دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
قالت صحيفة "لوس انجلوس تايمز"أنه بات واضحاً أن خطة الموفد الدولي لحل الأزمة السورية كوفي أنان تترنح ويمكن أن تسقط في أي وقت مع استمرار العنف. وأضافت أنه يبدو بأن المسلحين السوريين قد حسموا خياراتهم انطلاقاً مما يُعتقد أنه فشل محتمل لخطة المبعوث الأممي كوفي أنان، إذ بدأوا يستغلون «الوقت الضائع» كي يعيدوا رصّ الصفوف استعداداً لـ«المعركة الكبيرة» فور الإعلان عن موت الخطة بشكل نهائي. من مدينة القصير السورية. ونقل فريق صحيفة «لوس أنجلس تايمز» أجواء التحضيرات العسكرية للمقاتلين السوريين الذين سلموا بأن «سورية ذاهبة لا محال إلى مزيد من الحرب».
الأطراف السورية اليوم ملتزمة بالشكل الظاهري باتفاق وقف إطلاق النار، ولكن المقاتلين والناشطين والمدنيين في حمص، كما في العديد من المدن السورية، فقدوا الإيمان بنجاح مساعي السلام التي يقودها أنان. في المقابل، يرى المقاتلون في هذه اللحظة فرصة سانحة لإعادة التسلح والاستعداد لما يرونه «انزلاقاً حتمياً نحو ساحة القتال».
وفي هذا الإطار، تعود الصحيفة إلى إعلان المسؤول في «الجيش السوري الحرّ» قاسم سعد الدين، إثر مجزرة الحولة، «استحالة الامتثال لخطة أنان بعد الآن»، في وقت قال زميله المنشق عن الجيش السوري باسل ادريس، الذي يقود إحدى الميليشيات في القصير، إن «المعركة قادمة، وستكون طويلة وأكثر ضراوة». وتشير الصحيفة هنا إلى أن جزءا لا بأس به من المقاتلين كانوا فروا من بابا عمرو هرباً إلى القصير بعدما تمكنت القوات النظامية من دخولها.
يرفض مقاتلو القصير ما قيل عن ضلوع تنظيم «القاعدة» في التفجيرات التي شهدتها العاصمة السورية، ويؤكد هؤلاء لفريق «لوس أنجلس تايمز» أنهم بأنفسهم من يعدون القنابل ويجمعون السلاح ويرصدون حواجز التفتـيش ومواقع الدبابات.
ويبدي المقاتلون حساسية بالغة عند ذكر التنظيم والحديث عن إمكانية تعاونهم معه أو حصولهم على دعم منه. يقول احدهم «سنبدأ القتال وفي يدنا زجاجة ويسكي لنثبت للعالم أننا لسنا إرهابيين»، مضيفاً «عندما يرون اللحى الطويلة يعتقدون أن أصحابها حكماً من (القاعدة)، ولكن من أين لنا الوقت والأدوات لحلاقتها؟».
من ناحية ثانية، يقول المسلحون إنهم تخلوا عن أسئلة «أين أميركا؟» و«أين الناتو؟»، بعدما اقتنعوا تماماً بأن «ليس لديهم أحد سوى الله»، لافتين إلى أنهم لم يحصلوا على أي نوع من المساعدات والمعدات التي وعد بها مؤتمر أصدقاء سوريا.
وفيما يؤكد مقاتلو القصير أنهم لم يرتكبوا أي عمل هجومي خلال فترة الهدنة، يلوحون بالتحضير لهجمات فورية بمجرّد حصول قيادة «الجيش السوري الحرّ» على الضوء الأخضر. وفي النهاية، «الحرب قادمة، وهم مستعدون»، عبارة تتردّد بينهم مراراً.
يروي الجنود المنشقون طرق القتال التي يتدربون عليها وعن حاجتهم إليها، لأنها «تختلف تماماً عما كانوا يمارسونه مع القوات النظامية، فهم يتدربون على اقتحام المباني والتحرك وإطلاق النار في المناطق المأهولة».
وتشير الصحيفة إلى أنه بالرغم من أن المقاتلين أصروا على عدم القيام بأعمال هجومية خلال فترة الهدنة، إلا أنهم كشفوا عن إرسالهم لمجموعة منهم إلى العاصمة لتنفيذ بعض العمليات الصغيرة: الاعتداء على حافلة تنقل «شبيحة» أو قوى أمن، والقيام بعمليات اغتيال.
أما الأكثر إثارة للقلق فهو تأكيد هؤلاء أن المعركة النهائية ستكون في دمشق، كما كانت طرابلس آخر ساحة في المعركة الليبية. وفي هذا السياق، كشف بعضهم عن إرسال آلاف المقاتلين إلى دمشق للاستعداد لما بعد سقوط خطة أنان، في وقت أكد بعض المراقبين أن العدد أقل من ذلك، لكن «في مطلق الأحوال يشي هذا الإعلان بأن الصراع سيصبح أكثر دموية»، تعلق الصحيفة.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة