هي فضيحة أخلاقية وإعلامية بامتياز قصة الوثيقة النهائية المزعومة لمؤتمر جنيف حول سوريا، هي فضيحة ولكنها ليست الأولى من نوعها في التزوير الحاصل حول الأزمة السورية وبالتأكيد لن تكون الأخيرة، فالتزوير والزور له صناع في مراكز القرار وفي المؤسسات الدولية وأولها الأمم المتحدة وأيضا في وسائل الإعلام.

ونحن في الانتقاد إذ ننشر قصة هذه الوثيقة المزعومة فإننا نؤكد إطلاعنا على الكثير من التفاصيل التي أحاطت بصناعة هذه الوثيقة منذ يوم الإثنين الماضي ومحاولة توريط الروس فيها من قبل الغربيين عبر شخص من أصل لبناني من فريق كوفي عنان قام بتسريب نص وبنود ورقة قدمتها الولايات المتحدة لكوفي عنا وقام الأخير عبر الشخص اللبناني في فريقه بتسريبها على أساس أنها وثيقة نهائية وافق عليها الروس.

 

ما الذي حصل؟

يوم الإثنين الماضي (25/06/2012) قدم كوفي عنان ورقة مكتوبة الى المسؤولين الروس طارحا عليهم اعتمادها وثيقة نهاية لمؤتمر جنيف، ولم ينتظر المبعوث الدولي رد موسكو، بل قام بتسريبها لوسائل الإعلام العالمية على أنها بيان نهائي أو وثيقة نهائية لمؤتمر جنيف.

بعد بيان أنان اتصلت مصادر عربية في باريس بالسفارة الروسية مستوضحة عن الوثيقة على اعتبار أن بنودها تدعو بشكل واضح إلى "تنحي" الرئيس بشار الأسد لصالح حكومة وحدة وطنية، ولم يكن لدى السفارة الروسية جوابا، وبعد ذلك بساعة أعلن وزير الخارجية الروسي (سيرغي لافروف) أن خطة عنان ليست وثيقة رسمية متهما المبعوث الدولي دون تسميته ( بالنية السيئة).

 

يوم الجمعة (29/06/2012) عاد موضوع الوثيقة إلى التداول وذلك عبر تسريبات قام بها شخص لبناني من الفريق العامل مع كوفي عنان، وقد سرب هذا اللبناني إلى وسائل إعلام لبنانية وعربية تحديدا نصا قال انه تم الاتفاق عليه بمثابة وثيقة نهائية لمؤتمر جنيف، وقد اتصلت جهات سورية معارضة بجهات روسية مستوضحة الأمر وقد نفت الأوساط الروسية وجود أية وثيقة نهائية مستدلة بتصريحات لافروف. وعند الرابعة ظهرا بتوقيت باريس أفادت وكالة رويترز عن إلغاء المؤتمر بسبب الخلاف على الوثيقة النهائية، وتزامن خبر رويترز مع غياب كامل للشخص اللبناني في فريق عنان عن السمع ولم يرد على كل الاتصالات الواردة من صحافيين لبنانيين وعرب سرب لهم الوثيقة، ومن ثم تأكد في المساء أن المؤتمر سوف ينعقد وأن لا اتفاق على مشروع عنان.

 

  • فريق ماسة
  • 2012-06-30
  • 10649
  • من الأرشيف

قصة الوثيقة النهائية المزعومة لمؤتمر جنيف .. لبناني من فريق كوفي عنان سرب الورقة المصنعة أمريكيا على انها وثيقة نهائية

هي فضيحة أخلاقية وإعلامية بامتياز قصة الوثيقة النهائية المزعومة لمؤتمر جنيف حول سوريا، هي فضيحة ولكنها ليست الأولى من نوعها في التزوير الحاصل حول الأزمة السورية وبالتأكيد لن تكون الأخيرة، فالتزوير والزور له صناع في مراكز القرار وفي المؤسسات الدولية وأولها الأمم المتحدة وأيضا في وسائل الإعلام. ونحن في الانتقاد إذ ننشر قصة هذه الوثيقة المزعومة فإننا نؤكد إطلاعنا على الكثير من التفاصيل التي أحاطت بصناعة هذه الوثيقة منذ يوم الإثنين الماضي ومحاولة توريط الروس فيها من قبل الغربيين عبر شخص من أصل لبناني من فريق كوفي عنان قام بتسريب نص وبنود ورقة قدمتها الولايات المتحدة لكوفي عنا وقام الأخير عبر الشخص اللبناني في فريقه بتسريبها على أساس أنها وثيقة نهائية وافق عليها الروس.   ما الذي حصل؟ يوم الإثنين الماضي (25/06/2012) قدم كوفي عنان ورقة مكتوبة الى المسؤولين الروس طارحا عليهم اعتمادها وثيقة نهاية لمؤتمر جنيف، ولم ينتظر المبعوث الدولي رد موسكو، بل قام بتسريبها لوسائل الإعلام العالمية على أنها بيان نهائي أو وثيقة نهائية لمؤتمر جنيف. بعد بيان أنان اتصلت مصادر عربية في باريس بالسفارة الروسية مستوضحة عن الوثيقة على اعتبار أن بنودها تدعو بشكل واضح إلى "تنحي" الرئيس بشار الأسد لصالح حكومة وحدة وطنية، ولم يكن لدى السفارة الروسية جوابا، وبعد ذلك بساعة أعلن وزير الخارجية الروسي (سيرغي لافروف) أن خطة عنان ليست وثيقة رسمية متهما المبعوث الدولي دون تسميته ( بالنية السيئة).   يوم الجمعة (29/06/2012) عاد موضوع الوثيقة إلى التداول وذلك عبر تسريبات قام بها شخص لبناني من الفريق العامل مع كوفي عنان، وقد سرب هذا اللبناني إلى وسائل إعلام لبنانية وعربية تحديدا نصا قال انه تم الاتفاق عليه بمثابة وثيقة نهائية لمؤتمر جنيف، وقد اتصلت جهات سورية معارضة بجهات روسية مستوضحة الأمر وقد نفت الأوساط الروسية وجود أية وثيقة نهائية مستدلة بتصريحات لافروف. وعند الرابعة ظهرا بتوقيت باريس أفادت وكالة رويترز عن إلغاء المؤتمر بسبب الخلاف على الوثيقة النهائية، وتزامن خبر رويترز مع غياب كامل للشخص اللبناني في فريق عنان عن السمع ولم يرد على كل الاتصالات الواردة من صحافيين لبنانيين وعرب سرب لهم الوثيقة، ومن ثم تأكد في المساء أن المؤتمر سوف ينعقد وأن لا اتفاق على مشروع عنان.  

المصدر : الانتقاد - نضال حمادة


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة