رغم احترامنا لإنسانية الانسان، أياً تكن جنسيته وإلى أي بلد انتمى فإن العاملة الفيليبينية في لبنان والعاملة السيرلانكية قادرتان على الحصول على إجازة عمل، أما الفلسطيني الذي يعيش منذ 64 سنة في مخيمات البؤس لا يحق له الحصول على إجازة عمل.

اشتعل لبنان طوال 30 عاماً في حرب مستمرة، وكانت بعض اسبابها فلسطينية واعتقد كثيرون من اللبنانيين ان الضغط على الفلسطينيين وإبقاءهم في مخيمات البؤس هو قوة للبنان، فيما الواقع هو ضعف للبنان.

اليوم يجري البحث في أوضاع المخيمات سواء في سلاح المخيمات او غيرها، وحقيقة الامر ان المخيمات بحاجة قبل معالجة السلاح الى مستشفى، بحاجة الى مساعدة إنسانية، بحاجة الى إعطاء الفلسطينيين حقوقهم المدنية، التي تحترمهم كإنسان على الارض اللبنانية.

ليس نزع السلاح هو الحل، بل إن نزع السلاح يكون نتيجة حتمية لو تم بناء مستشفى في مخيم فلسطيني، لو تم إعطاء الفلسطينيين إجازات عمل، مع العلم ان الاجانب الذين يعملون في لبنان يقبضون اموالهم ويحولونها الى الخارج، فيما إذا حصل الفلسطيني على إجازة عمل فإن راتبه سيصرفه في لبنان ويحسّن ذلك من العملية الاقتصادية في البلد.

ثم ماذا عن الاشتباكات بين الجيش اللبناني والفلسطينيين، فإن الفلسطينيين يعيشون البؤس والنكسة منذ 64 سنة في مخيمات لا تصلح لحياة لأقل من الانسان، فكيف إذا كان إنساناً فلسطينياً معذباً وفقيراً ومن دون مدخول ويعيش على مساعدات الاونروا التي بالكاد تكفي نصف عائلة، وفي المقابل يأتي الجندي اللبناني الفقير من آخر نقطة في لبنان ليقوم بواجباته على مداخل المخيمات او حولها، فيحصل اطلاق نار بين البؤساء الفلسطينيين والجنود اللبنانيين الطيبين المساكين، فيسقط الشهداء والجرحى وما كل ذلك إلا نتيجة جريمة إسرائيلية اودت بشعب فلسطين بكامله للعيش في المخيمات فقيرا بائسا يقابله جندي لبناني بالكاد يكفي راتبه لعائلته فيحصل الصدام بالنار ويسقط الشهداء والجرحى، اما الفرحة الكبرى فهي لاسرائيل واما الجريمة الكبرى فهي من اسرائيل.

حان الوقت لاعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه المدنية في لبنان، حان الوقت لاعطاء الفلسطيني إجازة عمل طالما أن الاثيوبية او السيرلانكية ومع احترامنا لانسانية الانسان، تحصل على إفادة عمل لا يستطيع الفلسطيني الحصول عليها.

حلّت النكبة بالشعب الفلسطيني منذ 40 عاماً والذي كان يومها بعمر اسبوع، اصبح عمره الآن 64 سنة والذي كان عمره 10 سنوات عمره الآن 74 سنة ولا يتأمل شيئا، والاغرب ان مندوب الامين العام للامم المتحدة في لبنان لم يقم بزيارة اي مخيم فلسطيني لكي يدرك معاناة وعذابات الشعب الفلسطيني قبل البحث بالسلاح الفلسطيني او مثل الاعتقاد عند البعض ان الضغط على الفلسطينيين سيريح اللبنانيين وكلها نظريات خاطئة.

قدموا الحقوق المدنية للفلسطينيين، وابنوا المستشفيات في المخيمات وخففوا البؤس عن الشعب الفلسطيني المعذّب، وفي المقابل من العار ان يطلق الفلسطيني النار على الجندي اللبناني، لان هذا الجندي يعيش العذاب بعيدا عن عائلته ويتلقى راتبا بالكاد يكفيه لنصف الشهر.

نحن نعيش الحرب الاسرائيلية والعالم لا يريد ان يرى مخيمات البؤس منذ 64 سنة، فهل يمنعنا نحن اللبنانيين ان نرى العذاب والبؤس.

  • فريق ماسة
  • 2012-06-28
  • 9142
  • من الأرشيف

البؤس الفلسطيني في لبنان

رغم احترامنا لإنسانية الانسان، أياً تكن جنسيته وإلى أي بلد انتمى فإن العاملة الفيليبينية في لبنان والعاملة السيرلانكية قادرتان على الحصول على إجازة عمل، أما الفلسطيني الذي يعيش منذ 64 سنة في مخيمات البؤس لا يحق له الحصول على إجازة عمل. اشتعل لبنان طوال 30 عاماً في حرب مستمرة، وكانت بعض اسبابها فلسطينية واعتقد كثيرون من اللبنانيين ان الضغط على الفلسطينيين وإبقاءهم في مخيمات البؤس هو قوة للبنان، فيما الواقع هو ضعف للبنان. اليوم يجري البحث في أوضاع المخيمات سواء في سلاح المخيمات او غيرها، وحقيقة الامر ان المخيمات بحاجة قبل معالجة السلاح الى مستشفى، بحاجة الى مساعدة إنسانية، بحاجة الى إعطاء الفلسطينيين حقوقهم المدنية، التي تحترمهم كإنسان على الارض اللبنانية. ليس نزع السلاح هو الحل، بل إن نزع السلاح يكون نتيجة حتمية لو تم بناء مستشفى في مخيم فلسطيني، لو تم إعطاء الفلسطينيين إجازات عمل، مع العلم ان الاجانب الذين يعملون في لبنان يقبضون اموالهم ويحولونها الى الخارج، فيما إذا حصل الفلسطيني على إجازة عمل فإن راتبه سيصرفه في لبنان ويحسّن ذلك من العملية الاقتصادية في البلد. ثم ماذا عن الاشتباكات بين الجيش اللبناني والفلسطينيين، فإن الفلسطينيين يعيشون البؤس والنكسة منذ 64 سنة في مخيمات لا تصلح لحياة لأقل من الانسان، فكيف إذا كان إنساناً فلسطينياً معذباً وفقيراً ومن دون مدخول ويعيش على مساعدات الاونروا التي بالكاد تكفي نصف عائلة، وفي المقابل يأتي الجندي اللبناني الفقير من آخر نقطة في لبنان ليقوم بواجباته على مداخل المخيمات او حولها، فيحصل اطلاق نار بين البؤساء الفلسطينيين والجنود اللبنانيين الطيبين المساكين، فيسقط الشهداء والجرحى وما كل ذلك إلا نتيجة جريمة إسرائيلية اودت بشعب فلسطين بكامله للعيش في المخيمات فقيرا بائسا يقابله جندي لبناني بالكاد يكفي راتبه لعائلته فيحصل الصدام بالنار ويسقط الشهداء والجرحى، اما الفرحة الكبرى فهي لاسرائيل واما الجريمة الكبرى فهي من اسرائيل. حان الوقت لاعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه المدنية في لبنان، حان الوقت لاعطاء الفلسطيني إجازة عمل طالما أن الاثيوبية او السيرلانكية ومع احترامنا لانسانية الانسان، تحصل على إفادة عمل لا يستطيع الفلسطيني الحصول عليها. حلّت النكبة بالشعب الفلسطيني منذ 40 عاماً والذي كان يومها بعمر اسبوع، اصبح عمره الآن 64 سنة والذي كان عمره 10 سنوات عمره الآن 74 سنة ولا يتأمل شيئا، والاغرب ان مندوب الامين العام للامم المتحدة في لبنان لم يقم بزيارة اي مخيم فلسطيني لكي يدرك معاناة وعذابات الشعب الفلسطيني قبل البحث بالسلاح الفلسطيني او مثل الاعتقاد عند البعض ان الضغط على الفلسطينيين سيريح اللبنانيين وكلها نظريات خاطئة. قدموا الحقوق المدنية للفلسطينيين، وابنوا المستشفيات في المخيمات وخففوا البؤس عن الشعب الفلسطيني المعذّب، وفي المقابل من العار ان يطلق الفلسطيني النار على الجندي اللبناني، لان هذا الجندي يعيش العذاب بعيدا عن عائلته ويتلقى راتبا بالكاد يكفيه لنصف الشهر. نحن نعيش الحرب الاسرائيلية والعالم لا يريد ان يرى مخيمات البؤس منذ 64 سنة، فهل يمنعنا نحن اللبنانيين ان نرى العذاب والبؤس.

المصدر : الماسة السورية/ الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة