دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
يعرف الأتراك قبل غيرهم أن الولايات المتحدة لن تخوض أية حرب في سورية وهي المنسحبة من العراق والتي تريد مغادرة أفغانستان. ويعرف الفرنسيون الذين لا يتوقفون عن المزايدة في التصعيد ضد النظام في سورية أن الحرب قرار أمريكي بامتياز، وان واشنطن غير مستعدة لخوض أية حرب هذه الفترة. ويعرف السياسيون الفرنسيون والمطلعون على الأوضاع في فرنسا والغرب أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولند ليس صاحب قرار حربي وليس رجل صدامياً، وما التصريحات العالية النبرة سوى نوع من الهروب للأمام في أزمة تخطت بتأثيراتها الداخل السوري وأصبحت قضية دولية بامتياز تذكر بأيام الحرب الباردة.
الدبلوماسي السابق في الخارجية الفرنسية ديديه ديستريمو قال لـ"لانتقاد" إن "حلف شمال الأطلسي لن يذهب في حرب ضد سورية بناء على طلب أنقرة، وسوف يكتفي بإصدار بيان دعم لتركيا". وأضاف الدبلوماسي الفرنسي العريق الذي كان مسؤولاً في وزارة الخارجية الفرنسية عن ملف الرهائن الفرنسيين في لبنان في ثمانينيات القرن الماضي، أن فرنسا ليست الولايات المتحدة، وأن على الرئيس الفرنسي القيام بتحرك دبلوماسي يساهم في تعزيز صورة بلاده في العالم".
وتابع الدبلوماسي الفرنسي حديثه بالقول : "إن الرئيس الفرنسي يمكن أن يرسل شخصية فرنسية مهمة إلى دمشق للحديث مع الرئيس السوري بشار الاسد في حال لزم الأمر، ويمكن أن يذهب هو شخصياً لفتح ثغرة في جدار هذه الأزمة التي تزعزع الاستقرار"، موضحاً "أنه يجب إفهام سوريا أنها ليست دولة منبوذة في العالم وأن هناك إمكانية للتواصل معها".
وأكد ديديه ديستريمو "أن كل ما ينسب إلى النظام السوري من فظائع أمر غير صحيح" مشيراً إلى أنه يعرف "أن هذا النظام ليس قديساً ولكن لا يمكن اعتبار سوريا دولة مارقة، وعلى فرنسا القيام بتحرك دبلوماسي يوجه الطريق للولايات المتحدة الأمريكية".
وفي السياق نفسه، تحدثت مصادر فرنسية مطلعة، عن قرار اتخذه الرئيس الأمريكي باراك اوباما بعدم الدخول في أية أزمة دولية قبيل الانتخابات الأمريكية المقبلة في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، وقالت "ان فترة الصيف الحالي سوف تكون فرصة ذهبية للجيش السوري لتحقيق مكاسب ميدانية خصوصاً في المنطقة الوسطى المهمة استراتيجياً وبالتحديد في مدينة حمص وفي منطقة القصير، قبل الجلوس على طاولة تسوية دولية سوف تنضج تفاصيلها بعد الانتخابات الأمريكية. فالقرار الأمريكي في الموضوع السوري لن يتغير وهو منسجم مع الإستراتيجية الأمريكية الجديدة بعدم الدخول في حرب مباشرة، والاكتفاء بدعم قوى موجودة على الأرض، وهذا ما يحصل في سوريا تحديداً لكن طول المدة التي استغرقتها الأزمة السورية أصبح يشكل خطراً على الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط الحساسة والمهمة لأمريكا.
من ناحيتها اشارت مصادر سورية معارضة إلى أن بوادر التسوية الدولية موجودة في المقترح الروسي لعقد مؤتمر لدول الجوار السوري والدول التي لها علاقة بالأزمة السورية زائد الدول الخمسة الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي. وهذا المنطق في التعاطي مع الأزمة السورية يبدو هو الأسلم بسبب خروج هذه الأزمة عن قدرة الأطراف السوريّة على معالجتها وعدم قدرة الأفرقاء السوريين بمختلف أطيافهم عن الاجتماع للحوار. المقترح الروسي هو الأقرب للمنطق، ولواقع الأرض لأن الجماعات المسلحة لن توقف القتال إلا إذا توقف الدعم عنها مادياً وعسكرياً، وبعض فصائل المسلحين أصبح أشبه بالدكاكين التي تبيع أي زبون يأتي بالمال، لذلك يجب وضع الدول التي لها يد في الأحداث في سوريا أمام مسؤولياتها خصوصاً أن موسكو قررت أنها لن تقبل "بسقوط" الرئيس الأسد، فالرجل قوي ولماذا تتخلى موسكو عن حليف قوي؟ نحن لسنا في حالة القذافي..
المصدر :
الانتقاد - نضال حمادة
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة