برز في صدارة الاهتمام القلق الذي يسود أوساط السفارة الأميركية في بيروت من احتمال تعرضها لأي اعتداء. واللافت أن هذا القلق لم يأت تزامناً معاستهداف السفارة الأميركية في بنغازي، أو بسبب الفيلم الأميركي المسيء للإسلام. فقد علمت "الأخبار" أن "السفيرة الأميركية مورا كونيللي طلبت منذ نحو شهر تعزيز الحماية الأمنية للسفارة الأميركية، مبدية تخوفها من قيام قوى سياسية من 8 آذار باحتلال السفارة. وأثارت المخاوف الأميركية استغراب الذين طرحت كونيللي معهم الموضوع على المستوى الرسمي. وشدد النقاش الرسمي معها على أن هذا الأمر مستبعد سياسياً وأمنياً، وأنه يجب التفتيش عن مصلحة الذي يبث هذه الأخبار ويغذيها. في الأيام الأخيرة، كررت الديبلوماسية الأميركية مخاوفها التي جاءت على مستويين: استمرار التخوف من قوى 8 آذار، ومحاولة بعض الأطراف الأصولية المسّ بالسفارة على خلفية الشريط الأميركي، وهي المرة الأولى التي تبدي فيها الديبلوماسية الأميركية مخاوفها من التحركات الأصولية في لبنان".

بدوره، جاء الرد الرسمي على مستويين: "أولاً، التجاوب مع الطلب الأميركي تشديد الحماية على مقر السفارة الأميركية. والثاني عرض بعض النقاط التوضيحية بشأن استبعاد لبنان الرسمي أي تعرض للسفارة. فقوى 8 آذار، ومنها حزب الله، تشارك في الحكومة اللبنانية، ولا مصلحة لحزب الله سياسياً في استهداف السفارة الأميركية أو غيرها، وهذا الأمر خارج إطار المنطق الأمني والسياسي للحزب. أما لجهة التنظيمات السلفية، فلا ينكر أحد خطورتها، لكن الجهات التي نددت حتى الآن بالفيلم أو بزيارة البابا بنديكتوس السادس عشر لا تزال دون القدرة على عمل أمني بهذا الحجم، وتحركها حالياً ينحصر في الشمال. وجاءت التظاهرة في طرابلس أمس وإحراق مطاعم أميركية الطابع، على خطورتها، ليؤكدا هذه الفرضية. وفي الجواب الرسمي أيضاً، أن موقع السفارة الأميركية في عوكر، أي في منطقة "غير معادية"، يقلّل إلى الحد الأدنى من احتمالات الإعداد لعملية أمنية ضدها. ورغم الأجوبة الرسمية، اتخذت القوى العسكرية إجراءات مشددة للتخفيف من المخاوف الأميركية وتقليل فرص إفادة أي طرف من استغلال الفيلم الأميركي أو غيره للتعرض للسفارة".

وفي هذا الإطار أيضاً، برزت زيارة كونيللي السياسية للوزير جبران باسيل ثلاث مرات في فترة قصيرة، ليس بصفته وزيراً للطاقة فحسب، وبما يتعدى ملف الحدود البحرية، بما فسّر بأنه "محاولة للحصول على أجوبة تطمينية. إذ بدا واضحا أن قلقاً يسود الأوساط الأميركية من أي تحرك شعبي ضد السفارة، أو أي عمل إرهابي يطاولها في ظل مخاوف تكبر يومياً من التصعيد الأصولي. ورغم الجفاء السابق بين "التيار الوطني الحر" والأميركيين حول عدد من النقاط السياسية، ولا سيما النظرة إلى صعود التطرف الاسلامي، لم يكن يمكن "التيار" إلا أن يؤكد بشدة رفضه أي استهداف للسفارات والبعثات الديبلوماسية والاستثمارات الأجنبية، وهو غير المعني بالأمن وحمايتها، إلا أنه لن يسمح بأي تعرض للسفارة، حتى لو كانت تظاهرة شعبية".

 

 

  • فريق ماسة
  • 2012-09-14
  • 15977
  • من الأرشيف

الاخبار: كونيللي متخوفة من قيام قوى 8 آذار باحتلال السفارة الاميركية

برز في صدارة الاهتمام القلق الذي يسود أوساط السفارة الأميركية في بيروت من احتمال تعرضها لأي اعتداء. واللافت أن هذا القلق لم يأت تزامناً معاستهداف السفارة الأميركية في بنغازي، أو بسبب الفيلم الأميركي المسيء للإسلام. فقد علمت "الأخبار" أن "السفيرة الأميركية مورا كونيللي طلبت منذ نحو شهر تعزيز الحماية الأمنية للسفارة الأميركية، مبدية تخوفها من قيام قوى سياسية من 8 آذار باحتلال السفارة. وأثارت المخاوف الأميركية استغراب الذين طرحت كونيللي معهم الموضوع على المستوى الرسمي. وشدد النقاش الرسمي معها على أن هذا الأمر مستبعد سياسياً وأمنياً، وأنه يجب التفتيش عن مصلحة الذي يبث هذه الأخبار ويغذيها. في الأيام الأخيرة، كررت الديبلوماسية الأميركية مخاوفها التي جاءت على مستويين: استمرار التخوف من قوى 8 آذار، ومحاولة بعض الأطراف الأصولية المسّ بالسفارة على خلفية الشريط الأميركي، وهي المرة الأولى التي تبدي فيها الديبلوماسية الأميركية مخاوفها من التحركات الأصولية في لبنان". بدوره، جاء الرد الرسمي على مستويين: "أولاً، التجاوب مع الطلب الأميركي تشديد الحماية على مقر السفارة الأميركية. والثاني عرض بعض النقاط التوضيحية بشأن استبعاد لبنان الرسمي أي تعرض للسفارة. فقوى 8 آذار، ومنها حزب الله، تشارك في الحكومة اللبنانية، ولا مصلحة لحزب الله سياسياً في استهداف السفارة الأميركية أو غيرها، وهذا الأمر خارج إطار المنطق الأمني والسياسي للحزب. أما لجهة التنظيمات السلفية، فلا ينكر أحد خطورتها، لكن الجهات التي نددت حتى الآن بالفيلم أو بزيارة البابا بنديكتوس السادس عشر لا تزال دون القدرة على عمل أمني بهذا الحجم، وتحركها حالياً ينحصر في الشمال. وجاءت التظاهرة في طرابلس أمس وإحراق مطاعم أميركية الطابع، على خطورتها، ليؤكدا هذه الفرضية. وفي الجواب الرسمي أيضاً، أن موقع السفارة الأميركية في عوكر، أي في منطقة "غير معادية"، يقلّل إلى الحد الأدنى من احتمالات الإعداد لعملية أمنية ضدها. ورغم الأجوبة الرسمية، اتخذت القوى العسكرية إجراءات مشددة للتخفيف من المخاوف الأميركية وتقليل فرص إفادة أي طرف من استغلال الفيلم الأميركي أو غيره للتعرض للسفارة". وفي هذا الإطار أيضاً، برزت زيارة كونيللي السياسية للوزير جبران باسيل ثلاث مرات في فترة قصيرة، ليس بصفته وزيراً للطاقة فحسب، وبما يتعدى ملف الحدود البحرية، بما فسّر بأنه "محاولة للحصول على أجوبة تطمينية. إذ بدا واضحا أن قلقاً يسود الأوساط الأميركية من أي تحرك شعبي ضد السفارة، أو أي عمل إرهابي يطاولها في ظل مخاوف تكبر يومياً من التصعيد الأصولي. ورغم الجفاء السابق بين "التيار الوطني الحر" والأميركيين حول عدد من النقاط السياسية، ولا سيما النظرة إلى صعود التطرف الاسلامي، لم يكن يمكن "التيار" إلا أن يؤكد بشدة رفضه أي استهداف للسفارات والبعثات الديبلوماسية والاستثمارات الأجنبية، وهو غير المعني بالأمن وحمايتها، إلا أنه لن يسمح بأي تعرض للسفارة، حتى لو كانت تظاهرة شعبية".    

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة