دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
وعدت اللجنة العليا للأسرى المضربين عن الطعام سلطات الاحتلال بمفاجآت في حال استمرت بالمماطلة في الاستجابة لمطالبها بعد دخول الإضراب يومه السادس والعشرين، فيما تحاول السلطات إسرائيلية الإيجاء بأنها تظهر ليونة في التعامل مع قضية الأسرى المضربين احتجاجاً على اعتقالهم الإداري والذين دخلوا مرحلة الخطر الشديد بعدما تجاوز إضراب اثنين منهم 75 يوماً.
ووصف الأسرى المضربون عن الطعام معركة «الأمعاء الخاوية» بأنها «حالة نضالية نخبوية واستثنائية يتحقق من خلالها إجماع عنيد على المضي في إضرابنا مهما كلف الثمن وصولا إلى تحقيق مطالبنا، ونملك أعلى درجات الاستعداد للتصعيد في سبيل ذلك».
وأكدت اللجنة في بيانها استمرارها في تصعيد الإضراب حيث توقف الأسرى عن تناول الفيتامينات وقــرروا مقاطعة عيادة السجن. وهدد الأسرى بمزيد من الخطوات «التصعيدية والجريئة والمفاجئة» بالرغم من خطورتها.
وأشار الأسرى إلى الاجتماع المطوّل الذي عقد مع مصلحة السجون في سجن نفحة أمس الأول، وضمّ جميع أعضاء اللجنة المركزية لقيادة الإضراب، لافتين إلى أن «مصلحة السجون حاولت المراوغة والمماطلة للضغط علينا في مقابل مجرد وعود».
وقالت اللجنة إن «الأسرى لن يقبلوا أي حلول جزئية لا تضمن الحد الأدنى من مطالبهم، والمتمثلة في إنهاء العزل الانفرادي والسماح لأهالي أسرى غزة بزيارة أبنائهم، وعودة شروط الحياة في السجون كافة إلى ما كانت عليه قبل العام 2000»، مؤكدة أنه إذا استمر الاحتلال بتقديم الحلول الجزئية المؤقتة «ستشهد الأيام المقبلة تطورات غير مسبوقة».
وفي السياق، ترددت أنباء عن تدهور خطير في صحة الأسرى الإداريين المضربين عن الطعام وخصوصاً الأسيرين بلال ذياب وثائر حلالحة.
وقال شقيق الأسير ذياب، بسام ذياب، لـ«السفير» إن «وضع أخي خطير جدا، ولا نعرف بالضبط كيف حالته وماذا حل به، لكننا في حالة رعب دائم لأننا قد نفقده في أي لحظة»، مضيفاً أنه «لم يسبق لإنسان أن صمد في إضراب عن الطعام لأكثر من شهرين، الوضع خطير جداً».
وفي المقابل قال وزير الأسرى الفلسطينيين عيسى قراقع لـ«السفير» إن إسرائيل وبرغم تعنتها وعدم الاستجابة لمطالب الأسرى «بدأت تبدي مرونة أكثر خلال الاجتماعات، ما يشير إلى أن الإضراب بدأ يؤتي ثماره».
وأشار قراقع إلى أن» جهوداً كثيرة تبذل من أطراف خارجية، بينها مصر، من أجل حل قضية الأسرى المضربين احتجاجا على الاعتقال الإداري»، مضيفاً «اعتقد أن اليومين المقبلين سيشهدان حلحلة في هذا الموضوع، في ظل حديث عن احتمال فك الإضراب في مقابل ضمان عدم تجديد اعتقالهم إداريا».
ودخل الأسيران حلاحلة وذياب موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية لتسجيلهما رقماً قياسياً في إضرابهما المفتوح عن الطعام والمتواصل منذ 75 يوماً.
وتجاوز الأسيران اللذان يعانيان من وضع صحي خطير الأسير خضر عدنان الذي أضرب عن الطعام لفترة 66 يوماً، متجاوزاً بذلك القيادي في حركة «شين فين» الايرلندي بوبي ساندز الذي توفي في السجون البريطانية بعد إضراب مفتوح عن الطعام استمر 64 يوماً.
وكانت إسرائيل عرضت على الأسرى الإداريين إبعادهم إلى غزة ثلاث سنوات وهو الأمر الذي رفضوه، كما عرضت في وقت لاحق إبعادهم شهرين لتلقي العلاج وهو الأمر الذي رفضوه أيضاً.
وفي السياق، منعت إدارة سجن النقب الصحراوي للمرة الثالثة المحامين من زيارة الأسرى المضربين عن الطعام.
وقال أسرى حركة حماس في سجن النقب في بيان إن إدارة السجن تستفرد بعشرات الأسرى المضربين في قسم معزول كلياً عن العالم الخارجي ومفصول عن أقسام السجن الأخرى.
وذكرت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية أن إسرائيل تواجه مشكلة محيرة، حيث إن تحرير ذياب وحلاحلة سيشكل إلهاماً للأسرى الآخرين. وفي المقابل، يتخوف البعض من أن تؤدي وفاة أحد الأسرى إلى تأجيج نيران المقاومة الفلسطينية، وإلى اضطرابات واسعة النطاق في الضفة الغربية المحتلة.
ونقلت الصحيفة عن المتحدث الرسمي باسم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، مارك ريغيف قوله إنه «لا يمكن القبول بوضع حيث يخرج من السجن كل أسير أضرب عن الطعام، ما سيؤدي إلى انهيار نظـام العدالة الجنائية».
في هذه الأثناء، أعلن مدير مركز «أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان» فؤاد الخفش خروج عميد الأسرى المعزولين محمود عيسى من العزل الانفرادي في سجن «ريمون» إلى سجن «هداريم» بعدما أمضى 13 عاما في العزل، كما أنهي عزل الأسير وليد علي.
ودعت منــظمة الصــحة العالمية السلطات الإسرائيلية إلى «ضمان رعاية صحية فورية ومناسبة» للأسرى المضربين عن الطعام والسماح بنقلهم إلى مستشفيات مدنية.
وقالت المنظمة في بيان إنها قلقة للغاية على صحة الأسرى، مشيرة إلى وجود أسير «يعاني من التلاسيميا ومعتقل من دون محاكمة منذ أكثر من عام، ويرفض الحصول على نقل الدم اللازم لبقائه على قيد الحياة».
وشددت المنظمة على أنه «يجب عدم إعطاء أي علاج طبي أو القيام بأي إجراء من دون موافقة الأسرى».
وأصيب شاب فلسطيني بجروح خطيرة اثر إطلاق جيش الاحتلال النار على تظاهرة في قرية عابود في الضفة الغربية خرجت للتضامن مع الأسرى.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة