أكد العماد ميشال عون رئيس تكتل التغيير والإصلاح في مجلس النواب اللبناني أن غاية الولايات المتحدة والكيان الصهيوني من استهداف سورية تكمن بالحفاظ على أمن إسرائيل والنفط وإنهاء ملف اللاجئين الفلسطينيين ونسف حق العودة وجعل فرضية التوطين في لبنان قابلة للتحقيق.

ولفت رئيس تكتل التغيير والإصلاح في حديث اجرته معه صحيفة السفير نشر أمس إلى وجود الكثير من الأدلة التي تؤكد ان الأحداث الجارية في سورية ابعد ما تكون عن مطالب الإصلاح في ظل استهداف إسرائيل والولايات المتحدة التي لا تنظر إلى الاصلاحات بقدر ما تبحث عن تحقيق مصالحها مشيرا إلى أن القيادة السورية أجرت العديد من الاصلاحات التي تمثلت في الدعوة إلى الحوار وصياغة دستور جديد يقوم على التعددية السياسية والحزبية الأمر الذي جعل التغيير في سورية أمرا واقعا بموجب الدستور ولا يمكن التراجع عنه.

ورأى العماد عون أن اجراء تغييرات سياسية في سورية يشكل ضمانة وحصانة دائمة للمستقبل لتجنب مخاطر التدخلات الغربية التي تريد إشعال حرب أهلية في سورية والمنطقة معتبرا أن المهم نوعية الوسائل التي تحدث عبرها الاصلاحات وهذا ما ستقوم به القيادة السورية التي من المفترض أن تتولى بنفسها عملية التغيير السياسي بعد أن تتمكن من حسم المعركة الدائرة حاليا.

وحذر العماد عون من مخاطر التدخلات الخارجية لإسقاط الدولة السورية معتبرا أن من شأن ذلك تهيئة المناخ لحرب اهلية تتجاوز سورية لان المجموعات المسلحة ستنفلت من كل عقال وتتمدد عندما لا تجد من يقف في طريقها داعيا السياسيين اللبنانيين إلى التمتع بالصحوة الوطنية والابتعاد عن الحسابات الحزبية الضيقة وعدم الانخراط في المشاريع التآمرية لان من شأن الأمرين أن يجرا كارثة على لبنان.

وأشار رئيس تكتل التغيير والاصلاح إلى أن التخطيط لما يجري في سورية اليوم بدأ قبل اعوام وخاصة بعد فشل أحداث نهر البارد التي كانت ترمي إلى نشوب صدام دام بين الجيش اللبناني واللاجئين الفلسطينيين موضحا ان الغرب يطبق اليوم منهجية جديدة تقول ان تغيير الوضع في لبنان وسورية معاً يتطلب ضرب سورية مذكراً بزيارتي المساعد السابق لوزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان والسيناتور الأميركي جوزف ليبرمان إلى بيروت وعكار والتي كانت محاولة لفرض منطقة عازلة في الشمال بعد أن عجز الغرب عن فرضها بفضل تماسك الجيش السوري واحكام سيطرته على الأرض.

ورفض العماد عون التلطي الغربي وراء ذريعة حقوق الإنسان لتبرير الهجمة على سورية معتبرا أنه لو كان الأمر كذلك لكان الغرب الذي أوجد إسرائيل التزم بحق الشعب الفلسطيني بالوطن والهوية بدلا من أن يدفعه للعيش في المخيمات محذرا من قيام إسرائيل بتهجير المزيد من الفلسطينيين من أبناء الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 في حال نجاح مخططاتها في سورية ولبنان.

وتساءل العماد عون.. هل يعقل أن يهتم الغرب لحقوق الإنسان بالنسبة للمواطنين السوريين الذين يعيشون في أرضهم وقراهم وبيوتهم وتؤمن لهم دولتهم كل حقوقهم الاجتماعية في حين يلتزم الصمت تجاه الشعب الفلسطيني الذي يعيش في المخيمات.. وكيف للغرب أن يقبل بإسرائيل التي نشأت على أرض الآخرين بقرار من الأمم المتحدة وهو نفسه يرفض اليوم الاعتراف بالدولة الفلسطينية على الأراضي الفلسطينية.

وطمأن رئيس تكتل التغيير والاصلاح اللبنانيين إلى أن الاحداث المؤسفة التي تشهدها بعض مناطق الشمال اللبناني لا يمكن ان تمتد إلى بقية الأرض اللبنانية وذلك بفضل التفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله الذي لا يسمح بتواصل تلك المجموعات مع بيروت وبقية المناطق اللبنانية لأنها ستكون معزولة شعبيا معربا عن ثقته بأن اللبنانيين سيتصدون لأي محاولة لتوسيع رقعة الاحداث والانفلات الأمني.

وخلص العماد عون للقول.. إن الإهمال الحكومي في معالجة الموضوع الأمني في الشمال اللبناني أدى إلى النتيجة الحالية بسبب تجاهل التواطؤ بين بعض الأجهزة الأمنية والجماعات المسلحة في سياق الحملة التي يقودها تيار المستقبل للتحريض ضد سورية داعيا اللبنانيين لتوفير الغطاء السياسي للجيش اللبناني ليقوم بمهامه في حفظ الأمن والاستقرار من أجل تسهيل مهمته في القضاء على المسلحين.

  • فريق ماسة
  • 2012-06-16
  • 5404
  • من الأرشيف

العماد عون: الاستهداف الأمريكي لسورية مكرس لحفظ أمن إسرائيل ومصادر النفط

أكد العماد ميشال عون رئيس تكتل التغيير والإصلاح في مجلس النواب اللبناني أن غاية الولايات المتحدة والكيان الصهيوني من استهداف سورية تكمن بالحفاظ على أمن إسرائيل والنفط وإنهاء ملف اللاجئين الفلسطينيين ونسف حق العودة وجعل فرضية التوطين في لبنان قابلة للتحقيق. ولفت رئيس تكتل التغيير والإصلاح في حديث اجرته معه صحيفة السفير نشر أمس إلى وجود الكثير من الأدلة التي تؤكد ان الأحداث الجارية في سورية ابعد ما تكون عن مطالب الإصلاح في ظل استهداف إسرائيل والولايات المتحدة التي لا تنظر إلى الاصلاحات بقدر ما تبحث عن تحقيق مصالحها مشيرا إلى أن القيادة السورية أجرت العديد من الاصلاحات التي تمثلت في الدعوة إلى الحوار وصياغة دستور جديد يقوم على التعددية السياسية والحزبية الأمر الذي جعل التغيير في سورية أمرا واقعا بموجب الدستور ولا يمكن التراجع عنه. ورأى العماد عون أن اجراء تغييرات سياسية في سورية يشكل ضمانة وحصانة دائمة للمستقبل لتجنب مخاطر التدخلات الغربية التي تريد إشعال حرب أهلية في سورية والمنطقة معتبرا أن المهم نوعية الوسائل التي تحدث عبرها الاصلاحات وهذا ما ستقوم به القيادة السورية التي من المفترض أن تتولى بنفسها عملية التغيير السياسي بعد أن تتمكن من حسم المعركة الدائرة حاليا. وحذر العماد عون من مخاطر التدخلات الخارجية لإسقاط الدولة السورية معتبرا أن من شأن ذلك تهيئة المناخ لحرب اهلية تتجاوز سورية لان المجموعات المسلحة ستنفلت من كل عقال وتتمدد عندما لا تجد من يقف في طريقها داعيا السياسيين اللبنانيين إلى التمتع بالصحوة الوطنية والابتعاد عن الحسابات الحزبية الضيقة وعدم الانخراط في المشاريع التآمرية لان من شأن الأمرين أن يجرا كارثة على لبنان. وأشار رئيس تكتل التغيير والاصلاح إلى أن التخطيط لما يجري في سورية اليوم بدأ قبل اعوام وخاصة بعد فشل أحداث نهر البارد التي كانت ترمي إلى نشوب صدام دام بين الجيش اللبناني واللاجئين الفلسطينيين موضحا ان الغرب يطبق اليوم منهجية جديدة تقول ان تغيير الوضع في لبنان وسورية معاً يتطلب ضرب سورية مذكراً بزيارتي المساعد السابق لوزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان والسيناتور الأميركي جوزف ليبرمان إلى بيروت وعكار والتي كانت محاولة لفرض منطقة عازلة في الشمال بعد أن عجز الغرب عن فرضها بفضل تماسك الجيش السوري واحكام سيطرته على الأرض. ورفض العماد عون التلطي الغربي وراء ذريعة حقوق الإنسان لتبرير الهجمة على سورية معتبرا أنه لو كان الأمر كذلك لكان الغرب الذي أوجد إسرائيل التزم بحق الشعب الفلسطيني بالوطن والهوية بدلا من أن يدفعه للعيش في المخيمات محذرا من قيام إسرائيل بتهجير المزيد من الفلسطينيين من أبناء الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 في حال نجاح مخططاتها في سورية ولبنان. وتساءل العماد عون.. هل يعقل أن يهتم الغرب لحقوق الإنسان بالنسبة للمواطنين السوريين الذين يعيشون في أرضهم وقراهم وبيوتهم وتؤمن لهم دولتهم كل حقوقهم الاجتماعية في حين يلتزم الصمت تجاه الشعب الفلسطيني الذي يعيش في المخيمات.. وكيف للغرب أن يقبل بإسرائيل التي نشأت على أرض الآخرين بقرار من الأمم المتحدة وهو نفسه يرفض اليوم الاعتراف بالدولة الفلسطينية على الأراضي الفلسطينية. وطمأن رئيس تكتل التغيير والاصلاح اللبنانيين إلى أن الاحداث المؤسفة التي تشهدها بعض مناطق الشمال اللبناني لا يمكن ان تمتد إلى بقية الأرض اللبنانية وذلك بفضل التفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله الذي لا يسمح بتواصل تلك المجموعات مع بيروت وبقية المناطق اللبنانية لأنها ستكون معزولة شعبيا معربا عن ثقته بأن اللبنانيين سيتصدون لأي محاولة لتوسيع رقعة الاحداث والانفلات الأمني. وخلص العماد عون للقول.. إن الإهمال الحكومي في معالجة الموضوع الأمني في الشمال اللبناني أدى إلى النتيجة الحالية بسبب تجاهل التواطؤ بين بعض الأجهزة الأمنية والجماعات المسلحة في سياق الحملة التي يقودها تيار المستقبل للتحريض ضد سورية داعيا اللبنانيين لتوفير الغطاء السياسي للجيش اللبناني ليقوم بمهامه في حفظ الأمن والاستقرار من أجل تسهيل مهمته في القضاء على المسلحين.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة