دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
في سعيها للرد على محاولات نزع الشرعية عنها، واتهامات متزايدة لها بانتهاج أساليب التمييز العنصري ضد العرب، وضد الفلسطينيين عموماً، لجأت وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى تعيين شاعر عربي درزي سفيراً في النروج. وإذا لم يكن هذا كافياً، فإن نائب السفير الجديد في السفارة الإسرائيلية في أوسلو سيكون عربيا أيضا، وهذه المرة مسيحي. ويزداد القارئ تعجباً عندما يعلم أنه خلف هذين القرارين يقف وزير الخارجية الفاشي أفيغدور ليبرمان الذي يريد تلقين النروجيين درساً في مبادئ المواطنة.
وكانت محافل إسرائيلية متزايدة، وفي ظل تزايد مظاهر العداء لإسرائيل في الدول الأوروبية، خصوصاً في الجامعات، قد لجأت إلى إيفاد طلاب أو موظفين عرب لإلقاء محاضرات أو المشاركة في ندوات باسم الدولة العبرية.
وكان المقصود على وجه الخصوص ترك من يشهد أو يسمع هذا الكلام في حيرة من أمره. فعلى الأقل لا يبقى العداء لإسرائيل، متشدداً إذا كان هناك عرب يتحدثون بلغة أخرى عن الدولة اليهودية وأنماط سلوكها.
وفي معرض نشرها النبأ، كتب مراسل صحيفة «يديعوت أحرونوت»، إيتمار آيخنر أن «سفيراً درزياً ونائبه العربي المسيحي سيلتقيان بقنصلة يهودية. هذه ليست بداية نكتة أخرى من هذا الطراز المعروف، وإنما واقع جديد يحدث في السفارة الإسرائيلية في أوسلو بفضل مبادرة وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان. فهل هذا ما سيساعد في تهشيم الصورة العنصرية التي ألصقت بإسرائيل في النروج؟».
وأشارت «يديعوت» إلى أن مكانة إسرائيل في النروج مؤخراً تدهورت إلى الحضيض. وأظهرت استطلاعات رأي أجريت هناك بمبادرة من وزارة الخارجية الإسرائيلية معطيات مذهلة: في نظر غالبية النروجيين يبدو الإسرائيليون عنصريين، عدوانيين، متطرفين ويرفضون السلام. لذلك لا عجب أن النروج باتت إحدى الدول الأشد عداء لإسرائيل في أوروبا.
ويزداد العجب عند معرفة أن النروج والدول الإسكندنافية عموماً كانت من بين أكثر الدول الداعمة لإسرائيل في الماضي. وكان ينظر لإسرائيل وكأنها عبر الكيبوتسات والموشافيم تخلق اشتراكيتها الخاصة ما كان يدفع بالكثير من أبناء تلك الدول للتطوع للخدمة في الكيبوتسات. وفضلاً عن ذلك كان للنروج دور بارز في المشروع النووي الإسرائيلي وخصوصاً تصدير المياه الثقيلة لها.
السفير الإسرائيلي الجديد في أوسلو سيكون الشاعر نعيم عرايدي البالغ من العمر 62 عاماً والذي يحمل شهادة دكتوراه في الأدب العبري. وقد اشتهر عرايدي بالكتابة باللغة العبرية بعدما عمل مترجماً لها وقد نشر بعض دوواينه باللغة العبرية. وعرايدي من أبناء الطائفة الدرزية وولد في قرية المغار في الجليل. ونال عرايدي جائزة رئيس الحكومة الإسرائيلية للأدباء العبريين كما نال جائزة في الأدب العربي. ويعتبر أعلى منصب أكاديمي تولاه هو عمادة الكلية الأكاديمية العربية للتعليم في إسرائيل.
وقال عرايدي الذي كان مقرراً أن يتولى السفارة الإسرائيلية في نيوزلندا بعد تغيير القرار لإرساله إلى النروج: «شرف كبير لي أن أمثل إسرائيل وجوانبها الجميلة وحقيقة أنه برغم كل المصاعب والمشاكل فإن فيها تعايشاً لا يمكن أن يقوم إلا في ديموقراطية حقيقية».
وسيعمل جورج ديك، وهو عربي مسيحي ولد وترعرع في يافا نائبا لعرايدي في النرويج. لكن جورج ديك الآن يعمل نائباً للسفير الإسرائيلي في نيجيريا. أما القنصل في السفارة الإسرائيلية في أوسلو فسوف تكون رويطال بن نعيم.
يُذكر أنه عند عودة «الدبلوماسيين الإسرائيليين» العرب إلى إسرائيل يتعرضون في الغالب لما يتعرّض له العرب الآخرون. وكان هذا سبباً وراء استقالة «دبلوماسية» عربية قبل أشهر من العمل في الخارجية الإسرائيلية.
المصدر :
حلمي موسى /السفير
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة