تلتقط أجهزة الاتصال التابعة للجيش العربي السوري الاتصالات اللاسلكية للمسلحين المتمردين، وهي في أكثر الأحيان تتعلق بالوضع العسكري. وفي منطقة الحجر الأسود، حيث كان جنود الجيش العربي السوري ينفذون هجوما واسعاً، التقطت محادثة لاسلكية بين قيادات الجماعات المسلحة قال فيها أحدهم أن "الحجر الأسود فرصتنا الأخيرة".

 بعد تطهير حي التضامن وبلدة يلدا المجاورة له خلال الايام الأربعة الأخيرة، بدأت قوات من الجيش العربي السوري عملية دقيقة لتطهير حي الحجر الأسود، يتوقع ان تنتهي خلال بضعة أيام وفق ما أعلنه ضابط كبير في الميدان لموقع "الانتقاد" وقال إن قوات الجيش تتقدم في هذه المنطقة من محورين:

 الأول، يمتد عبر حي التضامن وعبر مخيم اليرموك وشارع العروبة، أما المحور الثاني فيمتد عبر منطقة القدم ومنطقة العسالي.

 وكانت القوات السورية قد دخلت صبيحة الأحد أطراف منطقة الحجر الأسود، ورافقت"الانتقاد" القوة المتقدمة إلى تخوم المنطقة، حيث يتواجد أكثر من 1200 مقاتل. ووفق ما تقول مصادر ميدانية سورية، يمتلك هؤلاء المسلحون مدافع هاون ورشاشات دوشكا ومضادات للطائرات محمولة على عربات رباعية الدفع فضلا عن امتلاكهم أسلحة خفيفة رشاشة وقاذفات (ب 7) ، ولدى هؤلاء المسلحين في حي الحجر الأسود غرفة عمليات عسكرية ومشفى ميداني وأطباء يديرون هذا المشفى!.

 وأضافت المصادر الميدانية "أن المقاتلين المتواجدين في حي الحجر الأسود فروا إليه من حي التضامن وبلدة يلدا بعد دخول الجيش السوري إليهما خلال الأيام الماضية، وبذلك تكون منطقة الحجر الأسود هي آخر المناطق القوية في الريف الجنوبي لدمشق والتي يتحصن فيها المقاتلون". وقد توقعت المصادر الميدانية إياها أن "يفر المسلحون الى البساتين المحيطة بمنطقة الحجر الأسود ومنها سوف يلجأون الى الحجيرة أخر المناطق التي توجد فيها اشتباكات في تلك الجهة".

 وفي السياق نفسه، كان لافتا صغر سن المسلحين المعتقلين الذين تراوحت اعمارهم بين 16 و 25 عام، وكان بعضهم لا يتجاوز طوله طول البندقية التي يحملها أو التي حمّله إياها من يدير المعركة لقاء مبالغ كبيرة من المال وغالبا لقاء حبوب مخدرة، وهو ما ظهر لنا من الأوضاع النفسية والعقلية للمسلحين المعتقلين من قبل جنود الجيش العربي السوري أثناء المعركة وخلال المداهمات المتفرقة التي كان الجنود يقومون بها في سياق العمليات الحربية".

 ويستخدم المسلحون المدنيين كدروع بشرية لمعرفة نقاط تواجد جنود الجيش العربي السوري في الأزقة الضيقة للمنطقة، إذ يرسل هؤلاء أحد المدنيين الذي يمر في الشوارع العريضة مقابل هذه الأزقة، وقد شاهدنا عينة من هذا الأسلوب عند مرور رجلٍ قال ضابط يتولى قيادة احدى المجموعات  أن الرجل، مدني أرسل تحت تهديد السلاح لذلك لن نطلق النار عليه، وكان واضحا أن الرجل يمشي بخط مستقيم ولا ينظر يمينا أو شمالا، وفسر الضابط المذكور هذا الأمر بأن هناك أشخاص يصوبون بنداقهم نحو الرجل حتى ينفذ المطلوب منه، وهم عبر هذا العمل يستكشفون الأزقة التي يتواجد في الجيش، وبناء عليه يحددون خطط عملهم ونقاط توزعهم وفي غالب الأحيان خريطة انسحابهم الى مناطق أخرى مجاورة في تلك البقعة التي تتسم بعشوائية البناء واكتظاظها سكانيا فضلا عن الفقر الذي يدمغ حياتها اليومية، وهي تتألف بغالبيتها من أزقة ضيقة، تكاد لا تتسع لمرور سيارة واحدة.

 وقد أخبرنا الضابط الميداني بأن الشارع الطويل الذي مر منه الرجل يتفرغ منه سبع وعشرون زقاقا وحيّاً سكنيا.

 تعرض فريق "العالم" ومراسل "الانتقاد" لكمين

  وبعد بعد يوم طويل من مرافقة قوات الجيش العربي السوري في أحياء التضامن ويلدا والحجر الأسود، استقل الفريق الصحافي لقناة العالم يرافقهم مراسل "الانتقاد" في باريس سيارة تابعة لفريق العالم في طريق العودة الى دمشق، وأثناء عبور السيارة من أحد أحياء مخيم اليرموك الى شارع الثلاثين الواقع بين حي التقدم وحي التضامن، تعرضت سيارة الفريق الى كمين مسلح وإطلاق نار غزير من قبل مسلحين تمركزوا في أحد المباني في آخر شارع الثلاثين، وقد استطاع جميع من في السيارة النزول منها والاحتماء خلف دبابة للجيش العربي السوري. وقد أصيب مدير مكتب قناة العالم في دمشق الزميل حسين مرتض في قدميه بشظايا رصاصة متفجرة وتمت معالجته في نفس اللحظة من قبل طبيب في الجيش العربي السوري وعاد إلى مزاولة عمله .

 وقال سكان المنطقة لـ"الانتقاد ، إن هذا الشارع جرى تنظيفه من قبل الجيش العربي السوري  قبل ثمانية وأربعين ساعة من الحادث ويبدو أن هناك من عاد وتسلل الى المبنى وعمل على مراقبة سيارة الفريق الصحافي، وقد توجهت مجموعات من الجبهة الشعبية الى المبنى الذي أطلق منه النار بعد أن تم تحديد الشقة والمكان.

  • فريق ماسة
  • 2012-09-17
  • 8884
  • من الأرشيف

سن المسلحين المعتقلين ما بين 16 و 25 عام. أحداث سورية الأمنية: "الحرّ" يتكشف الأزقة بارسال مدني تحت تهديد السلاح وكمين مسلّح للصحفيين

تلتقط أجهزة الاتصال التابعة للجيش العربي السوري الاتصالات اللاسلكية للمسلحين المتمردين، وهي في أكثر الأحيان تتعلق بالوضع العسكري. وفي منطقة الحجر الأسود، حيث كان جنود الجيش العربي السوري ينفذون هجوما واسعاً، التقطت محادثة لاسلكية بين قيادات الجماعات المسلحة قال فيها أحدهم أن "الحجر الأسود فرصتنا الأخيرة".  بعد تطهير حي التضامن وبلدة يلدا المجاورة له خلال الايام الأربعة الأخيرة، بدأت قوات من الجيش العربي السوري عملية دقيقة لتطهير حي الحجر الأسود، يتوقع ان تنتهي خلال بضعة أيام وفق ما أعلنه ضابط كبير في الميدان لموقع "الانتقاد" وقال إن قوات الجيش تتقدم في هذه المنطقة من محورين:  الأول، يمتد عبر حي التضامن وعبر مخيم اليرموك وشارع العروبة، أما المحور الثاني فيمتد عبر منطقة القدم ومنطقة العسالي.  وكانت القوات السورية قد دخلت صبيحة الأحد أطراف منطقة الحجر الأسود، ورافقت"الانتقاد" القوة المتقدمة إلى تخوم المنطقة، حيث يتواجد أكثر من 1200 مقاتل. ووفق ما تقول مصادر ميدانية سورية، يمتلك هؤلاء المسلحون مدافع هاون ورشاشات دوشكا ومضادات للطائرات محمولة على عربات رباعية الدفع فضلا عن امتلاكهم أسلحة خفيفة رشاشة وقاذفات (ب 7) ، ولدى هؤلاء المسلحين في حي الحجر الأسود غرفة عمليات عسكرية ومشفى ميداني وأطباء يديرون هذا المشفى!.  وأضافت المصادر الميدانية "أن المقاتلين المتواجدين في حي الحجر الأسود فروا إليه من حي التضامن وبلدة يلدا بعد دخول الجيش السوري إليهما خلال الأيام الماضية، وبذلك تكون منطقة الحجر الأسود هي آخر المناطق القوية في الريف الجنوبي لدمشق والتي يتحصن فيها المقاتلون". وقد توقعت المصادر الميدانية إياها أن "يفر المسلحون الى البساتين المحيطة بمنطقة الحجر الأسود ومنها سوف يلجأون الى الحجيرة أخر المناطق التي توجد فيها اشتباكات في تلك الجهة".  وفي السياق نفسه، كان لافتا صغر سن المسلحين المعتقلين الذين تراوحت اعمارهم بين 16 و 25 عام، وكان بعضهم لا يتجاوز طوله طول البندقية التي يحملها أو التي حمّله إياها من يدير المعركة لقاء مبالغ كبيرة من المال وغالبا لقاء حبوب مخدرة، وهو ما ظهر لنا من الأوضاع النفسية والعقلية للمسلحين المعتقلين من قبل جنود الجيش العربي السوري أثناء المعركة وخلال المداهمات المتفرقة التي كان الجنود يقومون بها في سياق العمليات الحربية".  ويستخدم المسلحون المدنيين كدروع بشرية لمعرفة نقاط تواجد جنود الجيش العربي السوري في الأزقة الضيقة للمنطقة، إذ يرسل هؤلاء أحد المدنيين الذي يمر في الشوارع العريضة مقابل هذه الأزقة، وقد شاهدنا عينة من هذا الأسلوب عند مرور رجلٍ قال ضابط يتولى قيادة احدى المجموعات  أن الرجل، مدني أرسل تحت تهديد السلاح لذلك لن نطلق النار عليه، وكان واضحا أن الرجل يمشي بخط مستقيم ولا ينظر يمينا أو شمالا، وفسر الضابط المذكور هذا الأمر بأن هناك أشخاص يصوبون بنداقهم نحو الرجل حتى ينفذ المطلوب منه، وهم عبر هذا العمل يستكشفون الأزقة التي يتواجد في الجيش، وبناء عليه يحددون خطط عملهم ونقاط توزعهم وفي غالب الأحيان خريطة انسحابهم الى مناطق أخرى مجاورة في تلك البقعة التي تتسم بعشوائية البناء واكتظاظها سكانيا فضلا عن الفقر الذي يدمغ حياتها اليومية، وهي تتألف بغالبيتها من أزقة ضيقة، تكاد لا تتسع لمرور سيارة واحدة.  وقد أخبرنا الضابط الميداني بأن الشارع الطويل الذي مر منه الرجل يتفرغ منه سبع وعشرون زقاقا وحيّاً سكنيا.  تعرض فريق "العالم" ومراسل "الانتقاد" لكمين   وبعد بعد يوم طويل من مرافقة قوات الجيش العربي السوري في أحياء التضامن ويلدا والحجر الأسود، استقل الفريق الصحافي لقناة العالم يرافقهم مراسل "الانتقاد" في باريس سيارة تابعة لفريق العالم في طريق العودة الى دمشق، وأثناء عبور السيارة من أحد أحياء مخيم اليرموك الى شارع الثلاثين الواقع بين حي التقدم وحي التضامن، تعرضت سيارة الفريق الى كمين مسلح وإطلاق نار غزير من قبل مسلحين تمركزوا في أحد المباني في آخر شارع الثلاثين، وقد استطاع جميع من في السيارة النزول منها والاحتماء خلف دبابة للجيش العربي السوري. وقد أصيب مدير مكتب قناة العالم في دمشق الزميل حسين مرتض في قدميه بشظايا رصاصة متفجرة وتمت معالجته في نفس اللحظة من قبل طبيب في الجيش العربي السوري وعاد إلى مزاولة عمله .  وقال سكان المنطقة لـ"الانتقاد ، إن هذا الشارع جرى تنظيفه من قبل الجيش العربي السوري  قبل ثمانية وأربعين ساعة من الحادث ويبدو أن هناك من عاد وتسلل الى المبنى وعمل على مراقبة سيارة الفريق الصحافي، وقد توجهت مجموعات من الجبهة الشعبية الى المبنى الذي أطلق منه النار بعد أن تم تحديد الشقة والمكان.

المصدر : الانتقاد/ نضال حمادة


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة