معركة التصريحات في الخليج تتصاعد. واشنطن تحشد، دول الخليج تحشد.. وطهران تحشد. وبالتوازي مع الازدحام الدبلوماسي الحاصل مؤخراً على خط واشنطن - تل أبيب، وارتفاع حدة الخطاب الملوّح بـ«الاستبسال» في منع «النووي» الإيراني، تتوالى التقارير التي يستعرض فيها كل طرف «عضلاته» العسكرية من دبابات ومدرعات إلى أسلحة ثقيلة ومضادات للصواريخ.. في وقت، يحاول كل فريق التركيز على نقاط ضعف الخصم في الساعات الأولى للقتال، وتعزيز ترسانته في هذا الإطار.

أميركا والخليج

خلال الأسبوع الماضي، نشرت مجلة «فورين بوليسي» تقريراً مفصلاً، تناول السبل التي تحاول من خلالها أميركا سدّ فجوات ضعفها في الخليج، خلال أي مواجهة محتملة مع إيران.

وفي هذا السياق، وقبل الدخول في تفاصيل التقرير، لا بدّ من الإشارة إلى ما قاله الباحث في «معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى» مايكل آيزنشتات بان «أميركا تمتلك قوات بحرية تمّ تطويرها للقتال في ظروف الحرب الباردة، بينما أنفق الإيرانيون المال لتطوير قدراتهم في استغلال نقاط ضعف البحرية الأميركية في الخليج»، مضيفاً «للأسف لقد اعترفنا متأخرين بوجود ثغرات في قدراتنا البحرية يتعيّن علينا سدّها».

يؤكد التقرير، الذي كتبه جون ريد، أن البحرية الأميركية تعمل حالياً على ملء هذه الفجوات. ويعود ريد إلى تقرير حديث صدر عن لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ أشار إلى أنه إضافة إلى انكبابها على تعزيز حضورها العسكري الخاص في الخليج، تعمل واشنطن بهدوء على تعزيز علاقاتها مع دول مجلس التعاون الخليجي الست، من أجل «تعزيز الاستـقرار الإقليـمي، وتوفير التوازن في وجه إيران، وطمـأنة الشركاء والخصوم على حدّ سـواء إلى ثبات عزيمة أميركا».

وفي سياق الحشد المستجدّ لسدّ الفجوات الممكنة في أي حرب محتملة مع إيران، يشير تقرير «فورين بوليسي» إلى ما أعلن مؤخراً نقلا عن مسؤولين أميركيين بأن البنتاغون يعمل على بناء محطة رادار للدرع الصاروخي في موقع سري في قطر.

وشرح المسؤولون أن رادار المحطة المعروف بـ«أكس باند رادار»، يكمّل راداري محطتين مماثلتين موجودتين في صحراء النقب ووسط تركيا. وهذه الرادارات الثلاثة مجتمعة تشكل قوساً قال المسؤولون إن بإمكانه اعتراض أي هجمة صاروخية قادمة من شمال أو جنوب أو غرب إيران. وستكون المحطة موصولة ببطاريات مضادة للصواريخ المنتشرة في المنطقة وبالسفن الأميركية المزودة بأجهزة استشعار للصواريخ على ارتفاعات شاهقة، كما يقدم «أكس باند رادار» صوراً تسمح بالتقاط الصاروخ وهو لا يزال في الجو.

إلى ذلك، وصلت الشهر الماضي إلى الخليج قاعدة بحرية عائمة، «يو أس أس بونس»، بهدف تقديم دعم لوجستي في مكافحة الألغام. وذكرت وسائل إعلام أميركية، نهاية حزيران الماضي، أن «القاعدة العائمة» ستعمل كمنصة لإعادة التزود بالوقود، والإمداد وصيانة كاسحات الألغام والطائرات الحربية التي تقوم بدوريات في المنطقة. كما ضاعفت عدد السفن كاسحة الألغام الموجودة في الخليج ليصل إلى ثماني، ونشرت أربع مروحيات من طراز «أم أش-53» لمكافحة الألغام إضافة إلى غواصات أعماق.

وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جورج ليتيل أعلن أن حاملة الطائرات «يو أس أس جون ستينس» ستصل إلي منطقة الشرق الأوسط في كانون الأول المقبل، لضمان وجود حاملتي طائرات بشكل دائم في المنطقة.

إلى ذلك، اشترى البنتاغون 40 صاروخ غريفن من رايثون مع قاذفاتها وذلك لاستخدامها من قبل القوات البحرية المتمركزة في الخليج. (وينظر إلى غريفن كأداة للدفاع بوجه «زوبعة» الزوارق الإيرانية السريعة الحركة. و«السرب» تكتيك يتبع غالباً من قبل البحرية الإيرانية باعتبارها وسيلة لمواجهة السفن الحربية الاميركية الكبرى). وبالتوازي مع الحشد العسكري، تعمل كل من أميركا وأوروبا على مساعدة دول الخليج لتحديث قواها العسكرية.

وفي الآونة الأخيرة، وضعت أميركا اللمسات الأخيرة على صفقة تؤمن للسعودية 84 طائرة «بوينغ أف 15 سترايك ايغل» وتحديث 70 طائرة من طراز «أف-15أس سترايك ايغل» تعمل حاليا في صفوف القوات الجوية السعودية. كما تلقت الأخيرة 24 طائرة مقاتلة «يوروفايتر تايفون» في العام الماضي، وهي أول دفعة من أصل طلب قدمته السعودية للحصول على 72 مقاتلة من هذا الطراز. وتعد تايفون والأنواع الأحدث من «سترايك إيغل» المقاتلات الأكثر تقدماً في العالم، وقد صُممت للقتال الجوي الضاري وحملات القصف. وإلى ما تقدم، تلقت السعودية ثلاث فرقاطات للدفاع الجوي من فرنسا. وهي تدرس شراء مدمرتي «دي دي جي 51» من منظومة ايجيس لحماية الاجواء السعودية من الصواريخ البالستية إضافة إلى عدد لا يحصى من السفن القتالية الساحلية.

قطر، من ناحيتها، يفترض أن تأخذ قراراً بشان أسطول مؤلف من 24 أو أكثر من الطائرات المقاتلة ليحل مكان مقاتلات ميراج 2000. (يذكر أن من 6 إلى 8 مقاتلات ميراج القطرية شاركت في حملة الناتو لإسقاط العقيد معمر القذافي). وتتطلع قطر لامتلاك «تايفون، سترايك ايغل، بوينغ أف إيه – 18 ايه اف، لوكهيد مارتن أف 35، مقاتلات جوينت سترايك ومقاتلات داسو رافال».

وفي الوقت ذاته، تتطلع الامارات العربية المتحدة لشراء مقاتلات جديدة. ومن الممكن تمويل تطوير طائرة جديدة تماماً، علماً انها اشترت الموديلات الأكثر تطوراً من الأف – 16 في العام 2007. (وتعمل الامارات حالياً على تطوير بلوك 60 – اف 16، مما يجعلها تملك افضل طائرة اميركية الصنع، تضاهي قدرة ما تملكه أميركا نفسها). كما تموّل البحرية الإماراتية تطوير طرادات جديدة يمكنها القيام من زرع الالغام إلى الدوريات الساحلية إلى إضاءة مضادات البحرية.

أما عمان، فقد اشترت مؤخراً 12 «أف – 16»جديدة، وستقوم بتجديد القديمة لديها. كما اشترت ثلاثة طرادات بريطانية.

قد يبدو هذا المزيج من طائرات وصواريخ ورادارات كافياً لردع الجيش الإيراني اليوم، ولكن الباحث في معهد التقييم الاستراتيجي والمالي مارك غونزينجر يقول ان الامور تختلف على المدى الطويل. لنأخذ فرضية أن ايران زادت من عدد القذائف والصواريخ التي يمكن ان تطال المرافق الاميركية القائمة، فمن غير المنطقي أن تبقى القوات الأميركية ومراكز القيادة في وسط الخليج.

إيران والخليج

كشف مسؤولون أميركيون وشرق أوسطيون مؤخراً أن إيران تمكنت من اكتساب قدرات جديدة وجمع ترسانة من الصواريخ المضادة للسفن وتوسيع أسطولها من الزوارق الهجومية السريعة والغواصات، ما يمكّنها من استهداف سفن أميركية في الخليج.

وجاء في تقرير لجوبي واريك، نشرته صحيفة «واشنطن بوست»، أن إيران تكتسب وبشكل سريع قدرات جديدة لضرب السفن الحربية الأميركية في الخليج العربي، وتحشد ترسانة من الصواريخ المتطورة المضادة للسفن في حين أنها توسع أسطولا من القوارب سريعة الهجمات والغواصات.

وحذر مسئولون من أن النظم الجديدة، التي تم تطوير أغلبها بمساعدة أجنبية «تمنح قادة إيران ثقة جديدة بأن بإمكانهم أن يلحقوا الضرر بشكل سريع أو حتى يدمروا السفن الأميركية فى حال اندلاع المواجهات».

وتوضح الصحيفة أن الصواريخ قصيرة المدى الدقيقة، جنبا إلى جنب مع استخدام إيران لتكتيكات «سرب» التى يشارك فيها مئات من الزوارق الدورية المدججة بالسلاح، يمكن أن يجهد القدرات الدفاعية حتى للسفن الأميركية الحديثة، وفقا لما يقوله محللون عسكريون أميركيون سابقون وحاليون.

وفى أي سيناريو، تقول الصحيفة، فإن قدرة إيران على إلحاق أضرار أصبحت أكبر بكثير الآن عما كانت عليه قبل 10 سنوات.

ودفع التقدم الذي حققته إيران إلى تساؤل بعض المحللين عن مدى حكمة إرسال حاملات طائرات وغيرها من السفن الحربية المرتفعة الثمن إلى الخليج في حال وقوع صراع.

وأشارت «واشنطن بوست» إلى ان السفن الحربية الأميركية مزودة بأنظمة دفاع متعددة مثل صواريخ «أجيس»، ولكن إيران تسعى لمواجهة التقدم التقني الأميركي من خلال قدرتها على الهجوم من عدة اتجاهات في وقت واحد. ولا تعتمد هذه الاستراتيجية على قاذفات الصواريخ وحدها، بل أيضاً على غواصات صغيرة ومروحيات والمئات من الزوارق الصغيرة.

ويقول المحللون إن إيران، منذ العام 2009، اكتسبت قدرات دفاعية وهجومية، وبعض هذه القدرات عُرضت في الأشهر الأخيرة في سلسلة من التدريبات العسكرية، بما فيها مناورات «الرسول الأعظم 7». وتضمنت التدريبات عرض صواريخ مضادة للسفن تتميّز بنظام توجيه داخلي وبمدى يزيد عن 180 ميلاً.

وذكرت صحيفة «وورلد تريبيون»، الأسبوع الماضي، أن إيران تحدث صواريخ متطورة مضادة للسفن بمساعدة الصين، وفق أجهزة الاستخبارات الأميركية التي أكدت أن البحرية الإيرانية قد عززت ترسانتها الصاروخية خلال السنوات القليلة الماضية، لافتة في تقريرها الى أن الصواريخ الإيرانية، وبخاصة الأسلحة المضادة للسفن، حدث بها زيادة في المدى والدقة.

وجاء في التقرير، الذي حمل عنوان « التقرير السنوي حول القوة العسكرية لإيران»، أن «الصواريخ الباليستية قصيرة المدى توفر لطهران قدرة توصيل فعالة بما يمكنها من ضرب أهداف القوات العسكرية شركاء أميركا في المنطقة ، وأن ايران تواصل تطوير بقاء استمرار تلك المنظومة ضد الصواريخ الدفاعية.

وقد طورت إيران أيضا الصواريخ الباليستية متوسطة المدى، وبعض من هذه الصواريخ، بما في ذلك صاروخ «عاشوراء» الذي يعمل بالوقود الصلب وصاروخ شهاب الذي يعمل بالوقود السائل، والتي تم اختبارها في مناورات عسكرية كبيرة في إيران 2012، بحسب التقرير الذي أكد أن إيران قد تكون قادرة تقنيا على اختبار إطلاق صاروخ عابر للقارات بحلول العام 2015.

وفيما يؤكد أحد الباحثين الشرق أوسطيين، وهو يعمل في حقل التنسيق الاستراتيجي الخليجي مع أميركا، على أن السفن الحربية الأميركية قد تجد نفسها في بيئة تهديد تحيطها بـ360 درجة، في وقت واحد مع استشعار التهديد من الأرض والجو والبحر، وحتى تحت البحر، يبقى جنون الحشد الخليجي في أوجه، مع التلويح كل فترة بعودة الخيار الحربي.

 

  • فريق ماسة
  • 2012-07-31
  • 7266
  • من الأرشيف

عـن الحشــد والحشــد المضــاد فـي الخـلـيج: مدرعات وصواريخ وكاسحات ألغام.. ونقاط ضعف

معركة التصريحات في الخليج تتصاعد. واشنطن تحشد، دول الخليج تحشد.. وطهران تحشد. وبالتوازي مع الازدحام الدبلوماسي الحاصل مؤخراً على خط واشنطن - تل أبيب، وارتفاع حدة الخطاب الملوّح بـ«الاستبسال» في منع «النووي» الإيراني، تتوالى التقارير التي يستعرض فيها كل طرف «عضلاته» العسكرية من دبابات ومدرعات إلى أسلحة ثقيلة ومضادات للصواريخ.. في وقت، يحاول كل فريق التركيز على نقاط ضعف الخصم في الساعات الأولى للقتال، وتعزيز ترسانته في هذا الإطار. أميركا والخليج خلال الأسبوع الماضي، نشرت مجلة «فورين بوليسي» تقريراً مفصلاً، تناول السبل التي تحاول من خلالها أميركا سدّ فجوات ضعفها في الخليج، خلال أي مواجهة محتملة مع إيران. وفي هذا السياق، وقبل الدخول في تفاصيل التقرير، لا بدّ من الإشارة إلى ما قاله الباحث في «معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى» مايكل آيزنشتات بان «أميركا تمتلك قوات بحرية تمّ تطويرها للقتال في ظروف الحرب الباردة، بينما أنفق الإيرانيون المال لتطوير قدراتهم في استغلال نقاط ضعف البحرية الأميركية في الخليج»، مضيفاً «للأسف لقد اعترفنا متأخرين بوجود ثغرات في قدراتنا البحرية يتعيّن علينا سدّها». يؤكد التقرير، الذي كتبه جون ريد، أن البحرية الأميركية تعمل حالياً على ملء هذه الفجوات. ويعود ريد إلى تقرير حديث صدر عن لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ أشار إلى أنه إضافة إلى انكبابها على تعزيز حضورها العسكري الخاص في الخليج، تعمل واشنطن بهدوء على تعزيز علاقاتها مع دول مجلس التعاون الخليجي الست، من أجل «تعزيز الاستـقرار الإقليـمي، وتوفير التوازن في وجه إيران، وطمـأنة الشركاء والخصوم على حدّ سـواء إلى ثبات عزيمة أميركا». وفي سياق الحشد المستجدّ لسدّ الفجوات الممكنة في أي حرب محتملة مع إيران، يشير تقرير «فورين بوليسي» إلى ما أعلن مؤخراً نقلا عن مسؤولين أميركيين بأن البنتاغون يعمل على بناء محطة رادار للدرع الصاروخي في موقع سري في قطر. وشرح المسؤولون أن رادار المحطة المعروف بـ«أكس باند رادار»، يكمّل راداري محطتين مماثلتين موجودتين في صحراء النقب ووسط تركيا. وهذه الرادارات الثلاثة مجتمعة تشكل قوساً قال المسؤولون إن بإمكانه اعتراض أي هجمة صاروخية قادمة من شمال أو جنوب أو غرب إيران. وستكون المحطة موصولة ببطاريات مضادة للصواريخ المنتشرة في المنطقة وبالسفن الأميركية المزودة بأجهزة استشعار للصواريخ على ارتفاعات شاهقة، كما يقدم «أكس باند رادار» صوراً تسمح بالتقاط الصاروخ وهو لا يزال في الجو. إلى ذلك، وصلت الشهر الماضي إلى الخليج قاعدة بحرية عائمة، «يو أس أس بونس»، بهدف تقديم دعم لوجستي في مكافحة الألغام. وذكرت وسائل إعلام أميركية، نهاية حزيران الماضي، أن «القاعدة العائمة» ستعمل كمنصة لإعادة التزود بالوقود، والإمداد وصيانة كاسحات الألغام والطائرات الحربية التي تقوم بدوريات في المنطقة. كما ضاعفت عدد السفن كاسحة الألغام الموجودة في الخليج ليصل إلى ثماني، ونشرت أربع مروحيات من طراز «أم أش-53» لمكافحة الألغام إضافة إلى غواصات أعماق. وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جورج ليتيل أعلن أن حاملة الطائرات «يو أس أس جون ستينس» ستصل إلي منطقة الشرق الأوسط في كانون الأول المقبل، لضمان وجود حاملتي طائرات بشكل دائم في المنطقة. إلى ذلك، اشترى البنتاغون 40 صاروخ غريفن من رايثون مع قاذفاتها وذلك لاستخدامها من قبل القوات البحرية المتمركزة في الخليج. (وينظر إلى غريفن كأداة للدفاع بوجه «زوبعة» الزوارق الإيرانية السريعة الحركة. و«السرب» تكتيك يتبع غالباً من قبل البحرية الإيرانية باعتبارها وسيلة لمواجهة السفن الحربية الاميركية الكبرى). وبالتوازي مع الحشد العسكري، تعمل كل من أميركا وأوروبا على مساعدة دول الخليج لتحديث قواها العسكرية. وفي الآونة الأخيرة، وضعت أميركا اللمسات الأخيرة على صفقة تؤمن للسعودية 84 طائرة «بوينغ أف 15 سترايك ايغل» وتحديث 70 طائرة من طراز «أف-15أس سترايك ايغل» تعمل حاليا في صفوف القوات الجوية السعودية. كما تلقت الأخيرة 24 طائرة مقاتلة «يوروفايتر تايفون» في العام الماضي، وهي أول دفعة من أصل طلب قدمته السعودية للحصول على 72 مقاتلة من هذا الطراز. وتعد تايفون والأنواع الأحدث من «سترايك إيغل» المقاتلات الأكثر تقدماً في العالم، وقد صُممت للقتال الجوي الضاري وحملات القصف. وإلى ما تقدم، تلقت السعودية ثلاث فرقاطات للدفاع الجوي من فرنسا. وهي تدرس شراء مدمرتي «دي دي جي 51» من منظومة ايجيس لحماية الاجواء السعودية من الصواريخ البالستية إضافة إلى عدد لا يحصى من السفن القتالية الساحلية. قطر، من ناحيتها، يفترض أن تأخذ قراراً بشان أسطول مؤلف من 24 أو أكثر من الطائرات المقاتلة ليحل مكان مقاتلات ميراج 2000. (يذكر أن من 6 إلى 8 مقاتلات ميراج القطرية شاركت في حملة الناتو لإسقاط العقيد معمر القذافي). وتتطلع قطر لامتلاك «تايفون، سترايك ايغل، بوينغ أف إيه – 18 ايه اف، لوكهيد مارتن أف 35، مقاتلات جوينت سترايك ومقاتلات داسو رافال». وفي الوقت ذاته، تتطلع الامارات العربية المتحدة لشراء مقاتلات جديدة. ومن الممكن تمويل تطوير طائرة جديدة تماماً، علماً انها اشترت الموديلات الأكثر تطوراً من الأف – 16 في العام 2007. (وتعمل الامارات حالياً على تطوير بلوك 60 – اف 16، مما يجعلها تملك افضل طائرة اميركية الصنع، تضاهي قدرة ما تملكه أميركا نفسها). كما تموّل البحرية الإماراتية تطوير طرادات جديدة يمكنها القيام من زرع الالغام إلى الدوريات الساحلية إلى إضاءة مضادات البحرية. أما عمان، فقد اشترت مؤخراً 12 «أف – 16»جديدة، وستقوم بتجديد القديمة لديها. كما اشترت ثلاثة طرادات بريطانية. قد يبدو هذا المزيج من طائرات وصواريخ ورادارات كافياً لردع الجيش الإيراني اليوم، ولكن الباحث في معهد التقييم الاستراتيجي والمالي مارك غونزينجر يقول ان الامور تختلف على المدى الطويل. لنأخذ فرضية أن ايران زادت من عدد القذائف والصواريخ التي يمكن ان تطال المرافق الاميركية القائمة، فمن غير المنطقي أن تبقى القوات الأميركية ومراكز القيادة في وسط الخليج. إيران والخليج كشف مسؤولون أميركيون وشرق أوسطيون مؤخراً أن إيران تمكنت من اكتساب قدرات جديدة وجمع ترسانة من الصواريخ المضادة للسفن وتوسيع أسطولها من الزوارق الهجومية السريعة والغواصات، ما يمكّنها من استهداف سفن أميركية في الخليج. وجاء في تقرير لجوبي واريك، نشرته صحيفة «واشنطن بوست»، أن إيران تكتسب وبشكل سريع قدرات جديدة لضرب السفن الحربية الأميركية في الخليج العربي، وتحشد ترسانة من الصواريخ المتطورة المضادة للسفن في حين أنها توسع أسطولا من القوارب سريعة الهجمات والغواصات. وحذر مسئولون من أن النظم الجديدة، التي تم تطوير أغلبها بمساعدة أجنبية «تمنح قادة إيران ثقة جديدة بأن بإمكانهم أن يلحقوا الضرر بشكل سريع أو حتى يدمروا السفن الأميركية فى حال اندلاع المواجهات». وتوضح الصحيفة أن الصواريخ قصيرة المدى الدقيقة، جنبا إلى جنب مع استخدام إيران لتكتيكات «سرب» التى يشارك فيها مئات من الزوارق الدورية المدججة بالسلاح، يمكن أن يجهد القدرات الدفاعية حتى للسفن الأميركية الحديثة، وفقا لما يقوله محللون عسكريون أميركيون سابقون وحاليون. وفى أي سيناريو، تقول الصحيفة، فإن قدرة إيران على إلحاق أضرار أصبحت أكبر بكثير الآن عما كانت عليه قبل 10 سنوات. ودفع التقدم الذي حققته إيران إلى تساؤل بعض المحللين عن مدى حكمة إرسال حاملات طائرات وغيرها من السفن الحربية المرتفعة الثمن إلى الخليج في حال وقوع صراع. وأشارت «واشنطن بوست» إلى ان السفن الحربية الأميركية مزودة بأنظمة دفاع متعددة مثل صواريخ «أجيس»، ولكن إيران تسعى لمواجهة التقدم التقني الأميركي من خلال قدرتها على الهجوم من عدة اتجاهات في وقت واحد. ولا تعتمد هذه الاستراتيجية على قاذفات الصواريخ وحدها، بل أيضاً على غواصات صغيرة ومروحيات والمئات من الزوارق الصغيرة. ويقول المحللون إن إيران، منذ العام 2009، اكتسبت قدرات دفاعية وهجومية، وبعض هذه القدرات عُرضت في الأشهر الأخيرة في سلسلة من التدريبات العسكرية، بما فيها مناورات «الرسول الأعظم 7». وتضمنت التدريبات عرض صواريخ مضادة للسفن تتميّز بنظام توجيه داخلي وبمدى يزيد عن 180 ميلاً. وذكرت صحيفة «وورلد تريبيون»، الأسبوع الماضي، أن إيران تحدث صواريخ متطورة مضادة للسفن بمساعدة الصين، وفق أجهزة الاستخبارات الأميركية التي أكدت أن البحرية الإيرانية قد عززت ترسانتها الصاروخية خلال السنوات القليلة الماضية، لافتة في تقريرها الى أن الصواريخ الإيرانية، وبخاصة الأسلحة المضادة للسفن، حدث بها زيادة في المدى والدقة. وجاء في التقرير، الذي حمل عنوان « التقرير السنوي حول القوة العسكرية لإيران»، أن «الصواريخ الباليستية قصيرة المدى توفر لطهران قدرة توصيل فعالة بما يمكنها من ضرب أهداف القوات العسكرية شركاء أميركا في المنطقة ، وأن ايران تواصل تطوير بقاء استمرار تلك المنظومة ضد الصواريخ الدفاعية. وقد طورت إيران أيضا الصواريخ الباليستية متوسطة المدى، وبعض من هذه الصواريخ، بما في ذلك صاروخ «عاشوراء» الذي يعمل بالوقود الصلب وصاروخ شهاب الذي يعمل بالوقود السائل، والتي تم اختبارها في مناورات عسكرية كبيرة في إيران 2012، بحسب التقرير الذي أكد أن إيران قد تكون قادرة تقنيا على اختبار إطلاق صاروخ عابر للقارات بحلول العام 2015. وفيما يؤكد أحد الباحثين الشرق أوسطيين، وهو يعمل في حقل التنسيق الاستراتيجي الخليجي مع أميركا، على أن السفن الحربية الأميركية قد تجد نفسها في بيئة تهديد تحيطها بـ360 درجة، في وقت واحد مع استشعار التهديد من الأرض والجو والبحر، وحتى تحت البحر، يبقى جنون الحشد الخليجي في أوجه، مع التلويح كل فترة بعودة الخيار الحربي.  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة