أعربت الولايات المتحدة الأميركية أمس عن قلقها من وجود منظمات إرهابية, وهي تنظيم (القاعدة) بشكل خاص تسعى لاستغلال الوضع في سورية, بينما ذكرت صحيفتا (وول ستريت جورنال) الأميركية و(الإندبندنت) البريطانية أن التفجيرات الإرهابية التي وقعت يوم الإثنين الماضي في دمشق وإدلب جددت المخاوف من تنامي وجود المجموعات المتطرفة وعلى رأسها (القاعدة) في سورية.

وفي مؤتمر صحفي في واشنطن أمس الأول قال مارك تونر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية رداً على سؤال حول ما إذا كان يشعر بالقلق من أن ما يدعى بالمعارضة السورية قد اتخذت هيئة هجمات تنظيم القاعدة وذلك بعد التفجيرات الإرهابية الأخيرة التي وقعت في دمشق وإدلب وحلب ووجود مهاجمين انتحاريين وغير ذلك وجميعها تستهدف المؤسسات والموظفين الحكوميين: لقد تحدثنا عن ذلك من قبل ونحن قلقون من أن هناك منظمة إرهابية وهي تنظيم القاعدة على وجه التحديد والتي تسعى غالباً إلى استغلال مثل هذه الحالات, داعياً إلى الالتزام بخطة عنان من أجل تحقيق وقف حقيقي للعنف.

وفي السياق ذاته ذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأميركية أن التفجيرات الإرهابية التي وقعت يوم الإثنين الماضي في دمشق وإدلب جددت المخاوف من تنامي وجود المجموعات المتطرفة وعلى رأسها القاعدة في سورية وما يترتب على ذلك من خلق مصاعب لاحتواء الوضع ووضع العقبات أمام تنفيذ خطة مبعوث الأمم المتحدة كوفي عنان لوقف العنف.  ولفتت الصحيفة إلى أن ثمانية تفجيرات انتحارية إرهابية وقعت في سورية منذ كانون الأول الماضي كان آخرها تفجيرين إرهابيين في إدلب يوم الإثنين الماضي وأقر مسؤولون غربيون وعرب وبعض من أعضاء ما يسمى المعارضة بتزايد أنشطة (القاعدة) والمجموعات المتطرفة والهجمات التي يشنونها داخل سورية.

ويؤكد مسؤولون أميركيون وبينهم جيمس كلابر مدير الاستخبارات القومية الأميركية أن هذه الهجمات على مبان حكومية في دمشق وحلب خلال الأشهر الأربعة الماضية تماثل إلى حد كبير هجمات تنظيم (القاعدة) وأن هناك احتمالاً بأن المتطرفين وهم بشكل رئيسي من القاعدة في العراق تسللوا إلى صفوف المجموعات المسلحة في سورية. ويشير مسؤول آخر إلى وجود قلق من أن هذه الهجمات تتجاوز قدرة وسيطرة ما يدعى بالمجموعات المعارضة ويثير بشكل كبير احتمال تورط مجموعات مسلحة أخرى.

ولفتت الصحيفة إلى أن الكثير ممن يدعون أنفسهم ناشطين يعترفون بوجود أنشطة واسعة للمتطرفين في العديد من البلدات والقرى السورية والكثير منهم يشير إلى خط واضح ومتنام للأيديولوجية الإسلامية المتطرفة التي بدأت تظهر في شعارات التظاهرات وهتافاتها.  ويرى بعض المسؤولين الأميركيين والغربيين أن المتطرفين يحاولون الاضطلاع بدور أكبر.

وفي مقال آخر نشرته صحيفة (الإندبندنت) البريطانية تحت عنوان (القاعدة تفتح خط جبهة جديداً لها في الشرق الأوسط) قال الكاتب باتريك كوكبرن: إن الهجمات التي وقعت هذا الأسبوع في إدلب تحمل جميع علامات العمليات التي تشنها القاعدة كما أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) أكدت أن التفجيرات السابقة في سورية هي من عمل (القاعدة).

وتابع كوكبرن: إن هذه الهجمات تظهر أن القاعدة وعلى الرغم من مقتل زعيمها أسامة بن لادن وعدد من قادتها الآخرين لا تزال ناشطة وبدأت تتدخل في أماكن جديدة في الشرق الأوسط سواء في العراق أم سورية ولم تعد تكتفي بتحديد أنشطتها في أماكن منعزلة كما في باكستان واليمن والصومال. ولفت إلى أن العلاقة بين السعودية وتنظيم (القاعدة) مختلفة فالوهابيون في السعودية يشبهون إلى حد كبير في أيديولوجيتهم أفكار ومعتقدات القاعدة المتطرفة وهم يعتبرون سورية عدواً بسبب علاقاتها الوطيدة مع إيران.  وقال: إن السعودية وقطر تشكلان عنصراً مهماً جداً لمستقبل الأصولية الإسلامية سواء كانت تحت مسمى (القاعدة) أو بعض التنظيمات المتطرفة الأخرى التي تشبهها في أسلوب التفكير.

  • فريق ماسة
  • 2012-05-03
  • 15222
  • من الأرشيف

صحيفتان أمريكية وبريطانية: التفجيرات الإرهابية الأخيرة تحمل بصمات التنظيم

أعربت الولايات المتحدة الأميركية أمس عن قلقها من وجود منظمات إرهابية, وهي تنظيم (القاعدة) بشكل خاص تسعى لاستغلال الوضع في سورية, بينما ذكرت صحيفتا (وول ستريت جورنال) الأميركية و(الإندبندنت) البريطانية أن التفجيرات الإرهابية التي وقعت يوم الإثنين الماضي في دمشق وإدلب جددت المخاوف من تنامي وجود المجموعات المتطرفة وعلى رأسها (القاعدة) في سورية. وفي مؤتمر صحفي في واشنطن أمس الأول قال مارك تونر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية رداً على سؤال حول ما إذا كان يشعر بالقلق من أن ما يدعى بالمعارضة السورية قد اتخذت هيئة هجمات تنظيم القاعدة وذلك بعد التفجيرات الإرهابية الأخيرة التي وقعت في دمشق وإدلب وحلب ووجود مهاجمين انتحاريين وغير ذلك وجميعها تستهدف المؤسسات والموظفين الحكوميين: لقد تحدثنا عن ذلك من قبل ونحن قلقون من أن هناك منظمة إرهابية وهي تنظيم القاعدة على وجه التحديد والتي تسعى غالباً إلى استغلال مثل هذه الحالات, داعياً إلى الالتزام بخطة عنان من أجل تحقيق وقف حقيقي للعنف. وفي السياق ذاته ذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأميركية أن التفجيرات الإرهابية التي وقعت يوم الإثنين الماضي في دمشق وإدلب جددت المخاوف من تنامي وجود المجموعات المتطرفة وعلى رأسها القاعدة في سورية وما يترتب على ذلك من خلق مصاعب لاحتواء الوضع ووضع العقبات أمام تنفيذ خطة مبعوث الأمم المتحدة كوفي عنان لوقف العنف.  ولفتت الصحيفة إلى أن ثمانية تفجيرات انتحارية إرهابية وقعت في سورية منذ كانون الأول الماضي كان آخرها تفجيرين إرهابيين في إدلب يوم الإثنين الماضي وأقر مسؤولون غربيون وعرب وبعض من أعضاء ما يسمى المعارضة بتزايد أنشطة (القاعدة) والمجموعات المتطرفة والهجمات التي يشنونها داخل سورية. ويؤكد مسؤولون أميركيون وبينهم جيمس كلابر مدير الاستخبارات القومية الأميركية أن هذه الهجمات على مبان حكومية في دمشق وحلب خلال الأشهر الأربعة الماضية تماثل إلى حد كبير هجمات تنظيم (القاعدة) وأن هناك احتمالاً بأن المتطرفين وهم بشكل رئيسي من القاعدة في العراق تسللوا إلى صفوف المجموعات المسلحة في سورية. ويشير مسؤول آخر إلى وجود قلق من أن هذه الهجمات تتجاوز قدرة وسيطرة ما يدعى بالمجموعات المعارضة ويثير بشكل كبير احتمال تورط مجموعات مسلحة أخرى. ولفتت الصحيفة إلى أن الكثير ممن يدعون أنفسهم ناشطين يعترفون بوجود أنشطة واسعة للمتطرفين في العديد من البلدات والقرى السورية والكثير منهم يشير إلى خط واضح ومتنام للأيديولوجية الإسلامية المتطرفة التي بدأت تظهر في شعارات التظاهرات وهتافاتها.  ويرى بعض المسؤولين الأميركيين والغربيين أن المتطرفين يحاولون الاضطلاع بدور أكبر. وفي مقال آخر نشرته صحيفة (الإندبندنت) البريطانية تحت عنوان (القاعدة تفتح خط جبهة جديداً لها في الشرق الأوسط) قال الكاتب باتريك كوكبرن: إن الهجمات التي وقعت هذا الأسبوع في إدلب تحمل جميع علامات العمليات التي تشنها القاعدة كما أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) أكدت أن التفجيرات السابقة في سورية هي من عمل (القاعدة). وتابع كوكبرن: إن هذه الهجمات تظهر أن القاعدة وعلى الرغم من مقتل زعيمها أسامة بن لادن وعدد من قادتها الآخرين لا تزال ناشطة وبدأت تتدخل في أماكن جديدة في الشرق الأوسط سواء في العراق أم سورية ولم تعد تكتفي بتحديد أنشطتها في أماكن منعزلة كما في باكستان واليمن والصومال. ولفت إلى أن العلاقة بين السعودية وتنظيم (القاعدة) مختلفة فالوهابيون في السعودية يشبهون إلى حد كبير في أيديولوجيتهم أفكار ومعتقدات القاعدة المتطرفة وهم يعتبرون سورية عدواً بسبب علاقاتها الوطيدة مع إيران.  وقال: إن السعودية وقطر تشكلان عنصراً مهماً جداً لمستقبل الأصولية الإسلامية سواء كانت تحت مسمى (القاعدة) أو بعض التنظيمات المتطرفة الأخرى التي تشبهها في أسلوب التفكير.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة