تسلمت إسرائيل أمس من ألمانيا في احتفال رسمي الغواصة الرابعة من طراز «دولفين» والتي تعتبر الأحدث تكنولوجياً في أسطولها الحربي. وأطلقت إسرائيل على الغواصة التي تعتبر بين الأحدث في العالم اسم «تنين» وقد بدأت إبحارها نحو الموانئ الإسرائيلية التي لن تصلها قبل مطلع العام المقبل. وحضر حفل التسلم في ميناء كيل الألماني مدير عام وزارة الدفاع أودي شني وقائد سلاح البحرية الإسرائيليان. ووصف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بني غانتس هذه الغواصات بأنها «ذراع رادع، مدافع، محارب واستراتيجي للجيش ولدولة إسرائيل».

وكانت ألمانيا قد منحت إسرائيل أول غواصتين من نوع «دولفين» كهبة ومشاركة في حماية الأمن الإسرائيلي. ثم وافقت ألمانيا على تسليم إسرائيل غواصتين أخريين دفعت حوالي نصف تكلفتهما. وأخيراً وافقت على تسليم إسرائيل غواصتين أخريين تشارك بثلث تكلفتهما. وبحسب المقرر فإن الغواصة الخامسة ستسلم لإسرائيل في العام 2014 والسادسة في العام 2017. وبحسب منشورات في إسرائيل فإن الجيش ينوي إكمال قدرته البحرية بشراء أربع غواصات أخرى من هذا الطراز في العقد المقبل. ومن المؤكد أن تزويد ألمانيا لإسرائيل بهذه الغواصات ومشاركتها في دفع تكاليفها يشهد على العلاقة الاستراتيجية المميزة بين الدولتين.

وكانت ألمانيا قد زوّدت إسرائيل بأول غواصات «دولفين» في نهاية التسعينيات.

وقال قائد سلاح البحرية، الجنرال رام روتبرغ، في الحفل إن «هذا الحفل اليوم، أكثر من أي شيء آخر، يمثل الصلة القوية والفريدة بين ألمانيا وإسرائيل، خصوصاً في مواجهة التطورات الإقليمية والتحديات المتعاظمة. ووقتما صارت المخاطر كونية، فإن العلاقات بين ألمانيا وإسرائيل إلزامية أكثر من أي وقت مضى».

ويشهد تركيز سلاح البحرية الإسرائيلي على الغواصات وسفن الصواريخ على سعيه لامتلاك قدرات تجعل منه فعلاً قوة عالمية. فهذا الحشد من الغواصات ذات التقنيات العالية ليس متوفراً في العالم إلا لعدد من الدول لا يزيد عن أصابع اليد الواحدة. وتشهد تكلفة هذه الغواصات على حجم الاستثمار المالي الضخم فيها إذ تبلغ تكلفة الغواصة من دون الكثير من معداتها حوالي نصف مليار دولار. وبحسب خبراء فإن تكلفة الغواصة الإسرائيلية من هذا الطراز مع معداتها تصل إلى حوالي 850 مليون دولار.

وتعتبر غواصة «تنين» أداة الحرب الأغلى في تاريخ إسرائيل. وأعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية أن «غواصة دولفين تعتبر أداة صاروخية ذات قدرات كثيرة، مؤهلة لتكييف نفسها مع مهام كثيرة ومتنوعة». وتملك الغواصة الجديدة المزايا نفسها التي تملكها أخواتها من الطراز نفسه إلا أنها تتميّز عنها بعناصر تكنولوجية أحدث نصبت عليها فضلاً عن أنها أطول بعشرة أمتار من سابقاتها وهي أقدر على البقاء في البحار فترات أطول. وتزن غواصة «تنين» حوالي ألفي طن ويمكنها حمل صواريخ نووية بعيدة المدى من صنع إسرائيلي يبلغ مداها حوالي 1500 كيلومتر.

ومنذ البداية تمت الإشارة إلى أن هذه الغواصات تتميز عن غيرها في أنها ذات قدرة على حمل صواريخ نووية. وهي توفر لإسرائيل إمكانية «الضربة الثانية» التي هي في جوهرها الرد على احتمال امتلاك أية دولة عربية أو إيران قنبلة نووية وتغيير مبدأ الغموض النووي.

  • فريق ماسة
  • 2012-05-03
  • 6261
  • من الأرشيف

إسرائيل تتسلّم من ألمانيا الغواصة الرابعة

تسلمت إسرائيل أمس من ألمانيا في احتفال رسمي الغواصة الرابعة من طراز «دولفين» والتي تعتبر الأحدث تكنولوجياً في أسطولها الحربي. وأطلقت إسرائيل على الغواصة التي تعتبر بين الأحدث في العالم اسم «تنين» وقد بدأت إبحارها نحو الموانئ الإسرائيلية التي لن تصلها قبل مطلع العام المقبل. وحضر حفل التسلم في ميناء كيل الألماني مدير عام وزارة الدفاع أودي شني وقائد سلاح البحرية الإسرائيليان. ووصف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بني غانتس هذه الغواصات بأنها «ذراع رادع، مدافع، محارب واستراتيجي للجيش ولدولة إسرائيل». وكانت ألمانيا قد منحت إسرائيل أول غواصتين من نوع «دولفين» كهبة ومشاركة في حماية الأمن الإسرائيلي. ثم وافقت ألمانيا على تسليم إسرائيل غواصتين أخريين دفعت حوالي نصف تكلفتهما. وأخيراً وافقت على تسليم إسرائيل غواصتين أخريين تشارك بثلث تكلفتهما. وبحسب المقرر فإن الغواصة الخامسة ستسلم لإسرائيل في العام 2014 والسادسة في العام 2017. وبحسب منشورات في إسرائيل فإن الجيش ينوي إكمال قدرته البحرية بشراء أربع غواصات أخرى من هذا الطراز في العقد المقبل. ومن المؤكد أن تزويد ألمانيا لإسرائيل بهذه الغواصات ومشاركتها في دفع تكاليفها يشهد على العلاقة الاستراتيجية المميزة بين الدولتين. وكانت ألمانيا قد زوّدت إسرائيل بأول غواصات «دولفين» في نهاية التسعينيات. وقال قائد سلاح البحرية، الجنرال رام روتبرغ، في الحفل إن «هذا الحفل اليوم، أكثر من أي شيء آخر، يمثل الصلة القوية والفريدة بين ألمانيا وإسرائيل، خصوصاً في مواجهة التطورات الإقليمية والتحديات المتعاظمة. ووقتما صارت المخاطر كونية، فإن العلاقات بين ألمانيا وإسرائيل إلزامية أكثر من أي وقت مضى». ويشهد تركيز سلاح البحرية الإسرائيلي على الغواصات وسفن الصواريخ على سعيه لامتلاك قدرات تجعل منه فعلاً قوة عالمية. فهذا الحشد من الغواصات ذات التقنيات العالية ليس متوفراً في العالم إلا لعدد من الدول لا يزيد عن أصابع اليد الواحدة. وتشهد تكلفة هذه الغواصات على حجم الاستثمار المالي الضخم فيها إذ تبلغ تكلفة الغواصة من دون الكثير من معداتها حوالي نصف مليار دولار. وبحسب خبراء فإن تكلفة الغواصة الإسرائيلية من هذا الطراز مع معداتها تصل إلى حوالي 850 مليون دولار. وتعتبر غواصة «تنين» أداة الحرب الأغلى في تاريخ إسرائيل. وأعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية أن «غواصة دولفين تعتبر أداة صاروخية ذات قدرات كثيرة، مؤهلة لتكييف نفسها مع مهام كثيرة ومتنوعة». وتملك الغواصة الجديدة المزايا نفسها التي تملكها أخواتها من الطراز نفسه إلا أنها تتميّز عنها بعناصر تكنولوجية أحدث نصبت عليها فضلاً عن أنها أطول بعشرة أمتار من سابقاتها وهي أقدر على البقاء في البحار فترات أطول. وتزن غواصة «تنين» حوالي ألفي طن ويمكنها حمل صواريخ نووية بعيدة المدى من صنع إسرائيلي يبلغ مداها حوالي 1500 كيلومتر. ومنذ البداية تمت الإشارة إلى أن هذه الغواصات تتميز عن غيرها في أنها ذات قدرة على حمل صواريخ نووية. وهي توفر لإسرائيل إمكانية «الضربة الثانية» التي هي في جوهرها الرد على احتمال امتلاك أية دولة عربية أو إيران قنبلة نووية وتغيير مبدأ الغموض النووي.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة