لن يكون هناك حل على الطريقة اليمنية في سوريا، ولن تمر مثل هذه الخدع. هم يعرفون جيدا أن هذه الألاعيب لن تمر ولن يتمكنوا من إزاحة الأسد”. هذا كلام سعيد جليلي الذي قاله لمبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي عنان في اجتماع بين الرجلين خلال زيارة الاخير لطهران.

مصادر ايرانية تزور العاصمة الفرنسية باريس هذه الأيام، قالت “إن عنان اجتمع مع وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، ومن ثم عقد اجتماعاً مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران سعيد جليلي. وفي حين ركز اجتماع عنان مع صالحي على الشق الدبلوماسي، كان الاجتماع مع جليلي مليء بالرسائل الإيرانية للغرب وللعرب ولعنان أيضا.

وقال وزير الخارجية الإيراني خلال اجتماعه بعنان “أن إيران تدعم خطته، وهي مستعدة لإعطائه كل الدعم الذي يلزمه، لكن من الواضح آن الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد حلا في سوريا”، وفق تقدير المصادر الايرانية التي أضافت “ان عنان كان مستاءً من واشنطن التي خدعته”.

ويعتقد المصدر أن عنان في زيارة طهران وجه رسالة إلى واشنطن والغرب بأنه لن يقبل بسعيهم لإفشال مهمته، وعلى أقل تقدير سوف يُرسي معادلة محاورة إيران دبلوماسيا قبل تخليه عن المهمة وإعلان فشله في حال استمرت العرقلة له.

وجدد صالحي الكلام عن سعي إيران لعقد مؤتمر للمعارضة السورية والنظام على أراضيها، كما وتطرق إلى الموقف السعودي تحديداً وقال:” إن السعودية في تحريضها ضد سوريا كمن يهرب إلى الأمام من مشاكله، لأن الحالة السعودية لن تبقى استثناء في المنطقة”.

وتتابع المصادر أن كلام سعيد جليلي كان أكثر وضوحا مع عنان،وأن أول ما قاله للموفد الأممي هو “عدم قبول طهران بأي كلام عن الحل اليمني في سوريا”، مؤكدا “أن طهران وموسكو متفقتان على هذا الموقف، وإيران منذ البداية مطمئنة لمواقف روسيا في سوريا”.

وأضاف جليلي أن مؤتمر “أصدقاء سوريا” في باريس لا يريد خيراً لسوريا ولا يريد لخطة عنان النجاح، في نفس الوقت الذي يجد فيه نفسه عاجزاً عن تكرار العمل الليبي في سوريا، لذلك يعمد القيمون على هذا المؤتمر إلى تسعير الأجواء الدبلوماسية والإعلامية لزيادة الأزمة السورية اشتعالا، وبالتالي زيادة ضغوطهم على القيادة السورية وحلفائها.

وأبلغ جليلي عنان “أن سقوط النظام السوري خط أحمر ولا بديل عن الرئيس الحالي في أية تسوية في سوريا”، وقال بالحرف :” ان أحد أسباب ضعف موقف الموفد الدولي، غياب إيران عن الاجتماعات التي تعقد لدعم خطته”، ما جعل عنان يرد بالقول:” إنما أنا أتيت إلى هنا تأكيدا على دور إيران في حل الأزمة السورية وهذه الزيارة مقدمة للضغط باتجاه إشراككم في المساعي الدولية”.

 

ورد جليلي بالقول:” لقد سعت إيران منذ البداية لدى القيادة السورية من اجل العمل لحل دبلوماسي، لكن مساعي الأسد قوبلت برفض المعارضة بتحريض من تركيا ودول الخليج، ونحن نعرف أن هذه الدول لا تعمل من دون ضوء أخضر من واشنطن التي لا تريد حلا للأزمة السورية، بل تريد استنزاف النظام لتصل الى مرحلة تستطيع فيها أمريكا التدخل لقلب الأوضاع لمصلحتها.

يذكر أن فرنسا تقدمت بمشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يفرض على سوريا تطبيق خطة عنان حسب النظرة الغربية لها تحت الفصل السابع وقد أكدت كل من روسيا والصين أنها سوف تتخذ حق النقض الفيتو ضد هذا القرار.

 

الانتقاد

  • فريق ماسة
  • 2012-07-18
  • 9726
  • من الأرشيف

تفاصيل جديدة عن زيارة عنان لطهران

لن يكون هناك حل على الطريقة اليمنية في سوريا، ولن تمر مثل هذه الخدع. هم يعرفون جيدا أن هذه الألاعيب لن تمر ولن يتمكنوا من إزاحة الأسد”. هذا كلام سعيد جليلي الذي قاله لمبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي عنان في اجتماع بين الرجلين خلال زيارة الاخير لطهران. مصادر ايرانية تزور العاصمة الفرنسية باريس هذه الأيام، قالت “إن عنان اجتمع مع وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، ومن ثم عقد اجتماعاً مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران سعيد جليلي. وفي حين ركز اجتماع عنان مع صالحي على الشق الدبلوماسي، كان الاجتماع مع جليلي مليء بالرسائل الإيرانية للغرب وللعرب ولعنان أيضا. وقال وزير الخارجية الإيراني خلال اجتماعه بعنان “أن إيران تدعم خطته، وهي مستعدة لإعطائه كل الدعم الذي يلزمه، لكن من الواضح آن الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد حلا في سوريا”، وفق تقدير المصادر الايرانية التي أضافت “ان عنان كان مستاءً من واشنطن التي خدعته”. ويعتقد المصدر أن عنان في زيارة طهران وجه رسالة إلى واشنطن والغرب بأنه لن يقبل بسعيهم لإفشال مهمته، وعلى أقل تقدير سوف يُرسي معادلة محاورة إيران دبلوماسيا قبل تخليه عن المهمة وإعلان فشله في حال استمرت العرقلة له. وجدد صالحي الكلام عن سعي إيران لعقد مؤتمر للمعارضة السورية والنظام على أراضيها، كما وتطرق إلى الموقف السعودي تحديداً وقال:” إن السعودية في تحريضها ضد سوريا كمن يهرب إلى الأمام من مشاكله، لأن الحالة السعودية لن تبقى استثناء في المنطقة”. وتتابع المصادر أن كلام سعيد جليلي كان أكثر وضوحا مع عنان،وأن أول ما قاله للموفد الأممي هو “عدم قبول طهران بأي كلام عن الحل اليمني في سوريا”، مؤكدا “أن طهران وموسكو متفقتان على هذا الموقف، وإيران منذ البداية مطمئنة لمواقف روسيا في سوريا”. وأضاف جليلي أن مؤتمر “أصدقاء سوريا” في باريس لا يريد خيراً لسوريا ولا يريد لخطة عنان النجاح، في نفس الوقت الذي يجد فيه نفسه عاجزاً عن تكرار العمل الليبي في سوريا، لذلك يعمد القيمون على هذا المؤتمر إلى تسعير الأجواء الدبلوماسية والإعلامية لزيادة الأزمة السورية اشتعالا، وبالتالي زيادة ضغوطهم على القيادة السورية وحلفائها. وأبلغ جليلي عنان “أن سقوط النظام السوري خط أحمر ولا بديل عن الرئيس الحالي في أية تسوية في سوريا”، وقال بالحرف :” ان أحد أسباب ضعف موقف الموفد الدولي، غياب إيران عن الاجتماعات التي تعقد لدعم خطته”، ما جعل عنان يرد بالقول:” إنما أنا أتيت إلى هنا تأكيدا على دور إيران في حل الأزمة السورية وهذه الزيارة مقدمة للضغط باتجاه إشراككم في المساعي الدولية”.   ورد جليلي بالقول:” لقد سعت إيران منذ البداية لدى القيادة السورية من اجل العمل لحل دبلوماسي، لكن مساعي الأسد قوبلت برفض المعارضة بتحريض من تركيا ودول الخليج، ونحن نعرف أن هذه الدول لا تعمل من دون ضوء أخضر من واشنطن التي لا تريد حلا للأزمة السورية، بل تريد استنزاف النظام لتصل الى مرحلة تستطيع فيها أمريكا التدخل لقلب الأوضاع لمصلحتها. يذكر أن فرنسا تقدمت بمشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يفرض على سوريا تطبيق خطة عنان حسب النظرة الغربية لها تحت الفصل السابع وقد أكدت كل من روسيا والصين أنها سوف تتخذ حق النقض الفيتو ضد هذا القرار.   الانتقاد

المصدر : نضال حمادة - باريس


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة