شيّع الآلاف في مدينة القطيف جثماني الشابين محمد الفلفل وأكبر الشاخوري اللذين قتلا برصاص عناصر الأمن أثناء تفريق مسيرة نظمت يوم الأحد الماضي احتجاجاً على اعتقال رجل الدين البارز الشيخ نمر النمر، في وقت دعت شخصيات محلية، بينها رجال دين شيعة، أهالي القطيف إلى الهدوء، وعدم السماح باستدراجهم إلى وضع من الممكن أن يؤدي إلى إراقة الدماء.

وانطلق موكب تشييع محمد الفلفل من مغتسل الدبابية في وسط القطيف، حيث حمل آلاف المشيعين جثمان الشاب في ظل أجواء مشحونة. وردد المشيعون أثناء الجنازة شعارات سياسية مناوئة للسلطات، ومن بينها «يسقط محمد بن فهد» في إشارة إلى أمير المنطقة الشرقية.

وفيما خلا محيط موكب التشييع من أي تواجد ظاهر لقوات الأمن، ذكر المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية منصور التركي ان قوات الأمن بذلت قصارى جهدها لضمان أمن المشيعين.

 

وأضاف منصور التركي «تجمّع عدد لتشييع أحد المتوفين، وقد حاول بعض مثيري الشغب استغلال التجمع بالاندساس بين صفوف المشيعين لإخراج المناسبة عن إطارها، ما استدعى قيام الأجهزة الأمنية بواجبها المنضبط في حفظ الأمن والمحافظة على سلامة المشيعين الذين انصرفوا بعد استكمال التشييع».

وقتل الفلفل والشاخوري برصاص عناصر الأمن أثناء تفريق مسيرة حاشدة خرجت احتجاجاً على اعتقال السلطات الشيخ نمر النمر.

وأظهرت صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي جثمان الفلفل وهو على المغتسل، وقد بدت عليه آثار الرصاصات التي اخترق بعضها رأسه وكتفه ورجليه.

وقال شهود إن آلافاً شيّعوا الشاخوري في قرية العوامية في القطيف.

وقالت مصادر أمنية إن مقتل الشابين جاء نتيجة إطلاق نار من مصادر مجهولة، لكن ناشطين في القطيف أكدوا أن قناصة من الشرطة كانوا متمركزين على أسطح المباني هم من قتلوا الشابين.

وقال مساعد المتحدث باسم شرطة المنطقة الشرقية محمد الشهري أن السلطات تجري تحقيقا في الحادثة للتعرف على الجناة وتقديمهم إلى العدالة.

وتسبب اعتقال النمر ومقتل الاثنين في تصاعد التوتر في أكثر مناطق السعودية اضطرابا والتي تتركز فيها الأقلية الشيعية. وقال شقيق الشيخ النمر، محمد باقر النمر، في حديث إلى «السفير» ينشر غداً، «ما زلنا قلقين على مصيره، خصوصاً أنه أصيب إصابة في الرجل لم نعرف حجمها، لم تعطَ لنا فرصة لزيارته والاطمئنان عليه». وأشار إلى أن الفرصة الوحيدة للاطمئنان على الشيخ النمر كانت من خلال «البيان الذي صدر عن وزارة الداخلية، الذي اكتفى بالقول إنه على قيد الحياة».

وشدد محمد باقر النمر على أن أخاه «لم يكن مسلحاً ولم يكن أحد معه، خلافاً لما ذكرته وزارة الداخلية»، معتبراً أن إطلاق النار عليه ربما كان «محاولة اغتيال... ولعلهم (أجهزة الأمن) كانوا يريدون ذلك لكي ينهوا الملف».

في هذا الوقت، أصدرت مجموعة من الشخصيات المحلية ورجال الدين في القطيف، من بينهم الشيخ عبد الله الخنيزي، وهو قاض شرعي شيعي سابق، بياناً إلى أهالي المنطقة جاء فيه «المرحلة المتوترة والعــصيبة التي تمــر بها القطيف تحتم علينا جميعا العـــمل بكل ما نستطيع على صيانة المجتمـــع من أي تدهور أمني حــفاظا على الأنــفس والحرمات».

وشدد البيان على «ضرورة عدم انزلاق الأمور إلى ما لا تحمد عقباه»، مشيرا إلى «أهمية مواصلة لغة الحوار ونبذ العنف بجميع أشكاله».

ودعا البيان قوات الأمن إلى «ضبط النفس من أجل عبور هذه المرحلة الحرجة والخطيرة بسلام». وشهدت المنطقة منذ أوائل العام الماضي سلسلة مسيرات شعبية طالبت بإطلاق سراح سجناء سياسيين غير محكومين منذ سنوات طويلة إلى جانب مطالبة الحكومة السعودية بإصلاحات سياسية ورفع التمييز الطائفي.

كما وجهت شخصيات محلية رسالة إلى رئيس الحرس الوطني الأمير متعب بن عبد الله الذي يزور المنطقة الشرقية يناشدونه «منع تواجد المصفحات العسكرية في الشويكة في القطيف وقرب الكلية التقنية، لان تواجدها سبب البلاء وسقوط الشهداء قبل أشهر وقبل يومين أيضا».

وأضافت الرسالة ان «القطيف كلها تقريبا هادئة فلا تواجد للمصفحات العسكرية ما عدا حي الشويكة، مدخل القطيف من جهة الجنوب، فوجود المصفحات يشكل مصدر استفزاز وربما استغلال من قبل المندسين من أفراد القاعدة أو غيرهم لتوتير الاوضاع الأمنية».

وتقع القطيف قرب البحرين التي شهدت اضطرابات العام الماضي بسبب مطالب من الأغلبية الشيعية هناك بإجراء إصلاحات سياسية.

وفي بيان أصدروه يوم أمس، دعا شباب «ثورة 14 فبراير» في البحرين إلى تنظيم مسيرات في جميع مناطق المملكة تضامنا مع شهداء السعودية والشيخ نمر النمر.

ونفذ «ائتلاف الرابع عشر من فبراير» في البحرين فعالية أطلق عليها «عملية النمر» حيث تم إغلاق أكثر من ستين طريقا حيويا بصورة مفاجئة.

  • فريق ماسة
  • 2012-07-11
  • 13538
  • من الأرشيف

الآلاف يشـيّعون قتيلي القطيـف دعوات للأهالي والسلطة للتهدئة

          شيّع الآلاف في مدينة القطيف جثماني الشابين محمد الفلفل وأكبر الشاخوري اللذين قتلا برصاص عناصر الأمن أثناء تفريق مسيرة نظمت يوم الأحد الماضي احتجاجاً على اعتقال رجل الدين البارز الشيخ نمر النمر، في وقت دعت شخصيات محلية، بينها رجال دين شيعة، أهالي القطيف إلى الهدوء، وعدم السماح باستدراجهم إلى وضع من الممكن أن يؤدي إلى إراقة الدماء. وانطلق موكب تشييع محمد الفلفل من مغتسل الدبابية في وسط القطيف، حيث حمل آلاف المشيعين جثمان الشاب في ظل أجواء مشحونة. وردد المشيعون أثناء الجنازة شعارات سياسية مناوئة للسلطات، ومن بينها «يسقط محمد بن فهد» في إشارة إلى أمير المنطقة الشرقية. وفيما خلا محيط موكب التشييع من أي تواجد ظاهر لقوات الأمن، ذكر المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية منصور التركي ان قوات الأمن بذلت قصارى جهدها لضمان أمن المشيعين.   وأضاف منصور التركي «تجمّع عدد لتشييع أحد المتوفين، وقد حاول بعض مثيري الشغب استغلال التجمع بالاندساس بين صفوف المشيعين لإخراج المناسبة عن إطارها، ما استدعى قيام الأجهزة الأمنية بواجبها المنضبط في حفظ الأمن والمحافظة على سلامة المشيعين الذين انصرفوا بعد استكمال التشييع». وقتل الفلفل والشاخوري برصاص عناصر الأمن أثناء تفريق مسيرة حاشدة خرجت احتجاجاً على اعتقال السلطات الشيخ نمر النمر. وأظهرت صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي جثمان الفلفل وهو على المغتسل، وقد بدت عليه آثار الرصاصات التي اخترق بعضها رأسه وكتفه ورجليه. وقال شهود إن آلافاً شيّعوا الشاخوري في قرية العوامية في القطيف. وقالت مصادر أمنية إن مقتل الشابين جاء نتيجة إطلاق نار من مصادر مجهولة، لكن ناشطين في القطيف أكدوا أن قناصة من الشرطة كانوا متمركزين على أسطح المباني هم من قتلوا الشابين. وقال مساعد المتحدث باسم شرطة المنطقة الشرقية محمد الشهري أن السلطات تجري تحقيقا في الحادثة للتعرف على الجناة وتقديمهم إلى العدالة. وتسبب اعتقال النمر ومقتل الاثنين في تصاعد التوتر في أكثر مناطق السعودية اضطرابا والتي تتركز فيها الأقلية الشيعية. وقال شقيق الشيخ النمر، محمد باقر النمر، في حديث إلى «السفير» ينشر غداً، «ما زلنا قلقين على مصيره، خصوصاً أنه أصيب إصابة في الرجل لم نعرف حجمها، لم تعطَ لنا فرصة لزيارته والاطمئنان عليه». وأشار إلى أن الفرصة الوحيدة للاطمئنان على الشيخ النمر كانت من خلال «البيان الذي صدر عن وزارة الداخلية، الذي اكتفى بالقول إنه على قيد الحياة». وشدد محمد باقر النمر على أن أخاه «لم يكن مسلحاً ولم يكن أحد معه، خلافاً لما ذكرته وزارة الداخلية»، معتبراً أن إطلاق النار عليه ربما كان «محاولة اغتيال... ولعلهم (أجهزة الأمن) كانوا يريدون ذلك لكي ينهوا الملف». في هذا الوقت، أصدرت مجموعة من الشخصيات المحلية ورجال الدين في القطيف، من بينهم الشيخ عبد الله الخنيزي، وهو قاض شرعي شيعي سابق، بياناً إلى أهالي المنطقة جاء فيه «المرحلة المتوترة والعــصيبة التي تمــر بها القطيف تحتم علينا جميعا العـــمل بكل ما نستطيع على صيانة المجتمـــع من أي تدهور أمني حــفاظا على الأنــفس والحرمات». وشدد البيان على «ضرورة عدم انزلاق الأمور إلى ما لا تحمد عقباه»، مشيرا إلى «أهمية مواصلة لغة الحوار ونبذ العنف بجميع أشكاله». ودعا البيان قوات الأمن إلى «ضبط النفس من أجل عبور هذه المرحلة الحرجة والخطيرة بسلام». وشهدت المنطقة منذ أوائل العام الماضي سلسلة مسيرات شعبية طالبت بإطلاق سراح سجناء سياسيين غير محكومين منذ سنوات طويلة إلى جانب مطالبة الحكومة السعودية بإصلاحات سياسية ورفع التمييز الطائفي. كما وجهت شخصيات محلية رسالة إلى رئيس الحرس الوطني الأمير متعب بن عبد الله الذي يزور المنطقة الشرقية يناشدونه «منع تواجد المصفحات العسكرية في الشويكة في القطيف وقرب الكلية التقنية، لان تواجدها سبب البلاء وسقوط الشهداء قبل أشهر وقبل يومين أيضا». وأضافت الرسالة ان «القطيف كلها تقريبا هادئة فلا تواجد للمصفحات العسكرية ما عدا حي الشويكة، مدخل القطيف من جهة الجنوب، فوجود المصفحات يشكل مصدر استفزاز وربما استغلال من قبل المندسين من أفراد القاعدة أو غيرهم لتوتير الاوضاع الأمنية». وتقع القطيف قرب البحرين التي شهدت اضطرابات العام الماضي بسبب مطالب من الأغلبية الشيعية هناك بإجراء إصلاحات سياسية. وفي بيان أصدروه يوم أمس، دعا شباب «ثورة 14 فبراير» في البحرين إلى تنظيم مسيرات في جميع مناطق المملكة تضامنا مع شهداء السعودية والشيخ نمر النمر. ونفذ «ائتلاف الرابع عشر من فبراير» في البحرين فعالية أطلق عليها «عملية النمر» حيث تم إغلاق أكثر من ستين طريقا حيويا بصورة مفاجئة.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة