قالت مصادر في المعارضة السوريّة في باريس لـ" الانتقاد" إن وفدا من هيئة التنسيق الوطني السورية المعارضة التقى الإثنين في السفارة البريطانية في باريس بالمسؤول الجديد للملف السوري في الخارجية البريطانية جون ويلكس. وتحدثت المصادر عن تبادل للآراء حصل في هذا الاجتماع وتقارب في عدة قضايا خاصة في ما يتعلق بضرورة دعم خطة كوفي عنان لأن الخيارات التي تطرح بجانبها ليست منيرة ومشرقة.

وكان عدد من المسؤولين الغربيين قد عبّروا مؤخراً لشخصيات من المعارضة السورية وعدد من الصحفيين العرب عن استيائهم من الموقف السعودي الذي وصفوه بالمراهق، بل لم يمتنع دبلوماسي غربي مخضرم عن القول: مع العمر يزداد الإنسان حكمة وعندما يتجاوز العمر سقفا يبدو أنه يعيد صاحبه لسن المراهقة، هذا لا يحدث فقط للأفراد وإنما أيضا للممالك التي تمر بنفس الدورة كما يقول ابن خلدون ومكيافيلي.

فقد أثارت التصريحات السعودية حول التسلح غضب أصحاب الحل السياسي في سورية الذين يعتقدون بأن التسلح سيحوّل سورية ليمن مفتوحة للجهاديين على بعد ستين كيلومترا من أوروبا. وقد صار من الواضح، بعد إعلان الدواليبي عن حكومة كرتونية بمساعدة وسائل الإعلام الإسرائيلية وتغطية مالية سعودية قدمت لشركة العلاقات العامة المسماة "حاييم" ودور أحد مساعدي نتنياهو في الموضوع، أن النظام السعودي مستعد للتعامل مع الشيطان لإفشال خطة كوفي عنان التي تفتح الباب لمفاوضات وحدة وطنية.

وفي نفس السياق، قالت مصادر فرنسية مطلعة إن بعض الغربيين يتغطون خلف السعودية لتبرير ارتفاع نبرتهم ولهجتهم الحادة والعالية النبرة في الأزمة السورية. وأضافت المصادر الفرنسية، من يصدق ان السعودية أو قطر هي التي تحدد توجه سياسات الغرب؟ هذا كلام هراء واستخفاف بعقول الناس.

وأوضحت المصادر أن هناك توافقا روسيا أميركيا على تهدئة الأوضاع حتى الخريف المقبل، موعد الانتخابات الأمريكية، وسوف نرى تغييرا في اللهجة الاستفزازية بعيد ذهاب ساركوزي حاملا معه جوبيه، خارج دائرة القرار والحكم في فرنسا، ولا بد ان يتراجع الاستفزاز والتقليل من مشاريع القرار المطروحة في مجلس الأمن سوف يجعل الكثير من الأطراف العربية والسورية المعارضة تراجع مواقفها المتصلبة وتضع قدميها على الأرض قليلا، فشعيرة الذهاب إلى مجلس الأمن الدولي التي أدمن عليها وزير الخارجية الفرنسية الحالي آلان جوبيه سوف تتراجع وسوف تطرح المواجهة بشكل أقل حدة، وخاصة أن اليسار الفرنسي سيرد سريعا على حمد بن خليفة وحمد بن جاسم اللذين وضعا كل أوراقهما المالية في خدمة ساركوزي في الانتخابات الرئاسية.

  • فريق ماسة
  • 2012-05-01
  • 13622
  • من الأرشيف

استياء غربي من السياسة السعودية "المراهقة".. وتوافق روسي أميركي على تهدئة في سورية

قالت مصادر في المعارضة السوريّة في باريس لـ" الانتقاد" إن وفدا من هيئة التنسيق الوطني السورية المعارضة التقى الإثنين في السفارة البريطانية في باريس بالمسؤول الجديد للملف السوري في الخارجية البريطانية جون ويلكس. وتحدثت المصادر عن تبادل للآراء حصل في هذا الاجتماع وتقارب في عدة قضايا خاصة في ما يتعلق بضرورة دعم خطة كوفي عنان لأن الخيارات التي تطرح بجانبها ليست منيرة ومشرقة. وكان عدد من المسؤولين الغربيين قد عبّروا مؤخراً لشخصيات من المعارضة السورية وعدد من الصحفيين العرب عن استيائهم من الموقف السعودي الذي وصفوه بالمراهق، بل لم يمتنع دبلوماسي غربي مخضرم عن القول: مع العمر يزداد الإنسان حكمة وعندما يتجاوز العمر سقفا يبدو أنه يعيد صاحبه لسن المراهقة، هذا لا يحدث فقط للأفراد وإنما أيضا للممالك التي تمر بنفس الدورة كما يقول ابن خلدون ومكيافيلي. فقد أثارت التصريحات السعودية حول التسلح غضب أصحاب الحل السياسي في سورية الذين يعتقدون بأن التسلح سيحوّل سورية ليمن مفتوحة للجهاديين على بعد ستين كيلومترا من أوروبا. وقد صار من الواضح، بعد إعلان الدواليبي عن حكومة كرتونية بمساعدة وسائل الإعلام الإسرائيلية وتغطية مالية سعودية قدمت لشركة العلاقات العامة المسماة "حاييم" ودور أحد مساعدي نتنياهو في الموضوع، أن النظام السعودي مستعد للتعامل مع الشيطان لإفشال خطة كوفي عنان التي تفتح الباب لمفاوضات وحدة وطنية. وفي نفس السياق، قالت مصادر فرنسية مطلعة إن بعض الغربيين يتغطون خلف السعودية لتبرير ارتفاع نبرتهم ولهجتهم الحادة والعالية النبرة في الأزمة السورية. وأضافت المصادر الفرنسية، من يصدق ان السعودية أو قطر هي التي تحدد توجه سياسات الغرب؟ هذا كلام هراء واستخفاف بعقول الناس. وأوضحت المصادر أن هناك توافقا روسيا أميركيا على تهدئة الأوضاع حتى الخريف المقبل، موعد الانتخابات الأمريكية، وسوف نرى تغييرا في اللهجة الاستفزازية بعيد ذهاب ساركوزي حاملا معه جوبيه، خارج دائرة القرار والحكم في فرنسا، ولا بد ان يتراجع الاستفزاز والتقليل من مشاريع القرار المطروحة في مجلس الأمن سوف يجعل الكثير من الأطراف العربية والسورية المعارضة تراجع مواقفها المتصلبة وتضع قدميها على الأرض قليلا، فشعيرة الذهاب إلى مجلس الأمن الدولي التي أدمن عليها وزير الخارجية الفرنسية الحالي آلان جوبيه سوف تتراجع وسوف تطرح المواجهة بشكل أقل حدة، وخاصة أن اليسار الفرنسي سيرد سريعا على حمد بن خليفة وحمد بن جاسم اللذين وضعا كل أوراقهما المالية في خدمة ساركوزي في الانتخابات الرئاسية.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة