رفضت الحكومة الهندية قبل بضعة أسابيع طلباً من وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك لزيارة عمل رسمية للعاصمة نيودلهي.

وبحسب صحيفة «هآرتس» فإن مسؤولا إسرائيليا أوضح أن الهنود برروا رفضهم بالحساسيات السياسية الداخلية، وأنهم لا يريدون زيارات عالية المستوى لمسؤولين إسرائيليين. وكانت صحيفة «انديا اكسبريس» الهندية أول من نشر أمس خبر الرفض الهندي هذا، موضحة أن باراك كان يريد الذهاب إلى نيودلهي لحضور معرض «DefExpo» الذي تنظمه وزارة الدفاع الهندية، والذي افتتح في في 29 آذار الماضي.

وقد شاركت إسرائيل في المعرض الهندي بحضور واسع لحوالي 20 شركة أمنية. كما وصل إلى الهند ممثلون عن وزارة الدفاع الإسرائيلية والعديد من ممثلي الشركات الأمنية وعرضوا منتجاتهم. لكن إسرائيل، وفق «هآرتس» أرادت استخدام المعرض الصناعي العسكري وسيلة لجعل زيارة باراك تأكيدا للتعاون الأمني الوثيق بين الدولتين.

وأوضحت «هآرتس» أن وزارة الدفاع الهندية ذهلت من طلب وزير الدفاع الإسرائيلي، ورأت أن زيارة شخصية إسرائيلية على هذا المستوى قد تخلق توترا داخل الدولة، وتثير انتقادات حادة من جانب المسلمين في البلد. وقالت إنه بعد فحص المسألة اتخذ وزير الدفاع الهندي آك أنطوني شخصياً القرار بإبقاء العلاقات الأمنية مع إسرائيل بعيدا عن الأضواء، ورفض طلب الزيارة.

وقالت «انديا اكسبريس» إن رفض وزير الدفاع الهندي طلب وزير الدفاع الإسرائيلي تم من دون التشاور مع وزارة الخارجية الهندية، التي تحاول توثيق العلاقات مع إسرائيل وجعلها أكثر علنية.

وكان وزير الخارجية الهندي سامانهالي كريشنا قد زار إسرائيل مطلع العام الحالي. وبرغم العلاقات الديبلوماسية القائمة بين الدولتين منذ عقدين، إلا أن زيارات المسؤولين الهنود إلى إسرائيل ليست شائعة. كما لم يزر إسرائيل أبدا أي رئيس حكومة هندي. ولم يزر إسرائيل وزير الدفاع الهندي الحالي برغم التعاون الأمني والعسكري الكبير الذي تطور في السنوات الأخيرة.

وبرغم تشديد «هآرتس» على البعد الداخلي في رفض طلب باراك، إلا أن للأمر جوانب أخرى. فالهند لا تريد أن تتحول أراضيها إلى ساحة صدام بين إسرائيل وإيران، خصوصا بعد محاولة اغتيال ديبلوماسي إسرائيلي في نيودلهي اتُّهمت إيران بها. كما أنه، برغم التعاون الأمني الكبير بين الدولتين، إلا أن الهند تختلف مع إسرائيل في العديد من الجوانب المتعلقة بتسويق البضائع الأمنية الإسرائيلية في الهند. وسبق لنيودلهي أن اتهمت تل أبيب بممارسة الفساد، وتقديم رشى لمسؤولين هنود من أجل كسب طلبيات عسكرية.

وكانت وزارة الدفاع الهندية قد نشرت قبل أقل من شهرين بلاغا تحظر فيه على عدد من الشركات العسكرية الإسرائيلية، بينها «تاعس» و«البيت»، المشاركة في عطاءات الجيش الهندي. وعزت الوزارة القرار إلى مشاركة هذه الشركات في إفساد العسكريين والساسة عبر تقديم رشى لهم. وجاء هذا القرار إثر تحقيقات قامت بها وحدة تحقيق هندية في قضايا فساد. وفي حينه أشارت مصادر اقتصادية إسرائيلية إلى أن إدراج شركات إسرائيلية في القائمة السوداء سيعكس نفسه على انفتاح السوق العسكري الهندي على الصناعات الإسرائيلية.

ومعروف أن إسرائيل والهند تقيمان شبكة واسعة من العلاقات العسكرية والاستخبارية. وتشتري الهند من إسرائيل تكنولوجيا متقدمة من كل الأنواع، وقد حلت إسرائيل في السنوات الأخيرة مكان روسيا كثاني أكبر مزود سلاح للهند. وتبيع إسرائيل للهند منظومات دفاع جوي، صواريخ، وطائرات تجسس، كما حدّثت طائرات ودبابات هندية قديمة.
  • فريق ماسة
  • 2012-05-17
  • 9276
  • من الأرشيف

الهند ترفض استقبال باراك: تخوّف من إثارة المسلمين

رفضت الحكومة الهندية قبل بضعة أسابيع طلباً من وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك لزيارة عمل رسمية للعاصمة نيودلهي. وبحسب صحيفة «هآرتس» فإن مسؤولا إسرائيليا أوضح أن الهنود برروا رفضهم بالحساسيات السياسية الداخلية، وأنهم لا يريدون زيارات عالية المستوى لمسؤولين إسرائيليين. وكانت صحيفة «انديا اكسبريس» الهندية أول من نشر أمس خبر الرفض الهندي هذا، موضحة أن باراك كان يريد الذهاب إلى نيودلهي لحضور معرض «DefExpo» الذي تنظمه وزارة الدفاع الهندية، والذي افتتح في في 29 آذار الماضي. وقد شاركت إسرائيل في المعرض الهندي بحضور واسع لحوالي 20 شركة أمنية. كما وصل إلى الهند ممثلون عن وزارة الدفاع الإسرائيلية والعديد من ممثلي الشركات الأمنية وعرضوا منتجاتهم. لكن إسرائيل، وفق «هآرتس» أرادت استخدام المعرض الصناعي العسكري وسيلة لجعل زيارة باراك تأكيدا للتعاون الأمني الوثيق بين الدولتين. وأوضحت «هآرتس» أن وزارة الدفاع الهندية ذهلت من طلب وزير الدفاع الإسرائيلي، ورأت أن زيارة شخصية إسرائيلية على هذا المستوى قد تخلق توترا داخل الدولة، وتثير انتقادات حادة من جانب المسلمين في البلد. وقالت إنه بعد فحص المسألة اتخذ وزير الدفاع الهندي آك أنطوني شخصياً القرار بإبقاء العلاقات الأمنية مع إسرائيل بعيدا عن الأضواء، ورفض طلب الزيارة. وقالت «انديا اكسبريس» إن رفض وزير الدفاع الهندي طلب وزير الدفاع الإسرائيلي تم من دون التشاور مع وزارة الخارجية الهندية، التي تحاول توثيق العلاقات مع إسرائيل وجعلها أكثر علنية. وكان وزير الخارجية الهندي سامانهالي كريشنا قد زار إسرائيل مطلع العام الحالي. وبرغم العلاقات الديبلوماسية القائمة بين الدولتين منذ عقدين، إلا أن زيارات المسؤولين الهنود إلى إسرائيل ليست شائعة. كما لم يزر إسرائيل أبدا أي رئيس حكومة هندي. ولم يزر إسرائيل وزير الدفاع الهندي الحالي برغم التعاون الأمني والعسكري الكبير الذي تطور في السنوات الأخيرة. وبرغم تشديد «هآرتس» على البعد الداخلي في رفض طلب باراك، إلا أن للأمر جوانب أخرى. فالهند لا تريد أن تتحول أراضيها إلى ساحة صدام بين إسرائيل وإيران، خصوصا بعد محاولة اغتيال ديبلوماسي إسرائيلي في نيودلهي اتُّهمت إيران بها. كما أنه، برغم التعاون الأمني الكبير بين الدولتين، إلا أن الهند تختلف مع إسرائيل في العديد من الجوانب المتعلقة بتسويق البضائع الأمنية الإسرائيلية في الهند. وسبق لنيودلهي أن اتهمت تل أبيب بممارسة الفساد، وتقديم رشى لمسؤولين هنود من أجل كسب طلبيات عسكرية. وكانت وزارة الدفاع الهندية قد نشرت قبل أقل من شهرين بلاغا تحظر فيه على عدد من الشركات العسكرية الإسرائيلية، بينها «تاعس» و«البيت»، المشاركة في عطاءات الجيش الهندي. وعزت الوزارة القرار إلى مشاركة هذه الشركات في إفساد العسكريين والساسة عبر تقديم رشى لهم. وجاء هذا القرار إثر تحقيقات قامت بها وحدة تحقيق هندية في قضايا فساد. وفي حينه أشارت مصادر اقتصادية إسرائيلية إلى أن إدراج شركات إسرائيلية في القائمة السوداء سيعكس نفسه على انفتاح السوق العسكري الهندي على الصناعات الإسرائيلية. ومعروف أن إسرائيل والهند تقيمان شبكة واسعة من العلاقات العسكرية والاستخبارية. وتشتري الهند من إسرائيل تكنولوجيا متقدمة من كل الأنواع، وقد حلت إسرائيل في السنوات الأخيرة مكان روسيا كثاني أكبر مزود سلاح للهند. وتبيع إسرائيل للهند منظومات دفاع جوي، صواريخ، وطائرات تجسس، كما حدّثت طائرات ودبابات هندية قديمة.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة