إن المعارك التي تدور في مدينة حلب وريفها راهناً لم تفاجئ الجيش السوري، وكانت أجهزة الاستعلام السورية على علم مسبق لما يحضّر للمدينة من خارج الحدود، لذلك فإن اجتثاث المسلحين منها بات أمراً محتوماً، لكن معركة حلب،رغم أهميتها الاستراتيجية، لن تكون الأخيرة والمصيرية كما يصفها بعض الإعلام والمحللين، بل ستشهد مناطق أخرى معارك جديدة مع الإرهابيين، في ضوء استمرار تدفق المال الخليجي المخصص لتخريب سورية، وفي غياب أي حل سياسي للأزمة فيها في المرحلة الراهنة"، حسب ما قال مرجع أمني سوري.

ويلفت المرجع إلى أن معركة حلب قد تستمر بعض الوقت، نظراً إلى دقة الوضع الميداني في العاصمة الاقتصادية لسورية، فهي تختلف عن دمشق لناحيتيْ الاكتظاط السكاني والانفلاش الجغرافي، كما أنها أكثر اكتظاظاً وأوسع انتشاراً، إضافة إلى أنها مفتوحة على الحدود مع تركيا التي تقدم دعماً لوجستياً غير مسبوق للمسلحين، وتشكل أراضيها القاعدة الأساسية لانطلاق المسلحين إلى سورية.

 

ويؤكد المرجع أن التأخير في حسم المعركة في حلب سببه حرص الجيش على أرواح المواطنين، وعلى المباني ذات الطابع التراثي فيها، مرجحاً ألا يطول الوقت طويلاً.

ويلفت المرجع إلى أن مخيمات "اللاجئين" السوريين في تركية باتت تشكل عبئاً عليها، وقد تتهدد الأمن القومي التركي، خصوصاً أنها تحوي أعداداً كبيرة من المقاتلين الوهابيين، الأمر الذي دفع أنقرة إلى إقحام أكبر عدد من "المقاتلين" الموجودين لديها في معارك شمال سورية، علّها تحقق من خلال ذلك هدفان في آن معاً، الأول: الإمعان في محاولة الضغط على سورية وإنهاك جيشها، والثاني: التخلص من المسلحين الموجدين لديها.

ويجزم المرجع أن تركية لن تحقق في حربها على سورية أي هدف استراتجي، مؤكداً أن الجيش عازم على ملاحقة الإرهابيين واجتثاثهم أيمنا وجدوا ومهما بلغت التضحيات، صوناً لأمن سورية وشعبها، كاشفاً أن غالبية العشائر في منطقة الشمال تؤازر الدولة في حربها ضد الارهاب، خصوصاً أن أبناء هذه العشائر لم يسلموا من إجرام المجموعات الإرهابية المسلحة، ما زادها اقتناعاً بضرورة اقتلاعها.

ويرى المرجع أن معارك ما بعد تطهير حلب ستأخذ طابع الملاحقات والمداهمات في معظم الأوقات، مؤكداً ألا يمكن لعصابات مرتزقة أن تتفوق على أي جيش نظامي في العالم، وأن سورية باتت قاب قوسين أو أدنى من إعلان انتصارها.

وفي السياق عينه، يشير مرجع استراتيجي إلى أن منطقة شمال الفرات تشكل مجتمعاً زراعياً مؤلفاً من مزيجٍ من عشائر البادية والأكراد، يدين بالولاء للدولة السورية التي تشتري منه محاصيل القمح وتقدم له الإعانات الزراعية، مؤكداً أن رئيس الوزراء التركي رجب الطيب أردوغان لم يفلح في إثارة النعرات المذهبية في منطقة الجزيرة العربية التي تمتد إلى ريف حلب، وبالتالي لم يستطع تحريض أبناء هذه المنطقة على الحكومة السورية، نظراً لارتباطهم الاقتصادي والمعيشي معها.

ويعتبر المرجع أن أردوغان ارتكب إخفاقاً استراتجياً خطراً، عندما قرر خوض حربه على سورية، خصوصاً أن منطقة شرق الأناضول المتاخمة لسورية والتي تضم نحو 35 مليون مواطن من أصول كردية وعربية وعلوية وسريانية، هي في غالبيته معارضة للحكومة التركية، ولها امتداد عشائري وقومي ومذهبي في منطقتي شمال الفرات في سورية والساحل السوري، لاسيما أن منطقة لواء اسكندرون هي في الأصل قطعة من سورية، وقد ترتد حربه على سورية إلى الداخل التركي.

ويشير إلى أن أهم أكبر المصانع السورية وأهمها موجود في حلب، وأن إيران والعراق تستورد الكم الأكبر من منتجات هذه المصانع، فبالتالي لن تشكل العاصمة الاقتصادية السورية بيئة حاضنة للمسلحين، وسيحسم الجيش السوري المعركة فيها عاجلاً أم آجلاً.

ويختم المرجع بالقول: "من المحتوم أن نهاية أردوغان ستكون بعد حسم الجيش السوري المعركة في حلب، والآتي لناظره قريب".

  • فريق ماسة
  • 2012-08-08
  • 9687
  • من الأرشيف

نهاية أردوغان بعد حسم الجيش العربي السوري معركة حـلـب.. والآتي لناظره قريب

إن المعارك التي تدور في مدينة حلب وريفها راهناً لم تفاجئ الجيش السوري، وكانت أجهزة الاستعلام السورية على علم مسبق لما يحضّر للمدينة من خارج الحدود، لذلك فإن اجتثاث المسلحين منها بات أمراً محتوماً، لكن معركة حلب،رغم أهميتها الاستراتيجية، لن تكون الأخيرة والمصيرية كما يصفها بعض الإعلام والمحللين، بل ستشهد مناطق أخرى معارك جديدة مع الإرهابيين، في ضوء استمرار تدفق المال الخليجي المخصص لتخريب سورية، وفي غياب أي حل سياسي للأزمة فيها في المرحلة الراهنة"، حسب ما قال مرجع أمني سوري. ويلفت المرجع إلى أن معركة حلب قد تستمر بعض الوقت، نظراً إلى دقة الوضع الميداني في العاصمة الاقتصادية لسورية، فهي تختلف عن دمشق لناحيتيْ الاكتظاط السكاني والانفلاش الجغرافي، كما أنها أكثر اكتظاظاً وأوسع انتشاراً، إضافة إلى أنها مفتوحة على الحدود مع تركيا التي تقدم دعماً لوجستياً غير مسبوق للمسلحين، وتشكل أراضيها القاعدة الأساسية لانطلاق المسلحين إلى سورية.   ويؤكد المرجع أن التأخير في حسم المعركة في حلب سببه حرص الجيش على أرواح المواطنين، وعلى المباني ذات الطابع التراثي فيها، مرجحاً ألا يطول الوقت طويلاً. ويلفت المرجع إلى أن مخيمات "اللاجئين" السوريين في تركية باتت تشكل عبئاً عليها، وقد تتهدد الأمن القومي التركي، خصوصاً أنها تحوي أعداداً كبيرة من المقاتلين الوهابيين، الأمر الذي دفع أنقرة إلى إقحام أكبر عدد من "المقاتلين" الموجودين لديها في معارك شمال سورية، علّها تحقق من خلال ذلك هدفان في آن معاً، الأول: الإمعان في محاولة الضغط على سورية وإنهاك جيشها، والثاني: التخلص من المسلحين الموجدين لديها. ويجزم المرجع أن تركية لن تحقق في حربها على سورية أي هدف استراتجي، مؤكداً أن الجيش عازم على ملاحقة الإرهابيين واجتثاثهم أيمنا وجدوا ومهما بلغت التضحيات، صوناً لأمن سورية وشعبها، كاشفاً أن غالبية العشائر في منطقة الشمال تؤازر الدولة في حربها ضد الارهاب، خصوصاً أن أبناء هذه العشائر لم يسلموا من إجرام المجموعات الإرهابية المسلحة، ما زادها اقتناعاً بضرورة اقتلاعها. ويرى المرجع أن معارك ما بعد تطهير حلب ستأخذ طابع الملاحقات والمداهمات في معظم الأوقات، مؤكداً ألا يمكن لعصابات مرتزقة أن تتفوق على أي جيش نظامي في العالم، وأن سورية باتت قاب قوسين أو أدنى من إعلان انتصارها. وفي السياق عينه، يشير مرجع استراتيجي إلى أن منطقة شمال الفرات تشكل مجتمعاً زراعياً مؤلفاً من مزيجٍ من عشائر البادية والأكراد، يدين بالولاء للدولة السورية التي تشتري منه محاصيل القمح وتقدم له الإعانات الزراعية، مؤكداً أن رئيس الوزراء التركي رجب الطيب أردوغان لم يفلح في إثارة النعرات المذهبية في منطقة الجزيرة العربية التي تمتد إلى ريف حلب، وبالتالي لم يستطع تحريض أبناء هذه المنطقة على الحكومة السورية، نظراً لارتباطهم الاقتصادي والمعيشي معها. ويعتبر المرجع أن أردوغان ارتكب إخفاقاً استراتجياً خطراً، عندما قرر خوض حربه على سورية، خصوصاً أن منطقة شرق الأناضول المتاخمة لسورية والتي تضم نحو 35 مليون مواطن من أصول كردية وعربية وعلوية وسريانية، هي في غالبيته معارضة للحكومة التركية، ولها امتداد عشائري وقومي ومذهبي في منطقتي شمال الفرات في سورية والساحل السوري، لاسيما أن منطقة لواء اسكندرون هي في الأصل قطعة من سورية، وقد ترتد حربه على سورية إلى الداخل التركي. ويشير إلى أن أهم أكبر المصانع السورية وأهمها موجود في حلب، وأن إيران والعراق تستورد الكم الأكبر من منتجات هذه المصانع، فبالتالي لن تشكل العاصمة الاقتصادية السورية بيئة حاضنة للمسلحين، وسيحسم الجيش السوري المعركة فيها عاجلاً أم آجلاً. ويختم المرجع بالقول: "من المحتوم أن نهاية أردوغان ستكون بعد حسم الجيش السوري المعركة في حلب، والآتي لناظره قريب".

المصدر : حسان الحسن\ الثبات


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة