توفي صباح أمس زكريا محيي الدين، نائب رئيس الجمهورية الأسبق خلال عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وعضو مجلس قيادة الثورة، عن عمر يناهز 94 عاما.

ولد زكريا محيي الدين في 5 تموز العام 1918 في قرية كفر شكر في محافظة القليوبية، وتلقي تعليمه الأول في إحدى كتاتيب القرية، ثم انتقل بعدها إلى مدرسة العباسية الابتدائية، ليكمل تعليمه الثانوي في مدرسة فؤاد الأول الثانوية.

التحق محيي الدين بالمدرسة الحربية في العام 1936، ليتخرج منها برتبة ملازم ثان في العام 1938. وتم تعيينه في كتيبة بنادق المشاة في الإسكندرية ومنقباد حيث تعرف هناك إلى عبد الناصر.

شارك محيي الدين في حرب فلسطين عام 1948، وقد تطوّع لتنفيذ مهمة الاتصال بالقوة المحاصرة في الفالوجا.

انضم محيي الدين إلى تنظيم الضباط الأحرار، وشارك في وضع خطة التحرك للقوات المسلحة خلال ثورة يوليو، كما قاد عملية محاصرة القصور الملكية في الإسكندرية.

تولى زكريا محيي الدين منصب مدير المخابرات الحربية بين العامين 1952و1953، ثم عيّن وزيرا للداخلية في العام 1953، وقد أسند الرئيس جمال عبد الناصر إليه مهمة إنشاء جهاز المخابرات العامة في العام 1954.

في العام 1965، عين الرئيس جمال عبد الناصر محيي الدين نائبا لرئيس الجمهورية.

وعندما تنحى عبد الناصر عقب هزيمة العام 1967 أسند الحكم إلى زكريا محيي الدين، ولكن الجماهير خرجت في تظاهرات تطالب ببقاء عبد الناصر في الحكم، فقدم محيي الدين استقالته، وأعلن اعتزاله الحياة السياسية في العام 1968.

ينظر المصريون إلى زكريا محيي الدين، الذي عرف داخل مجلس قيادة الثورة بميله إلى اليمين الوسط، باعتباره صاحب القبضة القوية والصارمة، نظراً للمهمات التي أوكلت إليه كوزير للداخلية ومدير لجهاز المخابرات العامة.

وشيع جثمان محيي الدين من منزله في حي الدقي في القاهرة إلى مسجد آل رشدان في مدينة نصر قبل أن ينقل إلى مسقط رأسه في كفر شكر في محافظة القليوبية. وتقدم المشيعين رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي ورئيس الأركان الفريق سامي عنان وقائد الشرطة العسكرية اللواء حمدي بدين وعدد من قادة القوات المسلحة والشخصيات العامة.

وأصدر المرشح الرئاسي حمدين صباحي بياناً نعى فيه «واحداً من رجالات ثورة 23 يوليو العظام»، قائلاً «وصلتنا أصداء فرحته واعتزازه بأنه عاش حتى رأى شباب مصر وجموع المصريين تنتفض ضد الفساد والاستبداد وتنهي دولة الظلم والقهر، وتصل ما انقطع بين أعظم ثورتين في تاريخنا المعاصر».

وكتب المرشح الرئاسي عمرو موسى عبر صفحته على موقع «تويتر» أن «مصر فقدت قامة وطنية ورمزاً كبيراً»، واصفاً محيي الدين بأنه «كان وطنياً خالصاً وقدم خدمات جليلة للوطن في جميع المناصب والمهمات التي تولاها».

كذلك، قال المرشح الرئاسي أحمد شفيق إن محيي الدين «كان سياسياً وطنياً عظيماً، تمتع بحب جماهير المصريين، وقدم لبلده خدمات جليلة»، مشيراً إلى أنه «كان الرجل الذي ظل يحظى بتقدير الجميع طوال نصف قرن».

 

  • فريق ماسة
  • 2012-05-15
  • 4245
  • من الأرشيف

وفاة زكـريا محيي الدين: نائب عبد الناصر ومؤسس المخابرات

توفي صباح أمس زكريا محيي الدين، نائب رئيس الجمهورية الأسبق خلال عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وعضو مجلس قيادة الثورة، عن عمر يناهز 94 عاما. ولد زكريا محيي الدين في 5 تموز العام 1918 في قرية كفر شكر في محافظة القليوبية، وتلقي تعليمه الأول في إحدى كتاتيب القرية، ثم انتقل بعدها إلى مدرسة العباسية الابتدائية، ليكمل تعليمه الثانوي في مدرسة فؤاد الأول الثانوية. التحق محيي الدين بالمدرسة الحربية في العام 1936، ليتخرج منها برتبة ملازم ثان في العام 1938. وتم تعيينه في كتيبة بنادق المشاة في الإسكندرية ومنقباد حيث تعرف هناك إلى عبد الناصر. شارك محيي الدين في حرب فلسطين عام 1948، وقد تطوّع لتنفيذ مهمة الاتصال بالقوة المحاصرة في الفالوجا. انضم محيي الدين إلى تنظيم الضباط الأحرار، وشارك في وضع خطة التحرك للقوات المسلحة خلال ثورة يوليو، كما قاد عملية محاصرة القصور الملكية في الإسكندرية. تولى زكريا محيي الدين منصب مدير المخابرات الحربية بين العامين 1952و1953، ثم عيّن وزيرا للداخلية في العام 1953، وقد أسند الرئيس جمال عبد الناصر إليه مهمة إنشاء جهاز المخابرات العامة في العام 1954. في العام 1965، عين الرئيس جمال عبد الناصر محيي الدين نائبا لرئيس الجمهورية. وعندما تنحى عبد الناصر عقب هزيمة العام 1967 أسند الحكم إلى زكريا محيي الدين، ولكن الجماهير خرجت في تظاهرات تطالب ببقاء عبد الناصر في الحكم، فقدم محيي الدين استقالته، وأعلن اعتزاله الحياة السياسية في العام 1968. ينظر المصريون إلى زكريا محيي الدين، الذي عرف داخل مجلس قيادة الثورة بميله إلى اليمين الوسط، باعتباره صاحب القبضة القوية والصارمة، نظراً للمهمات التي أوكلت إليه كوزير للداخلية ومدير لجهاز المخابرات العامة. وشيع جثمان محيي الدين من منزله في حي الدقي في القاهرة إلى مسجد آل رشدان في مدينة نصر قبل أن ينقل إلى مسقط رأسه في كفر شكر في محافظة القليوبية. وتقدم المشيعين رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي ورئيس الأركان الفريق سامي عنان وقائد الشرطة العسكرية اللواء حمدي بدين وعدد من قادة القوات المسلحة والشخصيات العامة. وأصدر المرشح الرئاسي حمدين صباحي بياناً نعى فيه «واحداً من رجالات ثورة 23 يوليو العظام»، قائلاً «وصلتنا أصداء فرحته واعتزازه بأنه عاش حتى رأى شباب مصر وجموع المصريين تنتفض ضد الفساد والاستبداد وتنهي دولة الظلم والقهر، وتصل ما انقطع بين أعظم ثورتين في تاريخنا المعاصر». وكتب المرشح الرئاسي عمرو موسى عبر صفحته على موقع «تويتر» أن «مصر فقدت قامة وطنية ورمزاً كبيراً»، واصفاً محيي الدين بأنه «كان وطنياً خالصاً وقدم خدمات جليلة للوطن في جميع المناصب والمهمات التي تولاها». كذلك، قال المرشح الرئاسي أحمد شفيق إن محيي الدين «كان سياسياً وطنياً عظيماً، تمتع بحب جماهير المصريين، وقدم لبلده خدمات جليلة»، مشيراً إلى أنه «كان الرجل الذي ظل يحظى بتقدير الجميع طوال نصف قرن».  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة