اعتبر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، أن «فشل الغرب، بزعامة أميركا، في الهيمنة على منطقة غرب آسيا يشكل مؤشرا آخر على مرحلة التغيير الراهنة» التي يشهدها العالم، بينما أعلن رئيس مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) علي لاريجاني في ذكرى حرب تموز 2006 الاسرائيلية على لبنان أن «إيران تحذر مرة أخرى دول المنطقة من اللعب في الملعب الأميركي والصهيوني»، ووصف اسرائيل بانها جثة سياسية في الشرق الاوسط.

وقال خامنئي، أمام أساتذة وباحثين في الجامعات الإيرانية في طهران، إن «العالم يجتاز مرحلة التغيير صوب بنية وهندسة وخريطة جديدة على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية»، مشيرا إلى «المكانة والدور المتميزين للشعب الإيراني في هذا التغيير التاريخي».

وأضاف إن «الشعور بالهوية والصحوة القائمتين على الإسلام بين مختلف الشعوب الإسلامية يُعتبر مؤشرا غير مسبوق على عمق التغيير في الهيكلية والهندسة والخريطة المستقبلية للعالم». وأكد أن «فشل الغرب، بزعامة أميركا، في الهيمنة على منطقة غرب آسيا يشكل مؤشرا آخر على مرحلة التغيير الراهنة».

وتابع خامنئي ان «التحركات الفاشلة لأميركا في الهيمنة على هذه المنطقة المهمة والحساسة، لا سيما في شأني العراق وأفغانستان، برزت للعيان، ما يشير إلى تغييرات عميقة يجتازها العالم».

وقال إن «أميركا باعتبارها القوة الأولى في العالم على صعد الثروة والعلم والتقنية العسكرية وغيرها كانت تحظى بسمعة عامة جيدة لدى الشعوب على مدى عقود، إلا أن هذا البلد، لم يفقد سمعته فحسب، بل تحول لدى الرأي العام العالمي إلى رمز للغطرسة والظلم والتدخل في شؤون الشعوب وإشعال نيران الحروب».

لاريجاني

إلى ذلك، أشار لاريجاني، في افتتاح جلسة البرلمان الايراني، إلى الذكرى السنوية لانتصار «حزب الله» بصد العدوان الصهيوني في تموز العام 2006. وقال «في مثل هذا اليوم تكبد الكيان الصهيوني هزيمة منكرة، وتحول الكيان الصهيوني بشكل عملي إلى جثة سياسية في الشرق الأوسط، وقد أصاب من أطلق على هذا اليوم، يوم المقاومة الإسلامية».

ولفت إلى «التعاون المشترك بين أميركا والكيان الصهيوني ضد حزب الله»، واصفا «القرار 1701 لمجلس الأمن، الذي تم بموجبه وقف تلك الحرب، بأنه، في الحقيقة، نوع من الانسحاب للحيلولة دون تكبد إسرائيل هزيمة أعمق، وتلك كانت نتيجة الأوهام الأميركية بإنشاء شرق أوسط جديد، التي أثارت موجة من السخرية في العالم». وأضاف إن «شدة الصفعة التي وجهتها المقاومة للكيان الصهيوني كانت بحيث نجمت عنها مشكلات سياسية داخل هذا الكيان، وجعلته يجر أذيال الخيبة على الصعيد الدولي، الأمر الذي دفعه إلى ارتكاب حماقة أخرى بشن حربه على غزة أواخر العام 2008 للخروج من مآزقه الداخلية والخارجية».

وتابع لاريجاني «هنا أدركت أميركا وإسرائيل أنهما تواجهان ظاهرة جديدة من المقاومة والحروب اللامتكافئة، التي صاحبت في طياتها نوعا من الصحوة لدى الأجيال الحديثة في العالم الإسلامي، ولم تكن مقتصرة على إيران ولبنان وفلسطين والعراق، خاصة أنهم لمسوا ذلك تماما بعد نهضة الصحوة الإسلامية».

وأضاف إن «التطورات الأخيرة في العالم الإسلامي فرضت العزلة على الكيان الصهيوني، وسرّعت في نهاية عمر الحكومات العميلة لأميركا في المنطقة، ودفعتهم إلى تكوين اتحاد مشؤوم لتنفيذ مخططات متعجلة وساذجة ضد إيران باعتبارها مركزا للصحوة الإسلامية وأصدقاء المقاومة في المنطقة، ليعوضوا فضيحتهم في حرب تموز 2006، من إيران وحزب الله وسوريا بذريعة المطالبة بالديموقراطية».

وشدد لاريجاني على أن «إيران تحذر مرة أخرى دول المنطقة من اللعب في الملعب الأميركي والصهيوني، لأن هذه السلوكيات ستبقى في الذاكرة التاريخية لشعوب المنطقة»، معتبرا أن «المشكلة هي أن بعض دول المنطقة، من خلال تحليلاتها الناقصة وتصوراتها الواهية، وقعت في فخ المصالح الأميركية والصهيونية، ومن الأفضل لها أن تتحرر عاجلا من هذا الفخ».

وقال إن «ما يشاهد في الساحة السورية، إنما هو جيل جديد من المقاومة أمام الكيان الصهيوني والامبريالية الأميركية، وليس مطالبة كاذبة بالديموقراطية تحت ظل القوة والأسلحة الثقيلة».

من جهة ثانية، واجهت الحكومة الإيرانية انتقادا من أعضاء البرلمان بسبب طريقة تعاملها مع جهود الإغاثة بعد وقوع زلزالين كبيرين في محافظة أذربيجان الشرقية، أسفرا عن مقتل 306 أشخاص وإصابة 3037 شخصا، بحسب حصيلة أعلنتها وزيرة الصحة مرضية وحيد دستجردي أمام مجلس الشورى.

وذكرت وكالة الأنباء البرلمانية ان نوابا يمثلون المناطق المتضررة يشكون من نقص الخيام للناجين. ونقلت عن لاريجاني قوله «لا بد من أن يتخذ مقر إدارة الأزمة خطوات أكبر لتبديد تلك المخاوف».

روسيا

وحذرت وزارة الخارجية الروسية واشنطن من امكان أن «تؤثر العقوبات الأميركية المفروضة في إيران سلبا في العلاقات الروسية - الأميركية في حال طالت مؤسسات اقتصادية روسية».

وذكرت الوزارة، في بيان، «يجب أن تفهم واشنطن أن علاقتنا الثنائية ستتعرض، في حال مست العقوبات الأميركية، وكلاء روسا في مجال الاقتصاد، يتعاملون مع إيران تطبيقا لأحكام قوانيننا والقرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي».

وأشارت إلى أن «روسيا تلتزم بالقيود التي فرضها مجلس الأمن على التعامل مع إيران، إلا اننا لا نعترف بعقوبات عديدة أحادية الجانب فرضتها واشنطن بحجة القلق من البرنامج النووي الإيراني. ونعتبر أنه من غير المقبول أن تشمل أحكام القوانين الأميركية الداخلية العالم كله. كما أننا نرفض أساليب التخويف والتهديد السافر الذي تلجأ إليه الولايات المتحدة إزاء شركات ومصارف في دول أخرى».

وتابعت أن «تصعيد الضغط على طهران وتقديم إنذارات أخيرة يقوضان الفرص لتسوية الوضع الناشئ حول البرنامج النووي الإيراني ويتؤديان إلى تدهور عملية المفاوضات. أما العقوبات الأحادية الجانب فتوجه ضربة ملموسة إلى وحدة الوسطاء الدوليين المشغولين بتلك المسألة».

 

 

  • فريق ماسة
  • 2012-08-13
  • 11534
  • من الأرشيف

خامنئي: أميركا فشلت في الهيمنة على غرب آسيا

          اعتبر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، أن «فشل الغرب، بزعامة أميركا، في الهيمنة على منطقة غرب آسيا يشكل مؤشرا آخر على مرحلة التغيير الراهنة» التي يشهدها العالم، بينما أعلن رئيس مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) علي لاريجاني في ذكرى حرب تموز 2006 الاسرائيلية على لبنان أن «إيران تحذر مرة أخرى دول المنطقة من اللعب في الملعب الأميركي والصهيوني»، ووصف اسرائيل بانها جثة سياسية في الشرق الاوسط. وقال خامنئي، أمام أساتذة وباحثين في الجامعات الإيرانية في طهران، إن «العالم يجتاز مرحلة التغيير صوب بنية وهندسة وخريطة جديدة على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية»، مشيرا إلى «المكانة والدور المتميزين للشعب الإيراني في هذا التغيير التاريخي». وأضاف إن «الشعور بالهوية والصحوة القائمتين على الإسلام بين مختلف الشعوب الإسلامية يُعتبر مؤشرا غير مسبوق على عمق التغيير في الهيكلية والهندسة والخريطة المستقبلية للعالم». وأكد أن «فشل الغرب، بزعامة أميركا، في الهيمنة على منطقة غرب آسيا يشكل مؤشرا آخر على مرحلة التغيير الراهنة». وتابع خامنئي ان «التحركات الفاشلة لأميركا في الهيمنة على هذه المنطقة المهمة والحساسة، لا سيما في شأني العراق وأفغانستان، برزت للعيان، ما يشير إلى تغييرات عميقة يجتازها العالم». وقال إن «أميركا باعتبارها القوة الأولى في العالم على صعد الثروة والعلم والتقنية العسكرية وغيرها كانت تحظى بسمعة عامة جيدة لدى الشعوب على مدى عقود، إلا أن هذا البلد، لم يفقد سمعته فحسب، بل تحول لدى الرأي العام العالمي إلى رمز للغطرسة والظلم والتدخل في شؤون الشعوب وإشعال نيران الحروب». لاريجاني إلى ذلك، أشار لاريجاني، في افتتاح جلسة البرلمان الايراني، إلى الذكرى السنوية لانتصار «حزب الله» بصد العدوان الصهيوني في تموز العام 2006. وقال «في مثل هذا اليوم تكبد الكيان الصهيوني هزيمة منكرة، وتحول الكيان الصهيوني بشكل عملي إلى جثة سياسية في الشرق الأوسط، وقد أصاب من أطلق على هذا اليوم، يوم المقاومة الإسلامية». ولفت إلى «التعاون المشترك بين أميركا والكيان الصهيوني ضد حزب الله»، واصفا «القرار 1701 لمجلس الأمن، الذي تم بموجبه وقف تلك الحرب، بأنه، في الحقيقة، نوع من الانسحاب للحيلولة دون تكبد إسرائيل هزيمة أعمق، وتلك كانت نتيجة الأوهام الأميركية بإنشاء شرق أوسط جديد، التي أثارت موجة من السخرية في العالم». وأضاف إن «شدة الصفعة التي وجهتها المقاومة للكيان الصهيوني كانت بحيث نجمت عنها مشكلات سياسية داخل هذا الكيان، وجعلته يجر أذيال الخيبة على الصعيد الدولي، الأمر الذي دفعه إلى ارتكاب حماقة أخرى بشن حربه على غزة أواخر العام 2008 للخروج من مآزقه الداخلية والخارجية». وتابع لاريجاني «هنا أدركت أميركا وإسرائيل أنهما تواجهان ظاهرة جديدة من المقاومة والحروب اللامتكافئة، التي صاحبت في طياتها نوعا من الصحوة لدى الأجيال الحديثة في العالم الإسلامي، ولم تكن مقتصرة على إيران ولبنان وفلسطين والعراق، خاصة أنهم لمسوا ذلك تماما بعد نهضة الصحوة الإسلامية». وأضاف إن «التطورات الأخيرة في العالم الإسلامي فرضت العزلة على الكيان الصهيوني، وسرّعت في نهاية عمر الحكومات العميلة لأميركا في المنطقة، ودفعتهم إلى تكوين اتحاد مشؤوم لتنفيذ مخططات متعجلة وساذجة ضد إيران باعتبارها مركزا للصحوة الإسلامية وأصدقاء المقاومة في المنطقة، ليعوضوا فضيحتهم في حرب تموز 2006، من إيران وحزب الله وسوريا بذريعة المطالبة بالديموقراطية». وشدد لاريجاني على أن «إيران تحذر مرة أخرى دول المنطقة من اللعب في الملعب الأميركي والصهيوني، لأن هذه السلوكيات ستبقى في الذاكرة التاريخية لشعوب المنطقة»، معتبرا أن «المشكلة هي أن بعض دول المنطقة، من خلال تحليلاتها الناقصة وتصوراتها الواهية، وقعت في فخ المصالح الأميركية والصهيونية، ومن الأفضل لها أن تتحرر عاجلا من هذا الفخ». وقال إن «ما يشاهد في الساحة السورية، إنما هو جيل جديد من المقاومة أمام الكيان الصهيوني والامبريالية الأميركية، وليس مطالبة كاذبة بالديموقراطية تحت ظل القوة والأسلحة الثقيلة». من جهة ثانية، واجهت الحكومة الإيرانية انتقادا من أعضاء البرلمان بسبب طريقة تعاملها مع جهود الإغاثة بعد وقوع زلزالين كبيرين في محافظة أذربيجان الشرقية، أسفرا عن مقتل 306 أشخاص وإصابة 3037 شخصا، بحسب حصيلة أعلنتها وزيرة الصحة مرضية وحيد دستجردي أمام مجلس الشورى. وذكرت وكالة الأنباء البرلمانية ان نوابا يمثلون المناطق المتضررة يشكون من نقص الخيام للناجين. ونقلت عن لاريجاني قوله «لا بد من أن يتخذ مقر إدارة الأزمة خطوات أكبر لتبديد تلك المخاوف». روسيا وحذرت وزارة الخارجية الروسية واشنطن من امكان أن «تؤثر العقوبات الأميركية المفروضة في إيران سلبا في العلاقات الروسية - الأميركية في حال طالت مؤسسات اقتصادية روسية». وذكرت الوزارة، في بيان، «يجب أن تفهم واشنطن أن علاقتنا الثنائية ستتعرض، في حال مست العقوبات الأميركية، وكلاء روسا في مجال الاقتصاد، يتعاملون مع إيران تطبيقا لأحكام قوانيننا والقرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي». وأشارت إلى أن «روسيا تلتزم بالقيود التي فرضها مجلس الأمن على التعامل مع إيران، إلا اننا لا نعترف بعقوبات عديدة أحادية الجانب فرضتها واشنطن بحجة القلق من البرنامج النووي الإيراني. ونعتبر أنه من غير المقبول أن تشمل أحكام القوانين الأميركية الداخلية العالم كله. كما أننا نرفض أساليب التخويف والتهديد السافر الذي تلجأ إليه الولايات المتحدة إزاء شركات ومصارف في دول أخرى». وتابعت أن «تصعيد الضغط على طهران وتقديم إنذارات أخيرة يقوضان الفرص لتسوية الوضع الناشئ حول البرنامج النووي الإيراني ويتؤديان إلى تدهور عملية المفاوضات. أما العقوبات الأحادية الجانب فتوجه ضربة ملموسة إلى وحدة الوسطاء الدوليين المشغولين بتلك المسألة».    

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة