دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أبلغ رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الجنرال أفيف كوخافي لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، أمس، أن سورية تسير بسرعة نحو العرقنة، ورأى أن «الجولان قد يتحوّل إلى ميدان عمل ضد إسرائيل، على شاكلة سيناء»، حيث أحبطت اسرائيل محاولات من عشرة تنظيمات وصفها بالإرهابية بهدف تنفيذ هجمات.
وقال كوخافي إن هناك تزايداً في محاولات ما أسماها بالتنظيمات الإرهابية للعمل من سيناء بعد انتخاب محمد مرسي رئيساً لمصر. وأعلن أنه تم مؤخراً إحباط فعل ما لا يقلّ عن عشرة تنظيمات لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل من سيناء، من دون الإشارة إلى الجهة التي أحبطت هذه العمليات. وهذا ما دفع موقع «ديبكا» الذي يتعامل في الجوانب الاستخباراتية للقول إن إسرائيل باتت تعمل في سيناء.
غير أن بين أخطر ما قاله كوخافي في هذا السياق هو تحذيره من أن العمليات من سيناء يمكنها أن «تحاول خلق أزمات سياسية» بين إسرائيل ومصر. وقال إن في مصر صراعاً مكشوفاً بين الجيش والإسلاميين، وإنه «في نهاية المطاف ينبغي رؤية الصورة الكاملة لنتائج الانتخابات التي صوّت فيها حوالى نصف الناخبين ضد الإسلاميين».
وحسب كلامه فإن واقع كون مرسي الرجل الثاني في تنظيم الإخوان المسلمين تضرّ بثقته بنفسه في اتخاذ القرارات وتلزمه بالتشاور مع قيادة الحركة خارج الرئاسة. وأوضح أن مصر تقاد في هذه المرحلة برأسين متوازيين: الإسلامي والعسكري، وأنه منذ «نشوب الهزة تحاول إيران التدخل والتأثير في مصر، ولكنها حتى الآن تستقبل ببرود».
وأشار كوخافي، في استعراضه أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، إلى أنه «كجزء من صعود الإخوان المسلمين للحكم في مصر، حدث تقارب جوهري مع حماس، على حساب السلطة الفلسطينية». وكانت مصادر سياسية إسرائيلية قد أشارت إلى أن موضوع العمليات من سيناء ضد إسرائيل أثير في لقاءات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون مع القيادة الإسرائيلية.
وتناول كوخافي أيضاً ما يجري في سوريا، مبدياً تقديره أن الأسد «لن يصمد أمام الانتفاضة، حتى لو تطلب الأمر مزيداً من الوقت». وقال «وأنا لا أريد تحديد موعد، فالأمر يقع بين شهور وعامين، لكنه قد يصل إلى عامين ونصف العام». وأشار إلى أن «هناك خطراً متزايداً على السلاح الاستراتيجي الذي تمتلكه سوريا التي تمرّ بعملية عرقنة».
وعرض كوخافي أمام أعضاء اللجنة صوراً جوية تشهد على استخدام الجيش السوري لبطاريات المدفعية الثقيلة في قصف المناطق السكنية داخل المدن كجزء من الصراع اليومي. وقال إن «سوريا تشهد عملية عرقنة متسارعة. وكل أسبوع يلقى مصرعه 500 إلى 700 شخص. والجيش السوري يتعامل (مع الأمر) بأشد الأشكال وحشية، الأمر الذي يشهد على يأس من عدم عثورهم على أي سبيل آخر لقمع الاحتجاجات».
وأضاف إن «هناك تزايداً لجماعات متباينة في الأيديولوجيا والأهداف، ويمكن ملاحظة شروخ في المحيط القريب للأسد». ومع ذلك برر كوخافي صمود الأسد بالقول إن «القيادة القريبة منه لا تزال موحدة، وإن معظم الجيش لا يزال مخلصاً له، وهناك ضعف من جانب الغرب في العمل، كما أنه ينال الدعم من المحور الراديكالي الإيراني. وهو يتلقى الدعم أيضاً من روسيا والصين».
وحذر كوخافي من أن «منطقة الجولان قد تتحوّل إلى ميدان عمليات ضد إسرائيل على شاكلة سيناء، وذلك نتيجة الزيادة المتصاعدة لترسخ الجهاد العالمي في سوريا». وقال «إننا نلحظ تدفقاً يومياً لرجال القاعدة والجهاد إلى سوريا من اليمن، العراق ونتوقع أن حلف الاطلسي أو الولايات المتحدة غير معنيين بالتدخل في ما يجري في سوريا». وأضاف «نحن نواصل مراقبة وثيقة لاحتمال تسرب أسلحة متقدمة أو غير تقليدية من سوريا إلى المنظمات الإرهابية».
وأشار إلى أن الاستخبارات الإسرائيلية لاحظت «ما بين 60 إلى 70 عملية اغتيال لكبار الضباط السوريين. وقد انشق عن الجيش السوري 13 ألف جندي، لكننا لا نلاحظ وجود معارضة منظمة تحاول قيادة الانتفاضة».
وقال إن لدى «حزب الله» اليوم ما بين 70 و80 ألف صاروخ موجه نحو إسرائيل، وإن هناك توجهاً مستمراً لزيادة تهريب الأسلحة من إيران إلى لبنان.
وبشأن إيران، قال كوخافي إن «ليس هناك أحد يخطر بباله أن عملاً هجومياً في إيران، وليس فقط من إسرائيل، لن يتطوّر إلى مواجهة إقليمية. والسؤال هو بأي حجم، ولذلك هناك تغيرات يمكن أن تكون مؤثرة».
المصدر :
السفير\حلمي موسى
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة