في الوقت الذي يستعدّ فيه مجلس الأمن للتصويت على مشروع القرار الغربي، يوم الأربعاء، أعلن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي استعداد بلاده لاستضافة محادثات بين الحكومة السورية والمعارضة

اشتد الخلاف داخل مجلس الأمن الدولي بين روسيا والصين وجنوب أفريقيا والهند من جهة، والدول الغربية والدول الموالية لها من جهة أخرى بشأن الأزمة السورية. ورجّح دبلوماسيون أن تتجه الأمور للمواجهة الكاملة في جلسة يطرح فيها مشروع القرار الغربي على التصويت، بعد غد الأربعاء. ويراد بالطرح الغربي إحراج الروس والصينيين لاستخدام الفيتو، بسبب تمسك الغرب بتهديد سورية تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.

وفي المشاورات المغلقة التي جرت بين مندوبي الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، (الصين وروسيا والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا) ليل الجمعة _ السبت، أدخلت تعديلات على مشروع القرار المتعلق بالتجديد لبعثة المراقبين الدوليين، وبقيت فقرات رهن المزيد من المشاورات. لكن الفقرة المتعلقة بالفصل السابع، والتهديد بعقوبات اقتصادية ودبلوماسية تحت المادة 41 منه، لم تمسّ. هذا الأمر من شأنه جعل مشروع القرار مرفوضاً من الجانب الروسي، الذي نقل عنه القول إن القرار لن يمر بأي شكل ما بقي تحت الفصل السابع.

ورأى دبلوماسيون أن المشاورات ستستمر طويلاً حول هذا القرار، وعين الدول مسلّطة على الوضع الميداني داخل سوريا. بمعنى أنه يمكن تعديل المواقف الغربية، لتصبح أكثر ليونة، في حال حدوث انتكاسة ميدانية للمعارضة المسلحة على الأرض، أو سخونة في حال تقدم قوات المعارضة في بعض المناطق.

من جهة ثانية (فشلت المراهنة على أن يتولى كوفي أنان، بنفسه، طلب فرض الفصل السابع على سورية بعد رسالته الصريحة، يوم السبت، التي طالبت بفرض ضغوط على الطرفين، بدلاً من على الطرف الحكومي وحده. وتأتي زيارة أنان لموسكو، اليوم، في هذا السياق. فقد طلبت مجموعة دول ما يعرف بـ«أصدقاء» سورية، بعد اجتماع عقدته في مقر البعثة الفرنسية في نيويورك يوم الجمعة، من أنان أن يصدر موقفاً مطالباً باستخدام الفصل السابع لإرغام الحكومة السورية على الانصياع للقرارات الدولية. لكنه وجّه خطاباً أكثر توازناً ممّا طلب منه.

وفي السياق، أعلن الكرملين، في بيان يوم أمس، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيجتمع بمبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، كوفي أنان، في موسكو يوم غد الثلاثاء، لإجراء محادثات بشأن الصراع في سوريا. وقال الكرملين إن بوتين سيبرز دعم روسيا لخطة أنان للسلام، والتي تدعو كلاً من الحكومة والمعارضة في سوريا إلى التعاون لإنهاء الأزمة. وقال البيان إن «الاجتماع المقبل يهدف إلى ضمان كسب دعم روسيا لخطة أنان للسلام، من أجل التعامل السياسي والديموقراطي مع الأزمة في سوريا». وتابع «مفهوم الجانب الروسي هو أن هذه الخطة هي السبيل الوحيد للتوصل إلى حلّ للمشاكل السورية الداخلية».

ومن المتوقع أن يلتقي أنان، اليوم، بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وكان نائب للافروف قد ذكر، في وقت سابق، أن روسيا ستحث أنان على زيادة نشاطه مع المعارضة السورية.

من جهتها، نقلت وكالة الطلبة الإيرانية عن وزير الخارجية علي أكبر صالحي قوله، أمس، إن إيران مستعدة لاستضافة محادثات بين الحكومة السورية وجماعات المعارضة في محاولة لإنهاء الصراع الدائر في البلاد. وقال صالحي إنّ «الجمهورية الإسلامية الإيرانية مستعدة للجلوس مع المعارضة السورية وتدعوها إلى إيران، نحن مستعدون لتسهيل الظروف اللازمة وتوفيرها لإجراء محادثات بين المعارضة والحكومة السورية».

في المقابل، رفض عضو المكتب التنفيذي في «المجلس الوطني السوري» سمير نشار العرض الإيراني. وقال إنهم «لن يشاركوا في أي اجتماعات أو محادثات مع النظام ما ظلّ الأسد في السلطة»، مضيفاً أنه «لا حاجة إلى إجراء محادثات مع الأسد، لكن هناك حاجة إلى إحالته على المحكمة الجنائية الدولية». وأضاف أنهم لن يتحدثوا مع أي وسطاء، سواء كانوا إيرانيين أو سوريين أو روساً. ويروي دبلوماسيون أن إيران على اتصال مباشر مع بعض أعضاء المعارضة، فيما قال دبلوماسي غربي «قد يكون هناك أفراد من المعارضة السورية يفكرون في التعامل مع الإيرانيين، لكن هذا لا يروق المعارضة على النطاق الأوسع التي تعاني بشدة خلال الأزمة».

وفي سياق آخر، طلب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، من الصين استخدام «نفوذها» لضمان التنفيذ الكامل والفوري لخطة مبعوث المنظمة الدولية والجامعة العربية إلى سورية كوفي أنان. وقال المتحدث باسم بان، مارتن نيسيركي، في بيان، إن الأمين العام اتصل بوزير الخارجية الصيني يانغ جيتشي، و«ناقشا الوضع في سوريا والحاجة الملحّة إلى وقف العنف فوراً». وأضاف أن الأمين العام دعا «الصين إلى استخدام نفوذها لضمان تنفيذ خطة النقاط الست، وإعلان مجموعة العمل حول سورية فوراً». وقال بان إن بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سورية تحاول جاهدة في أكثر الظروف خطورة، «التحقق من الحقائق بشأن القتال غير المقبول في قرية التريمسة في حماة، الذي يشمل استخدام الأسلحة الثقيلة في خرق لالتزامات الحكومة السورية تحت قراري مجلس الأمن رقم 2042 و2043». يذكر أن بان كي مون سيزور بيجينغ، الأسبوع المقبل، للمشاركة في المؤتمر الوزاري لمنتدى التعاون الصيني _ الأفريقي، حيث سيجري لقاءات مع مسؤولين صينيين.

  • فريق ماسة
  • 2012-07-15
  • 11076
  • من الأرشيف

الغرب يدفع للتصويت على مشروع قراره الأربعاء

في الوقت الذي يستعدّ فيه مجلس الأمن للتصويت على مشروع القرار الغربي، يوم الأربعاء، أعلن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي استعداد بلاده لاستضافة محادثات بين الحكومة السورية والمعارضة اشتد الخلاف داخل مجلس الأمن الدولي بين روسيا والصين وجنوب أفريقيا والهند من جهة، والدول الغربية والدول الموالية لها من جهة أخرى بشأن الأزمة السورية. ورجّح دبلوماسيون أن تتجه الأمور للمواجهة الكاملة في جلسة يطرح فيها مشروع القرار الغربي على التصويت، بعد غد الأربعاء. ويراد بالطرح الغربي إحراج الروس والصينيين لاستخدام الفيتو، بسبب تمسك الغرب بتهديد سورية تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. وفي المشاورات المغلقة التي جرت بين مندوبي الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، (الصين وروسيا والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا) ليل الجمعة _ السبت، أدخلت تعديلات على مشروع القرار المتعلق بالتجديد لبعثة المراقبين الدوليين، وبقيت فقرات رهن المزيد من المشاورات. لكن الفقرة المتعلقة بالفصل السابع، والتهديد بعقوبات اقتصادية ودبلوماسية تحت المادة 41 منه، لم تمسّ. هذا الأمر من شأنه جعل مشروع القرار مرفوضاً من الجانب الروسي، الذي نقل عنه القول إن القرار لن يمر بأي شكل ما بقي تحت الفصل السابع. ورأى دبلوماسيون أن المشاورات ستستمر طويلاً حول هذا القرار، وعين الدول مسلّطة على الوضع الميداني داخل سوريا. بمعنى أنه يمكن تعديل المواقف الغربية، لتصبح أكثر ليونة، في حال حدوث انتكاسة ميدانية للمعارضة المسلحة على الأرض، أو سخونة في حال تقدم قوات المعارضة في بعض المناطق. من جهة ثانية (فشلت المراهنة على أن يتولى كوفي أنان، بنفسه، طلب فرض الفصل السابع على سورية بعد رسالته الصريحة، يوم السبت، التي طالبت بفرض ضغوط على الطرفين، بدلاً من على الطرف الحكومي وحده. وتأتي زيارة أنان لموسكو، اليوم، في هذا السياق. فقد طلبت مجموعة دول ما يعرف بـ«أصدقاء» سورية، بعد اجتماع عقدته في مقر البعثة الفرنسية في نيويورك يوم الجمعة، من أنان أن يصدر موقفاً مطالباً باستخدام الفصل السابع لإرغام الحكومة السورية على الانصياع للقرارات الدولية. لكنه وجّه خطاباً أكثر توازناً ممّا طلب منه. وفي السياق، أعلن الكرملين، في بيان يوم أمس، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيجتمع بمبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، كوفي أنان، في موسكو يوم غد الثلاثاء، لإجراء محادثات بشأن الصراع في سوريا. وقال الكرملين إن بوتين سيبرز دعم روسيا لخطة أنان للسلام، والتي تدعو كلاً من الحكومة والمعارضة في سوريا إلى التعاون لإنهاء الأزمة. وقال البيان إن «الاجتماع المقبل يهدف إلى ضمان كسب دعم روسيا لخطة أنان للسلام، من أجل التعامل السياسي والديموقراطي مع الأزمة في سوريا». وتابع «مفهوم الجانب الروسي هو أن هذه الخطة هي السبيل الوحيد للتوصل إلى حلّ للمشاكل السورية الداخلية». ومن المتوقع أن يلتقي أنان، اليوم، بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وكان نائب للافروف قد ذكر، في وقت سابق، أن روسيا ستحث أنان على زيادة نشاطه مع المعارضة السورية. من جهتها، نقلت وكالة الطلبة الإيرانية عن وزير الخارجية علي أكبر صالحي قوله، أمس، إن إيران مستعدة لاستضافة محادثات بين الحكومة السورية وجماعات المعارضة في محاولة لإنهاء الصراع الدائر في البلاد. وقال صالحي إنّ «الجمهورية الإسلامية الإيرانية مستعدة للجلوس مع المعارضة السورية وتدعوها إلى إيران، نحن مستعدون لتسهيل الظروف اللازمة وتوفيرها لإجراء محادثات بين المعارضة والحكومة السورية». في المقابل، رفض عضو المكتب التنفيذي في «المجلس الوطني السوري» سمير نشار العرض الإيراني. وقال إنهم «لن يشاركوا في أي اجتماعات أو محادثات مع النظام ما ظلّ الأسد في السلطة»، مضيفاً أنه «لا حاجة إلى إجراء محادثات مع الأسد، لكن هناك حاجة إلى إحالته على المحكمة الجنائية الدولية». وأضاف أنهم لن يتحدثوا مع أي وسطاء، سواء كانوا إيرانيين أو سوريين أو روساً. ويروي دبلوماسيون أن إيران على اتصال مباشر مع بعض أعضاء المعارضة، فيما قال دبلوماسي غربي «قد يكون هناك أفراد من المعارضة السورية يفكرون في التعامل مع الإيرانيين، لكن هذا لا يروق المعارضة على النطاق الأوسع التي تعاني بشدة خلال الأزمة». وفي سياق آخر، طلب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، من الصين استخدام «نفوذها» لضمان التنفيذ الكامل والفوري لخطة مبعوث المنظمة الدولية والجامعة العربية إلى سورية كوفي أنان. وقال المتحدث باسم بان، مارتن نيسيركي، في بيان، إن الأمين العام اتصل بوزير الخارجية الصيني يانغ جيتشي، و«ناقشا الوضع في سوريا والحاجة الملحّة إلى وقف العنف فوراً». وأضاف أن الأمين العام دعا «الصين إلى استخدام نفوذها لضمان تنفيذ خطة النقاط الست، وإعلان مجموعة العمل حول سورية فوراً». وقال بان إن بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سورية تحاول جاهدة في أكثر الظروف خطورة، «التحقق من الحقائق بشأن القتال غير المقبول في قرية التريمسة في حماة، الذي يشمل استخدام الأسلحة الثقيلة في خرق لالتزامات الحكومة السورية تحت قراري مجلس الأمن رقم 2042 و2043». يذكر أن بان كي مون سيزور بيجينغ، الأسبوع المقبل، للمشاركة في المؤتمر الوزاري لمنتدى التعاون الصيني _ الأفريقي، حيث سيجري لقاءات مع مسؤولين صينيين.

المصدر : الأخبار\ نزار عبود


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة