أكد السفير الصيني في لبنان وو تسيشيان ان "جميع مساعي اللبنانيين لحماية بلدهم والحفاظ على سيادته هي مساعٍ مشروعة"، لافتا الى "ان هناك اختلافاً في آراء بعض اللبنانيين بشأن تسلّح حزب الله، ولكن موقفنا ثابت في هذا الشأن، ونحن نعتقد أن هذا شأناً لبنانياً داخلياً ولا يحق لأحد التدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية".

ورأى السفير الصيني في حديث لـ"الأخبار" ان "على اللبنانيين وحدهم أن يتحاوروا في هذا الشأن بغية التوصل إلى توافق. أما عندما يتعلّق الأمر بالصراع مع إسرائيل فلا شكّ في أن إسرائيل هي التي تحتلّ أراضي لبنانية، هذا أمر واضح ونحن ندافع عن مبدأ حقّ اللبنانيين في حماية سيادتهم".

وردا على سؤال عن استخدام حزب الله عام 2006 تكنولوجيا عسكرية صينية متطوّرة لإصابة سفينة حربية إسرائيلية كانت في عرض البحر، اعلن تسيشيان انه "لا يعرف كيف انتقلت هذه التكنولوجيا"، لكنه لفت الى انه "لدينا سياسة بيع أسلحة تتميّز بالمسؤولية، إذ إننا نحترم القواعد الدولية، والدولة تتدخل لدى شركات التصنيع العسكري إذا تجاوزت تلك الشركات القواعد الدولية".

وعن وجود إشارات إلى امتلاك حزب الله صواريخ صينية متطوّرة تنافس التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية، اكد ان "قضية بيع السلاح واضحة، ونحن لا نتجاوز القواعد الدولية"، مشيرا الى "اننا على تواصل مع حزب الله، لكن لا شأن للسفارة الصينية في بيروت بقضية السلاح. هذا ليس من اختصاصي أو من اختصاص الملحق العسكري، ونحن لا نقوم بعمل الشركات التي تعقد صفقات بيع الأسلحة. هذه قضايا تجارية".

اما عن عدم تأييد الصين عام 2007 إنشاء المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال رفيق الحريري، فاوضح السفير الصيني "اننا نعتمد مبدأً ثابتاً في سياستنا الخارجية، وهو عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول"، لافتا الى ان "الحدث كان مؤلماً، وكانت لديه نتائج ثقيلة على لبنان، لكنها قضية داخلية، وانطلاقاً من احترامنا للسيادة اللبنانية، نحن نعتقد أن على اللبنانيين أن يتعاملوا مع هذه المشكلة والبحث عن أفضل السبل للتحقيق في الجريمة. وعندما طرح موضوع إنشاء محكمة الدولية، نحن فضّلنا عدم التصويت، لأننا نتمنى أن يكون الأمر بيد اللبنانيين وحدهم".

ودعا "لانتظار النتيجة في التحقيق الدولي، والعديد من العناصر التي تسمح بالتوصل إلى خلاصة لا تزال مفقودة. نحن سننتظر وسنراقب، ونتمنى أن تكون نتائج التحقيق مقنعة للجميع، وإلاّ فسيبقى هذا الموضوع خلافياً".

وعن موقف الصين من الصراع العربي الإسرائيلي، اكد ان "موقف الصين ثابت وواضح وصلب من الصراع العربي الإسرائيلي، فنحن ندافع دائماً عن الحقوق المشروعة".

اما عن الوضع السوري وعمل المبعوث الدولي كوفي أنان، فأعلن ان "المسألة ليست إذا كنا راضين أو غير راضين عن عمله، بل إن مهمة الرجل تحتاج إلى دعم لأنها مناسبة جيدة للمساعدة على جمع الناس حول طاولة المفاوضات"، مشددا على ان "وقف العنف في سوريا هو الأهم، لكن كيف؟ يجب دفع الناس إلى الحوار الداخلي الذي يستبدل العنف وهذا أمر أساسي. ويجب الخروج بخطة سياسية للحلّ".

واكد ان "المشكلة اليوم في سوريا أن هناك صداماً مسلّحاً، وبالتالي نحن ندعو الجميع إلى التحاور بحثاً عن حلول سياسية والابتعاد عن الصدام في الشارع، ونحن نعترض على أي تدخل خارجي في سوريا، لأن ذلك لا يساعد على حلّ المشكلة، بل على العكس، إن التدخل سيؤجّج النار. في سوريا يجب وضع خطة سياسية لتنفيذ الإصلاحات التي طالما تحدثت عنها الحكومة السورية. ويجب أن تستجيب هذه الخطة لطموحات الشعب السوري. أما العنف فلا يؤدي إلاّ إلى مزيد من العنف".

وعن تهريب الأسلحة والأموال إلى المعارضين للنظام في سوريا، اعتبر السفير الصيني ان "هذا ليس جيداً، بل يزيد من تفاقم الأزمة، ونحن ندعم جهود كوفي أنان، ونطلب من الجميع أن يستفيدوا من هذه الفرصة للبحث عن حل"، مشددا على "اننا نعارض جميع أشكال التدخل في سوريا".

أما بشأن الملف النووي الإيراني، فرأى "أن الحوار مع إيران هو الأسلوب الصحيح للتعامل معها. ولا يجوز استخدام التهديدات والعقوبات بحقها. إن التهديدات والعقوبات تزيد من حدّة المشكلة ولا تتيح التوصل إلى نتائج إيجابية".

وعن خطط إسرائيل لضرب إيران، قال ان "لا أحد جدّياً يمكنه أن يفكّر في ضرب إيران وهذه مسألة بالغة الخطورة، فكلّ عمل عسكري ستكون نتائجه كارثية".

  • فريق ماسة
  • 2012-05-03
  • 14007
  • من الأرشيف

السفير الصيني: تزويد "حزب الله" بتكنولوجيا صينية مسألة تجارية

أكد السفير الصيني في لبنان وو تسيشيان ان "جميع مساعي اللبنانيين لحماية بلدهم والحفاظ على سيادته هي مساعٍ مشروعة"، لافتا الى "ان هناك اختلافاً في آراء بعض اللبنانيين بشأن تسلّح حزب الله، ولكن موقفنا ثابت في هذا الشأن، ونحن نعتقد أن هذا شأناً لبنانياً داخلياً ولا يحق لأحد التدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية". ورأى السفير الصيني في حديث لـ"الأخبار" ان "على اللبنانيين وحدهم أن يتحاوروا في هذا الشأن بغية التوصل إلى توافق. أما عندما يتعلّق الأمر بالصراع مع إسرائيل فلا شكّ في أن إسرائيل هي التي تحتلّ أراضي لبنانية، هذا أمر واضح ونحن ندافع عن مبدأ حقّ اللبنانيين في حماية سيادتهم". وردا على سؤال عن استخدام حزب الله عام 2006 تكنولوجيا عسكرية صينية متطوّرة لإصابة سفينة حربية إسرائيلية كانت في عرض البحر، اعلن تسيشيان انه "لا يعرف كيف انتقلت هذه التكنولوجيا"، لكنه لفت الى انه "لدينا سياسة بيع أسلحة تتميّز بالمسؤولية، إذ إننا نحترم القواعد الدولية، والدولة تتدخل لدى شركات التصنيع العسكري إذا تجاوزت تلك الشركات القواعد الدولية". وعن وجود إشارات إلى امتلاك حزب الله صواريخ صينية متطوّرة تنافس التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية، اكد ان "قضية بيع السلاح واضحة، ونحن لا نتجاوز القواعد الدولية"، مشيرا الى "اننا على تواصل مع حزب الله، لكن لا شأن للسفارة الصينية في بيروت بقضية السلاح. هذا ليس من اختصاصي أو من اختصاص الملحق العسكري، ونحن لا نقوم بعمل الشركات التي تعقد صفقات بيع الأسلحة. هذه قضايا تجارية". اما عن عدم تأييد الصين عام 2007 إنشاء المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال رفيق الحريري، فاوضح السفير الصيني "اننا نعتمد مبدأً ثابتاً في سياستنا الخارجية، وهو عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول"، لافتا الى ان "الحدث كان مؤلماً، وكانت لديه نتائج ثقيلة على لبنان، لكنها قضية داخلية، وانطلاقاً من احترامنا للسيادة اللبنانية، نحن نعتقد أن على اللبنانيين أن يتعاملوا مع هذه المشكلة والبحث عن أفضل السبل للتحقيق في الجريمة. وعندما طرح موضوع إنشاء محكمة الدولية، نحن فضّلنا عدم التصويت، لأننا نتمنى أن يكون الأمر بيد اللبنانيين وحدهم". ودعا "لانتظار النتيجة في التحقيق الدولي، والعديد من العناصر التي تسمح بالتوصل إلى خلاصة لا تزال مفقودة. نحن سننتظر وسنراقب، ونتمنى أن تكون نتائج التحقيق مقنعة للجميع، وإلاّ فسيبقى هذا الموضوع خلافياً". وعن موقف الصين من الصراع العربي الإسرائيلي، اكد ان "موقف الصين ثابت وواضح وصلب من الصراع العربي الإسرائيلي، فنحن ندافع دائماً عن الحقوق المشروعة". اما عن الوضع السوري وعمل المبعوث الدولي كوفي أنان، فأعلن ان "المسألة ليست إذا كنا راضين أو غير راضين عن عمله، بل إن مهمة الرجل تحتاج إلى دعم لأنها مناسبة جيدة للمساعدة على جمع الناس حول طاولة المفاوضات"، مشددا على ان "وقف العنف في سوريا هو الأهم، لكن كيف؟ يجب دفع الناس إلى الحوار الداخلي الذي يستبدل العنف وهذا أمر أساسي. ويجب الخروج بخطة سياسية للحلّ". واكد ان "المشكلة اليوم في سوريا أن هناك صداماً مسلّحاً، وبالتالي نحن ندعو الجميع إلى التحاور بحثاً عن حلول سياسية والابتعاد عن الصدام في الشارع، ونحن نعترض على أي تدخل خارجي في سوريا، لأن ذلك لا يساعد على حلّ المشكلة، بل على العكس، إن التدخل سيؤجّج النار. في سوريا يجب وضع خطة سياسية لتنفيذ الإصلاحات التي طالما تحدثت عنها الحكومة السورية. ويجب أن تستجيب هذه الخطة لطموحات الشعب السوري. أما العنف فلا يؤدي إلاّ إلى مزيد من العنف". وعن تهريب الأسلحة والأموال إلى المعارضين للنظام في سوريا، اعتبر السفير الصيني ان "هذا ليس جيداً، بل يزيد من تفاقم الأزمة، ونحن ندعم جهود كوفي أنان، ونطلب من الجميع أن يستفيدوا من هذه الفرصة للبحث عن حل"، مشددا على "اننا نعارض جميع أشكال التدخل في سوريا". أما بشأن الملف النووي الإيراني، فرأى "أن الحوار مع إيران هو الأسلوب الصحيح للتعامل معها. ولا يجوز استخدام التهديدات والعقوبات بحقها. إن التهديدات والعقوبات تزيد من حدّة المشكلة ولا تتيح التوصل إلى نتائج إيجابية". وعن خطط إسرائيل لضرب إيران، قال ان "لا أحد جدّياً يمكنه أن يفكّر في ضرب إيران وهذه مسألة بالغة الخطورة، فكلّ عمل عسكري ستكون نتائجه كارثية".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة