شن رئيس «حزب السلام والديموقراطية» الكردي في تركيا صلاح الدين ديميرطاش هجوما لاذعا على رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان، محذرا إياه من إشعال برميل البارود الذي يجلس عليه.

وقال ديميرطاش، في إفطار في جنوب شرق تركيا، انه «منذ سنة ونصف السنة، والأحداث جارية في سوريا. ولم يقل اردوغان انه سيتدخل. وأسقطت طائرة تركية ولم يقل انه سيتدخل. لكن عندما تعلق الأمر بأكراد سوريا، وتأسيسهم إدارة خاصة بهم غير مسلحة قال انه سيتدخل».

وأضاف «فلماذا لم تكن أسدا إلى هذا الحد بمواجهة (الرئيس السوري بشار) الأسد؟». وتابع «عندما تتحدث عن أكراد سوريا فعليك أن تنتبه من عدم إشعال برميل البارود الذي تجلس عليه في بلدك، حيث يعيش 20 مليون كردي. فانتبه لذلك، وأنت تعرف جيدا أن الشعب الكردي ليس من دون صاحب. التضحية ليست خروفا. وأكراد سوريا وكردستان سوريا ليسوا من دون صاحب يحميهم. ليس من قوة في الأرض تأخذ كردستان سوريا من أبنائها. لذلك أي تدخل هناك هو احتلال. التدخل التركي هو احتلال، وحزب العمال الكردستاني ليس هناك منذ ثلاثة أيام بل منذ 30 عاما».

وقال ديميرطاش إن «هم أردوغان ليس مواجهة حزب العمال الكردستاني أو حزب الوحدة الديموقراطي بل إنها الكراهية للأكراد. انه يمارس سياسة عنصرية لا تتحمل أي نوع من الحرية للأكراد، حتى لو تعلقت بحرف واحد من الأبجدية الكردية». واعتبر أن أردوغان يتحرك من نزعة قومية للتدخل في سوريا، موضحا أن «أردوغان دخل مستنقع الشرق الأوسط، فلا هو قادر على التقدم، ولا قادر على التراجع». ودعا إلى إطلاق سراح زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان المعتقل في تركيا.

وكان ديميرطاش قد طالب قبل يوم من ذلك بمنح أجزاء كردستان في تركيا وسوريا والعراق الحكم الذاتي كما حصل في العراق، على أن تكون عواصم كردستان هذه اربيل وديار بكر والقامشلي ومهاباد.

ومن مكتبه في حلب، قال محيي الدين شيخلي، عضو المجلس الوطني الكردي المؤلف من 10 أعضاء والذي أسسه الأكراد برعاية «رئيس» اقليم كردستان العراق مسعود البرزاني قبل مدة من اربيل، انه في حال دخول القوات التركية كردستان سوريا فسـتتحول إلى بحيرة دم.

وردا على تهديد بالتدخل في سوريا لمنع نشوء كيان كردي، قال الشيخلي «هناك حكماء كثر في تركيا وأردوغان لن يرتكب مثل هذا الخطأ. لكن اذا دخلت تركيا الى هنا فلن تخرج، لأن المنطقة هنا ستتحول الى بحيرة دم».

من جهة أخرى، قال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو انه سيتصل بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للتباحث حول الوضع في حلب.

وأثناء خروجه من مؤتمر حقوقي في مدينة قونية، قال داود اوغلو ان «حلب مدينة التجارة والحضارة. وتخريب مثل هذه المدينة إشارة على ما وصل اليه "الظلم في سوريا" حسب تعبيره. حلب بالنسبة لنا مدينة مهمة جدا، سواء كونها بوابتنا الى الجار أو لعلاقاتها ذات البعد التاريخــي مع غازي عينتاب وشانلي اورفة. وسنعمل ما بوسعنا لوقف هذا الظلم وهذا القصف»حسب قوله.

بدوره، وجّه زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار اوغلو أعنف انتقاد لسياسة اردوغان وداود اوغلو الخارجية. وقال إن «الدول تضع سياساتها الخارجية وفقا لمبدأ المصالح، فيما سياسات اردوغان وداود اوغلو تنطلق من العناد والتعصب والانفعال والعمى الإيديولوجي والبلف والعمل قناعا وأداة للآخرين».

وأضاف ان «تركيا تعيش إحدى أكثر اللحظات هشاشة في سياستها الخارجية. دخلنا مرحلة دفع الثمن. هذه هي النقطة التي وصلنا إليها اليوم. لقد تلقت ضربة كبيرة جدا». وتابع ان «تركيا نامت على قصص العمق الاستراتيجي من جانب طاقم يفتقد البصيرة والكفاءة، فوجدت نفسها مرمية في بئر عميقة». وأعلن انه حذر دائما حكومة اردوغان من الوضع في سوريا واتجاهه إلى الفوضى والتقسيم، حيث ستكون تركيا أكثر المتضررين منه.

وتوجه كيليتشدار اوغلو إلى وزيــر الخارجية التركي سائلا «هل كنتَ ترى منذ البداية أن تركيــا يمكن أن تتقسم؟ فإذا كنت لم تر هذا الذي كان يراه كل العالم فهذا يعني انك كنت في عمى استراتيجي. لقد أعطتك القوى الكبرى وظيفة أمين سر السجل العقاري الذي يصدر سندات الملكية. لقد كنا مؤسسين للعبة فأصبحنا لعبة في المنطقة».

  • فريق ماسة
  • 2012-07-29
  • 12003
  • من الأرشيف

أكـراد سـورية يهـددون أردوغـان بحـمام دم ..المعارضـة تنتـقد العمـى الاستراتيجي لـ أوغـلو

  شن رئيس «حزب السلام والديموقراطية» الكردي في تركيا صلاح الدين ديميرطاش هجوما لاذعا على رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان، محذرا إياه من إشعال برميل البارود الذي يجلس عليه. وقال ديميرطاش، في إفطار في جنوب شرق تركيا، انه «منذ سنة ونصف السنة، والأحداث جارية في سوريا. ولم يقل اردوغان انه سيتدخل. وأسقطت طائرة تركية ولم يقل انه سيتدخل. لكن عندما تعلق الأمر بأكراد سوريا، وتأسيسهم إدارة خاصة بهم غير مسلحة قال انه سيتدخل». وأضاف «فلماذا لم تكن أسدا إلى هذا الحد بمواجهة (الرئيس السوري بشار) الأسد؟». وتابع «عندما تتحدث عن أكراد سوريا فعليك أن تنتبه من عدم إشعال برميل البارود الذي تجلس عليه في بلدك، حيث يعيش 20 مليون كردي. فانتبه لذلك، وأنت تعرف جيدا أن الشعب الكردي ليس من دون صاحب. التضحية ليست خروفا. وأكراد سوريا وكردستان سوريا ليسوا من دون صاحب يحميهم. ليس من قوة في الأرض تأخذ كردستان سوريا من أبنائها. لذلك أي تدخل هناك هو احتلال. التدخل التركي هو احتلال، وحزب العمال الكردستاني ليس هناك منذ ثلاثة أيام بل منذ 30 عاما». وقال ديميرطاش إن «هم أردوغان ليس مواجهة حزب العمال الكردستاني أو حزب الوحدة الديموقراطي بل إنها الكراهية للأكراد. انه يمارس سياسة عنصرية لا تتحمل أي نوع من الحرية للأكراد، حتى لو تعلقت بحرف واحد من الأبجدية الكردية». واعتبر أن أردوغان يتحرك من نزعة قومية للتدخل في سوريا، موضحا أن «أردوغان دخل مستنقع الشرق الأوسط، فلا هو قادر على التقدم، ولا قادر على التراجع». ودعا إلى إطلاق سراح زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان المعتقل في تركيا. وكان ديميرطاش قد طالب قبل يوم من ذلك بمنح أجزاء كردستان في تركيا وسوريا والعراق الحكم الذاتي كما حصل في العراق، على أن تكون عواصم كردستان هذه اربيل وديار بكر والقامشلي ومهاباد. ومن مكتبه في حلب، قال محيي الدين شيخلي، عضو المجلس الوطني الكردي المؤلف من 10 أعضاء والذي أسسه الأكراد برعاية «رئيس» اقليم كردستان العراق مسعود البرزاني قبل مدة من اربيل، انه في حال دخول القوات التركية كردستان سوريا فسـتتحول إلى بحيرة دم. وردا على تهديد بالتدخل في سوريا لمنع نشوء كيان كردي، قال الشيخلي «هناك حكماء كثر في تركيا وأردوغان لن يرتكب مثل هذا الخطأ. لكن اذا دخلت تركيا الى هنا فلن تخرج، لأن المنطقة هنا ستتحول الى بحيرة دم». من جهة أخرى، قال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو انه سيتصل بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للتباحث حول الوضع في حلب. وأثناء خروجه من مؤتمر حقوقي في مدينة قونية، قال داود اوغلو ان «حلب مدينة التجارة والحضارة. وتخريب مثل هذه المدينة إشارة على ما وصل اليه "الظلم في سوريا" حسب تعبيره. حلب بالنسبة لنا مدينة مهمة جدا، سواء كونها بوابتنا الى الجار أو لعلاقاتها ذات البعد التاريخــي مع غازي عينتاب وشانلي اورفة. وسنعمل ما بوسعنا لوقف هذا الظلم وهذا القصف»حسب قوله. بدوره، وجّه زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار اوغلو أعنف انتقاد لسياسة اردوغان وداود اوغلو الخارجية. وقال إن «الدول تضع سياساتها الخارجية وفقا لمبدأ المصالح، فيما سياسات اردوغان وداود اوغلو تنطلق من العناد والتعصب والانفعال والعمى الإيديولوجي والبلف والعمل قناعا وأداة للآخرين». وأضاف ان «تركيا تعيش إحدى أكثر اللحظات هشاشة في سياستها الخارجية. دخلنا مرحلة دفع الثمن. هذه هي النقطة التي وصلنا إليها اليوم. لقد تلقت ضربة كبيرة جدا». وتابع ان «تركيا نامت على قصص العمق الاستراتيجي من جانب طاقم يفتقد البصيرة والكفاءة، فوجدت نفسها مرمية في بئر عميقة». وأعلن انه حذر دائما حكومة اردوغان من الوضع في سوريا واتجاهه إلى الفوضى والتقسيم، حيث ستكون تركيا أكثر المتضررين منه. وتوجه كيليتشدار اوغلو إلى وزيــر الخارجية التركي سائلا «هل كنتَ ترى منذ البداية أن تركيــا يمكن أن تتقسم؟ فإذا كنت لم تر هذا الذي كان يراه كل العالم فهذا يعني انك كنت في عمى استراتيجي. لقد أعطتك القوى الكبرى وظيفة أمين سر السجل العقاري الذي يصدر سندات الملكية. لقد كنا مؤسسين للعبة فأصبحنا لعبة في المنطقة».

المصدر : - محمد نور الدين - السفير


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة