عندما أعلنت أن معركة حلب هي المعركة الفاصلة التي ستحدد مصير الأزمة السورية، فلن تكسب هذه المعركة أبدا فضلا عن انه، حتى ما يعرف بأصدقاء هذه الجماعة (من أصدقاء إسرائيل في الواقع وهم الأمريكان والفرنسيس والإنجليز والرجعية) تحدثوا مع فضائياتهم ووكالات الأنباء العالمية التي يديرونها عن وجود الاف (المتطوعين) من الجماعات التكفيرية، وبما يعني اننا امام معركة في قندهار أو الصومال وليس بذريعة سورية الديمقراطية الحضارية المدنية الجديدة.

والمهم هنا ليس نتيجة المعركة التي لن تختلف عن معركة دمشق بل في استهدافاتها مما يضاعف أهمية ودلالات المتوقع للجيش العربي السوري، فمعركة حلب معركة تركية - إسرائيلية بالدرجة الأولى وأما باقي الأطراف فهي إما صناديق أو شاشات وفضائيات أو غطاءات دولية وليس بمقدور أي منها أن يضيف شيئا على ذلك..

وتسعى تركيا والعدو الصهيوني من وراء معركة حلب إلى تقسيم سورية بين سلطة تحت الحماية التركية في الشمال وبين الحكم في دمشق وبما يغلق نهائيا الملفات العالقة في الجولان والاسكندرون ويعزل حزب الله في جنوب لبنان لكن ايا منهما، تركيا وتل ابيب لن تستطيع التدخل العسكري المباشر مستبدلة ذلك بدعم عسكري واستخباراتي غير مسبوق للجماعات التكفيرية من الشيشان وكوسوفو وليبيا وغيرها ومثلها بقية أطراف الحلف المعروف الذي لن يبخل على هذه الجماعات بالأسلحة والأموال والتعبئة الإعلامية مع عجزه عن التدخل العسكري المباشر.

فالعدو الصهيوني ملجوم بالخوف من ربع مليون صاروخ عند حزب الله وسورية، وتركيا تعيش أسوأ أيامها بالنظر إلى خوف جماعة الإسلام الأمريكي من تحريك الجيش الذي ينتظر الفرصة لإعادة الأتاتوركية إلى انقرة، وبالنظر إلى ان معركة تركيا في سورية هي أصلا جزء من الصراع التاريخي مع روسيا المستعدة لحرب عالمية ثالثة اذا ما فكرت تركيا بالتمدد جنوبا وتداعيات ذلك على المجال الحيوي الروسي، ولم يحدث ابدا ان انتصرت تركيا لا في معركة صغيرة ولا كبيرة على روسيا منذ ثلاثة قرون وحتى اليوم.

والأرجح أن معركة حلب ستكون معركة فاصلة في تاريخ تركيا وتل أبيب وحلف الصناديق والفضائيات معهما. وستجد تركيا نفسها هي المحاصرة وليست سورية، فتركيا مطوقة عمليا بأصدقاء روسيا وسورية من كل الجهات فبالإضافة لدمشق وموسكو هناك أيران وارمينيا واليونان وبلغاريا والشظايا البلقانية، وهناك (عشرون مليون كردي وعشرون مليون علوي وعشرون قومية اخرى) أما (إسرائيل) في ضوء توقعات معركة حلب فتكون قد فقدت آخر فرصة للبقاء ضمن (الكبار) في (الشرق الأوسط)..

  • فريق ماسة
  • 2012-07-31
  • 11814
  • من الأرشيف

مـعــركــة حــلــب ....بقلم موفق محادين

    عندما أعلنت أن معركة حلب هي المعركة الفاصلة التي ستحدد مصير الأزمة السورية، فلن تكسب هذه المعركة أبدا فضلا عن انه، حتى ما يعرف بأصدقاء هذه الجماعة (من أصدقاء إسرائيل في الواقع وهم الأمريكان والفرنسيس والإنجليز والرجعية) تحدثوا مع فضائياتهم ووكالات الأنباء العالمية التي يديرونها عن وجود الاف (المتطوعين) من الجماعات التكفيرية، وبما يعني اننا امام معركة في قندهار أو الصومال وليس بذريعة سورية الديمقراطية الحضارية المدنية الجديدة. والمهم هنا ليس نتيجة المعركة التي لن تختلف عن معركة دمشق بل في استهدافاتها مما يضاعف أهمية ودلالات المتوقع للجيش العربي السوري، فمعركة حلب معركة تركية - إسرائيلية بالدرجة الأولى وأما باقي الأطراف فهي إما صناديق أو شاشات وفضائيات أو غطاءات دولية وليس بمقدور أي منها أن يضيف شيئا على ذلك.. وتسعى تركيا والعدو الصهيوني من وراء معركة حلب إلى تقسيم سورية بين سلطة تحت الحماية التركية في الشمال وبين الحكم في دمشق وبما يغلق نهائيا الملفات العالقة في الجولان والاسكندرون ويعزل حزب الله في جنوب لبنان لكن ايا منهما، تركيا وتل ابيب لن تستطيع التدخل العسكري المباشر مستبدلة ذلك بدعم عسكري واستخباراتي غير مسبوق للجماعات التكفيرية من الشيشان وكوسوفو وليبيا وغيرها ومثلها بقية أطراف الحلف المعروف الذي لن يبخل على هذه الجماعات بالأسلحة والأموال والتعبئة الإعلامية مع عجزه عن التدخل العسكري المباشر. فالعدو الصهيوني ملجوم بالخوف من ربع مليون صاروخ عند حزب الله وسورية، وتركيا تعيش أسوأ أيامها بالنظر إلى خوف جماعة الإسلام الأمريكي من تحريك الجيش الذي ينتظر الفرصة لإعادة الأتاتوركية إلى انقرة، وبالنظر إلى ان معركة تركيا في سورية هي أصلا جزء من الصراع التاريخي مع روسيا المستعدة لحرب عالمية ثالثة اذا ما فكرت تركيا بالتمدد جنوبا وتداعيات ذلك على المجال الحيوي الروسي، ولم يحدث ابدا ان انتصرت تركيا لا في معركة صغيرة ولا كبيرة على روسيا منذ ثلاثة قرون وحتى اليوم. والأرجح أن معركة حلب ستكون معركة فاصلة في تاريخ تركيا وتل أبيب وحلف الصناديق والفضائيات معهما. وستجد تركيا نفسها هي المحاصرة وليست سورية، فتركيا مطوقة عمليا بأصدقاء روسيا وسورية من كل الجهات فبالإضافة لدمشق وموسكو هناك أيران وارمينيا واليونان وبلغاريا والشظايا البلقانية، وهناك (عشرون مليون كردي وعشرون مليون علوي وعشرون قومية اخرى) أما (إسرائيل) في ضوء توقعات معركة حلب فتكون قد فقدت آخر فرصة للبقاء ضمن (الكبار) في (الشرق الأوسط)..

المصدر : العرب اليوم


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة