دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أكدّت ايران أمس، استثمارها زخم قمة عدم الانحياز التي استضافتها، من أجل بلورة حراك سياسي ديبلوماسي حول الازمة السورية، بالرغم من خلوّ البيان الختامي للقمة من أي إشارة مباشرة إلى سوريا.
وأعلنت طهران تشكيلها مجموعة اتصال «أصدقاء رئيس عدم الانحياز» بمشاركة مصر وفنزويلا إلى جانبها، ستعقد اجتماعات دورية للبحث في مخرج للمأزق السوري.
من جانبها، استضافت تركيا مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي ايه» الجنرال ديفيد بتراوس، ضمن عملية التنسيق الأمنية والاستخبارية بين الطرفين حول الملف السوري، وبالدرجة الاولى حول التحديات الامنية والسياسية التي يطرحها الشمال السوري اليوم بالنسبة لانقرة، من نفوذ حزب العمال الكردستاني وانتشار مواقع سيطرة المعارضة المسلحة بأطيافها المختلفة.
أما روسيا، فجددت تأييدها ما قاله المبعوث المشترك إلى سوريا الأخضر الابراهيمي، عن رفض التدخل الخارجي في سوريا، مؤكدة تمسكها بخطة سلفه كوفي أنان واتفاق جنيف. وفي حين تتصاعد حدة التوتر الامني في العاصمة دمشق مع محاولة استهداف «الجيش الحر» مقر قيادة الاركان في حي أبو رمانة، أعلنت السلطات «تطهيرها» مدينة دير الزور من «الإرهابيين».
وفي الأثناء، رد المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي على المواقف الاخيرة للرئيس المصري محمد مرسي خلال قمة دول عدم الانحياز في طهران والتي رأى فيها ان النظام السوري «ظالم»، معتبرا انها تفتقر الى «الواقعية». وقال جهاد مقدسي في حديث متلفز الى قناة «ان بي ان» اللبنانية ان كلام الرئيس المصري خلال قمة عدم الانحياز كان «الى حد ما مخيبا للآمال... والرئيس مرسي له خلفية اخوانية، لكنه رئيس لدولة عربية مهمة للغاية، وستزيد جرعة وواقعية الرئيس مرسي بمرور الزمن». واضاف ان «سوريا تأمل على الدوام من مصر ان تعود الى دورها الطبيعي كي يعود التوازن الى العمل العربي المشترك».
وأفادت وكالة «مهر» للأنباء ان مساعد وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان أكد «دعم ايران للحل السياسي والديبلوماسي للأزمة السورية»، وقال: «ان من النتائج المهمة التي اتت بها قمة عدم الانحياز السادسة عشرة تشكيل مجموعة «اصدقاء رئيس عدم الانحياز» التي تتمثل بحضور ممثلين عن رئيس حركة عدم الانحياز السابق (مصر) والحالي (ايران) والمقبل (فنزويلا) لاجتماعات ثلاثية لايجاد حل للازمة السورية».
ونقلت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية على نشرتها باللغة الإنكليزية عن رئيس لجنة الامن القومي والسياسات الخارجية في مجلس الشورى الايراني علاء الدين بروجردي قوله «نعتزم عقد اجتماع لبرلمانات الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز والدول التي تؤمن بأن الحل السياسي هو الحل الأمثل لهذه الأزمة» السورية.
في المقابل، أفادت وكالة أنباء «الاناضول» التركية بوصول رئيس الـ«سي آي ايه» ديفيد بتراوس إلى اسطنبول لإجراء مباحثات مع المسؤولين الأتراك. ووصلت طائرة حربية تابعة للقوات الجوية الأميركية، تقل ديفيد بتراوس إلى مطار أتاتورك الدولي باسطنبول، تحت إجراءات أمنية مشددة.
ووفقا لمصادر مسؤولة من أنقرة، فإن رئيس الوكالة الاستخباراتية الأميركية، سيجري لقاءات مع المسؤولين الأتراك، لبحث تطورات الأزمة السورية، وسبل التعاون بين البلدين في إطار محاربة الإرهاب.
وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف من جانبه، أن موسكو تشاطر المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، موقفه الرافض للتدخل الخارجي باستخدام القوة في سوريا.
وكتب غاتيلوف على صفحته على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي، ان «المبعوث الدولي الإبراهيمي يستبعد التدخل الخارجي باستخدام القوة لتسوية النزاع في سوريا»، مضيفاً «ونحن نتفق معه، فليس هناك بديل لخطة أنان للسلام وبيان جنيف، إن أردنا تحقيق بدء الحوار السلمي في سوريا».
وقال الابراهيمي أمس الاول، ان هناك «حاجة الى اطار سياسي جديد او وضع جديد في سوريا، لان التاريخ لا يعود إلى الوراء»، مشيرا الى انه «سيتوجه في الوقت المناسب إلى العاصمة السورية دمشق». وشدد على انه يتعين على «جميع الاطراف وقف استخدام العنف في سوريا» مشيرا في الوقت نفسه الى ان «دور الحكومة ومسؤوليتها اكبر في هذه الخطوة». وعن فكرة ارسال قوات الى سوريا، قال الابراهيمي «من المبكر الحديث عن ارسال قوات عربية او دولية مثل قوات حلف شمال الاطلسي الى سوريا» موضحا ان «التدخل العسكري معناه فشل العملية السياسية».
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة