اكد نائب وزير الخارجية الروسي، المبعوث الخاص للرئيس فلاديمير بوتين إلى الشرق الأوسط، ان بلاده لن تتخلى عن اتفاق جينيف، مقترحاً تنظيم مؤتمر يضم "كل اطراف النزاع" في سوريا، اي ممثلين عن المعارضة والنظام ومختلف الطوائف، ملمحا الى اتفاق روسي-اميركي-فرنسي على الحفاظ على وحدة الجيش السوري.

وقال بوغدانوف لـ"السفير" التي التقته في باريس، ان "الغرب والعرب انقلبوا على اتفاق جنيف"، مضيفاً "تخلى الغرب عما بدا قراءة موحدة للإتفاق، اي هيئة تنفيذية تقود البلاد، مع بقاء الرئيس السوري بشار الأسد خلال المفاوضات التي لن يشارك فيها مباشرة، وربط مصيره بانتخابات لا تلتزم نهاية ولايته الرئاسية".

واشار بوغدانوف الى ان موسكو "لا تتمسك بشخص الرئيس الأسد في سوريا، ولكنها ترى ان النظام السوري لا يزال صلبا ويتمتع بدعم مهم في اوساط السوريين، وقد يكون هذا الدعم بدافع خوفهم ممن قد يحل مكانه".

واشار الى ان "نهاية النزاع لا ترتبط بتغير ميزان القوى العسكرية، مضيفاً "حتى لو احتلت المعارضة دمشق واستولت على السلطة، فالنزاع سيستمر".

واشار المبعوث الخاص للرئيس الروسي الى ان بلاده يغريها "اتفاق الطائف"، قائلاً "فليجتمع كل ممثلي تيارات المعارضة وقوى النظام في موسكو او في واشنطن او نيويورك او اي مكان آخر، بالاضافة الى ممثلي مختلف الطوائف من سنة وعلويين ومسحيين وغيرهم، وليتفقوا كيف ينظمون مستقبل البلاد".

وحذر بوغدانوف من خطر تقسيم سوريا "بشكل يكرر النموذج الصومالي"، وقال "عملت لثلاثة اعوام في لبنان الذي كان يشهد حربا اهلية دامت 16 عاما، وشهدت بعيني تفتت الدولة المركزية عندما كانت كل طائفة تقيم مقاطعتها وتتسلح للدفاع عن ارضها وطريقة حياتها ولكن في النهاية اندفع الجميع نحو الحوار والبحث عن مخرج سياسي مشترك، وهذا هو الحل الوحيد، والتنويعة التي ينبغي تطبيقها في سوريا والا فإن النزاع سيستمر، ويوقع ضحايا جددا".

وكشف نائب وزير الخارجية الروسي ان الرئيس الأسد قال لموسكو "اذا لم يعد يريدني الشعب رئيسا وقرر ان يختار زعيما غيري، فسأرحل".

وعن مدى استماع الاسد للنصائح الروسية، قال "ليس بالضرورة وليس معظم الوقت.

وحتى عندما كان يستمع لنصائحنا كان يفعل ذلك متأخرا جدا"، مضيفاً "هناك اشياء كثيرة تحققت، ككتابة دستور جديد الغى انفراد البعث بالسلطة، وتوسيع حرية الاعلام، والتعددية الحزبية، ويجب القول ان المعارضة السورية لم تدعم هذه الإصلاحات لانها تحققت دون مشاورات معها".

واكد بوغدانوف انه التقى العميد السوري المنشق مناف طلاس، واضاف "ترك لدي انطباعا ايجابيا وشاطرته تحليله لأسباب الازمة، ولكن السؤال هو كيفية الخروج من الازمة".

وكشف مبعوث الرئيس الروسي ان نظراءه الأميركيين والفرنسيين يشاطرونه الإعتقاد أنه "لا بد من الحفاظ على وحدة الجيش السوري كقوة ضامنة لتماسك سوريا لان انقسام الجيش السوري إلى جيوش تتقاتل في ما بينها هو اسوأ الفرضيات. ونحن نفكر، واظن ان الفرنسيين يشاطروننا ذلك، بانه يجب ابقاء الجيش بعيدا عن السياسة".

 السفير

  • فريق ماسة
  • 2012-09-10
  • 8548
  • من الأرشيف

نائب وزير الخارجية الروسي: نقترح "طائفاً سورياً" واتفقنا مع اميركا وفرنسا على الحفاظ على وحدة الجيش السوري

اكد نائب وزير الخارجية الروسي، المبعوث الخاص للرئيس فلاديمير بوتين إلى الشرق الأوسط، ان بلاده لن تتخلى عن اتفاق جينيف، مقترحاً تنظيم مؤتمر يضم "كل اطراف النزاع" في سوريا، اي ممثلين عن المعارضة والنظام ومختلف الطوائف، ملمحا الى اتفاق روسي-اميركي-فرنسي على الحفاظ على وحدة الجيش السوري. وقال بوغدانوف لـ"السفير" التي التقته في باريس، ان "الغرب والعرب انقلبوا على اتفاق جنيف"، مضيفاً "تخلى الغرب عما بدا قراءة موحدة للإتفاق، اي هيئة تنفيذية تقود البلاد، مع بقاء الرئيس السوري بشار الأسد خلال المفاوضات التي لن يشارك فيها مباشرة، وربط مصيره بانتخابات لا تلتزم نهاية ولايته الرئاسية". واشار بوغدانوف الى ان موسكو "لا تتمسك بشخص الرئيس الأسد في سوريا، ولكنها ترى ان النظام السوري لا يزال صلبا ويتمتع بدعم مهم في اوساط السوريين، وقد يكون هذا الدعم بدافع خوفهم ممن قد يحل مكانه". واشار الى ان "نهاية النزاع لا ترتبط بتغير ميزان القوى العسكرية، مضيفاً "حتى لو احتلت المعارضة دمشق واستولت على السلطة، فالنزاع سيستمر". واشار المبعوث الخاص للرئيس الروسي الى ان بلاده يغريها "اتفاق الطائف"، قائلاً "فليجتمع كل ممثلي تيارات المعارضة وقوى النظام في موسكو او في واشنطن او نيويورك او اي مكان آخر، بالاضافة الى ممثلي مختلف الطوائف من سنة وعلويين ومسحيين وغيرهم، وليتفقوا كيف ينظمون مستقبل البلاد". وحذر بوغدانوف من خطر تقسيم سوريا "بشكل يكرر النموذج الصومالي"، وقال "عملت لثلاثة اعوام في لبنان الذي كان يشهد حربا اهلية دامت 16 عاما، وشهدت بعيني تفتت الدولة المركزية عندما كانت كل طائفة تقيم مقاطعتها وتتسلح للدفاع عن ارضها وطريقة حياتها ولكن في النهاية اندفع الجميع نحو الحوار والبحث عن مخرج سياسي مشترك، وهذا هو الحل الوحيد، والتنويعة التي ينبغي تطبيقها في سوريا والا فإن النزاع سيستمر، ويوقع ضحايا جددا". وكشف نائب وزير الخارجية الروسي ان الرئيس الأسد قال لموسكو "اذا لم يعد يريدني الشعب رئيسا وقرر ان يختار زعيما غيري، فسأرحل". وعن مدى استماع الاسد للنصائح الروسية، قال "ليس بالضرورة وليس معظم الوقت. وحتى عندما كان يستمع لنصائحنا كان يفعل ذلك متأخرا جدا"، مضيفاً "هناك اشياء كثيرة تحققت، ككتابة دستور جديد الغى انفراد البعث بالسلطة، وتوسيع حرية الاعلام، والتعددية الحزبية، ويجب القول ان المعارضة السورية لم تدعم هذه الإصلاحات لانها تحققت دون مشاورات معها". واكد بوغدانوف انه التقى العميد السوري المنشق مناف طلاس، واضاف "ترك لدي انطباعا ايجابيا وشاطرته تحليله لأسباب الازمة، ولكن السؤال هو كيفية الخروج من الازمة". وكشف مبعوث الرئيس الروسي ان نظراءه الأميركيين والفرنسيين يشاطرونه الإعتقاد أنه "لا بد من الحفاظ على وحدة الجيش السوري كقوة ضامنة لتماسك سوريا لان انقسام الجيش السوري إلى جيوش تتقاتل في ما بينها هو اسوأ الفرضيات. ونحن نفكر، واظن ان الفرنسيين يشاطروننا ذلك، بانه يجب ابقاء الجيش بعيدا عن السياسة".  السفير

المصدر : السفير


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة