تطرح الاحداث الخطيرة في طرابلس اسئلة عديدة حول خلفياتها واهدافها الحقيقية، واسباب المبالغة في ردّة الفعل على توقيف أحد المتهمين بالانتماء الى تنظيم ارهابي مسلح، وفي النزول الى الشارع بهذا الشكل الهستيري بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة.

ولعلّ ما جرى في الأيام الماضية يكشف حقائق عديدة، منها زيف إدعاءات بعض الاطراف السياسية وحملتها على سلاح المقاومة بحجة ان لا وجود للسلاح في لبنان سوى بيد طرف واحد، بينما تبيّن من خلال الاحداث الاخيرة وما سبقها ايضاً ومن خلال المشهد الذي شاهده اللبنانيون جميعا عبر وسائل الاعلام ان السلاح بات منتشرا في كل المناطق، وان هناك اسلحة ثقيلة ومتوسطة استخدمت في الحوادث والاشتباكات الاخيرة في طرابلس.

 

واللافت وبحسب قوى في 8 آذار ان هناك قوى سياسية لا تزال تحاول دفن رؤوسنا بالرمال متجاهلة خطر وخطورة ما جرى ويجري في عاصمة الشمال خصوصا بعد ان وجد ابناء المدينة انفسهم محاصرين ورهائن بيد قلّة من المجموعات المتطرفة التي بادرت بعد توقيف شادي مولوي الى مصادرة الازقّة والشوارع واخذت تعبث في المدينة توتيرا وتخريبا.

وبعيداً عن التجاذبات والغايات السياسية تقول المصادر نفسها ان ما صرّح به النائب وليد جنبلاط في المجلة التابعة لحزبه يثير الاستغراب، وبدلاً من ان يطالب الاجهزة الامنية بتفسير معنى السلفية واعطاء فكرة عن السلفيين، كان الأجدر به سؤال صديقه في طرابلس توفيق سلطان عن السلفيين والتنظيمات الاسلامية المتطرفة التي اخذت في الآونة الاخيرة «تفرّخ» كالفطر في أحياء طرابلس موزعة تحت إمرة «أمراء» محليين ومستوردين، وباتت هي «القوة الضاربة» في تحريك الشارع الطرابلسي بعد ان انكفأ «المستقبليون» ولم يعد يبرز منهم سوى الصقور» بحسب مصادر 8 آذار المنتسبين الى التيار الاسلامي والتيار المستقبلي في آن معاً كأبي العبد، ومعين المرعبي، وخالد الضاهر.

 

وتضيف مصادر 8 آذار ان نصيحة جنبلاط للجيش بالابتعاد عن التجاذبات فهي نصيحة مبهمة وغير مفهومة، خصوصاً اذا سمعنا وقرأنا بيان الفعاليات الروحية والسياسية الشمالية التي طالبت المؤسسة العسكرية الانتشار في احياء طرابلس وخصوصا في مناطق الاشتباكات.

وفي كل الاحوال، تعود مصادر 8 آذار الى الحقائق التي كشفتها احداث طرابلس الاخيرة حتى الآن، وهي:

- ثبوت ضلوع او انتماء شادي مولوي، الذي القى الامن العام القبض عليه، الى تنظيم ارهابي متطرف مسلح وخمسة آخرين، ما يعني ان ردود الفعل على توقيفه جاءت في غير محلّها، وهي ردود سياسية مفتعلة وذات أبعاد واهداف تتجاوز حادث توقيف مولوي.

 

- استغلال الحادثة من قبل بعض المجموعات والتنظيمات المتطرفة للقيام «ببروفة» الانتشار المسلح تمهيداً لضرب ادوات الدولة العسكرية والامنية الشرعية في طرابلس والشمال.

- محاولة توسيع رقعة الاشتباكات «الفتنوية» بين باب التبانة وبعل محسن لتشمل محاور اخرى، وهذا ما سيهدد الوضع بمزيد من التوتير والتفجير وتوسعه ليطاول مساحات ومناطق اخرى في الشمال.

- بروز قوى سياسية جديدة في طرابلس وتراجع تيار المستقبل الذي بات يشكل غطاء سياسياً لهذه القوى الاسلامية والسلفية.

- الارباك الذي وقعت فيه الدولة رغم مسارعة رئيس الجمهورية الى ترؤس المجلس الاعلى للدفاع، وانتظار الخط الاخضر من القوى والفعاليات الطرابلسية قبل انتشار الجيش في مناطق الاشتباكات. وهذا ما جعل الامور تعود الى مربع «الامن بالتراضي» بدلا من ان تكرس هيبة وسلطة الدولة.

ومع ذلك تقول مصادر 8 آذار فان موقف الرئيس سعد الحريري كان موقفاً ايجابياً بمطالبته انتشار الجيش والقوى الامنية في المدينة، مع العلم ان بعض نواب كتلته مثل معين المرعبي ادلوا بتصريحات ومواقف علنية ضد الجيش اللبناني، الامر الذي يطرح علامات استفهام جدية حول موقف رئيس تيار «المستقبل» من هؤلاء، وما اذا كان هذا الموقف الازدواجي او المزدوج هو موقف مقصود ام انه ناجم عن ارباك داخل التيار المذكور:

 

- شكلت الاحداث وتمادي التيارات الاسلامية المتطرفة في مصادرة الشارع واستباحته احراجا ايضا لرئيس الحكومة ولوزراء طرابلس، وظهر الرئيس ميقاتي كأنه يتصرف على اساس انه احدى فاعليات المدينة وليس رئيسا لحكومة كل لبنان.

- احرجت احداث طرابلس الاخيرة تيار المستقبل ليس على صعيد، اهتزاز نفوذه في المدينة فحسب، بل ايضا امام حلفائه المسيحيين الذين باتت حججهم تضعف يوما بعد يوم خصوصا مع تنامي وتفاقم خطر الحركات الاصولية الاسلامية المتطرفة في طرابلس وفي مناطق اخرى لا سيما في الشمال.

وفي كل الاحوال تختم مصادر8 اذار وتقول ان القبض على مولوي جاء في ظل معلومات وتقارير كانت وردت لمراجع مسؤولة تؤكد ان نشاطا متزايداً قد رصد مؤخراً لخلايا متطرفة تدور في فلك «تنظيم القاعدة» وان هذه الخلايا تتحرك في غير منطقة مستفيدة من مناخ وتداعيات الاحداث في سوريا.

  • فريق ماسة
  • 2012-05-16
  • 7769
  • من الأرشيف

«فليسأل جنبلاط صديقه توفيق سلطان عن السلفيين والاسلاميين في طرابلس»

تطرح الاحداث الخطيرة في طرابلس اسئلة عديدة حول خلفياتها واهدافها الحقيقية، واسباب المبالغة في ردّة الفعل على توقيف أحد المتهمين بالانتماء الى تنظيم ارهابي مسلح، وفي النزول الى الشارع بهذا الشكل الهستيري بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة. ولعلّ ما جرى في الأيام الماضية يكشف حقائق عديدة، منها زيف إدعاءات بعض الاطراف السياسية وحملتها على سلاح المقاومة بحجة ان لا وجود للسلاح في لبنان سوى بيد طرف واحد، بينما تبيّن من خلال الاحداث الاخيرة وما سبقها ايضاً ومن خلال المشهد الذي شاهده اللبنانيون جميعا عبر وسائل الاعلام ان السلاح بات منتشرا في كل المناطق، وان هناك اسلحة ثقيلة ومتوسطة استخدمت في الحوادث والاشتباكات الاخيرة في طرابلس.   واللافت وبحسب قوى في 8 آذار ان هناك قوى سياسية لا تزال تحاول دفن رؤوسنا بالرمال متجاهلة خطر وخطورة ما جرى ويجري في عاصمة الشمال خصوصا بعد ان وجد ابناء المدينة انفسهم محاصرين ورهائن بيد قلّة من المجموعات المتطرفة التي بادرت بعد توقيف شادي مولوي الى مصادرة الازقّة والشوارع واخذت تعبث في المدينة توتيرا وتخريبا. وبعيداً عن التجاذبات والغايات السياسية تقول المصادر نفسها ان ما صرّح به النائب وليد جنبلاط في المجلة التابعة لحزبه يثير الاستغراب، وبدلاً من ان يطالب الاجهزة الامنية بتفسير معنى السلفية واعطاء فكرة عن السلفيين، كان الأجدر به سؤال صديقه في طرابلس توفيق سلطان عن السلفيين والتنظيمات الاسلامية المتطرفة التي اخذت في الآونة الاخيرة «تفرّخ» كالفطر في أحياء طرابلس موزعة تحت إمرة «أمراء» محليين ومستوردين، وباتت هي «القوة الضاربة» في تحريك الشارع الطرابلسي بعد ان انكفأ «المستقبليون» ولم يعد يبرز منهم سوى الصقور» بحسب مصادر 8 آذار المنتسبين الى التيار الاسلامي والتيار المستقبلي في آن معاً كأبي العبد، ومعين المرعبي، وخالد الضاهر.   وتضيف مصادر 8 آذار ان نصيحة جنبلاط للجيش بالابتعاد عن التجاذبات فهي نصيحة مبهمة وغير مفهومة، خصوصاً اذا سمعنا وقرأنا بيان الفعاليات الروحية والسياسية الشمالية التي طالبت المؤسسة العسكرية الانتشار في احياء طرابلس وخصوصا في مناطق الاشتباكات. وفي كل الاحوال، تعود مصادر 8 آذار الى الحقائق التي كشفتها احداث طرابلس الاخيرة حتى الآن، وهي: - ثبوت ضلوع او انتماء شادي مولوي، الذي القى الامن العام القبض عليه، الى تنظيم ارهابي متطرف مسلح وخمسة آخرين، ما يعني ان ردود الفعل على توقيفه جاءت في غير محلّها، وهي ردود سياسية مفتعلة وذات أبعاد واهداف تتجاوز حادث توقيف مولوي.   - استغلال الحادثة من قبل بعض المجموعات والتنظيمات المتطرفة للقيام «ببروفة» الانتشار المسلح تمهيداً لضرب ادوات الدولة العسكرية والامنية الشرعية في طرابلس والشمال. - محاولة توسيع رقعة الاشتباكات «الفتنوية» بين باب التبانة وبعل محسن لتشمل محاور اخرى، وهذا ما سيهدد الوضع بمزيد من التوتير والتفجير وتوسعه ليطاول مساحات ومناطق اخرى في الشمال. - بروز قوى سياسية جديدة في طرابلس وتراجع تيار المستقبل الذي بات يشكل غطاء سياسياً لهذه القوى الاسلامية والسلفية. - الارباك الذي وقعت فيه الدولة رغم مسارعة رئيس الجمهورية الى ترؤس المجلس الاعلى للدفاع، وانتظار الخط الاخضر من القوى والفعاليات الطرابلسية قبل انتشار الجيش في مناطق الاشتباكات. وهذا ما جعل الامور تعود الى مربع «الامن بالتراضي» بدلا من ان تكرس هيبة وسلطة الدولة. ومع ذلك تقول مصادر 8 آذار فان موقف الرئيس سعد الحريري كان موقفاً ايجابياً بمطالبته انتشار الجيش والقوى الامنية في المدينة، مع العلم ان بعض نواب كتلته مثل معين المرعبي ادلوا بتصريحات ومواقف علنية ضد الجيش اللبناني، الامر الذي يطرح علامات استفهام جدية حول موقف رئيس تيار «المستقبل» من هؤلاء، وما اذا كان هذا الموقف الازدواجي او المزدوج هو موقف مقصود ام انه ناجم عن ارباك داخل التيار المذكور:   - شكلت الاحداث وتمادي التيارات الاسلامية المتطرفة في مصادرة الشارع واستباحته احراجا ايضا لرئيس الحكومة ولوزراء طرابلس، وظهر الرئيس ميقاتي كأنه يتصرف على اساس انه احدى فاعليات المدينة وليس رئيسا لحكومة كل لبنان. - احرجت احداث طرابلس الاخيرة تيار المستقبل ليس على صعيد، اهتزاز نفوذه في المدينة فحسب، بل ايضا امام حلفائه المسيحيين الذين باتت حججهم تضعف يوما بعد يوم خصوصا مع تنامي وتفاقم خطر الحركات الاصولية الاسلامية المتطرفة في طرابلس وفي مناطق اخرى لا سيما في الشمال. وفي كل الاحوال تختم مصادر8 اذار وتقول ان القبض على مولوي جاء في ظل معلومات وتقارير كانت وردت لمراجع مسؤولة تؤكد ان نشاطا متزايداً قد رصد مؤخراً لخلايا متطرفة تدور في فلك «تنظيم القاعدة» وان هذه الخلايا تتحرك في غير منطقة مستفيدة من مناخ وتداعيات الاحداث في سوريا.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة