حذر الكاتب الاميركي ديفيد اجناتيوس من تحول سورية إلى افغانستان جديدة. وقال في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الاميركية

ان الولايات المتحدة وحلفاءها في سورية يتحركون نحو برنامج دعم سري للمتمردين، وهو تكرار الى حد كبير لمثل ما فعلته أمريكا وأصدقائها في أفغانستان في ثمانينات القرن الماضي.

ورأى الكاتب ان هناك أوجه تشابه كبيرة لما يجري في سورية حاليا، لما وقع في أفغانستان، فضباط وكالة المخابرات المركزية الاميركية يعملون على الحدود السورية في الأردن وتركيا، من اجل مساعدة المتمردين السنة لتحسين قيادتهم والسيطرة والانخراط في أنشطة أخرى، بينما تأتي الأسلحة للمتمردين من أطراف ثالثة.

ففي أفغانستان، جاءت معظم الاسلحة من الصين ومصر، وفي سورية، يتم الشراء من السوق السوداء، ولكن الممول الرئيسي لحركات التمرد في افغانستان وسوريا واحد وهو المملكة العربية السعودية، حتى أن هناك شخصية ملونة تتكرر في الحالتين السورية والافغانية، وهو الأمير "بندر بن سلطان"، الذي شغل موقع السفير السعودي في واشنطن في ثمانينات القرن الماضي، حيث عمل هذا السفير على تمويل ودعم وكالة المخابرات المركزية الاميركية في أفغانستان، والآن، يعمل رئيسا للاستخبارات السعودية، ويتولى تشجيع العمليات التي يقوم بها المتمردون في سوريا.

وتساءل الكاتب "ماذا تشير هذه المقارنة التاريخية"، مشيرا الى انه "على الجانب الإيجابي، فأن المجاهدين الأفغان فازوا في حربهم وتم الأطاحة في نهاية المطاف بالحكومة الروسية المحتلة بدعم الولايات المتحدة، واعتبر ذلك انتصار لوكالة الاستخبارات الاميركية المركزية "CIA "، ولكن على الجانب السلبي، فأن افغانستان انجرفت الى عقود من الفوضى والتطرف الجهادي الذي لا يزال يهدد المنطقة بأكملها وحتى الولايات المتحدة.

وقال الكاتب ان ذلك يفسر النهج الحذر لإدارة الرئيس الاميركي باراك أوباما، في التعامل مع الازمة السورية، حيث ان الادارة تعلم مخاطر الوضع في سوريا، ومن هنا تتحرك بخطوات بطيئة ومحسوبة لعدم وضوح الرؤية، وهو ما وصفه بعض النقاد بأنه نهج فاتر وغير فعال.

وتساءل الكاتب "ماذا يعلمنا التاريخ عن مثل هذه التدخلات التي قد تكون مفيدة في الحالة السورية؟ "، معتبرا ان "الحرب السرية ضد الرئيس السوري بشار الأسد نضجت".

واعتبر الكاتب انه "يجب على الولايات المتحدة أن تكون حذرة من دعم استراتيجية السعودية التي هي حتما تقوم على المصلحة الذاتية. فالسعوديون يفضلون ان يشن الذين يعارضون الحكم الاستبدادي في المملكة حربهم بعيدا عن السعودية، ودمشق هي مكان أكثر أمنا وبعدا عن الرياض".

واعتبر انه "يجب أن تعمل الولايات المتحدة على مساعدة عناصر أكثر عقلانية من المعارضة السورية والحد من نفوذ المتطرفين، فقد تم تجاهل هذه السياسة في أفغانستان، حيث سمحت الولايات المتحدة وباكستان (بمساعدة الأموال السعودية) بدعم المقاتلين المتطرفين - الذين خرجوا أكثر تطرفا وخطورة بعد الحرب. وهو ما تجنيه أميركا من فوضى حاليا في افغانستان، ويجب الا يتكرر ذلك مرة أخرى.

ورأى أن "ما هو مخيف هو تنظيم القاعدة يقاتل في سوريا بالفعل ويتواجد بكثافة من خلال تسلل الخلايا من الموصل وأجزاء أخرى من شمال العراق عبر الحدود السورية العراقية".

ونقل عن مصادر استخبارات عربية فأن المعارضة السورية تواجه نفوذ تنظيم القاعدة المعارضة، حيث تم قتل مقاتل من تنظيم القاعدة يدعى "وليد البستاني"، الذي حاول إعلان "إمارة" في بلدة قرب الحدود مع لبنان.

واعتبر الكاتب ان المتمردين الذين يقاتلون الأسد يستحقون دعما محدودا من الولايات المتحدة، وعلى الادارة الامريكية ان تكون حذرة تماما، وحكيمة لأن الفوضى في هذه المنطقة ستكون اعنف واخطر بكثير مما حدث في افغانستنان.

 

  • فريق ماسة
  • 2012-09-07
  • 11837
  • من الأرشيف

"واشنطن بوست":السعودية سلحت حركات التمرد بأفغانسان وتسلحها ايضا بسورية

  حذر الكاتب الاميركي ديفيد اجناتيوس من تحول سورية إلى افغانستان جديدة. وقال في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الاميركية ان الولايات المتحدة وحلفاءها في سورية يتحركون نحو برنامج دعم سري للمتمردين، وهو تكرار الى حد كبير لمثل ما فعلته أمريكا وأصدقائها في أفغانستان في ثمانينات القرن الماضي. ورأى الكاتب ان هناك أوجه تشابه كبيرة لما يجري في سورية حاليا، لما وقع في أفغانستان، فضباط وكالة المخابرات المركزية الاميركية يعملون على الحدود السورية في الأردن وتركيا، من اجل مساعدة المتمردين السنة لتحسين قيادتهم والسيطرة والانخراط في أنشطة أخرى، بينما تأتي الأسلحة للمتمردين من أطراف ثالثة. ففي أفغانستان، جاءت معظم الاسلحة من الصين ومصر، وفي سورية، يتم الشراء من السوق السوداء، ولكن الممول الرئيسي لحركات التمرد في افغانستان وسوريا واحد وهو المملكة العربية السعودية، حتى أن هناك شخصية ملونة تتكرر في الحالتين السورية والافغانية، وهو الأمير "بندر بن سلطان"، الذي شغل موقع السفير السعودي في واشنطن في ثمانينات القرن الماضي، حيث عمل هذا السفير على تمويل ودعم وكالة المخابرات المركزية الاميركية في أفغانستان، والآن، يعمل رئيسا للاستخبارات السعودية، ويتولى تشجيع العمليات التي يقوم بها المتمردون في سوريا. وتساءل الكاتب "ماذا تشير هذه المقارنة التاريخية"، مشيرا الى انه "على الجانب الإيجابي، فأن المجاهدين الأفغان فازوا في حربهم وتم الأطاحة في نهاية المطاف بالحكومة الروسية المحتلة بدعم الولايات المتحدة، واعتبر ذلك انتصار لوكالة الاستخبارات الاميركية المركزية "CIA "، ولكن على الجانب السلبي، فأن افغانستان انجرفت الى عقود من الفوضى والتطرف الجهادي الذي لا يزال يهدد المنطقة بأكملها وحتى الولايات المتحدة. وقال الكاتب ان ذلك يفسر النهج الحذر لإدارة الرئيس الاميركي باراك أوباما، في التعامل مع الازمة السورية، حيث ان الادارة تعلم مخاطر الوضع في سوريا، ومن هنا تتحرك بخطوات بطيئة ومحسوبة لعدم وضوح الرؤية، وهو ما وصفه بعض النقاد بأنه نهج فاتر وغير فعال. وتساءل الكاتب "ماذا يعلمنا التاريخ عن مثل هذه التدخلات التي قد تكون مفيدة في الحالة السورية؟ "، معتبرا ان "الحرب السرية ضد الرئيس السوري بشار الأسد نضجت". واعتبر الكاتب انه "يجب على الولايات المتحدة أن تكون حذرة من دعم استراتيجية السعودية التي هي حتما تقوم على المصلحة الذاتية. فالسعوديون يفضلون ان يشن الذين يعارضون الحكم الاستبدادي في المملكة حربهم بعيدا عن السعودية، ودمشق هي مكان أكثر أمنا وبعدا عن الرياض". واعتبر انه "يجب أن تعمل الولايات المتحدة على مساعدة عناصر أكثر عقلانية من المعارضة السورية والحد من نفوذ المتطرفين، فقد تم تجاهل هذه السياسة في أفغانستان، حيث سمحت الولايات المتحدة وباكستان (بمساعدة الأموال السعودية) بدعم المقاتلين المتطرفين - الذين خرجوا أكثر تطرفا وخطورة بعد الحرب. وهو ما تجنيه أميركا من فوضى حاليا في افغانستان، ويجب الا يتكرر ذلك مرة أخرى. ورأى أن "ما هو مخيف هو تنظيم القاعدة يقاتل في سوريا بالفعل ويتواجد بكثافة من خلال تسلل الخلايا من الموصل وأجزاء أخرى من شمال العراق عبر الحدود السورية العراقية". ونقل عن مصادر استخبارات عربية فأن المعارضة السورية تواجه نفوذ تنظيم القاعدة المعارضة، حيث تم قتل مقاتل من تنظيم القاعدة يدعى "وليد البستاني"، الذي حاول إعلان "إمارة" في بلدة قرب الحدود مع لبنان. واعتبر الكاتب ان المتمردين الذين يقاتلون الأسد يستحقون دعما محدودا من الولايات المتحدة، وعلى الادارة الامريكية ان تكون حذرة تماما، وحكيمة لأن الفوضى في هذه المنطقة ستكون اعنف واخطر بكثير مما حدث في افغانستنان.  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة