حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن محاولات بعض الدول الغربية التدخل في سورية من خارج إطار مجلس الأمن سيؤدي لتبعات خطيرة ليس على سورية فقط وإنما على كامل منطقة الشرق الأوسط وعلى النظام العالمي المعاصر بالكامل.

ونقلت قناة روسيا اليوم عن لافروف قوله في حديث صحفي اليوم إن محاولات بعض الدول أن تفرض على مجلس الأمن مواقفها السياسية التي تتخطى نتائج الحوار السوري الداخلي وتسعى لتغيير "النظام السوري" تتعارض مع اختصاصات المجلس ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة القاضية بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة.

ولفت لافروف إلى أن بعض الدول الغربية لا تقبل السبيل الدبلوماسي السياسي لحل الأزمة في سورية لأنهم يريدون أن تسير الأمور باتجاه تنفيذ (النموذج الليبي) عبر تقديمهم الدعم لأحد طرفي النزاع ودفع المعارضة السورية نحو رفض كل آفاق الحوار السلمي مع الحكومة الحالية للجمهورية العربية السورية معتبرا أن هذا الطريق مسدود تماما.

وأشار لافروف إلى أن روسيا تشترك في وجهة نظرها القائمة على رفض العنف واعتماد الحوار مع العديد من الدول التي تعي حجم المخاطر التي تحيط بتطور الوضع وخاصة أن الأزمة في سورية باتت تشغل أحد المواقع المركزية في كافة اللقاءات الدولية.

وكشف لافروف أن بلاده تتخذ مجمل الإجراءات الضرورية لضمان أن تكون قرارات مجلس الأمن واضحة لأن لا شيء يضمن عدم قيام الأطراف الغربية بتفسير النصوص الغامضة والمبهمة كما تريد والمثال الصارخ على ذلك الحالة الليبية إذ أن القرار الدولي الذي كان مجرد فرض منطقة حظر جوي امتد ليصل إلى حد عملية عسكرية للناتو في ليبيا.

واشترط لافروف موافقة روسيا على أي قرار دولي بشان الوضع في سورية بأن يخلو من أي تهديدات وتقديرات أحادية الجانب أو عقوبات على الحكومة السورية وفي هذه الحال ستوافق روسيا على قرار خاص بسورية لكنها تعتقد أنه ليس هناك من سبب للتدخل في النزاع السوري الداخلي.

وعبر لافروف عن استغراب بلاده للموقف الغربي الرافض الموافقة على بيان جنيف داخل مجلس الأمن موضحا أن الجانب الأمريكي يرفض تبني الاتفاق لأنه لا يحتوي على تهديدات وتقديرات أحادية الجانب وعقوبات مع أن مضامين البيان متوازنة وتهدف لوقف العنف في سورية.

 

وذكرلافروف من يتهم بلاده بتعطيل دور مجلس الأمن بأن المجلس اتخذ بالفعل قرارين بالشأن السوري كما تم الاتفاق على بيان مجموعة العمل التي التقت بجنيف في 30 حزيران الماضي والذي تدعو روسيا للتصديق عليه في مجلس الأمن.

وشكك لافروف في مصداقية المواقف الغربية مقابل التزام روسيا المطلق بتعهداتها قائلا "نحن يمكننا أن نضمن أننا لن نخل بالتزاماتنا الدولية أبدا أما أولئك الذين يفعلون ذلك منذ أكثر من عام فيعون الآن أن هذا الأمر بات يجلب مزيدا من الحنق في المجتمع الدولي ومعظم الدول لا ترغب في استمرار هذه النزعة وإن كانت لا تظهر ذلك" مشيرا إلى أن المعارضة الدولية للمواقف الغربية تدفع بعض الدول الراغبة في استخدام التدخل الخارجي المسلح في سورية لانتزاع قرار يكون فيه إشارة إلى البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يسوغ اتخاذ إجراءات جبرية تجاه الدولة المخالفة.

ونبه لافروف إلى أن هناك خلطا قانونيا يتم على صعيد التعامل مع الأزمة في سورية التي تعتبر نزاعا داخليا وليس نزاعا بين دولتين ولذلك لا يوجد أساس قانوني يبنى عليه التدخل في النزاع لصالح أحد الأطراف بل يجب إجبار كافة الأطراف المتقاتلة في سورية على الوقف الفوري للأعمال القتالية والجلوس خلف مائدة المفاوضات.

وفي مقارنة بين موقف روسيا وموقف الغرب أوضح لافروف: نحن نعمل مع الحكومة السورية التي تؤكد لنا أنها مستعدة في حالة الوقف المتزامن والخاضع للسيطرة لوقف العنف أن تتفق على ذلك مع الأطراف الأخرى بيد أن الغرب يشجع المعارضة على رفض الحوار رفضا قاطعا والاستمرار بالمطالبة بتوجيه ضربة عسكرية لإسقاط الحكومة السورية.

وفي سياق حديثه عن الموقف الأمريكي ألمح لافروف إلى أن هذا الموقف ربما يكون مرتبطا بأجندات أمريكية داخلية وخاصة الانتخابات الرئاسية بالقول "آمل أن يكون تصريح وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الذي أدلت به في آب الماضي خلال زيارة إلى تركيا وكذلك التصريحات المشابهة يحمل طابعا عاطفيا على الأغلب أو أن يكون انعكاسا للعمليات السياسية الداخلية المعقدة".

وجدد لافروف التأكيد على أن رؤية روسيا للحل تنطلق من أن إيقاف إراقة الدماء ممكن فقط عبر إجبار من يقاتل على وقف العمليات المسلحة والجلوس خلف طاولة المفاوضات وهو ما تم الاتفاق عليه في اجتماع جنيف إلا أن الولايات المتحدة رفضت بعد ذلك إقرار هذه الاتفاقات في مجلس الأمن.

وحمل لافروف الغرب المسؤولية عن تعطيل الحل السياسي من خلال دفعه المعارضة لرفض الحوار وقال "بدلا من إطلاق عملية التفاوض كما تمليها قرارات مجلس الأمن تتمسك المعارضة الخارجية بمنحى اسقاط الحكومة السورية على الرغم من أن في هذا النهج المتصلب بالذات يضاف إليه تشجيع المعارضة المسلحة على رفض الحوار تكمن أسباب استمرار العنف ومعاناة الشعب السوري" .

  • فريق ماسة
  • 2012-09-13
  • 12011
  • من الأرشيف

لافروف: التدخل في سورية من خارج مجلس الأمن سيؤدي لعواقب خطيرة تطال مجمل النظام العالمي المعاصر

حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن محاولات بعض الدول الغربية التدخل في سورية من خارج إطار مجلس الأمن سيؤدي لتبعات خطيرة ليس على سورية فقط وإنما على كامل منطقة الشرق الأوسط وعلى النظام العالمي المعاصر بالكامل. ونقلت قناة روسيا اليوم عن لافروف قوله في حديث صحفي اليوم إن محاولات بعض الدول أن تفرض على مجلس الأمن مواقفها السياسية التي تتخطى نتائج الحوار السوري الداخلي وتسعى لتغيير "النظام السوري" تتعارض مع اختصاصات المجلس ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة القاضية بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة. ولفت لافروف إلى أن بعض الدول الغربية لا تقبل السبيل الدبلوماسي السياسي لحل الأزمة في سورية لأنهم يريدون أن تسير الأمور باتجاه تنفيذ (النموذج الليبي) عبر تقديمهم الدعم لأحد طرفي النزاع ودفع المعارضة السورية نحو رفض كل آفاق الحوار السلمي مع الحكومة الحالية للجمهورية العربية السورية معتبرا أن هذا الطريق مسدود تماما. وأشار لافروف إلى أن روسيا تشترك في وجهة نظرها القائمة على رفض العنف واعتماد الحوار مع العديد من الدول التي تعي حجم المخاطر التي تحيط بتطور الوضع وخاصة أن الأزمة في سورية باتت تشغل أحد المواقع المركزية في كافة اللقاءات الدولية. وكشف لافروف أن بلاده تتخذ مجمل الإجراءات الضرورية لضمان أن تكون قرارات مجلس الأمن واضحة لأن لا شيء يضمن عدم قيام الأطراف الغربية بتفسير النصوص الغامضة والمبهمة كما تريد والمثال الصارخ على ذلك الحالة الليبية إذ أن القرار الدولي الذي كان مجرد فرض منطقة حظر جوي امتد ليصل إلى حد عملية عسكرية للناتو في ليبيا. واشترط لافروف موافقة روسيا على أي قرار دولي بشان الوضع في سورية بأن يخلو من أي تهديدات وتقديرات أحادية الجانب أو عقوبات على الحكومة السورية وفي هذه الحال ستوافق روسيا على قرار خاص بسورية لكنها تعتقد أنه ليس هناك من سبب للتدخل في النزاع السوري الداخلي. وعبر لافروف عن استغراب بلاده للموقف الغربي الرافض الموافقة على بيان جنيف داخل مجلس الأمن موضحا أن الجانب الأمريكي يرفض تبني الاتفاق لأنه لا يحتوي على تهديدات وتقديرات أحادية الجانب وعقوبات مع أن مضامين البيان متوازنة وتهدف لوقف العنف في سورية.   وذكرلافروف من يتهم بلاده بتعطيل دور مجلس الأمن بأن المجلس اتخذ بالفعل قرارين بالشأن السوري كما تم الاتفاق على بيان مجموعة العمل التي التقت بجنيف في 30 حزيران الماضي والذي تدعو روسيا للتصديق عليه في مجلس الأمن. وشكك لافروف في مصداقية المواقف الغربية مقابل التزام روسيا المطلق بتعهداتها قائلا "نحن يمكننا أن نضمن أننا لن نخل بالتزاماتنا الدولية أبدا أما أولئك الذين يفعلون ذلك منذ أكثر من عام فيعون الآن أن هذا الأمر بات يجلب مزيدا من الحنق في المجتمع الدولي ومعظم الدول لا ترغب في استمرار هذه النزعة وإن كانت لا تظهر ذلك" مشيرا إلى أن المعارضة الدولية للمواقف الغربية تدفع بعض الدول الراغبة في استخدام التدخل الخارجي المسلح في سورية لانتزاع قرار يكون فيه إشارة إلى البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يسوغ اتخاذ إجراءات جبرية تجاه الدولة المخالفة. ونبه لافروف إلى أن هناك خلطا قانونيا يتم على صعيد التعامل مع الأزمة في سورية التي تعتبر نزاعا داخليا وليس نزاعا بين دولتين ولذلك لا يوجد أساس قانوني يبنى عليه التدخل في النزاع لصالح أحد الأطراف بل يجب إجبار كافة الأطراف المتقاتلة في سورية على الوقف الفوري للأعمال القتالية والجلوس خلف مائدة المفاوضات. وفي مقارنة بين موقف روسيا وموقف الغرب أوضح لافروف: نحن نعمل مع الحكومة السورية التي تؤكد لنا أنها مستعدة في حالة الوقف المتزامن والخاضع للسيطرة لوقف العنف أن تتفق على ذلك مع الأطراف الأخرى بيد أن الغرب يشجع المعارضة على رفض الحوار رفضا قاطعا والاستمرار بالمطالبة بتوجيه ضربة عسكرية لإسقاط الحكومة السورية. وفي سياق حديثه عن الموقف الأمريكي ألمح لافروف إلى أن هذا الموقف ربما يكون مرتبطا بأجندات أمريكية داخلية وخاصة الانتخابات الرئاسية بالقول "آمل أن يكون تصريح وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الذي أدلت به في آب الماضي خلال زيارة إلى تركيا وكذلك التصريحات المشابهة يحمل طابعا عاطفيا على الأغلب أو أن يكون انعكاسا للعمليات السياسية الداخلية المعقدة". وجدد لافروف التأكيد على أن رؤية روسيا للحل تنطلق من أن إيقاف إراقة الدماء ممكن فقط عبر إجبار من يقاتل على وقف العمليات المسلحة والجلوس خلف طاولة المفاوضات وهو ما تم الاتفاق عليه في اجتماع جنيف إلا أن الولايات المتحدة رفضت بعد ذلك إقرار هذه الاتفاقات في مجلس الأمن. وحمل لافروف الغرب المسؤولية عن تعطيل الحل السياسي من خلال دفعه المعارضة لرفض الحوار وقال "بدلا من إطلاق عملية التفاوض كما تمليها قرارات مجلس الأمن تتمسك المعارضة الخارجية بمنحى اسقاط الحكومة السورية على الرغم من أن في هذا النهج المتصلب بالذات يضاف إليه تشجيع المعارضة المسلحة على رفض الحوار تكمن أسباب استمرار العنف ومعاناة الشعب السوري" .

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة