قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "إن القمة التاسعة والعشرين بين روسيا والاتحاد الأوروبي كانت مفيدة وناجحة ولكننا لم نتمكن من التوصل إلى مواقف مشتركة في كافة القضايا غير أننا أكدنا حرصنا على مواصلة التعاون والتكامل فيما بيننا".

وأضاف الرئيس بوتين خلال مؤتمر صحفي مشترك مع جوزيه مانويل باروزو رئيس المفوضية الأوروبية وهيرمان فان يومبوي رئيس المجلس الأوروبي في ختام القمة "إن القمة بحثت القضايا الإنسانية وقضايا الأجندة الدولية والإقليمية والوضع في سورية وإيران والشرق الأوسط عموما وغيره من مناطق العالم".

وأكد بوتين أن الاتحاد الأوروبي وروسيا يواجهان تحديات مشتركة وهو ما يتطلب تنسيقا مشتركا لاتخاذ مواقف من مختلف القضايا مع التشديد على أولويات الشراكة الروسية الأوروبية لتلبية طموحات مواطني روسيا والاتحاد الأوروبي.

وحذر الرئيس بوتين من أن هناك مخاطر محتملة قد تطرأ على بعض المجالات في الاقتصاد الروسي بعد قبول روسيا الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية غير أن هناك آليات في المنظمة تمكننا من تقليل تأثير هذه المخاطر على بعض المجالات مثل الزراعة والصناعة والسيارات وغيرها وقد بدأنا باستخدام هذه الآليات وهي تتماشى مع قواعد المنظمة الدولية للتجارة العالمية.

وقال بوتين"إن مطالب ومقترحات شركائنا في الاتحاد الأوروبي تتجاوز الالتزامات التي تعهدت بها روسيا أثناء الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية ولا نستطيع قبول هذه المقترحات والمطالب" مؤكداً أن روسيا نسقت مواقفها مع الاتحاد الأوروبي مسبقاً قبل الانضمام إلى المنظمة ولا تستطيع التعهد بالتزامات جديدة لأنها في هذه الحالة ستضطر إلى توسيع سريان مفعول هذه التدابير على أعضاء آخرين في المنظمة أو وضع أسس متميزة في علاقتها مع الاتحاد الأوروبي وذلك خلافا لتعاونها مع دول أعضاء أخرى.

ولفت بوتين إلى أن تأسيس الاتحاد الجمركي والفضاء الاقتصادي الأوروسياوي يتماشى مع مهام تعزيز التعاون بين روسيا والاتحاد الأوروبي وقال "إن من الضروري مناقشة الإجراءات المتعلقة بالتحضير لاتفاقية أساسية بين روسيا والاتحاد الأوروبي حيث أكد الطرفان اهتمامهما بوضع صيغ واستراتيجيات مشتركة تواكب متطلبات العصر وتعتبر من أكبر التحديات المتعلقة بحل القضايا الاقتصادية".

وأضاف بوتين "إن التعاون الروسي الأوروبي في مجال الطاقة سيمكننا من اتخاذ قرارات مشتركة" موضحا "إننا ركزنا خلال القمة على الاهتمام بعقدة أخرى هي الحل الأحادي الطرف من قبل الاتحاد الأوروبي حول المنظومة الأوروبية المتعلقة بتجارة منتجات الطيران".

من جانبه أعرب هيرمان فان رومبوي رئيس المجلس الأوروبي عن المساندة الكاملة لبعثة المراقبين الدوليين في سورية مقراً باختلاف تقييمات الاتحاد الأوروبي من جهة وروسيا من جهة أخرى تجاه الأزمة السورية حيث اعتبر أن على السلطات السورية وقف العنف فوراً مدعياً أن الاتحاد الأوروبي يقف ضد كل أشكال العنف في سورية.

وأضاف رومبوي إننا متفقون على ان خطة كوفي عنان مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ككل توفر أفضل فرصة لوقف العنف في سورية ورأى رومبوي انه من الضروري توحيد الجهود الدولية لإيجاد حل للازمة السورية.

وحول الملف النووي الإيراني قال رومبوي "إننا اتفقنا على أن إيران يجب ألا تمتلك السلاح النووي" لافتا إلى أن إيران تتعاون مع روسيا والدول الأخرى بشأن هذا الملف حيث ستجري الجولة التالية من المفاوضات في موسكو.

وحول العلاقات الاقتصادية المشتركة وانضمام روسيا لمنظمة التجارة العالمية قال "إننا نسعى لتجاوز الصعوبات ونريد تحقيق كل هذه المهام من أجل ضمان النمو الاقتصادي وإنشاء فرص عمل جديدة" مقرا بأن لدى الاتحاد الأوروبي الكثير من القضايا المالية العالقة والناجمة عن الأزمة المالية العالمية.

وأضاف رومبوي "إننا نتوقع المصادقة على انضمام روسيا لمنظمة التجارة العالمية وذلك وفقا لقواعد عمل هذه المنظمة والاتحاد الأوروبي يتمنى مساعدة روسيا في عملية التحديث ونعتبر ذلك من أولويات العلاقات بيننا كما يجب أن تشمل الشراكة كل مجالات الاقتصاد والسياسة وضمان الأمن لحياة المجتمع وتطوره.

وقال رومبوي "إن منطقة اليورو ليست سببا وحيدا لتدهور وتائر النمو الاقتصادي في دول أوروبا الغربية مؤكدا أن الأزمة وصلت من الولايات المتحدة ونتوقع الركود بنسبة /4/ بالمئة ولذلك نحن بحاجة إلى جهود كل الدول المنتمية إلى الاتحاد الأوروبي".

من جهته قال جوزيه مانويل باروزو رئيس المفوضية الأوروبية "إننا نشهد تغيرات سياسية واقتصادية كبيرة في العالم المعاصر ما يتيح لنا الفرصة للنظر إلى المستقبل" مضيفا "إن القمة ناقشت كل المشاكل والقضايا المهمة والعالقة في مجال التجارة والطاقة وإنشاء مراكز السياحة وسيتم التوقيع على اتفاقيات حول هذه القضايا".

وأكد باروزو أن روسيا شريك مهم جدا للاتحاد الأوروبي الذي يقدم الاستثمارات ويستورد مصادر الطاقة منها ونحن مهتمون كثيرا بإلغاء نظام التأشيرات مرحبا بالتقدم الذي تم إحرازه في هذا المجال ومتمنياً استكمال العمل قريبا في إطار تعزيز التعاون المشترك.

  • فريق ماسة
  • 2012-06-04
  • 13296
  • من الأرشيف

بوتين في قمة روسيا الاتحاد الأوروبي: بحثنا الوضع في سورية وإيران والشرق الأوسط .. رومبوي: خطة عنان توفر أفضل فرصة لوقف العنف

  قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "إن القمة التاسعة والعشرين بين روسيا والاتحاد الأوروبي كانت مفيدة وناجحة ولكننا لم نتمكن من التوصل إلى مواقف مشتركة في كافة القضايا غير أننا أكدنا حرصنا على مواصلة التعاون والتكامل فيما بيننا". وأضاف الرئيس بوتين خلال مؤتمر صحفي مشترك مع جوزيه مانويل باروزو رئيس المفوضية الأوروبية وهيرمان فان يومبوي رئيس المجلس الأوروبي في ختام القمة "إن القمة بحثت القضايا الإنسانية وقضايا الأجندة الدولية والإقليمية والوضع في سورية وإيران والشرق الأوسط عموما وغيره من مناطق العالم". وأكد بوتين أن الاتحاد الأوروبي وروسيا يواجهان تحديات مشتركة وهو ما يتطلب تنسيقا مشتركا لاتخاذ مواقف من مختلف القضايا مع التشديد على أولويات الشراكة الروسية الأوروبية لتلبية طموحات مواطني روسيا والاتحاد الأوروبي. وحذر الرئيس بوتين من أن هناك مخاطر محتملة قد تطرأ على بعض المجالات في الاقتصاد الروسي بعد قبول روسيا الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية غير أن هناك آليات في المنظمة تمكننا من تقليل تأثير هذه المخاطر على بعض المجالات مثل الزراعة والصناعة والسيارات وغيرها وقد بدأنا باستخدام هذه الآليات وهي تتماشى مع قواعد المنظمة الدولية للتجارة العالمية. وقال بوتين"إن مطالب ومقترحات شركائنا في الاتحاد الأوروبي تتجاوز الالتزامات التي تعهدت بها روسيا أثناء الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية ولا نستطيع قبول هذه المقترحات والمطالب" مؤكداً أن روسيا نسقت مواقفها مع الاتحاد الأوروبي مسبقاً قبل الانضمام إلى المنظمة ولا تستطيع التعهد بالتزامات جديدة لأنها في هذه الحالة ستضطر إلى توسيع سريان مفعول هذه التدابير على أعضاء آخرين في المنظمة أو وضع أسس متميزة في علاقتها مع الاتحاد الأوروبي وذلك خلافا لتعاونها مع دول أعضاء أخرى. ولفت بوتين إلى أن تأسيس الاتحاد الجمركي والفضاء الاقتصادي الأوروسياوي يتماشى مع مهام تعزيز التعاون بين روسيا والاتحاد الأوروبي وقال "إن من الضروري مناقشة الإجراءات المتعلقة بالتحضير لاتفاقية أساسية بين روسيا والاتحاد الأوروبي حيث أكد الطرفان اهتمامهما بوضع صيغ واستراتيجيات مشتركة تواكب متطلبات العصر وتعتبر من أكبر التحديات المتعلقة بحل القضايا الاقتصادية". وأضاف بوتين "إن التعاون الروسي الأوروبي في مجال الطاقة سيمكننا من اتخاذ قرارات مشتركة" موضحا "إننا ركزنا خلال القمة على الاهتمام بعقدة أخرى هي الحل الأحادي الطرف من قبل الاتحاد الأوروبي حول المنظومة الأوروبية المتعلقة بتجارة منتجات الطيران". من جانبه أعرب هيرمان فان رومبوي رئيس المجلس الأوروبي عن المساندة الكاملة لبعثة المراقبين الدوليين في سورية مقراً باختلاف تقييمات الاتحاد الأوروبي من جهة وروسيا من جهة أخرى تجاه الأزمة السورية حيث اعتبر أن على السلطات السورية وقف العنف فوراً مدعياً أن الاتحاد الأوروبي يقف ضد كل أشكال العنف في سورية. وأضاف رومبوي إننا متفقون على ان خطة كوفي عنان مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ككل توفر أفضل فرصة لوقف العنف في سورية ورأى رومبوي انه من الضروري توحيد الجهود الدولية لإيجاد حل للازمة السورية. وحول الملف النووي الإيراني قال رومبوي "إننا اتفقنا على أن إيران يجب ألا تمتلك السلاح النووي" لافتا إلى أن إيران تتعاون مع روسيا والدول الأخرى بشأن هذا الملف حيث ستجري الجولة التالية من المفاوضات في موسكو. وحول العلاقات الاقتصادية المشتركة وانضمام روسيا لمنظمة التجارة العالمية قال "إننا نسعى لتجاوز الصعوبات ونريد تحقيق كل هذه المهام من أجل ضمان النمو الاقتصادي وإنشاء فرص عمل جديدة" مقرا بأن لدى الاتحاد الأوروبي الكثير من القضايا المالية العالقة والناجمة عن الأزمة المالية العالمية. وأضاف رومبوي "إننا نتوقع المصادقة على انضمام روسيا لمنظمة التجارة العالمية وذلك وفقا لقواعد عمل هذه المنظمة والاتحاد الأوروبي يتمنى مساعدة روسيا في عملية التحديث ونعتبر ذلك من أولويات العلاقات بيننا كما يجب أن تشمل الشراكة كل مجالات الاقتصاد والسياسة وضمان الأمن لحياة المجتمع وتطوره. وقال رومبوي "إن منطقة اليورو ليست سببا وحيدا لتدهور وتائر النمو الاقتصادي في دول أوروبا الغربية مؤكدا أن الأزمة وصلت من الولايات المتحدة ونتوقع الركود بنسبة /4/ بالمئة ولذلك نحن بحاجة إلى جهود كل الدول المنتمية إلى الاتحاد الأوروبي". من جهته قال جوزيه مانويل باروزو رئيس المفوضية الأوروبية "إننا نشهد تغيرات سياسية واقتصادية كبيرة في العالم المعاصر ما يتيح لنا الفرصة للنظر إلى المستقبل" مضيفا "إن القمة ناقشت كل المشاكل والقضايا المهمة والعالقة في مجال التجارة والطاقة وإنشاء مراكز السياحة وسيتم التوقيع على اتفاقيات حول هذه القضايا". وأكد باروزو أن روسيا شريك مهم جدا للاتحاد الأوروبي الذي يقدم الاستثمارات ويستورد مصادر الطاقة منها ونحن مهتمون كثيرا بإلغاء نظام التأشيرات مرحبا بالتقدم الذي تم إحرازه في هذا المجال ومتمنياً استكمال العمل قريبا في إطار تعزيز التعاون المشترك.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة