يواصل الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إضرابهم عن الطعام لليوم الـ17 على التوالي في معركة أطلقوا عليها «معركة الكرامة» التي يخوضونها ضد السجان الإسرائيلي، وقالت وزارة الأسرى في بيان لها  إن إدارة سجون الاحتلال ترفض الاستجابة لمطالب الأسرى، مؤكدة أن الأسرى سيواصلون خوض الإضراب عن الطعام حتى تحقيق مطالبهم.

في أثناء ذلك دخل إضراب الأسيرين بلال ذياب وثائر حلاحلة عن الطعام يومه الـ67 ما أدى إلى إصابتهما بحالة غيبوبة وانهيار بفعل ضعف جسدهما نتيجة الإضراب عن الطعام.

ومن جانبه أكد نادي «الأسير الفلسطيني» أن قراراً اتخذ على المستوى السياسي والقانوني والصحي في دولة الاحتلال لإيقاع شهداء بين الأسرى السبعة المضربين عن الطعام وبالتحديد بلال ذياب وثائر حلاحله، محذرة من أن استمرار هذه السياسة سيؤدي إلى بركان داخل سجون الاحتلال.

بدوره حمل المجلس الوطني الفلسطيني أمس الأربعاء إسرائيل «المسؤولية الكاملة» عن تدهور صحة الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية.

وأوضح المجلس الذي يتخذ من عمان مقراً له، في بيان إن حالة الأسيرين ذياب وحلاحلة المضربين عن الطعام منذ 64 يوماً، احتجاجاً على سياسة الاعتقال الإداري، وصلت إلى مرحلة حرجة، مطالباً إسرائيل «بالتقيد باتفاقية جنيف الرابعة واتباع الأصول المرعية في معاملة الأسرى»، داعياً دول العالم ومؤسساته القانونية والإنسانية إلى وضع حد للانتهاكات الإسرائيلية المتكررة.

في سياق متصل ذكرت مؤسسة «التضامن» لحقوق الإنسان أن إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية تتعمد نقل الأسرى المعزولين المضربين عن الطعام من زنزانة إلى أخرى عدة مرات يومياً بهدف إرهاق الأسرى والضغط عليهم نفسياً. وأفادت المؤسسة في بيان لها تلقت «الوطن» نسخة منه أن إدارة سجون الاحتلال تقتحم وبشكل يومي زنازين الأسرى المعزولين في ساعة متأخرة من الليل وتنقلهم إلى زنزانة أخرى تفتقر لأي مقومات ودون أن تسمح لهم بنقل أي شيء من أغراضهم.

مشيرة إلى أن جنود الاحتلال يتعمدون شوي اللحم بجانب زنازين الأسرى في ساعات الليل كأحد الأساليب الاستفزازية التي يمارسها الجنود بحق المضربين.

في هذا السياق أعلن عشرات الفلسطينيون في مدينة غزة الإضراب عن الطعام بشكل يحاكي الإضراب الذي يخوضه الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

وقالت جمعية «واعد» للأسرى والمحررين: إن المضربين عن الطعام في غزة منذ أسبوعين في خيمة الاعتصام سيواصلون مساندة إخوانهم الأسرى حتى لو طال أمد الإضراب. وارتدى المضربون عن الطعام ملابس سوداء وأقسموا على مواصلة الإضراب حتى تتحقق مطالب الأسرى، لتشمل كل الأسرى في حال لم تلب مطالبهم وعلى رأسها إنهاء العزل الانفرادي والسماح لذوي أسرى غزة بزيارة أبنائهم في السجون.

من جهته دعا وزير الأسرى في حكومة حماس المقالة، عطا اللـه أبو السبح أمس، إلى إطلاق انتفاضة شعبية وتصعيد المقاومة بوجه القوات الإسرائيلية رداً على «تجاهل» إسرائيل لمطالب الأسرى المضربين عن الطعام في سجونها.

وقال أبو السبح بمؤتمر صحفي، أمام خيمة الاعتصام التضامني مع الأسرى بغزة: « لشعبنا ألف مبرر لإشعال انتفاضة كبرى في وجه الاحتلال الغاصب»، داعياً الجماهير الفلسطينية في الضفة الغربية إلى «إحراق الأرض تحت أقدام المحتلين في ظل ما يمارسونه من قتل وإبادة جماعية وتنكيل ضد الأسرى»، منتقداً صمت المؤسسات الدولية مثل مجلس الأمن على الانتهاكات الممارسة ضد الأسرى.

وطالب أبو السبح بتصعيد المقاومة وأسر جنود إسرائيليين لتنفيذ صفقات تبادل، وقال متوجها إلى فصائل المقاومة «فلتختطفوا الجنود (الإسرائيليين) ولتتشكل فرق لتضرب العدو في الصميم طالما هم يمارسون العربدة والقتل لشبابنا».

في غضون ذلك وبعد تجاهل الجامعة العربية والأمم المتحدة لسياسة الموت المتبعة بحق الأسرى على مدار أسبوعين على الرغم من المناشدات والاستغاثات التي لقيت آذاناً صامتة في أروقة جامعة الدول ومن الأمم المتحدة وجه الفلسطينيون من خلال وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع رسالة عاجلة إلى بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر للتدخل العاجل لإنقاذ حياة الأسرى.

وجاء في رسالة قراقع إلى البابا «أخاطبك باسم الأسرى والأسيرات الفلسطينيين القابعين في سجون الاحتلال الإسرائيلي وأهاليهم وأطفالهم من أجل التدخل لإنقاذ حياة المعذبين في السجون من أسرى الشعب الفلسطيني حيث يخوضون إضراباً مفتوحاً عن الطعام من أجل كرامتهم وحقوقهم ورفع الظلم الواقع عليهم والعمل على وضع حد لممارسات لا إنسانية تخالف كل الشرائع السماوية والدينية تمارسها حكومة إسرائيل بحق الأسرى فتحرمهم من أبسط حقوقهم التي نصت عليها كل قوانين وشرائع حقوق الإنسان وأهيب بكم قداسة البابا باسم كنيسة المهد المحاصرة وروح السيد المسيح المعذبة في فلسطيني المحتلة أن توقف الموت المتواصل بحق إنساننا الأسير وتنقذ أرواحاً لا تريد سوى الحياة والحرية والسلام».

  • فريق ماسة
  • 2012-05-02
  • 11355
  • من الأرشيف

الفلسطينيون يستغيثون ببابا الفاتيكان... والجامعة العربية صامته

يواصل الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إضرابهم عن الطعام لليوم الـ17 على التوالي في معركة أطلقوا عليها «معركة الكرامة» التي يخوضونها ضد السجان الإسرائيلي، وقالت وزارة الأسرى في بيان لها  إن إدارة سجون الاحتلال ترفض الاستجابة لمطالب الأسرى، مؤكدة أن الأسرى سيواصلون خوض الإضراب عن الطعام حتى تحقيق مطالبهم. في أثناء ذلك دخل إضراب الأسيرين بلال ذياب وثائر حلاحلة عن الطعام يومه الـ67 ما أدى إلى إصابتهما بحالة غيبوبة وانهيار بفعل ضعف جسدهما نتيجة الإضراب عن الطعام. ومن جانبه أكد نادي «الأسير الفلسطيني» أن قراراً اتخذ على المستوى السياسي والقانوني والصحي في دولة الاحتلال لإيقاع شهداء بين الأسرى السبعة المضربين عن الطعام وبالتحديد بلال ذياب وثائر حلاحله، محذرة من أن استمرار هذه السياسة سيؤدي إلى بركان داخل سجون الاحتلال. بدوره حمل المجلس الوطني الفلسطيني أمس الأربعاء إسرائيل «المسؤولية الكاملة» عن تدهور صحة الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية. وأوضح المجلس الذي يتخذ من عمان مقراً له، في بيان إن حالة الأسيرين ذياب وحلاحلة المضربين عن الطعام منذ 64 يوماً، احتجاجاً على سياسة الاعتقال الإداري، وصلت إلى مرحلة حرجة، مطالباً إسرائيل «بالتقيد باتفاقية جنيف الرابعة واتباع الأصول المرعية في معاملة الأسرى»، داعياً دول العالم ومؤسساته القانونية والإنسانية إلى وضع حد للانتهاكات الإسرائيلية المتكررة. في سياق متصل ذكرت مؤسسة «التضامن» لحقوق الإنسان أن إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية تتعمد نقل الأسرى المعزولين المضربين عن الطعام من زنزانة إلى أخرى عدة مرات يومياً بهدف إرهاق الأسرى والضغط عليهم نفسياً. وأفادت المؤسسة في بيان لها تلقت «الوطن» نسخة منه أن إدارة سجون الاحتلال تقتحم وبشكل يومي زنازين الأسرى المعزولين في ساعة متأخرة من الليل وتنقلهم إلى زنزانة أخرى تفتقر لأي مقومات ودون أن تسمح لهم بنقل أي شيء من أغراضهم. مشيرة إلى أن جنود الاحتلال يتعمدون شوي اللحم بجانب زنازين الأسرى في ساعات الليل كأحد الأساليب الاستفزازية التي يمارسها الجنود بحق المضربين. في هذا السياق أعلن عشرات الفلسطينيون في مدينة غزة الإضراب عن الطعام بشكل يحاكي الإضراب الذي يخوضه الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. وقالت جمعية «واعد» للأسرى والمحررين: إن المضربين عن الطعام في غزة منذ أسبوعين في خيمة الاعتصام سيواصلون مساندة إخوانهم الأسرى حتى لو طال أمد الإضراب. وارتدى المضربون عن الطعام ملابس سوداء وأقسموا على مواصلة الإضراب حتى تتحقق مطالب الأسرى، لتشمل كل الأسرى في حال لم تلب مطالبهم وعلى رأسها إنهاء العزل الانفرادي والسماح لذوي أسرى غزة بزيارة أبنائهم في السجون. من جهته دعا وزير الأسرى في حكومة حماس المقالة، عطا اللـه أبو السبح أمس، إلى إطلاق انتفاضة شعبية وتصعيد المقاومة بوجه القوات الإسرائيلية رداً على «تجاهل» إسرائيل لمطالب الأسرى المضربين عن الطعام في سجونها. وقال أبو السبح بمؤتمر صحفي، أمام خيمة الاعتصام التضامني مع الأسرى بغزة: « لشعبنا ألف مبرر لإشعال انتفاضة كبرى في وجه الاحتلال الغاصب»، داعياً الجماهير الفلسطينية في الضفة الغربية إلى «إحراق الأرض تحت أقدام المحتلين في ظل ما يمارسونه من قتل وإبادة جماعية وتنكيل ضد الأسرى»، منتقداً صمت المؤسسات الدولية مثل مجلس الأمن على الانتهاكات الممارسة ضد الأسرى. وطالب أبو السبح بتصعيد المقاومة وأسر جنود إسرائيليين لتنفيذ صفقات تبادل، وقال متوجها إلى فصائل المقاومة «فلتختطفوا الجنود (الإسرائيليين) ولتتشكل فرق لتضرب العدو في الصميم طالما هم يمارسون العربدة والقتل لشبابنا». في غضون ذلك وبعد تجاهل الجامعة العربية والأمم المتحدة لسياسة الموت المتبعة بحق الأسرى على مدار أسبوعين على الرغم من المناشدات والاستغاثات التي لقيت آذاناً صامتة في أروقة جامعة الدول ومن الأمم المتحدة وجه الفلسطينيون من خلال وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع رسالة عاجلة إلى بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر للتدخل العاجل لإنقاذ حياة الأسرى. وجاء في رسالة قراقع إلى البابا «أخاطبك باسم الأسرى والأسيرات الفلسطينيين القابعين في سجون الاحتلال الإسرائيلي وأهاليهم وأطفالهم من أجل التدخل لإنقاذ حياة المعذبين في السجون من أسرى الشعب الفلسطيني حيث يخوضون إضراباً مفتوحاً عن الطعام من أجل كرامتهم وحقوقهم ورفع الظلم الواقع عليهم والعمل على وضع حد لممارسات لا إنسانية تخالف كل الشرائع السماوية والدينية تمارسها حكومة إسرائيل بحق الأسرى فتحرمهم من أبسط حقوقهم التي نصت عليها كل قوانين وشرائع حقوق الإنسان وأهيب بكم قداسة البابا باسم كنيسة المهد المحاصرة وروح السيد المسيح المعذبة في فلسطيني المحتلة أن توقف الموت المتواصل بحق إنساننا الأسير وتنقذ أرواحاً لا تريد سوى الحياة والحرية والسلام».

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة