شهد مخيم كيليس للبيوت الجاهزة والمخصص للاجئين السوريين في تركيا فوضى وصداما مع رجال الشرطة الأتراك بعد اشكال بين بعض اللاجئين والمشرفين على المخيم.

وذكرت صحيفة «راديكال» ان بعض العائلات السورية احتلت بيوتا جاهزة في المخيم من دون الإذن بذلك. وعندما طالبتها الجهات المختصة بإخلائها حصل صدام تخلله رشق العائلات الشرطيين الأتراك بالحجارة ما ادى الى جرح ثلاثة منهم. كما تعرض مبنى اداري وإحدى السيارات للتخريب.

وقالت الصحيفة انه تبعا لنداءات الشرطة فقد هرعت الى المخيم اعداد كبيرة أخرى من رجال الشرطة والدرك.

وحضر على وجه السرعة كذلك مساعد محافظ كيليس اركان تشابار ومدير الأمن في المحافظة محمد آقبينار الى المخيم للوقوف على ما حدث. وقد قاما من اجل وقف الشغب بإطلاق اعلانات من مكبرات للصوت باللغة العربية. وقد احتشدت قوات من البوليس والدرك في مدخل المخيم مع بعض المدرعات من أجل الاستعداد للتدخل، فيما نجحت مفاوضات تشابار وآقبينار في انهاء الشغب من دون تدخل رجال الشرطة.

وتبين في المحصلة ان ثلاثة شرطيين قد جرحوا ونقلوا الى المستشفى الحكومي في كيليس.

من جهة أخرى، تجدد السجال الحاد بين رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان وزعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كيليتشدار أوغلو.

وبعدما سأل الأخير سابقا عن اي مصلحة لتركيا في التدخل في الشأن السوري رد اردوغان بعنف عليه متهما اياه بصورة ضمنية بالمذهبية.

وكرر اردوغان امام نواب حزبه ما كان قاله مؤخرا من أن سياسة تصفير المشاكل لا تعني التفرج على الظلم والسكوت على المظالم، لكنه قال ان كيليتشدار اوغلو لا يستطيع ان يقول ما بداخله: «أقولها بصراحة كلية: أخرج «حبة الفول» التي تحت لسانك في ما خص الموضوع السوري. لا تتردد ولا تخف. هنا بلد حر. قل لماذا تشعر بالتعاطف مع السلطة السورية ولماذا تغض الطرف عن المظالم. قلها من دون تلميح وتغطية. في الوعي الباطني لرئيس حزب الشعب الجمهوري توجد حساسيات. نحن نعرف ذلك جيدا جدا».

وإذ اجمع المراقبون على ان اردوغان يقصد بذلك وجود نزعة مذهبية (علوية) لدى كيليتشدار اوغلو، ذهب اردوغان ليوضح مقصده بطريقة أوضح عندما قال «ان تهديد كيليتشدار اوغلو بأنه (اي اردوغان) لن يرتاح في أي بلد يذهب اليه انعكس في التحضيرات التي كانوا يعدون لها في المانيا لمعارضة زيارتي ذلك البلد». وقال اردوغان «ان بعض الجمعيات التي تحمل الصفة العلوية بالتعاون مع منظمات أرمنية وحزب العمال الكردستاني قد نظمت تلك الاحتجاجات. وكيليتشدار اوغلو يخفي منذ أشهر «حبة الفول» هذه تحت لسانه. المسألة هنا. وهم قالوا انني لم أذهب الى ألمانيا بسبب الاحتجاجات بينما ألغيت الزيارة بسبب سقوط 12 شهيدا لنا في افغانستان».

لكن كيليتشدار أوغلو شن من جديد امام نواب حزب الشعب الجمهوري هجوما صاعقا على اردوغان على مختلف الجبهات.

ذكّر كيليتشدار اوغلو بما كان يقوله اردوغان عن النظام الرئاسي وبأنه توصية من الامبريالية الأميركية، «اما اليوم فيقول انه تجب مناقشة الموضوع. فإذا كان الأمر سابقا توصية اميركية فهذا يعني ان اردوغان سيلتزم اليوم بالتوصية. وستقولون هل هذا بجديد؟ بالطبع لا. ففي ليبيا فعل ما اوصاه به الأميركيون. وعندما قال الأميركيون بالدرع الصاروخي في ملاطية قام بتنفيذ ذلك فورا. وفي الشأن السوري فعل الشيء نفسه. وهو ينتظر دائما التعليمات التي تعطى له بإشارة اصبع والى جانبه وزير الخارجية».

وقال كيليتشدار اوغلو ان اردوغان يقول انه لا يفهم سياسة حزب الشعب الجمهوري تجاه سوريا. وخاطب اردوغان قائلا: «في الواقع انت غير قادر على الفهم وانت بحاجة للتفكير كي تفهم. اذا كنت ارتهنت لسياسات القوى المهيمنة فأنت لا تستطيع التفكير. في حين ان الانسان الذي يفكر بشكل حر يستطيع ان يفهم سياساتنا. لا يمكن ان يفهم سياساتنا من كان يقول في ليبيا «اي شأن لحلف شمال الأطلسي هناك؟» وقبل مرور 24 ساعة كان شريكا في عمليات الحلف. لا يفهم سياساتنا من لا يستطيع استخدام ارادته بحرية والذي يقوم بدور الأداة للقوى المهيمنة. من يستطيع ان يفهمنا هو من يعرف تركيا المستقلة والحرة والشريفة. لذلك انت يا رجب طيب اردوغان لا تستطيع ان تفهمنا».

واتهم كيليتشدار اوغلو اردوغان بالازدواجية والتقلب. وقال «أما نحن فنفهمك جيدا. ونعرف جيدا من تخدم. اخرج وقل لنا اي باديشاه وأي سلطان وأي رئيس حكومة استخدم في الشرق الأوسط لغة القوى المهيمنة؟ ليس في تاريخ تركيا مثل هذا. الرجل الأول الذي تم استخدامه هو رجب طيب اردوغان. سياسة مزدوجة. سياسة متقلبة غير ثابتة. انه الرجل الذي قال بـ«امة واحدة وعلم واحد ودين واحد» نعم دين واحد وليس لغة واحدة. وبعد مرور فترة خرج الرجل ليصحح ما قاله. قال انه لم يكن يقصد الدين بل الوطن. وقال ان خروج لفظة الدين كانت زلة لسان. يا سيد رئيس الحكومة هي ليست زلة لسان لغوية فقط سلطتك كلها زلة. أنا لم أر في حياتي كلها رجلا سياسيا مزدوجا الى هذا الحد. أنا لم أر رجل سياسة متقلبا الى هذا الحد. أنا لم أر رجل سياسة كاذبا الى هذا الحد».

 

  • فريق ماسة
  • 2012-05-16
  • 13494
  • من الأرشيف

سجال حاد بين أردوغان وكيليتشدار أوغلو

شهد مخيم كيليس للبيوت الجاهزة والمخصص للاجئين السوريين في تركيا فوضى وصداما مع رجال الشرطة الأتراك بعد اشكال بين بعض اللاجئين والمشرفين على المخيم. وذكرت صحيفة «راديكال» ان بعض العائلات السورية احتلت بيوتا جاهزة في المخيم من دون الإذن بذلك. وعندما طالبتها الجهات المختصة بإخلائها حصل صدام تخلله رشق العائلات الشرطيين الأتراك بالحجارة ما ادى الى جرح ثلاثة منهم. كما تعرض مبنى اداري وإحدى السيارات للتخريب. وقالت الصحيفة انه تبعا لنداءات الشرطة فقد هرعت الى المخيم اعداد كبيرة أخرى من رجال الشرطة والدرك. وحضر على وجه السرعة كذلك مساعد محافظ كيليس اركان تشابار ومدير الأمن في المحافظة محمد آقبينار الى المخيم للوقوف على ما حدث. وقد قاما من اجل وقف الشغب بإطلاق اعلانات من مكبرات للصوت باللغة العربية. وقد احتشدت قوات من البوليس والدرك في مدخل المخيم مع بعض المدرعات من أجل الاستعداد للتدخل، فيما نجحت مفاوضات تشابار وآقبينار في انهاء الشغب من دون تدخل رجال الشرطة. وتبين في المحصلة ان ثلاثة شرطيين قد جرحوا ونقلوا الى المستشفى الحكومي في كيليس. من جهة أخرى، تجدد السجال الحاد بين رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان وزعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كيليتشدار أوغلو. وبعدما سأل الأخير سابقا عن اي مصلحة لتركيا في التدخل في الشأن السوري رد اردوغان بعنف عليه متهما اياه بصورة ضمنية بالمذهبية. وكرر اردوغان امام نواب حزبه ما كان قاله مؤخرا من أن سياسة تصفير المشاكل لا تعني التفرج على الظلم والسكوت على المظالم، لكنه قال ان كيليتشدار اوغلو لا يستطيع ان يقول ما بداخله: «أقولها بصراحة كلية: أخرج «حبة الفول» التي تحت لسانك في ما خص الموضوع السوري. لا تتردد ولا تخف. هنا بلد حر. قل لماذا تشعر بالتعاطف مع السلطة السورية ولماذا تغض الطرف عن المظالم. قلها من دون تلميح وتغطية. في الوعي الباطني لرئيس حزب الشعب الجمهوري توجد حساسيات. نحن نعرف ذلك جيدا جدا». وإذ اجمع المراقبون على ان اردوغان يقصد بذلك وجود نزعة مذهبية (علوية) لدى كيليتشدار اوغلو، ذهب اردوغان ليوضح مقصده بطريقة أوضح عندما قال «ان تهديد كيليتشدار اوغلو بأنه (اي اردوغان) لن يرتاح في أي بلد يذهب اليه انعكس في التحضيرات التي كانوا يعدون لها في المانيا لمعارضة زيارتي ذلك البلد». وقال اردوغان «ان بعض الجمعيات التي تحمل الصفة العلوية بالتعاون مع منظمات أرمنية وحزب العمال الكردستاني قد نظمت تلك الاحتجاجات. وكيليتشدار اوغلو يخفي منذ أشهر «حبة الفول» هذه تحت لسانه. المسألة هنا. وهم قالوا انني لم أذهب الى ألمانيا بسبب الاحتجاجات بينما ألغيت الزيارة بسبب سقوط 12 شهيدا لنا في افغانستان». لكن كيليتشدار أوغلو شن من جديد امام نواب حزب الشعب الجمهوري هجوما صاعقا على اردوغان على مختلف الجبهات. ذكّر كيليتشدار اوغلو بما كان يقوله اردوغان عن النظام الرئاسي وبأنه توصية من الامبريالية الأميركية، «اما اليوم فيقول انه تجب مناقشة الموضوع. فإذا كان الأمر سابقا توصية اميركية فهذا يعني ان اردوغان سيلتزم اليوم بالتوصية. وستقولون هل هذا بجديد؟ بالطبع لا. ففي ليبيا فعل ما اوصاه به الأميركيون. وعندما قال الأميركيون بالدرع الصاروخي في ملاطية قام بتنفيذ ذلك فورا. وفي الشأن السوري فعل الشيء نفسه. وهو ينتظر دائما التعليمات التي تعطى له بإشارة اصبع والى جانبه وزير الخارجية». وقال كيليتشدار اوغلو ان اردوغان يقول انه لا يفهم سياسة حزب الشعب الجمهوري تجاه سوريا. وخاطب اردوغان قائلا: «في الواقع انت غير قادر على الفهم وانت بحاجة للتفكير كي تفهم. اذا كنت ارتهنت لسياسات القوى المهيمنة فأنت لا تستطيع التفكير. في حين ان الانسان الذي يفكر بشكل حر يستطيع ان يفهم سياساتنا. لا يمكن ان يفهم سياساتنا من كان يقول في ليبيا «اي شأن لحلف شمال الأطلسي هناك؟» وقبل مرور 24 ساعة كان شريكا في عمليات الحلف. لا يفهم سياساتنا من لا يستطيع استخدام ارادته بحرية والذي يقوم بدور الأداة للقوى المهيمنة. من يستطيع ان يفهمنا هو من يعرف تركيا المستقلة والحرة والشريفة. لذلك انت يا رجب طيب اردوغان لا تستطيع ان تفهمنا». واتهم كيليتشدار اوغلو اردوغان بالازدواجية والتقلب. وقال «أما نحن فنفهمك جيدا. ونعرف جيدا من تخدم. اخرج وقل لنا اي باديشاه وأي سلطان وأي رئيس حكومة استخدم في الشرق الأوسط لغة القوى المهيمنة؟ ليس في تاريخ تركيا مثل هذا. الرجل الأول الذي تم استخدامه هو رجب طيب اردوغان. سياسة مزدوجة. سياسة متقلبة غير ثابتة. انه الرجل الذي قال بـ«امة واحدة وعلم واحد ودين واحد» نعم دين واحد وليس لغة واحدة. وبعد مرور فترة خرج الرجل ليصحح ما قاله. قال انه لم يكن يقصد الدين بل الوطن. وقال ان خروج لفظة الدين كانت زلة لسان. يا سيد رئيس الحكومة هي ليست زلة لسان لغوية فقط سلطتك كلها زلة. أنا لم أر في حياتي كلها رجلا سياسيا مزدوجا الى هذا الحد. أنا لم أر رجل سياسة متقلبا الى هذا الحد. أنا لم أر رجل سياسة كاذبا الى هذا الحد».  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة