح !
مع بداية تشرين أول من العام الماضي حين كان يتغنى فارس الحلو ومي سكاف و ريما فليحان بأعظم ثورة سلمية في التاريخ وحين كانت ريما دالي تخوض حملتها في وجه الجيش السوري ليوقف القتل تم خطف أربعة من كوادر البحوث وقتل أحدهم وهو الدكتور سمير رقية ويقول " جاسر الحلبي " وهو شاب من حلب متزوج و أب لطفلين و يعمل كمهندس في البحوث العلمية " أصبحت حياتنا في خطر فطلب منا اخذ الحيطة و الحذر و التوقف عن الدوام في المنشآت التي تتطلب المرور في طرقات غير آمنة " .
و يتابع " أصدقاء كثر لنا خطفوا وقتلوا و طبعاً نحن نعلم أن الموساد الصهيوني و المخابرات الأمريكية تقف خلف الاستهداف الدموي الرهيب لكوادرنا و أكثر الجرائم فظاعة هي قتل الدكتور سمير رقية أستاذنا القدير الرائع . " .
يداري جاسر دمعة في عينيه ويقول " استغلوا التهييج الطائفي لقتله ، خطف بالتزامن مع خطف ثلاثة آخرين من العاملين غير الأكاديميين في المركز قبلوا بالفدية لتحريرهم ولكن الدكتور سمير قتلوه فوراً و من خلال فيديو القتل عرفت أنه من الطائفة العلوية وقبل ذلك لم أكن أعرف هذا الأمر سنوات عشنا معاً وعملنا معاً،وهذه هي حقيقة سورية التي يريدون خطفها و تغيير عقيدتها" .
الشاب الحلبي يشدد على وجوب التفريق بين الجهة المنفذة و الجهة المخططة الأصلية وهم سوريون في الخارج يتعاملون مع الموساد و يمولون ويسلحون الغوغاء، إذ لا يمكن لسوري أن يقبل قتل عالم أكاديمي بأمر من الموساد فلجأ الموساد لاستغلال الرعاع و عنصريتهم عبر مشغليهم من المعارضة الخارجية " .
وينهي كلامه بالقول جازماً " الموساد الإسرائيلي هو من يقف خلف استهدافنا ،والمنفذون إن كانوا تكفيريين وهابيين أو تنسيقيات ثورة سلمية مزعومة هم مجرد أدوات رخيصة جاهلة " .
لماذا حلب
وتعتبر منشآت البحوث العلمية في حلب بعيدة عن الجبهة ومخاطرها حيث كان لانحدار أول رئيس للهيئة عبد الله واثق شهيد من بلدة دارتعزة القريبة من حلب الدور الكبير في تخصيص المنطقة بمنشآت تابعة للبحوث و توظيف العشرات من أبنائها فيها، الذين تلقوا تهديدات بالقتل إن لم يعلنوا انشقاقهم عن النظام أو دفع نسبة من رواتبهم للميليشيات .
حتى إن إحدى ألعاب الاتاري الأمريكية الصنع تحدد أهدافاً للاعب لتدميرها في شمال سورية قرب حلب على اعتبارها مصانع لأسلحة الدمار الشامل لتزويد الإرهابيين العرب بها لتدمير إسرائيل .
ألعاب الأتاري الأمريكية وجدت لها منفذين يحملون الجنسية العربية السورية وجنسيات عربية أخرى، حيث حاولت عدة كتائب من الميليشيات الإسلامية السيطرة على مبنى البحوث العلمية في حلب الجديدة ، حيث دارت معركة عنيفة لتسع ساعات انتهت بقتل أكثر من 120 من أفراد الميليشيات نسبة كبيرة منهم من العرب ، الذين تسللوا إلى تلك المنشأة وقتلوا أحد حراسها قبل قدوم تعزيزات من وحدة عسكرية قريبة .
ولحقت أضرار كبيرة بالمباني التي يؤكد مصدر مطلع أنها لا تحوي أسراراً وتجهيزات خطيرة ، و انه تم اتخاذ الاحتياطات اللازمة قبل فترة من انتقال أعداد كبيرة من المسلحين من عموم سورية إلى ريف حلب .
استهداف إسرائيلي
المعلومات الواردة للمخابرات السورية ووقوع أكثر من حادث جعل من المحتم رفع درجة الحيطة و الحذر إلى أعلى مستوى حسب مصدر واسع الاطلاع .
و يلفت المصدر إلى قناعة رسمية سورية بأن الهجمات على منشآت مركز البحوث العلمية و استهداف كوادره من مهندسين وفنيين بالخطف و القتل هي بأوامر من مشغلي ميليشيات المرتزقة المرتبطين بالموساد الإسرائيلي و المخابرات المركزية الأمريكية.
ويشير المصدر إلى أن إجراءات احترازية كثيرة اتخذت لتامين سلامة حياة العاملين في المركز ، إذ أن التقارير الواردة و الوقائع تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن العدو ينفذ خططاً شبيهة بالتي نفذها بحق علماء العراق ونخبه الأكاديمية .
المصدر يعتبر أن إصرار الجماعات المسلحة العميلة على استهداف البحوث العلمية هو أمر يصب في نقطة واحدة لا غير خدمة إضعاف سورية في أية حرب قادمة مع العدو الإسرائيلي .
وينهي بالقول عدونا يعرف رغم تكتم سورية وميلها للصمت وعدم استعراض القوة أنها قلعة حصينة جداً بجيشها العقائدي القومي و أذرعتها الصاروخية التي طورتها عقول سورية أكلت وشربت من خيرات الوطن وتعلمت في مدارسه وجامعاته و اوفدت إلى الخارج وعادت لتبني قوة ردع سورية نواجه بها هذا العدو وكل طامع في وطننا ، عدونا يعلم أن سورية قلعة حصينة ولا يمكن أخذها من الخارج فلجأ إلى أسلوب الاغتيالات و أخذها من الداخل ، ونحن نعلم أننا في حرب قومية مصيرية، و القتلة الذين استهدفوا عقول سورية ومراكزها العلمية مصيرهم معلوم إما الموت تحت ضربات جيشنا أو الاستسلام و المثول أمام محاكم ستمنحهم جزاءهم العادل جراء ما اقترفوه بحق الوطن وعلمائه .
المعارضة
هذا الكلام لم يرق للمعارضين الذين التقتهم عربي برس في حلب، و الذين رفضوا نشر أسمائهم كاملة ، وهم بغالبيتهم رفضوا اتهام الثورة السورية بالهجوم على البحوث العلمية و استهداف كودرها،و أوجدوا مبررات كثيرة لاستهداف البحوث العلمية أو نفوا عملية الاستهداف بالمجمل فيما أكد أحدهم وهو وهابي الميول أن البحوث العلمية تعتمد في السنوات الأخيرة على الخبرات الإيرانية وهي خبرات" كفر مجوسي رافضي " وهذا مما لا نحتاجه في سورية حتى لمحاربة إسرائيل لأن " الله لن ينصرنا بسلاح روسي وبخبرات المجوس الرافضة في سلاح الصواريخ " ! !
فراس وهو عضو تنسيقية في جامعة حلب أكد أن مركز البحوث العلمية هو مركز للتعذيب حيث يتم تجريب وسائل التعذيب الايرانية و الروسية و الفنزويلية ( لم يذكر الصينية ) الحديثة فيه على المعتقلين السوريين المطالبين بالحرية قبل تطبيقها في تلك البلدان على المعارضة الموجودة فيها .
أما " ع " وهو عضو سابق في إعلان دمشق فقال " ليس مؤكداً أن الجيش الحر هو من هاجم البحوث العلمية ونحن لا ثقة لدينا فيما يقوله النظام و تلفزيون الدنيا ووسائل إعلامه ، على النظام أن يفتح مركز البحوث للإعلام العالمي لكي يصوره ويثبت أنه تم الهجوم عليه من قبل الجيش الحر " .
قبل أن يضيف " أنا و حسب معلوماتي أعرف أن الجيش الحر مهمته هي حماية المظاهرات السلمية وليس الهجوم على البحوث العلمية و إذا حصل هذا الشيء فبكل تأكيد هو ضمن حالة دفاعية فلا بد أن المركز يقوم بتصنيع أدوات قمع أو صيانتها " .
المصدر :
عربي برس
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة