كشفت مصادر لصحيفة "النهار" أنّه عند تصاعد موجة الشحن المذهبي على خلفية الخطبة الشهيرة للشيخ أحمد الاسير نهاية العام الماضي، كان لرئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة جولة على عدد من القيادات الروحية ترمي الى احتواء التفاعلات، كما كان اتفاق مع السيد علي فضل الله على مشاركة السنيورة في احدى خطب الجمعة في جامع الامامين الحسينين في حارة حريك".

وقد حدد الموعد بالفعل، وقبل أيام منه، توجه الفريق الامني للسنيورة للكشف على المكان "ضمن الترتيبات الامنية التقليدية" وأبلغت القوى الامنية بالخطوة ضمانا لنجاح المبادرة لما تحمله من دلالات في الوسط الاسلامي المحلي والعربي، لجهة أن يصلي رئيس كتلة "المستقبل" وراء امام شيعي في منطقة الضاحية الجنوبية.

الا أن الزيارة لم تحصل بعدما تلقى السنيورة عشيتها اتصالا من فضل الله يفيده بعدم المجيء نظرا الى صعوبة ضبط مشاعر الناس، وفُهم من فحوى الاتصال على ما تفيد المصادر عينها أن "حزب الله" أحبط الخطوة الرامية الى كسر الجليد وقتل بذور أي فتنة مذهبية في مهدها، وقد تم التكتم على هذا الامر للحوؤل دون أي ارتدادات سلبية في ظل التفلت على مستوى الشارع.

وأضافت المصادر ان طرح الحكومة الحيادية أوجبه هذا المناخ، فضلا عما آلت اليه اوضاع الحكومة، والهدف اخراج الموضوع الحكومي من الاصطفاف الحاد تمهيدا لخوض الانتخابات بالحد الادنى من الحيادية، أما الرفض الذي قوبل به هذا الطرح معطوفا على الموقف الاخير لرئيس المجلس نبيه بري من استعداده لتأجيل الانتخابات اذا بقي الوضع على حاله، فترد عليه المصادر المستقبلية بمجموعة من الملاحظات:

- لا تأجيل للانتخابات تحت أي مسبب أو ذريعة، ولا يزال مبكرا تحديد مصيرها من الآن.

- ان المعارضة تتمتع ربما للمرة الاولى بـ"نفس طويل"، والرهان على الوقت بات مربكا للفريق الاكثري اللاهث وراء ضمان بقاء الحكومة ووضع قانون للانتخاب يؤمن استمراريتها في الامساك بمقاليد الحكم قبل تغير المشهد الاقليمي.

- ان تجديد الثقة بالحكومة ودعم "حزب الله" لها يعني أن الحزب ماض في قرار التحكم في مسار الانتخابات النيابية ونتائجها.

- ان طرح قيام حكومة حيادية ليس ظرفيا بل هو موقف مبدئي ستستمر في السعي اليه قوى المعارضة عندما ترتئي الوقت الملائم له، فالمسألة مسألة وقت والمواقف يمكن أن تتبدل وفق الظروف، ورفض تحالف "حزب الله - أمل" له ليس ثابتا اذا اضطر الى تجرع "الكأس المرة".

- دعم الحكومة الميقاتية في المجلس بدأ يتحول ضغطا على رئيسها لتقديم تنازلات في الملفات الحساسة، وهذا ما سيعيد الوضع الحكومي الى مواجهة تداعيات تصدعها الداخلي.

  • فريق ماسة
  • 2012-04-25
  • 5493
  • من الأرشيف

حزب الله أحبط خطوة مشاركة السنيورة في خطبة الجمعة في حارة حريك

  كشفت مصادر لصحيفة "النهار" أنّه عند تصاعد موجة الشحن المذهبي على خلفية الخطبة الشهيرة للشيخ أحمد الاسير نهاية العام الماضي، كان لرئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة جولة على عدد من القيادات الروحية ترمي الى احتواء التفاعلات، كما كان اتفاق مع السيد علي فضل الله على مشاركة السنيورة في احدى خطب الجمعة في جامع الامامين الحسينين في حارة حريك". وقد حدد الموعد بالفعل، وقبل أيام منه، توجه الفريق الامني للسنيورة للكشف على المكان "ضمن الترتيبات الامنية التقليدية" وأبلغت القوى الامنية بالخطوة ضمانا لنجاح المبادرة لما تحمله من دلالات في الوسط الاسلامي المحلي والعربي، لجهة أن يصلي رئيس كتلة "المستقبل" وراء امام شيعي في منطقة الضاحية الجنوبية. الا أن الزيارة لم تحصل بعدما تلقى السنيورة عشيتها اتصالا من فضل الله يفيده بعدم المجيء نظرا الى صعوبة ضبط مشاعر الناس، وفُهم من فحوى الاتصال على ما تفيد المصادر عينها أن "حزب الله" أحبط الخطوة الرامية الى كسر الجليد وقتل بذور أي فتنة مذهبية في مهدها، وقد تم التكتم على هذا الامر للحوؤل دون أي ارتدادات سلبية في ظل التفلت على مستوى الشارع. وأضافت المصادر ان طرح الحكومة الحيادية أوجبه هذا المناخ، فضلا عما آلت اليه اوضاع الحكومة، والهدف اخراج الموضوع الحكومي من الاصطفاف الحاد تمهيدا لخوض الانتخابات بالحد الادنى من الحيادية، أما الرفض الذي قوبل به هذا الطرح معطوفا على الموقف الاخير لرئيس المجلس نبيه بري من استعداده لتأجيل الانتخابات اذا بقي الوضع على حاله، فترد عليه المصادر المستقبلية بمجموعة من الملاحظات: - لا تأجيل للانتخابات تحت أي مسبب أو ذريعة، ولا يزال مبكرا تحديد مصيرها من الآن. - ان المعارضة تتمتع ربما للمرة الاولى بـ"نفس طويل"، والرهان على الوقت بات مربكا للفريق الاكثري اللاهث وراء ضمان بقاء الحكومة ووضع قانون للانتخاب يؤمن استمراريتها في الامساك بمقاليد الحكم قبل تغير المشهد الاقليمي. - ان تجديد الثقة بالحكومة ودعم "حزب الله" لها يعني أن الحزب ماض في قرار التحكم في مسار الانتخابات النيابية ونتائجها. - ان طرح قيام حكومة حيادية ليس ظرفيا بل هو موقف مبدئي ستستمر في السعي اليه قوى المعارضة عندما ترتئي الوقت الملائم له، فالمسألة مسألة وقت والمواقف يمكن أن تتبدل وفق الظروف، ورفض تحالف "حزب الله - أمل" له ليس ثابتا اذا اضطر الى تجرع "الكأس المرة". - دعم الحكومة الميقاتية في المجلس بدأ يتحول ضغطا على رئيسها لتقديم تنازلات في الملفات الحساسة، وهذا ما سيعيد الوضع الحكومي الى مواجهة تداعيات تصدعها الداخلي.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة