لم تمض ساعات قليلة على توقيع نائب الرئيس الايراني محمد رضا رحيمي، رزمة كبيرة من الاتفاقيات والمذكرات التنفيذية مع الحكومة اللبنانية، في السرايا الكبيرة، حتى دخل مساعد وزيرة الخارجية الاميركية جيفري فيلتمان، منزل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، مستخدما لغة متعالية في الحديث عن ايران وسوريا وحزب الله، من دون أن يعرف ما اذا كان قد استخدم العبارات نفسها التي استخدمها في اجتماعه وقيادات "فريق 14 آذار"، بأنه "اذا كان البعض في لبنان ينوي التحايل على العقوبات على ايران وتمكينها من انتزاع عقود غاز وكهرباء وخلافهما، فان الحكومة اللبنانية ستواجه مشاكل معقدة مع المجتمع الدولي"!

وقال فيلتمان للمجتمعين من فريق 14 آذار في منزل النائب بطرس حرب "نحن حريصون على عدم استغلال السرية المصرفية في لبنان للالتفاف على العقوبات على ايران وحزب الله وسوريا. وهذا يدخل في عمق الاستراتيجية الاميركية". وأضاف ان عدم الالتزام بموضوع العقوبات "ستكون له تداعيات خطيرة على القطاع المصرفي".

وإذا كانت اللقاءات الرسمية التي اجراها رحيمي مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة، قد شكلت مناسبة لتأكيد الدعم الايراني للبنان شعبا وجيشا وحكومة ومقاومة، فإن لقاءه الامين العام لـحزب الله السيد حسن نصر الله شكل مناسبة لتأكيد "ثبات المقاومة على نهجها وطريقها ويقينها بالانتصار وقدرتها على مواجهة كل التحديات الآتية"، على حد تعبير نصر الله.

وكان لافتا للانتباه حرص رحيمي على تتويج زيارته برحلة الى بلدة مارون الراس الحدودية ("حديقة ايران") وتعمد هناك أن يستطلع المستوطنات الاسرائيلية بواسطة منظار عملاق.

وتزامنا، كانت "قوى 14 آذار"، تطرح هواجسها امام مساعد وزيرة الخارجية الاميركية، بدءا من تعقيدات الازمة السورية وأسباب فشل مشروع "اسقاط "النظام السوري وصولا الى جولة المفاوضات الايرانية الدولية حول الملف النووي الايراني في بغداد في 23 الجاري، و"الخشية من صفقة ما تؤدي الى تثبيت النفوذ الايراني في لبنان وسوريا والعراق"، على حد تعبير أحد أركان فريق "14 آذار".

وقالت مصادر متطابقة لـصحيفة السفير ان فيلتمان لم يقدم لقوى المعارضة أي تصور يطمئنها لا في الموضوع السوري ولا الايراني سوى لازمة "حتمية "سقوط "نظام  الرئيس بشار الأسد" من دون الخوض في المواعيد والآليات، محملا موسكو وبكين مسؤولية اطالة عمر النظام السوري.

وشدد فيلتمان على "وجوب ان تربح "14 آذار" الانتخابات النيابية المقبلة، فلا تترك البلد يسقط في يد حزب الله الذي ينوي التمسك بالسلطة والامساك بها بأي ثمن". وشجع قياديي "14 آذار" على "تعميق تفاهماتهم والاتفاق على مصالحهم وفي طليعتها قانون الانتخاب". وشدد على اجراء الانتخابات في موعدها، مبديا تخوفه من وجود قرار لدى سوريا وحلفائها في لبنان بعدم احترام الاستحقاق الانتخابي في لبنان، في حال حصول تطورات في المنطقة.

وتحدث مصدر واسع الاطلاع عن"لقاء ايجابي جدا" عقده فيلتمان مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان، أعاد تطبيع العلاقة بينه وبين الادارة الأميركية بعد فترة برودة، وكان لافتا للانتباه في اللقاء ابداء فيلتمان "اهتمام الإدارة الأميركية بموضوع الأقليات وسط الخشية من اجتياح الأنظمة الوليدة الناشئة، التي أخذت الطابع الأصولي، لهذه الأقليات، وخصوصاً المسيحيين".

وقال المصدر "ان فيلتمان سأل عن وضع الأقليات في سوريا لا سيما المسيحيين، وقال سليمان ان سوريا تتميز بمزيج من المكونات المتعددة، وفي ظل النظام الحالي في سوريا ثمة دور ما للمسيحيين، والرئيس بشار الأسد كان جدياً في تطوير هذا الدور".

وأضاف المصدر "ان فيلتمان سأل عما إذا كان الأسد سيستمر، فرد سليمان سائلاً، لماذا لا يستمر؟ الأمور لا تعالج باستمرار العنف، والحل يكون عبر الجلوس السريع لكل من الموالاة والمعارضة إلى طاولة الحوار، أولاً لوقف دوامة العنف التي لا تؤدي إلا إلى مزيد من الدمار والدماء وتعقد إمكانية الحل، وثانياً للاتفاق على أي صيغة حكم ديموقراطية يريدها السوريون، لأن لكل دولة خصوصيتها وتقاليدها"

وأشار المصدر إلى أن "فيلتمان تحدث عن المفاوضات الأميركية الغربية مع إيران وعن الاجتماع المقبل في بغداد، وان الجانب الإيراني أبدى مرونة يردها الأميركيون لتأثير العقوبات على الاقتصاد الإيراني، لكن الأمور تحتاج إلى مزيد من الوقت لتثبيت الإيجابيات لأن ثلاثين سنة من الخلاف مع إيران لا تطوى بسرعة".

وتناول فيلتمان موضوع النازحين السوريين إلى لبنان قائلاً "نحن نقدر حجم العبء الملقى على لبنان جراء هؤلاء النازحين. كما أننا نقدر مواقف لبنان من التطورات في المنطقة انطلاقاً من تفهمنا خصوصية لبنان". وتدخل سليمان مؤكداً "أن موضوع النازحين السوريين هو عبء اقتصادي وأمني على لبنان، والحل هو بانتشار المراقبين الدوليين في المدن والبلدات السورية الساخنة وإعادة هؤلاء النازحين من حيث جاءوا".

 من جهته جدد النائب الأول للرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي إدانة بلاده لأي شكل من أشكال التدخل الخارجي في الأزمة الداخلية لسورية وقال "إن مثل هذا التدخل يتعارض مع المقررات والمواثيق الدولية ومع المصلحة العليا للشعب السوري".

وقال رحيمي خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي على هامش اجتماع اللجنة العليا المشتركة بين البلدين: "ينبغي على أي طرف خارجي أن يساعد سورية على إيجاد الطريق للحل

السياسي المناسب للأزمة فيها" مشيرا إلى أنه ينبغي المحافظة على الهدوء في سورية وعلى تحقيق الاصلاحات السياسية فيها.

ودعا رحيمي إلى إتاحة المجال أمام الرئيس بشار الأسد للتحدث مع الشعب والمعارضين للوصول إلى طريق الحل السياسي المناسب الذي يؤدي في نهاية المطاف لتشكيل حكومة قادرة وتقوم بالإصلاحات

السياسية المطلوبة.وأكد رحيمي على دعم إيران القوي للمواقف الإصلاحية التي اتخذها الرئيس الأسد معربا عن الأسف للأحداث التي تجري على الأراضي السورية وينتج عنها دماء زكية تراق من قبل دول وأيد خارجية تريد العبث بالداخل السوري.

من جهة ثانية أكد النائب الأول للرئيس الإيراني دعم بلاده للمقاومة في لبنان وفلسطين في مواجهة العدو الإسرائيلي. بدوره أكد ميقاتي وقوف لبنان موقف الحريص على عدم التدخل في شؤون سورية الداخلية معربا عن رغبته في أن تجد نهاية قريبة بعيدا عن العنف والاقتتال وسفك الدماء.

كما نوه بمواقف المسؤولين الإيرانيين المؤيدة لسيادة لبنان واستقلاله وسلامة أراضيه وللنضال في سبيل تحرير أرضه من الاحتلال الإسرائيلي. وقال ميقاتي إنه تم التأكيد على حق الفلسطينيين في العودة إلى أرضهم وقيام دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس ورفض توطينهم في لبنان.

وكانت اللجنة العليا المشتركة اللبنانية الإيرانية وقعت خلال اجتماعها أمس برئاسة ميقاتي وصالحي ثلاثة برامج تنفيذية لمذكرات تفاهم سابقة الأولى في مجال الصناعة والثانية في مجال التعاون العلمي والفني

بين لبنان وإيران في مجال المواصفات وتبادل المعلومات والخبرات والتدريب والبرنامج التنفيذي والثالثة حول الاعتراف المتبادل بشهادات المطابقة.

  • فريق ماسة
  • 2012-05-03
  • 12560
  • من الأرشيف

رحيمي : ينبغي على أي طرف خارجي أن يساعد سورية .. فيلتمان يسأل سليمان : هل يستمرالرئيس الأسد؟ فيجيبه: لماذا لا؟

لم تمض ساعات قليلة على توقيع نائب الرئيس الايراني محمد رضا رحيمي، رزمة كبيرة من الاتفاقيات والمذكرات التنفيذية مع الحكومة اللبنانية، في السرايا الكبيرة، حتى دخل مساعد وزيرة الخارجية الاميركية جيفري فيلتمان، منزل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، مستخدما لغة متعالية في الحديث عن ايران وسوريا وحزب الله، من دون أن يعرف ما اذا كان قد استخدم العبارات نفسها التي استخدمها في اجتماعه وقيادات "فريق 14 آذار"، بأنه "اذا كان البعض في لبنان ينوي التحايل على العقوبات على ايران وتمكينها من انتزاع عقود غاز وكهرباء وخلافهما، فان الحكومة اللبنانية ستواجه مشاكل معقدة مع المجتمع الدولي"! وقال فيلتمان للمجتمعين من فريق 14 آذار في منزل النائب بطرس حرب "نحن حريصون على عدم استغلال السرية المصرفية في لبنان للالتفاف على العقوبات على ايران وحزب الله وسوريا. وهذا يدخل في عمق الاستراتيجية الاميركية". وأضاف ان عدم الالتزام بموضوع العقوبات "ستكون له تداعيات خطيرة على القطاع المصرفي". وإذا كانت اللقاءات الرسمية التي اجراها رحيمي مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة، قد شكلت مناسبة لتأكيد الدعم الايراني للبنان شعبا وجيشا وحكومة ومقاومة، فإن لقاءه الامين العام لـحزب الله السيد حسن نصر الله شكل مناسبة لتأكيد "ثبات المقاومة على نهجها وطريقها ويقينها بالانتصار وقدرتها على مواجهة كل التحديات الآتية"، على حد تعبير نصر الله. وكان لافتا للانتباه حرص رحيمي على تتويج زيارته برحلة الى بلدة مارون الراس الحدودية ("حديقة ايران") وتعمد هناك أن يستطلع المستوطنات الاسرائيلية بواسطة منظار عملاق. وتزامنا، كانت "قوى 14 آذار"، تطرح هواجسها امام مساعد وزيرة الخارجية الاميركية، بدءا من تعقيدات الازمة السورية وأسباب فشل مشروع "اسقاط "النظام السوري وصولا الى جولة المفاوضات الايرانية الدولية حول الملف النووي الايراني في بغداد في 23 الجاري، و"الخشية من صفقة ما تؤدي الى تثبيت النفوذ الايراني في لبنان وسوريا والعراق"، على حد تعبير أحد أركان فريق "14 آذار". وقالت مصادر متطابقة لـصحيفة السفير ان فيلتمان لم يقدم لقوى المعارضة أي تصور يطمئنها لا في الموضوع السوري ولا الايراني سوى لازمة "حتمية "سقوط "نظام  الرئيس بشار الأسد" من دون الخوض في المواعيد والآليات، محملا موسكو وبكين مسؤولية اطالة عمر النظام السوري. وشدد فيلتمان على "وجوب ان تربح "14 آذار" الانتخابات النيابية المقبلة، فلا تترك البلد يسقط في يد حزب الله الذي ينوي التمسك بالسلطة والامساك بها بأي ثمن". وشجع قياديي "14 آذار" على "تعميق تفاهماتهم والاتفاق على مصالحهم وفي طليعتها قانون الانتخاب". وشدد على اجراء الانتخابات في موعدها، مبديا تخوفه من وجود قرار لدى سوريا وحلفائها في لبنان بعدم احترام الاستحقاق الانتخابي في لبنان، في حال حصول تطورات في المنطقة. وتحدث مصدر واسع الاطلاع عن"لقاء ايجابي جدا" عقده فيلتمان مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان، أعاد تطبيع العلاقة بينه وبين الادارة الأميركية بعد فترة برودة، وكان لافتا للانتباه في اللقاء ابداء فيلتمان "اهتمام الإدارة الأميركية بموضوع الأقليات وسط الخشية من اجتياح الأنظمة الوليدة الناشئة، التي أخذت الطابع الأصولي، لهذه الأقليات، وخصوصاً المسيحيين". وقال المصدر "ان فيلتمان سأل عن وضع الأقليات في سوريا لا سيما المسيحيين، وقال سليمان ان سوريا تتميز بمزيج من المكونات المتعددة، وفي ظل النظام الحالي في سوريا ثمة دور ما للمسيحيين، والرئيس بشار الأسد كان جدياً في تطوير هذا الدور". وأضاف المصدر "ان فيلتمان سأل عما إذا كان الأسد سيستمر، فرد سليمان سائلاً، لماذا لا يستمر؟ الأمور لا تعالج باستمرار العنف، والحل يكون عبر الجلوس السريع لكل من الموالاة والمعارضة إلى طاولة الحوار، أولاً لوقف دوامة العنف التي لا تؤدي إلا إلى مزيد من الدمار والدماء وتعقد إمكانية الحل، وثانياً للاتفاق على أي صيغة حكم ديموقراطية يريدها السوريون، لأن لكل دولة خصوصيتها وتقاليدها" وأشار المصدر إلى أن "فيلتمان تحدث عن المفاوضات الأميركية الغربية مع إيران وعن الاجتماع المقبل في بغداد، وان الجانب الإيراني أبدى مرونة يردها الأميركيون لتأثير العقوبات على الاقتصاد الإيراني، لكن الأمور تحتاج إلى مزيد من الوقت لتثبيت الإيجابيات لأن ثلاثين سنة من الخلاف مع إيران لا تطوى بسرعة". وتناول فيلتمان موضوع النازحين السوريين إلى لبنان قائلاً "نحن نقدر حجم العبء الملقى على لبنان جراء هؤلاء النازحين. كما أننا نقدر مواقف لبنان من التطورات في المنطقة انطلاقاً من تفهمنا خصوصية لبنان". وتدخل سليمان مؤكداً "أن موضوع النازحين السوريين هو عبء اقتصادي وأمني على لبنان، والحل هو بانتشار المراقبين الدوليين في المدن والبلدات السورية الساخنة وإعادة هؤلاء النازحين من حيث جاءوا".  من جهته جدد النائب الأول للرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي إدانة بلاده لأي شكل من أشكال التدخل الخارجي في الأزمة الداخلية لسورية وقال "إن مثل هذا التدخل يتعارض مع المقررات والمواثيق الدولية ومع المصلحة العليا للشعب السوري". وقال رحيمي خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي على هامش اجتماع اللجنة العليا المشتركة بين البلدين: "ينبغي على أي طرف خارجي أن يساعد سورية على إيجاد الطريق للحل السياسي المناسب للأزمة فيها" مشيرا إلى أنه ينبغي المحافظة على الهدوء في سورية وعلى تحقيق الاصلاحات السياسية فيها. ودعا رحيمي إلى إتاحة المجال أمام الرئيس بشار الأسد للتحدث مع الشعب والمعارضين للوصول إلى طريق الحل السياسي المناسب الذي يؤدي في نهاية المطاف لتشكيل حكومة قادرة وتقوم بالإصلاحات السياسية المطلوبة.وأكد رحيمي على دعم إيران القوي للمواقف الإصلاحية التي اتخذها الرئيس الأسد معربا عن الأسف للأحداث التي تجري على الأراضي السورية وينتج عنها دماء زكية تراق من قبل دول وأيد خارجية تريد العبث بالداخل السوري. من جهة ثانية أكد النائب الأول للرئيس الإيراني دعم بلاده للمقاومة في لبنان وفلسطين في مواجهة العدو الإسرائيلي. بدوره أكد ميقاتي وقوف لبنان موقف الحريص على عدم التدخل في شؤون سورية الداخلية معربا عن رغبته في أن تجد نهاية قريبة بعيدا عن العنف والاقتتال وسفك الدماء. كما نوه بمواقف المسؤولين الإيرانيين المؤيدة لسيادة لبنان واستقلاله وسلامة أراضيه وللنضال في سبيل تحرير أرضه من الاحتلال الإسرائيلي. وقال ميقاتي إنه تم التأكيد على حق الفلسطينيين في العودة إلى أرضهم وقيام دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس ورفض توطينهم في لبنان. وكانت اللجنة العليا المشتركة اللبنانية الإيرانية وقعت خلال اجتماعها أمس برئاسة ميقاتي وصالحي ثلاثة برامج تنفيذية لمذكرات تفاهم سابقة الأولى في مجال الصناعة والثانية في مجال التعاون العلمي والفني بين لبنان وإيران في مجال المواصفات وتبادل المعلومات والخبرات والتدريب والبرنامج التنفيذي والثالثة حول الاعتراف المتبادل بشهادات المطابقة.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة