توجه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله إلى مؤسسة الجيش وقائدها وجنودها بالتحية والتبريك لهم بعيدهم، وأمل أن يمن الله وأن يتعاون اللبنانيون للحفاظ على هذه المؤسسة وحفظ وحدتها وتقويتها كي تقوم بالمهام الوطنية الجسيمة الملقاة على عاتقها.

وفي كلمة له بحفل الإفطار السنوي المركزي لهيئة دعم المقاومة الإسلامية، قال السيد نصرالله "لا يجادل أحد أن إسرائيل هُزمت عام 2000 وانتصر لبنان وتحقق إنجاز تاريخي واسرائيل خرجت مهزومة ذليلة"، مضيفاً "لا يجادل أحد أيضا أن الفضل في هذا الانتصار بعد الله هو للمقاومة لا مجتمع دولي ولا جامعة الدول العربية"، معتبراً أن "اي كلام آخر هو كلام مجانين أو حساد.. لا ينكره الا مكابر أو حاسد"، مشيراً إلى أن "الكل يعرف أيضا انه بعد انتصار الألفين المقاومة لم تطلب ان تحكم ولم تطلب سلطة ولا جزءاً من السلطة بل اهدت النصر للبنانيين وقالت للسلطة ان تتحمل مسؤولياتها على الحدود".

ولفت سماحته إلى أنه "بعد نصر العام 2000 برز مطلب أميركي اسرائيلي وأصبح غاية وهدفاً هو الانتهاء من المقاومة وسلاحها، باعتبار أن حزب الله كان يُعتبر الفصيل الأكبر والأساسي من المقاومة واصبح العنوان نزع سلاح حزب الله وهم يريدون نزع سلاح حزب الله الذي يهزم اسرائيل"، قائلاً "بعد القوى السياسية في لبنان تبنت هذا الهدف، واصبح لدينا قضية واصبحنا امام معركة سياسية جديدة ومعركة اعلامية ومعركة تفاوض ونقاش داخل لبنان وخارجه اسمها نزع سلاح المقاومة".

وأشار السيد نصرالله إلى أنه "بعد العام 2000 عرضت علينا مساومات في موضوع السلاح لها علاقة بالسلطة والمال من أميركا وغيرها، ورفضنا ذلك كله لاننا نرى في وجود المقاومة ضمانا وقوة للبنان وحماية لشعبنا الذي تخلى عنه كل العالم"، أضاف الأمين العام لحزب الله "في 2004 قبل صدور القرار 1559 عُرضت على سورية تسوية لهذا الأمر، وألفت اللبنانيين خاصة 14 آذار انه كان هناك تفاوض تحت الطاولة مع السوريين على رؤوسكم، وجاء حاكم عربي وقال للرئيس بشار الأسد إذا أردت البقاء في لبنان يمكنك ذلك والدخول إلى الجنوب أيضا مقابل نزع سلاح حزب الله والفلسطينيين، وقال له التفويض الدولي يبقى لك للبقاء في لبنان"، مؤكداً أن الرئيس الأسد رفض هذا العرض لأنه ينظر الى المقاومة في لبنان وفلسطين كجزء من استراتيجية أمن قومي عربي.

وذكر سماحة السيد نصرالله بكلام سيلفان شالوم وزير خارجية العدو الإسرائيلي في 2004 حيث قال أن "صدور القرار 1559 حصيلة جهود دبلوماسية طويلة ومضنية لوزارة الخارجية الإسرائيلية"، قائلاً "نحن أمام قرار إسرائيلي وبعض القوى اللبنانية تبنت هذا القرار ومضمونه".

وقال السيد نصرالله "في ذلك الحين بدأت لقاءات طويلة بيني وبين الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وتوافقنا أن سلاح المقاومة يجب أن يبقى الى اليوم الذي تنجز فيه تسوية شاملة في المنطقة، وبعد إنجاز التسوية نجلس ونتفاهم ماذا سنفعل بسلاح المقاومة وعلى هذا الاساس كنا نبني تفاهما سياسيا"، مشيراً إلى أنه "كنا نرفض ان ندخل في أي نقاش رسمي حول موضوع سلاح المقاومة ولكن من أجل أن نطمئن اللبنانيين قدمنا تنازلا وقبلنا مناقشة سلاح المقاومة وهذا الامر حصل في التفاهم مع التيار الوطني الحر في شباط 2006".

وتطرق السيد نصرالله إلى جلسات الحوار الوطني التي كان دعا اليها رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه، قائلاً "عقدت اول جلسة وشاركنا فيها دون اي تحفظ وكانت على جدولها بحث استراتيجية دفاعية وذهبنا الى الحوار بصدق وجدية وامل بامكان التوصل الى تفاهم وطني وكان هناك تفاهم ضمني بيننا وبين سعد الحريري الذي قال لي ان كل ما اتفقت عليه مع الوالد نكمل فيه"، مضيفاً "في طاولة الحوار حصل النقاش الى ان وصلنا الى آخر نقطة، بري قال لهم تفضلوا وكان معلوما اننا سنناقش الاستراتيجية الدفاعية ولكن لا احد تفضل ولا احد ناقش، وانا عرضت رؤية حزب الله للاستراتيجية الدفاعية وتكلمت بخلاصة عن العدو من هو ومقدراته واشكال عدوانه الممكنة ونقاط قوة العدو ونقاط ضعفه، ثانيا لبنان المعتدى عليه نقاط القوة لديه ونقاط الضعف، الانسان في لبنان من نقاط القوة، وصولا الى الخيار المتاح امامنا وقلت اننا بحاجة لاستراتيجية دفاعية متكاملة سياسيا وتربويا واقتصاديا وليس فقط السلاح، عندما وصلنا الى العسكر قلنا ان هناك ركيزتين جيش قوي ومقاومة شعبية قوية وتكامل بينهما". 

ولفت السيد نصرالله الى ان "البعض يقول ان هناك حلين، هل النظام السياسي والدولة جاهزة تأخذ قرارا لتجهيز الجيش من ايران التي هي مستعدة لذلك؟ لدينا نظام سياسي يخاف من الاميركيين"، مضيفاً "اذا سلمنا سلاح المقاومة للجيش اين سيضع الجيش هذا السلاح والصواريخ؟ من يتحدث عن تسليم سلاح المقاومة للجيش يضيع المقاومة ويفرط بالجيش"، مؤكداً أن "طلبهم بتسليم سلاح المقاومة للجيش ليس هدفه حماية لبنان بل التخلص من سلاح المقاومة".

السيد نصرالله لفت الى أن "الحديث عن استراتيجية التحرير ليس جديدا واقول اننا نحتاج الى استراتيجية تحرير واستراتيجية دفاع، مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من مزارع شبعا تحت الاحتلال وهذه الاراضي بحاجة الى تحرير"، مؤكداً ان "الموضوع هو سيادي والسيادة لا تتجزأ"، مضيفاً "عندما كان الشريط الحدودي محتلا وكان يُعتدى على بقية الجنوب من كل الطوائف كان هناك قوى سياسية لا يعني لها الشريط الحدودي شيئا". وطالب طاولة الحوار بوضع استراتيجية تحرير كما تضع استراتيجية دفاع، واذا الدولة ارادت ان لا تضع هكذا استراتيجية من حق اهل الجنوب واي لبناني ان يقول ان هناك ارضا محتلة ونحن سنقوم بالواجب"، معتبراً ان "تخلي  الدولة عن وضع استراتيجية تحرير يعني ايكال هذه المهمة للشعب".

وأكد السيد نصرالله ان "نقاش استراتيجية تحرير يؤدي الى تثبيت المقاومة ولذلك لا يريدون وضع هكذا استراتيجية"، مشيراً الى ان "المقاومة اليوم باتت تمثل كل هذا التراث والتضحيات الجسام لشعبنا واهلنا ومقاومتنا والجيش اللبناني وكل الشعب وبالتالي نحن الذي انطلقنا في هذه المقاومة لسنا عبدة سلاح ولا اراضي ولا كيانات بل نحن عبدة الله، لكن الله عندما خلقنا فطرنا على الشرف والعزة ورفض لنا بالفطرة ان نعيش اذلاء وان يحتل احد ارضنا". ورفض سماحته ان "يقارب هذا الموضوع من ناحية السلاح، نقبل ونتعاون ونناقش ونحرص ان نصل الى نتيجة عندما يكون اطراف الحوار يريدون بجد كرامة لبنان ومصلحته واعراض اللبنانيين وكرامتهم".

  • فريق ماسة
  • 2012-07-31
  • 4215
  • من الأرشيف

نصر لله ل 14 آذار: كان هناك تفاوض تحت الطاولة مع السوريين على رؤوسكم مقابل المقاومة والأسد رفض لأن المقاومة أمن قومي عربي.

توجه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله إلى مؤسسة الجيش وقائدها وجنودها بالتحية والتبريك لهم بعيدهم، وأمل أن يمن الله وأن يتعاون اللبنانيون للحفاظ على هذه المؤسسة وحفظ وحدتها وتقويتها كي تقوم بالمهام الوطنية الجسيمة الملقاة على عاتقها. وفي كلمة له بحفل الإفطار السنوي المركزي لهيئة دعم المقاومة الإسلامية، قال السيد نصرالله "لا يجادل أحد أن إسرائيل هُزمت عام 2000 وانتصر لبنان وتحقق إنجاز تاريخي واسرائيل خرجت مهزومة ذليلة"، مضيفاً "لا يجادل أحد أيضا أن الفضل في هذا الانتصار بعد الله هو للمقاومة لا مجتمع دولي ولا جامعة الدول العربية"، معتبراً أن "اي كلام آخر هو كلام مجانين أو حساد.. لا ينكره الا مكابر أو حاسد"، مشيراً إلى أن "الكل يعرف أيضا انه بعد انتصار الألفين المقاومة لم تطلب ان تحكم ولم تطلب سلطة ولا جزءاً من السلطة بل اهدت النصر للبنانيين وقالت للسلطة ان تتحمل مسؤولياتها على الحدود". ولفت سماحته إلى أنه "بعد نصر العام 2000 برز مطلب أميركي اسرائيلي وأصبح غاية وهدفاً هو الانتهاء من المقاومة وسلاحها، باعتبار أن حزب الله كان يُعتبر الفصيل الأكبر والأساسي من المقاومة واصبح العنوان نزع سلاح حزب الله وهم يريدون نزع سلاح حزب الله الذي يهزم اسرائيل"، قائلاً "بعد القوى السياسية في لبنان تبنت هذا الهدف، واصبح لدينا قضية واصبحنا امام معركة سياسية جديدة ومعركة اعلامية ومعركة تفاوض ونقاش داخل لبنان وخارجه اسمها نزع سلاح المقاومة". وأشار السيد نصرالله إلى أنه "بعد العام 2000 عرضت علينا مساومات في موضوع السلاح لها علاقة بالسلطة والمال من أميركا وغيرها، ورفضنا ذلك كله لاننا نرى في وجود المقاومة ضمانا وقوة للبنان وحماية لشعبنا الذي تخلى عنه كل العالم"، أضاف الأمين العام لحزب الله "في 2004 قبل صدور القرار 1559 عُرضت على سورية تسوية لهذا الأمر، وألفت اللبنانيين خاصة 14 آذار انه كان هناك تفاوض تحت الطاولة مع السوريين على رؤوسكم، وجاء حاكم عربي وقال للرئيس بشار الأسد إذا أردت البقاء في لبنان يمكنك ذلك والدخول إلى الجنوب أيضا مقابل نزع سلاح حزب الله والفلسطينيين، وقال له التفويض الدولي يبقى لك للبقاء في لبنان"، مؤكداً أن الرئيس الأسد رفض هذا العرض لأنه ينظر الى المقاومة في لبنان وفلسطين كجزء من استراتيجية أمن قومي عربي. وذكر سماحة السيد نصرالله بكلام سيلفان شالوم وزير خارجية العدو الإسرائيلي في 2004 حيث قال أن "صدور القرار 1559 حصيلة جهود دبلوماسية طويلة ومضنية لوزارة الخارجية الإسرائيلية"، قائلاً "نحن أمام قرار إسرائيلي وبعض القوى اللبنانية تبنت هذا القرار ومضمونه". وقال السيد نصرالله "في ذلك الحين بدأت لقاءات طويلة بيني وبين الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وتوافقنا أن سلاح المقاومة يجب أن يبقى الى اليوم الذي تنجز فيه تسوية شاملة في المنطقة، وبعد إنجاز التسوية نجلس ونتفاهم ماذا سنفعل بسلاح المقاومة وعلى هذا الاساس كنا نبني تفاهما سياسيا"، مشيراً إلى أنه "كنا نرفض ان ندخل في أي نقاش رسمي حول موضوع سلاح المقاومة ولكن من أجل أن نطمئن اللبنانيين قدمنا تنازلا وقبلنا مناقشة سلاح المقاومة وهذا الامر حصل في التفاهم مع التيار الوطني الحر في شباط 2006". وتطرق السيد نصرالله إلى جلسات الحوار الوطني التي كان دعا اليها رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه، قائلاً "عقدت اول جلسة وشاركنا فيها دون اي تحفظ وكانت على جدولها بحث استراتيجية دفاعية وذهبنا الى الحوار بصدق وجدية وامل بامكان التوصل الى تفاهم وطني وكان هناك تفاهم ضمني بيننا وبين سعد الحريري الذي قال لي ان كل ما اتفقت عليه مع الوالد نكمل فيه"، مضيفاً "في طاولة الحوار حصل النقاش الى ان وصلنا الى آخر نقطة، بري قال لهم تفضلوا وكان معلوما اننا سنناقش الاستراتيجية الدفاعية ولكن لا احد تفضل ولا احد ناقش، وانا عرضت رؤية حزب الله للاستراتيجية الدفاعية وتكلمت بخلاصة عن العدو من هو ومقدراته واشكال عدوانه الممكنة ونقاط قوة العدو ونقاط ضعفه، ثانيا لبنان المعتدى عليه نقاط القوة لديه ونقاط الضعف، الانسان في لبنان من نقاط القوة، وصولا الى الخيار المتاح امامنا وقلت اننا بحاجة لاستراتيجية دفاعية متكاملة سياسيا وتربويا واقتصاديا وليس فقط السلاح، عندما وصلنا الى العسكر قلنا ان هناك ركيزتين جيش قوي ومقاومة شعبية قوية وتكامل بينهما".  ولفت السيد نصرالله الى ان "البعض يقول ان هناك حلين، هل النظام السياسي والدولة جاهزة تأخذ قرارا لتجهيز الجيش من ايران التي هي مستعدة لذلك؟ لدينا نظام سياسي يخاف من الاميركيين"، مضيفاً "اذا سلمنا سلاح المقاومة للجيش اين سيضع الجيش هذا السلاح والصواريخ؟ من يتحدث عن تسليم سلاح المقاومة للجيش يضيع المقاومة ويفرط بالجيش"، مؤكداً أن "طلبهم بتسليم سلاح المقاومة للجيش ليس هدفه حماية لبنان بل التخلص من سلاح المقاومة". السيد نصرالله لفت الى أن "الحديث عن استراتيجية التحرير ليس جديدا واقول اننا نحتاج الى استراتيجية تحرير واستراتيجية دفاع، مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من مزارع شبعا تحت الاحتلال وهذه الاراضي بحاجة الى تحرير"، مؤكداً ان "الموضوع هو سيادي والسيادة لا تتجزأ"، مضيفاً "عندما كان الشريط الحدودي محتلا وكان يُعتدى على بقية الجنوب من كل الطوائف كان هناك قوى سياسية لا يعني لها الشريط الحدودي شيئا". وطالب طاولة الحوار بوضع استراتيجية تحرير كما تضع استراتيجية دفاع، واذا الدولة ارادت ان لا تضع هكذا استراتيجية من حق اهل الجنوب واي لبناني ان يقول ان هناك ارضا محتلة ونحن سنقوم بالواجب"، معتبراً ان "تخلي  الدولة عن وضع استراتيجية تحرير يعني ايكال هذه المهمة للشعب". وأكد السيد نصرالله ان "نقاش استراتيجية تحرير يؤدي الى تثبيت المقاومة ولذلك لا يريدون وضع هكذا استراتيجية"، مشيراً الى ان "المقاومة اليوم باتت تمثل كل هذا التراث والتضحيات الجسام لشعبنا واهلنا ومقاومتنا والجيش اللبناني وكل الشعب وبالتالي نحن الذي انطلقنا في هذه المقاومة لسنا عبدة سلاح ولا اراضي ولا كيانات بل نحن عبدة الله، لكن الله عندما خلقنا فطرنا على الشرف والعزة ورفض لنا بالفطرة ان نعيش اذلاء وان يحتل احد ارضنا". ورفض سماحته ان "يقارب هذا الموضوع من ناحية السلاح، نقبل ونتعاون ونناقش ونحرص ان نصل الى نتيجة عندما يكون اطراف الحوار يريدون بجد كرامة لبنان ومصلحته واعراض اللبنانيين وكرامتهم".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة