اعتبر الكاتب الأمريكي جوستين رايموندو أن ارتكاب مجزرة الحولة بحمص ومسارعة وسائل الإعلام باتهام القوات السورية بالمسؤولية عنها، ونشر صور المذبحة على الانترنت، كان الهدف منه خلق حادثة مروعة تؤدي إلى لحظة شبيهة بلحظة بنغازي في ليبيا لإطلاق شرارة تدخل عسكري غربي في سورية.

وأوضح رايموندو في مقال نشره موقع "انتي وور" الالكتروني أن معدي هذه القصة واجهتهم مشكلة رئيسية وهي أن معظم الأدلة التي سيقت على أن القوات السورية هي من قامت بتلك المجزرة كانت مفبركة تماما وغير متقنة، ومنها يقول الكاتب: "الصورة التي نشرتها هيئة الإذاعة البريطانية على موقعها وتظهر صبيا يقفز فوق صفوف من الجثث المعدة للدفن".

وفي هذا السياق يتابع الكاتب الأمريكي: " مما لاشك فيه أن الصورة كانت درامية ومقلقة، إلا أنه تبين فيما بعد أن لا علاقة لها بمجزرة الحولة، وإنما هي صورة التقطها المصور الايطالي ماركو دي لاورو في العراق عام 2003 وقد كشف المصور وعلى الصفحة الأولى لموقع بي بي سي أن جهة ما تستخدم صوره على نحو غير مشروع في الدعاية المعادية لسورية، معرباً عن دهشته لدى مشاهدة هذه الصورة".

كما لفت رايموندو إلى أن هيئة الـ (بي بي سي) كانت قد أرفقت صورة الصبي بتعليق لها يقول: "إن الصورة من ناشط وانه يعتقد أن الصورة التي لا يمكن التأكد من مصداقيتها تظهر جثث أطفال الحولة المعدة للدفن"، مبينا أن بي بي سي حذفت الصورة بعد مواجهة "دي لاورو" لها وأشارت إلى أن ورود كلمة "يعتقد" في تعليقها ذاك يشكل نوعا من التبرئة للمحطة، ولكن الحقيقة أن صياغة ذلك التعليق تشكل إدانة واضحة لهيئة الإذاعة البريطانية لأن الكلمة الأساسية المؤثرة في ذلك التعليق هي كلمة "يعتقد".

من جهة ثانية تساءل الكاتب قائلا: " لماذا هذا الاعتقاد من قبل الـ (بي بي سي) رغم تلقيها الصورة من ناشط مجهول"؟!! وأجاب: " إن سببه هو أن الصورة تتناسب مع أهداف الدعاية التي تقوم بها الهيئة وهو هدف الحكومة البريطانية التي تدير وتمول الـ (بي بي سي) وقد اعتقد المشرفون في الهيئة بدقة تمثيل الصورة للأحداث في الحولة لأنهم أرادوا الاعتقاد بذلك".

وأضاف رايموندو أن الأمر لم يقتصر على الصور فقط بل تعدتها إلى التقارير والتي تعتمد على كل ما يأتي من النشطاء الذين لا يعانون من أي نوع من تأنيب الضمير وهم يقدمون الصور المزيفة لوسائل الإعلام التي تقوم بنقل كل كلمة يقولونها وكأنها مقدسة.

ولفت الكاتب إلى أن هؤلاء النشطاء ادعوا في البداية أن القوات السورية قصفت الحولة، ولكن عندما تبين أن القتل تم من مسافة قريبة كان لا بد من تصحيح لهذا التناقض فقاموا باتهام أشخاص موالين للحكومة بالمسؤولية، مستعرضاً التضليل  والفبركات الفاضحة التي تم كشفها.

وأوضح أن هناك حقيقة غيبتها أجهزة الإعلام وهي أن نحو ستين مجموعة مسلحة تعمل في سورية مؤكداً أن الولايات المتحدة وحلفاءها يقومون وعبر تمويل وتسليح المجموعات المسلحة التي أطلقت العنان لعنفها ضد المدنيين بتقويض خطة مبعوث الأمم المتحدة كوفي عنان التي وافقت عليها الحكومة السورية، ولذلك فإن المسلحين مصممون على تدمير الخطة ولن يشعروا بالسعادة حتى يتمكنوا من إعطاء الغرب الذريعة للتدخل العسكري.

وأكد الكاتب أن الحرب الدعائية في سورية تهدف إلى خلق انطباع عام وليس كشف الحقيقة وذلك بالقيام بإلقاء الكثير من الاتهامات وبسرعة قصوى نحو الهدف ومن دون أدنى اهتمام بمصدرها لخلق نوع من الضبابية يسمح باختلاق حقيقة مغايرة للواقع والتاسيس لرواية تقوم بإلغاء كل حقيقة تعترضها.

ودعا رايموندو قراءه إلى تخيل رد فعل واشنطن للحظة واحدة إزاء قيام مجموعة من القوى الأجنبية بتمويل وتسليح "جيش الولايات المتحدة الحر"الذي يقوم بشن هجمات على قواعد الجيش الأمريكي، وينفذ عمليات إرهابية بسيارات مفخخة داخل الولايات المتحدة كما حدث في دمشق او لو أن "ذلك الجيش الأمريكي الحر" حصل على موقع قدم في مناطق حساسة ودعا إلى اسقاط النظام في واشنطن.

وأكد الكاتب الأمريكي أن المسلحين يحصلون على الأموال والسلاح من السعودية وقطر، فقد سلمت مشيخات الخليج مؤخرا 12مليار دولار إلى مجموعة الأصدقاء الغربيين بقيادة ألمانيا من اجل رسم التطورات اللاحقة في سورية.

وختم رايموندو مقاله بالقول: "إن بريطانيا قامت هي الأخرى بزيادة الأموال المخصصة لمساعدة المسلحين في الوقت الذي تقوم به الحكومة البريطانية بقطع مساعدات الرعاية الاجتماعية عن مواطنيها المحتاجين، في حين لم تتم معرفة كمية الأموال التي قدمتها الولايات المتحدة كمساعدات يقال إنها (غير قتالية) إلى المسلحين السوريين العاجزين حتى عن فبركة أكاذيبهم بشكل جيد".

  • فريق ماسة
  • 2012-06-04
  • 4140
  • من الأرشيف

الهدف من مجزرة الحولة ... التمهيد لتدخل عسكري ضد سورية

اعتبر الكاتب الأمريكي جوستين رايموندو أن ارتكاب مجزرة الحولة بحمص ومسارعة وسائل الإعلام باتهام القوات السورية بالمسؤولية عنها، ونشر صور المذبحة على الانترنت، كان الهدف منه خلق حادثة مروعة تؤدي إلى لحظة شبيهة بلحظة بنغازي في ليبيا لإطلاق شرارة تدخل عسكري غربي في سورية. وأوضح رايموندو في مقال نشره موقع "انتي وور" الالكتروني أن معدي هذه القصة واجهتهم مشكلة رئيسية وهي أن معظم الأدلة التي سيقت على أن القوات السورية هي من قامت بتلك المجزرة كانت مفبركة تماما وغير متقنة، ومنها يقول الكاتب: "الصورة التي نشرتها هيئة الإذاعة البريطانية على موقعها وتظهر صبيا يقفز فوق صفوف من الجثث المعدة للدفن". وفي هذا السياق يتابع الكاتب الأمريكي: " مما لاشك فيه أن الصورة كانت درامية ومقلقة، إلا أنه تبين فيما بعد أن لا علاقة لها بمجزرة الحولة، وإنما هي صورة التقطها المصور الايطالي ماركو دي لاورو في العراق عام 2003 وقد كشف المصور وعلى الصفحة الأولى لموقع بي بي سي أن جهة ما تستخدم صوره على نحو غير مشروع في الدعاية المعادية لسورية، معرباً عن دهشته لدى مشاهدة هذه الصورة". كما لفت رايموندو إلى أن هيئة الـ (بي بي سي) كانت قد أرفقت صورة الصبي بتعليق لها يقول: "إن الصورة من ناشط وانه يعتقد أن الصورة التي لا يمكن التأكد من مصداقيتها تظهر جثث أطفال الحولة المعدة للدفن"، مبينا أن بي بي سي حذفت الصورة بعد مواجهة "دي لاورو" لها وأشارت إلى أن ورود كلمة "يعتقد" في تعليقها ذاك يشكل نوعا من التبرئة للمحطة، ولكن الحقيقة أن صياغة ذلك التعليق تشكل إدانة واضحة لهيئة الإذاعة البريطانية لأن الكلمة الأساسية المؤثرة في ذلك التعليق هي كلمة "يعتقد". من جهة ثانية تساءل الكاتب قائلا: " لماذا هذا الاعتقاد من قبل الـ (بي بي سي) رغم تلقيها الصورة من ناشط مجهول"؟!! وأجاب: " إن سببه هو أن الصورة تتناسب مع أهداف الدعاية التي تقوم بها الهيئة وهو هدف الحكومة البريطانية التي تدير وتمول الـ (بي بي سي) وقد اعتقد المشرفون في الهيئة بدقة تمثيل الصورة للأحداث في الحولة لأنهم أرادوا الاعتقاد بذلك". وأضاف رايموندو أن الأمر لم يقتصر على الصور فقط بل تعدتها إلى التقارير والتي تعتمد على كل ما يأتي من النشطاء الذين لا يعانون من أي نوع من تأنيب الضمير وهم يقدمون الصور المزيفة لوسائل الإعلام التي تقوم بنقل كل كلمة يقولونها وكأنها مقدسة. ولفت الكاتب إلى أن هؤلاء النشطاء ادعوا في البداية أن القوات السورية قصفت الحولة، ولكن عندما تبين أن القتل تم من مسافة قريبة كان لا بد من تصحيح لهذا التناقض فقاموا باتهام أشخاص موالين للحكومة بالمسؤولية، مستعرضاً التضليل  والفبركات الفاضحة التي تم كشفها. وأوضح أن هناك حقيقة غيبتها أجهزة الإعلام وهي أن نحو ستين مجموعة مسلحة تعمل في سورية مؤكداً أن الولايات المتحدة وحلفاءها يقومون وعبر تمويل وتسليح المجموعات المسلحة التي أطلقت العنان لعنفها ضد المدنيين بتقويض خطة مبعوث الأمم المتحدة كوفي عنان التي وافقت عليها الحكومة السورية، ولذلك فإن المسلحين مصممون على تدمير الخطة ولن يشعروا بالسعادة حتى يتمكنوا من إعطاء الغرب الذريعة للتدخل العسكري. وأكد الكاتب أن الحرب الدعائية في سورية تهدف إلى خلق انطباع عام وليس كشف الحقيقة وذلك بالقيام بإلقاء الكثير من الاتهامات وبسرعة قصوى نحو الهدف ومن دون أدنى اهتمام بمصدرها لخلق نوع من الضبابية يسمح باختلاق حقيقة مغايرة للواقع والتاسيس لرواية تقوم بإلغاء كل حقيقة تعترضها. ودعا رايموندو قراءه إلى تخيل رد فعل واشنطن للحظة واحدة إزاء قيام مجموعة من القوى الأجنبية بتمويل وتسليح "جيش الولايات المتحدة الحر"الذي يقوم بشن هجمات على قواعد الجيش الأمريكي، وينفذ عمليات إرهابية بسيارات مفخخة داخل الولايات المتحدة كما حدث في دمشق او لو أن "ذلك الجيش الأمريكي الحر" حصل على موقع قدم في مناطق حساسة ودعا إلى اسقاط النظام في واشنطن. وأكد الكاتب الأمريكي أن المسلحين يحصلون على الأموال والسلاح من السعودية وقطر، فقد سلمت مشيخات الخليج مؤخرا 12مليار دولار إلى مجموعة الأصدقاء الغربيين بقيادة ألمانيا من اجل رسم التطورات اللاحقة في سورية. وختم رايموندو مقاله بالقول: "إن بريطانيا قامت هي الأخرى بزيادة الأموال المخصصة لمساعدة المسلحين في الوقت الذي تقوم به الحكومة البريطانية بقطع مساعدات الرعاية الاجتماعية عن مواطنيها المحتاجين، في حين لم تتم معرفة كمية الأموال التي قدمتها الولايات المتحدة كمساعدات يقال إنها (غير قتالية) إلى المسلحين السوريين العاجزين حتى عن فبركة أكاذيبهم بشكل جيد".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة