أكد الكاتب الصحفي التركي باريش دوستير أن عدم تقدير حكومة حزب العدالة والتنمية التي يترأسها رجب طيب أردوغان لأهمية دور سورية في توازنات القوى الإقليمية أدى إلى خسارة تركيا مشيرا إلى انتشار الشعارات المعارضة لأردوغان في سورية وفي العالم العربي بسبب موقف حكومته المعادي لها.

وقال دوستير في مقال نشره موقع ايلك كورشون التركي "إن تركيا لم تعد الدولة التي تعتبر السلام والاستقرار وعلاقات الجوار الوثيقة والمتبادلة أساس السياسة الخارجية التركية بل تحولت إلى دولة تفتح أراضيها للدول الامبريالية وتستضيف الإرهابيين الذين يشنون هجمات على دولة جارة".

وأضاف دوستير "إن سورية صمدت أمام الهجمة الدولية وتمكنت من تشكيل جبهة داعمة لها مكونة من روسيا والصين وإيران والهند ودول أمريكا اللاتينية".

وقال إن "سورية وهي الدولة الأكثر علمانية في العالم العربي استفادت من منجزات العلمانية خلال مواجهتها الهجمة الغربية" مشيرا إلى أن حرية الدين والعبادة التي تمنحها الحكومة السورية لمواطنيها والتفاف السوريين حول قيادتهم ساهم في تعزيز قوة سورية في مواجهة التحديات وافشل محاولات الحكومة التركية ودول الغرب الرامية إلى اشعال فتنة طائفية في البلاد.

ورأى الكاتب ان سياسة تصفير المشاكل مع دول الجوار التي أعلنتها الحكومة التركية تحولت إلى "تصفير دول الجوار" فتزعزعت علاقات تركيا مع إيران والعراق وروسيا وغيرها من الدول وانتهت نتيجة لذلك سياسة العمق الاستراتيجي التركي وتحولت إلى ضحالة استراتيجية.

وشدد الكاتب التركي على أن الدعم العلني الذي قدمته حكومة حزب العدالة والتنمية للمعارضة السورية إدى إلى ظهور ردات فعل ترفض الموقف التركي مشيرا إلى أن الحكومة التركية رفضت تدخل حلف الناتو في ليبيا في البداية لكنها عادت وقدمت الدعم لقوات الناتو في الحرب على ليبيا.

ومن ثم استضافت المعارضة الليبية في تركيا واعترفت بها ممثلا شرعيا للشعب الليبي وهي تمارس نفس الأسلوب ضد سورية الأمر الذي أدى إلى فقدان تركيا لمصداقيتها تماما.

وأضاف الكاتب إن "الدول الامبريالية التي دعمت التحركات في تونس ومصر واليمن وليبيا وقدمت الدعم للمجموعات الإرهابية المسلحة في سورية وروجت لإقامة منطقة آمنة وممرات إنسانية ومنطقة حظر الطيران اكتشفت أن ذلك سيكلف غاليا كما أن محاولات دول الخليج الرامية إلى اسقاط سورية فشلت".

وتابع الكاتب التركي "إن أولئك الذين يعانون من ضحالة استراتيجية اعتقدوا أنهم سيتمكنون من الاستيلاء على سورية واسقاطها كما حدث في ليبيا" موضحا أن الولايات المتحدة التي دفعت فرنسا وبريطانيا إلى الحرب في ليبيا تحاول اليوم دفع تركيا إلى الحرب في سورية لافتا إلى أن فكرة شن الولايات المتحدة حربا على سورية لم تلق قبولا في الكونغرس الأمريكي.

وختم الكاتب التركي مقاله بالقول "إن الولايات المتحدة الأمريكية حاولت إبراز السعودية كزعيمة في العالم العربي والإسلامي وخلق فتنة طائفية في سورية وسعت إلى دفع تركيا إلى الحرب في سورية لكنها فشلت في جميع مساعيها ونجحت فقط في إقامة الدرع الصاروخي في تركيا بهدف توتير العلاقات مع إيران".

  • فريق ماسة
  • 2012-05-15
  • 12942
  • من الأرشيف

كاتب تركي: تركيا خسرت لأن حكومة أردوغان لم تحسب دور سورية في توازنات القوى الإقليمية

أكد الكاتب الصحفي التركي باريش دوستير أن عدم تقدير حكومة حزب العدالة والتنمية التي يترأسها رجب طيب أردوغان لأهمية دور سورية في توازنات القوى الإقليمية أدى إلى خسارة تركيا مشيرا إلى انتشار الشعارات المعارضة لأردوغان في سورية وفي العالم العربي بسبب موقف حكومته المعادي لها. وقال دوستير في مقال نشره موقع ايلك كورشون التركي "إن تركيا لم تعد الدولة التي تعتبر السلام والاستقرار وعلاقات الجوار الوثيقة والمتبادلة أساس السياسة الخارجية التركية بل تحولت إلى دولة تفتح أراضيها للدول الامبريالية وتستضيف الإرهابيين الذين يشنون هجمات على دولة جارة". وأضاف دوستير "إن سورية صمدت أمام الهجمة الدولية وتمكنت من تشكيل جبهة داعمة لها مكونة من روسيا والصين وإيران والهند ودول أمريكا اللاتينية". وقال إن "سورية وهي الدولة الأكثر علمانية في العالم العربي استفادت من منجزات العلمانية خلال مواجهتها الهجمة الغربية" مشيرا إلى أن حرية الدين والعبادة التي تمنحها الحكومة السورية لمواطنيها والتفاف السوريين حول قيادتهم ساهم في تعزيز قوة سورية في مواجهة التحديات وافشل محاولات الحكومة التركية ودول الغرب الرامية إلى اشعال فتنة طائفية في البلاد. ورأى الكاتب ان سياسة تصفير المشاكل مع دول الجوار التي أعلنتها الحكومة التركية تحولت إلى "تصفير دول الجوار" فتزعزعت علاقات تركيا مع إيران والعراق وروسيا وغيرها من الدول وانتهت نتيجة لذلك سياسة العمق الاستراتيجي التركي وتحولت إلى ضحالة استراتيجية. وشدد الكاتب التركي على أن الدعم العلني الذي قدمته حكومة حزب العدالة والتنمية للمعارضة السورية إدى إلى ظهور ردات فعل ترفض الموقف التركي مشيرا إلى أن الحكومة التركية رفضت تدخل حلف الناتو في ليبيا في البداية لكنها عادت وقدمت الدعم لقوات الناتو في الحرب على ليبيا. ومن ثم استضافت المعارضة الليبية في تركيا واعترفت بها ممثلا شرعيا للشعب الليبي وهي تمارس نفس الأسلوب ضد سورية الأمر الذي أدى إلى فقدان تركيا لمصداقيتها تماما. وأضاف الكاتب إن "الدول الامبريالية التي دعمت التحركات في تونس ومصر واليمن وليبيا وقدمت الدعم للمجموعات الإرهابية المسلحة في سورية وروجت لإقامة منطقة آمنة وممرات إنسانية ومنطقة حظر الطيران اكتشفت أن ذلك سيكلف غاليا كما أن محاولات دول الخليج الرامية إلى اسقاط سورية فشلت". وتابع الكاتب التركي "إن أولئك الذين يعانون من ضحالة استراتيجية اعتقدوا أنهم سيتمكنون من الاستيلاء على سورية واسقاطها كما حدث في ليبيا" موضحا أن الولايات المتحدة التي دفعت فرنسا وبريطانيا إلى الحرب في ليبيا تحاول اليوم دفع تركيا إلى الحرب في سورية لافتا إلى أن فكرة شن الولايات المتحدة حربا على سورية لم تلق قبولا في الكونغرس الأمريكي. وختم الكاتب التركي مقاله بالقول "إن الولايات المتحدة الأمريكية حاولت إبراز السعودية كزعيمة في العالم العربي والإسلامي وخلق فتنة طائفية في سورية وسعت إلى دفع تركيا إلى الحرب في سورية لكنها فشلت في جميع مساعيها ونجحت فقط في إقامة الدرع الصاروخي في تركيا بهدف توتير العلاقات مع إيران".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة