كشفت مصادر دبلوماسية عن أن اللقاء الأخير الذي جمع الموفد الدولي كوفي أنان مع الرئيس بشار الأسد خلال زيارته إلى العاصمة السورية كان محطة أساسية في مسار الأحداث في سورية لناحية كيفية تطبيق مبادرة أنان والتي تتضمن ستة بنود معروفة، خصوصاً في ضوء الكلام الواضح والصريح والشفاف الذي سمعه الموفد الأممي من الرئيس الأسد، وكان بمثابة وضع النقاط على الحروف لجهة ضرورة أن يتحمل أنان مسؤولية كاملة تجاه مبادرته وإجبار الطرف الآخر الالتزام بتنفيذ البند الأول منه،ا وهو وقف إطلاق النار وأعمال العنف لأن الدولة السورية قامت بواجبها على هذا الصعيد والتزمت بما وعدت به ولكن المشكلة هي عند المجموعات الإرهابية المسلحة، والدول التي تمولها وتسلحها وتحتضنها، وباعترافاتهم العلنية على مستوى كبار المسؤولين في هذه الدول.

وأكدت المصادر الدبلوماسية أنه في سياق الحوار الذي جرى بين الرئيس بشار الأسد والمبعوث الأممي، جرى التطرق إلى موضوع الإرهاب الذي تتعرض له سورية في هذه المرحلة، وهذا الجانب ما أكد عليه الرئيس الأسد في خطابه الأخير أمام مجلس الشعب السوري، معتبراً أن سورية تواجه عدواً صار في داخلها وهو الإرهاب الذي تصدره دول معروفة دولياً وإقليمياً وعربياً، حيث فهم أن الرئيس الأسد عندما تناول هذا الموضوع مع كوفي أنان خاطبه بالقول: أنتم تحاربون الإرهاب بالكلام، وكان يعني ما يسمى بالمجتمع الدولي والأمم المتحدة، ولكن نحن في سورية نحارب الإرهاب عن كل العالم، وحربنا هي ليست مع المعارضة بل مع الإرهاب بكل أشكاله، ونحن مستمرون في محاربة هذا الإرهاب مهما كان الثمن.

وترى المصادر الدبلوماسية أنه على الرغم من أن المبعوث الأممي أعرب عن ارتياحه أكثر من مرة خلال اللقاء مع الرئيس الأسد، لمدى التعاون والتجاوب الحاصلين من قبل الحكومة السورية في مجال تسهيل مهمة المراقبين الدوليين، وتأمين الحماية اللازمة لهم، والسماح لعشرات الوفود الإعلامية الغربية والعربية بمواكبتهم، إلا أن هذا لم يكن كافياً على مستوى القيادة السورية، فقد سمع المبعوث الدولي كلاماً واضحاً من الرئيس الأسد عندما طلب اتخاذ المزيد من الإجراءات والمبادرات لكي يتم تفعيل مهمته في سورية، باعتبار أن ما هو مطلوب من سورية بحسب البروتوكول الموقع بين وزارة الخارجية والأمم المتحدة نفذ حرفياً، وأن على المبعوث الدولي أن يطلب من الجهة الأخرى وهي تتمثل بالجماعات الإرهابية والتكفيرية المسلحة والدول الداعمة لها بتنفيذ ما هو مطلوب منها، ولكن كل ذلك لم يحصل حتى الآن، ولم تتلق القيادة السورية جواباً واضحاً من كوفي أنان حول نتائج اتصالاته وتحركاته مع الدول التي تدعم الإرهابيين داخل سورية بالمال والسلاح والمقاتلين الغرباء، مع العلم أن أنان وعد وتعهّد في أول لقاء عقده مع الرئيس الأسد بوقف تمويل وتسليح المجموعات الإرهابية المسلحة ولكن المبعوث الأممي لم يفِ بوعده، ولذلك من مسؤوليته في هذه المرحلة أن تتوجه أنظاره إلى الطرف الآخر وأن يضع ثقله هناك، أي عند الدول التي تساعد تلك المجموعات الإرهابية لا أن يطلب المزيد من الخطوات من الحكومة السورية في حين أن الطرف الآخر لم ينفذ حرفاً واحداً من مبادرة المبعوث الدولي بل على العكس تجاوزت الخروقات التي قام بها أربعة آلاف خرق وكان آخرها المجزرة الوحشية التي نفذتها المجموعات الإرهابية في منطقة الحولة في ريف حمص.

وفهم من المصادر الدبلوماسية أيضاً أن المبعوث الأممي عندما طالب بمزيد من المبادرات من جانب الحكومة السورية كان يعني سحب الجيش السوري من جميع المناطق مع الأسلحة الثقيلة، وهنا سمع أنان رداً حاسماً بأن مثل هذا الأمر لا يمكن تنفيذه وهذا يعني إذا حصل، إفساح المجال أمام المجموعات الإرهابية للانتشار في جميع المحافظات والمدن، وهذا الأمر لن تسمح القيادة السورية بتحقيقه لأنه يعني ضمناً وعملياً وصول البلاد إلى مرحلة الحرب الأهلية، وسورية ترفض بالمطلق هذا التوجه، وبدل أن تطلب من سورية مثل هذا الموضوع عليك أن تطلب من الآخرين تنفيذ مبادرتك، وهم أنفسهم يحاولون تفشيل مهمتك في حين أن الدولة السورية حريصة جداً على نجاح مهمتك منذ اليوم الأول لإطلاقها.

  • فريق ماسة
  • 2012-06-04
  • 10909
  • من الأرشيف

أنان... والدور المطلوب ..

كشفت مصادر دبلوماسية عن أن اللقاء الأخير الذي جمع الموفد الدولي كوفي أنان مع الرئيس بشار الأسد خلال زيارته إلى العاصمة السورية كان محطة أساسية في مسار الأحداث في سورية لناحية كيفية تطبيق مبادرة أنان والتي تتضمن ستة بنود معروفة، خصوصاً في ضوء الكلام الواضح والصريح والشفاف الذي سمعه الموفد الأممي من الرئيس الأسد، وكان بمثابة وضع النقاط على الحروف لجهة ضرورة أن يتحمل أنان مسؤولية كاملة تجاه مبادرته وإجبار الطرف الآخر الالتزام بتنفيذ البند الأول منه،ا وهو وقف إطلاق النار وأعمال العنف لأن الدولة السورية قامت بواجبها على هذا الصعيد والتزمت بما وعدت به ولكن المشكلة هي عند المجموعات الإرهابية المسلحة، والدول التي تمولها وتسلحها وتحتضنها، وباعترافاتهم العلنية على مستوى كبار المسؤولين في هذه الدول. وأكدت المصادر الدبلوماسية أنه في سياق الحوار الذي جرى بين الرئيس بشار الأسد والمبعوث الأممي، جرى التطرق إلى موضوع الإرهاب الذي تتعرض له سورية في هذه المرحلة، وهذا الجانب ما أكد عليه الرئيس الأسد في خطابه الأخير أمام مجلس الشعب السوري، معتبراً أن سورية تواجه عدواً صار في داخلها وهو الإرهاب الذي تصدره دول معروفة دولياً وإقليمياً وعربياً، حيث فهم أن الرئيس الأسد عندما تناول هذا الموضوع مع كوفي أنان خاطبه بالقول: أنتم تحاربون الإرهاب بالكلام، وكان يعني ما يسمى بالمجتمع الدولي والأمم المتحدة، ولكن نحن في سورية نحارب الإرهاب عن كل العالم، وحربنا هي ليست مع المعارضة بل مع الإرهاب بكل أشكاله، ونحن مستمرون في محاربة هذا الإرهاب مهما كان الثمن. وترى المصادر الدبلوماسية أنه على الرغم من أن المبعوث الأممي أعرب عن ارتياحه أكثر من مرة خلال اللقاء مع الرئيس الأسد، لمدى التعاون والتجاوب الحاصلين من قبل الحكومة السورية في مجال تسهيل مهمة المراقبين الدوليين، وتأمين الحماية اللازمة لهم، والسماح لعشرات الوفود الإعلامية الغربية والعربية بمواكبتهم، إلا أن هذا لم يكن كافياً على مستوى القيادة السورية، فقد سمع المبعوث الدولي كلاماً واضحاً من الرئيس الأسد عندما طلب اتخاذ المزيد من الإجراءات والمبادرات لكي يتم تفعيل مهمته في سورية، باعتبار أن ما هو مطلوب من سورية بحسب البروتوكول الموقع بين وزارة الخارجية والأمم المتحدة نفذ حرفياً، وأن على المبعوث الدولي أن يطلب من الجهة الأخرى وهي تتمثل بالجماعات الإرهابية والتكفيرية المسلحة والدول الداعمة لها بتنفيذ ما هو مطلوب منها، ولكن كل ذلك لم يحصل حتى الآن، ولم تتلق القيادة السورية جواباً واضحاً من كوفي أنان حول نتائج اتصالاته وتحركاته مع الدول التي تدعم الإرهابيين داخل سورية بالمال والسلاح والمقاتلين الغرباء، مع العلم أن أنان وعد وتعهّد في أول لقاء عقده مع الرئيس الأسد بوقف تمويل وتسليح المجموعات الإرهابية المسلحة ولكن المبعوث الأممي لم يفِ بوعده، ولذلك من مسؤوليته في هذه المرحلة أن تتوجه أنظاره إلى الطرف الآخر وأن يضع ثقله هناك، أي عند الدول التي تساعد تلك المجموعات الإرهابية لا أن يطلب المزيد من الخطوات من الحكومة السورية في حين أن الطرف الآخر لم ينفذ حرفاً واحداً من مبادرة المبعوث الدولي بل على العكس تجاوزت الخروقات التي قام بها أربعة آلاف خرق وكان آخرها المجزرة الوحشية التي نفذتها المجموعات الإرهابية في منطقة الحولة في ريف حمص. وفهم من المصادر الدبلوماسية أيضاً أن المبعوث الأممي عندما طالب بمزيد من المبادرات من جانب الحكومة السورية كان يعني سحب الجيش السوري من جميع المناطق مع الأسلحة الثقيلة، وهنا سمع أنان رداً حاسماً بأن مثل هذا الأمر لا يمكن تنفيذه وهذا يعني إذا حصل، إفساح المجال أمام المجموعات الإرهابية للانتشار في جميع المحافظات والمدن، وهذا الأمر لن تسمح القيادة السورية بتحقيقه لأنه يعني ضمناً وعملياً وصول البلاد إلى مرحلة الحرب الأهلية، وسورية ترفض بالمطلق هذا التوجه، وبدل أن تطلب من سورية مثل هذا الموضوع عليك أن تطلب من الآخرين تنفيذ مبادرتك، وهم أنفسهم يحاولون تفشيل مهمتك في حين أن الدولة السورية حريصة جداً على نجاح مهمتك منذ اليوم الأول لإطلاقها.

المصدر : نور الدين الجمال\ البناء


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة