انطلقت الحرب العالمية على سورية قبل خمسة عشر شهراً عبر منظومة إعلامية دولية وإقليمية جندت فيها امبراطوريات فضائية كبرى، ورصدت لها مليارات الدولارات وقامت غرف العمليات المتخصصة بالدعاية المضادة بالاشتغال على تكوين بيئة افتراضية حول الوضع السوري لتضليل الرأي العام السوري، ولتكوين صورة افتراضية حول الأحداث لدى الرأي العام العربي والعالمي بصورة تضمن تغطية فصول العدوان الأجنبي ومخطط تدمير القوة السورية التي شكلت الركيزة الأساسية لمنظومة المقاومة في الشرق.

تمكن الإعلام الوطني السوري من تفكيك البيئة الافتراضية في قلب الأحداث ووسط التحديات الخطيرة التي أثارها انتشار عصابات القتل والإرهاب وفرق الموت والمرتزقة، ونهضت قوة مقاومة وفتية من الإعلاميات والإعلاميين الذين هبوا إلى النضال الوطني بجرأة من مواقعهم المختلفة في الإعلام الوطني العام والخاص، في المنابر الإذاعية والتلفزيونية، وفي الصحف السورية وعبر مواقع التواصل الاجتماعي والصحافة الالكترونية، ونجحوا في تفنيد الأكاذيب وفضح الشرطة المفبركة وإسقاط الشائعات ومنع انتشارها وقدموا بالصورة الحية حقيقة الأحداث على الأرض، ولاحقوا بشجاعة مفاصل التآمر الاستعماري على بلدهم، فنسجوا رواية وطنية واقعية عن الأحداث وأسقطوا الرواية المزيفة.

شكلت الإخبارية السورية منبراً أساسياً في المقاومة الإعلامية السورية، وهي استهدفت بجريمة غير مسبوقة نفذتها عصابات الإرهاب وفرق المرتزقة التي ارتكبت اعتداء موصوفاً على حرية الإعلام وعلى الإعلاميين الذين جرى اغتيالهم، والتمثيل بجثثهم في المقر الذي فجره المعتدون صباح الاربعاء.

استهدف الإعلام السوري المقاوم بالعقوبات وبالضغوط التي أطلقتها الإدارة الأميركية والاتحاد الأوروبي، للحد من فاعليته وانتشاره، وسعت لاستكمالها الحكومات الخليجية المتورطة في مخطط تدمير سورية وإحراقها، فحاولت إسكات القنوات السورية، ولأن الإعلاميين السوريين قاوموا المخطط المعادي ونجحوا في التصدي له وأفشلوا فصوله المتعاقبة، فإن تلك الجهات الدولية والإقليمية التي تمول الإرهاب في سورية، وضعت للعصابات المجرمة هدفاً مباشراً هو الإعلاميون والمقرات الإعلامية.

إن اقتحام مقر الإخبارية السورية وتدميره، جريمة موصوفة تستصرخ الضمائر الحرة والشريفة في المنطقة وفي العالم، ومن الواجب على كل إعلامي حر أن يرفع صوته دفاعاً عن حرية الكلمة وعن الرأي الحر.

إن من يؤمن بحرية الإعلام في البلاد العربية، مطالب برفض هذه الجريمة البشعة وبإدانتها، فأياً كان الموقف السياسي الذي يتخذه أي من الكتاب والصحافيين والإعلاميين تجاه الدولة الوطنية السورية أو تجاه الأوضاع في سورية، فإنه مسؤول عن رفض وإدانة الرد على الكلمة بالقتل أو بالمنع والحجب والترهيب، وهذا مبدأ هو من البديهيات في عالم الكلمة وحرية التعبير التي يتمسك بها الإعلاميون في وجه شريعة الغاب وإباحة القتل والإرهاب، وفي مناهضة التكفير والإلغاء والتسلط.

لقد كانت منظومة العقوبات الأميركية والأوروبية ضد الإعلام السوري، ثم توصية مجلس الجامعة العربية، محاولة لفرض الرأي الواحد واللون الواحد في المشهد الإعلامي المتعلق بالوضع السوري، وبعدما بات واضحاً أن صمود سورية شعباً ودولة وجيشاً يضع الحلف الاستعماري وأدواته أمام هزيمة يقترب أوان ظهورها، ولذلك تهدف التعمية الإعلامية ومحاولة حماية الرواية الزائفة والأحادية عن الأحداث إلى خنق صوت المقاومة الشعبية السورية وطمس صورة الحقيقة التي يحملها الإعلام الوطني السوري بإباء وشرف.

بالدم الغالي وبالتضحيات الجليلة، يقاوم الإعلاميون السوريون فرق الموت التي يجندها الحلف الاستعماري ويمولها حكام قطر والسعودية بعدما انتقل الفاشلون والمهزومون أمام صمود سورية ووعي شعبها من محاولة اجتياح هذا البلد بالأكاذيب والشائعات إلى قتل الإعلاميين وترهيبهم وتدمير القنوات الفضائية التي كشفت لعبتهم الدموية وأسقطت كل الأقنعة عن مخططهم الأميركي الإسرائيلي.

 

الثبات

  • فريق ماسة
  • 2012-06-27
  • 11171
  • من الأرشيف

تفجير الإخبارية وسقوط البيئة الافتراضية

انطلقت الحرب العالمية على سورية قبل خمسة عشر شهراً عبر منظومة إعلامية دولية وإقليمية جندت فيها امبراطوريات فضائية كبرى، ورصدت لها مليارات الدولارات وقامت غرف العمليات المتخصصة بالدعاية المضادة بالاشتغال على تكوين بيئة افتراضية حول الوضع السوري لتضليل الرأي العام السوري، ولتكوين صورة افتراضية حول الأحداث لدى الرأي العام العربي والعالمي بصورة تضمن تغطية فصول العدوان الأجنبي ومخطط تدمير القوة السورية التي شكلت الركيزة الأساسية لمنظومة المقاومة في الشرق. تمكن الإعلام الوطني السوري من تفكيك البيئة الافتراضية في قلب الأحداث ووسط التحديات الخطيرة التي أثارها انتشار عصابات القتل والإرهاب وفرق الموت والمرتزقة، ونهضت قوة مقاومة وفتية من الإعلاميات والإعلاميين الذين هبوا إلى النضال الوطني بجرأة من مواقعهم المختلفة في الإعلام الوطني العام والخاص، في المنابر الإذاعية والتلفزيونية، وفي الصحف السورية وعبر مواقع التواصل الاجتماعي والصحافة الالكترونية، ونجحوا في تفنيد الأكاذيب وفضح الشرطة المفبركة وإسقاط الشائعات ومنع انتشارها وقدموا بالصورة الحية حقيقة الأحداث على الأرض، ولاحقوا بشجاعة مفاصل التآمر الاستعماري على بلدهم، فنسجوا رواية وطنية واقعية عن الأحداث وأسقطوا الرواية المزيفة. شكلت الإخبارية السورية منبراً أساسياً في المقاومة الإعلامية السورية، وهي استهدفت بجريمة غير مسبوقة نفذتها عصابات الإرهاب وفرق المرتزقة التي ارتكبت اعتداء موصوفاً على حرية الإعلام وعلى الإعلاميين الذين جرى اغتيالهم، والتمثيل بجثثهم في المقر الذي فجره المعتدون صباح الاربعاء. استهدف الإعلام السوري المقاوم بالعقوبات وبالضغوط التي أطلقتها الإدارة الأميركية والاتحاد الأوروبي، للحد من فاعليته وانتشاره، وسعت لاستكمالها الحكومات الخليجية المتورطة في مخطط تدمير سورية وإحراقها، فحاولت إسكات القنوات السورية، ولأن الإعلاميين السوريين قاوموا المخطط المعادي ونجحوا في التصدي له وأفشلوا فصوله المتعاقبة، فإن تلك الجهات الدولية والإقليمية التي تمول الإرهاب في سورية، وضعت للعصابات المجرمة هدفاً مباشراً هو الإعلاميون والمقرات الإعلامية. إن اقتحام مقر الإخبارية السورية وتدميره، جريمة موصوفة تستصرخ الضمائر الحرة والشريفة في المنطقة وفي العالم، ومن الواجب على كل إعلامي حر أن يرفع صوته دفاعاً عن حرية الكلمة وعن الرأي الحر. إن من يؤمن بحرية الإعلام في البلاد العربية، مطالب برفض هذه الجريمة البشعة وبإدانتها، فأياً كان الموقف السياسي الذي يتخذه أي من الكتاب والصحافيين والإعلاميين تجاه الدولة الوطنية السورية أو تجاه الأوضاع في سورية، فإنه مسؤول عن رفض وإدانة الرد على الكلمة بالقتل أو بالمنع والحجب والترهيب، وهذا مبدأ هو من البديهيات في عالم الكلمة وحرية التعبير التي يتمسك بها الإعلاميون في وجه شريعة الغاب وإباحة القتل والإرهاب، وفي مناهضة التكفير والإلغاء والتسلط. لقد كانت منظومة العقوبات الأميركية والأوروبية ضد الإعلام السوري، ثم توصية مجلس الجامعة العربية، محاولة لفرض الرأي الواحد واللون الواحد في المشهد الإعلامي المتعلق بالوضع السوري، وبعدما بات واضحاً أن صمود سورية شعباً ودولة وجيشاً يضع الحلف الاستعماري وأدواته أمام هزيمة يقترب أوان ظهورها، ولذلك تهدف التعمية الإعلامية ومحاولة حماية الرواية الزائفة والأحادية عن الأحداث إلى خنق صوت المقاومة الشعبية السورية وطمس صورة الحقيقة التي يحملها الإعلام الوطني السوري بإباء وشرف. بالدم الغالي وبالتضحيات الجليلة، يقاوم الإعلاميون السوريون فرق الموت التي يجندها الحلف الاستعماري ويمولها حكام قطر والسعودية بعدما انتقل الفاشلون والمهزومون أمام صمود سورية ووعي شعبها من محاولة اجتياح هذا البلد بالأكاذيب والشائعات إلى قتل الإعلاميين وترهيبهم وتدمير القنوات الفضائية التي كشفت لعبتهم الدموية وأسقطت كل الأقنعة عن مخططهم الأميركي الإسرائيلي.   الثبات

المصدر : الثبات \ غالب قنديل


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة