أنهى سباق الـ«فورمولا وان» في البحرين فعالياته أمس، من دون وقوع أي حوادث تعرقله. لكن الدماء البحرينية التي لم يحل بينها وبين حلبة السباق سوى الانتشار الأمني الكثيف لقوات النظام، سالت خارج الحلبة خلال تظاهرات واسعة الانتشار شهدت مواجهات عنيفة مع قوى الامن قتل خلالها شاب وأصيب فيها عشرات المتظاهرين.

أما في قضية الناشط البارز في حقوق الإنسان عبد الهادي الخواجة المضرب عن الطعام منذ أكثر من 70 يوما، فقد أعلنت السلطات أنه «في صحة جيدة ومستقرة ويلقى رعاية طبية كاملة» وأنه التقى في المستشفى السفير الدنماركي، علما بأنه يحمل الجنسية الدنماركية. ومن المقرر أن تصدر محكمة التمييز البحرينية اليوم حكمها في الطعن المقدم من الخواجة وآخرين على الأحكام الصادرة ضدهم بتهمة «محاولة قلب نظام الحكم في البحرين بالقوة». وأجرى هاني فحص اتصالا هاتفيا مع عائلة الخواجة مبديا تعاطفه وتعاطف كل الرافضين للقمع والظلم «مع الصديق المناضل في سجنه وصومه على امل ان تكون محاكمته عادلة ومقدمة لخروجه إلى أهله وحريته بكامل عافيته».

وأكدت جمعية «الوفاق» المعارضة في بيان «العثور على جثة الشهيد صلاح عباس حبيب من سكنة الشاخورة ملقاة على سطح منشأة مكون من صفائح معدنية بمحاذاة مزرعة» في القرية المذكورة. وتابعت قائلة ان «الشهيد قتلته قوات الامن البحرينية قبل يوم واحد من الجولة النهائية لسباقات الفورمولا وان» التي تستضيفها البحرين. واتهمت قوات الامن بارتكاب «اعتداءات وحشية» بمواجهة المتظاهرين.

وفي وقت لاحق، اعلنت وزارة الداخلية على موقعها في «تويتر» العثور على جثة شخص في احدى الحدائق بمنطقة الشاخورة، مؤكدة ان «الاجهزة الامنية تباشر عمليات البحث والتحري» في الحادث. من جهته، قال احد افراد عائلة القتيل ان «صلاح شارك في تظاهرة قرية الشاخورة الجمعة (الماضية)، ولاحقتهم قوات الامن واستطاعت القبض عليه فيما لاذ الاخرون بالفرار». واضاف «لقد انقطعت أخباره الى ان تلقينا نبأ العثور على جثته صباح السبت (الماضي)». وقال سكان ان «العشرات من الشبان تجمعوا قرب مكان العثور على الجثة، غير ان قوات الامن فرقتهم بالقوة باستخدام القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع».

واستضافت البحرين أمس، سباق الـ«فورمولا وان» المثير للجدل في خضم اضطرابات ومواجهات شهدتها البلاد بين قوى الامن والمعارضين، فيما اكد ملك البلاد تمسكه بالاصلاح والمصالحة. وحضر عاهل البلاد حمد بن عيسى آل خليفة السباق في حلبة الصخير جنوبي البلاد شاكرا الاتحاد الدولي للسيارات لابقاء الحدث في البحرين، في الوقت الذي تشدد فيه السلطات على الطابع الهامشي للاحتجاجات الاكثر سخونة.

وقال الملك حمد في بيان وزع قبل السباق «اريد ان اؤكد بوضوح التزامي الشخصي بالاصلاحات وبالمصالحة في بلدنا العظيم. الباب مفتوح امام حوار صريح» بين البحرينيين. ورأى الملك البحريني انه «تم تحقيق تقدم كبير» في تطبيق توصيات لجنة تقصي الحقائق المستقلة التي خلصت الى ان السلطات استخدمت القوة المفرطة ومارست التعذيب.

واطلق «ائتلاف شباب 14 فبراير» عبر مواقع التواصل الاجتماعي دعوات لانصاره للتظاهر في قرى متاخمة للمنامة بالتزامن مع سباق الـ«فورمولا وان»، والسير باتجاه دوار اللؤلؤة الذي كان يشكل معقل الاحتجاجات التي شهدتها المملكة العام الماضي. وبعيد انتهاء السباق، فرقت قوات الامن عشرات المتظاهرين الذين حاولوا الوصول الى دوار اللؤلؤة، بحسب شهود عيان. كما اشار شهود الى ان قوات الامن اوقفت ثلاث نساء على الاقل رفعن في مكان السباق صور الناشط الخواجة، وقد نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور لما بدا انه عملية توقيف قامت بها شرطيات بالقرب من حلبة الصخير. وذكر الشهود ايضا ان محتجين قطعوا بعض الطرق بالقرب من المنامة بالاطارات المشتعلة ومستوعبات القمامة.

وافاد شهود عيان في وقت سابق ان عشرات من المتظاهرين نزلوا الى الشوارع الرئيسية في البحرين قبل السباق واغلقوا مؤقتا الطرق المؤدية لحلبة البحرين الدولية في الصخير. ونشرت السلطات العشرات من المركبات المدرعة ودوريات الشرطة لضمان أمن السباق الذي تعول عليه كثيرا من اجل ايصال رسالة للعالم حول «استقرار الاوضاع» في المملكة الخليجية التي تهزها الاضطرابات منذ اكثر من عام. وشهدت شوارع البحرين تدابير امنية مكثفة فيما حلقت المروحيات على علو منخفض.

  • فريق ماسة
  • 2012-04-22
  • 14581
  • من الأرشيف

نظام البحرين يحمي حلبة «فورمولا وان» من دماء ضحاياه

أنهى سباق الـ«فورمولا وان» في البحرين فعالياته أمس، من دون وقوع أي حوادث تعرقله. لكن الدماء البحرينية التي لم يحل بينها وبين حلبة السباق سوى الانتشار الأمني الكثيف لقوات النظام، سالت خارج الحلبة خلال تظاهرات واسعة الانتشار شهدت مواجهات عنيفة مع قوى الامن قتل خلالها شاب وأصيب فيها عشرات المتظاهرين. أما في قضية الناشط البارز في حقوق الإنسان عبد الهادي الخواجة المضرب عن الطعام منذ أكثر من 70 يوما، فقد أعلنت السلطات أنه «في صحة جيدة ومستقرة ويلقى رعاية طبية كاملة» وأنه التقى في المستشفى السفير الدنماركي، علما بأنه يحمل الجنسية الدنماركية. ومن المقرر أن تصدر محكمة التمييز البحرينية اليوم حكمها في الطعن المقدم من الخواجة وآخرين على الأحكام الصادرة ضدهم بتهمة «محاولة قلب نظام الحكم في البحرين بالقوة». وأجرى هاني فحص اتصالا هاتفيا مع عائلة الخواجة مبديا تعاطفه وتعاطف كل الرافضين للقمع والظلم «مع الصديق المناضل في سجنه وصومه على امل ان تكون محاكمته عادلة ومقدمة لخروجه إلى أهله وحريته بكامل عافيته». وأكدت جمعية «الوفاق» المعارضة في بيان «العثور على جثة الشهيد صلاح عباس حبيب من سكنة الشاخورة ملقاة على سطح منشأة مكون من صفائح معدنية بمحاذاة مزرعة» في القرية المذكورة. وتابعت قائلة ان «الشهيد قتلته قوات الامن البحرينية قبل يوم واحد من الجولة النهائية لسباقات الفورمولا وان» التي تستضيفها البحرين. واتهمت قوات الامن بارتكاب «اعتداءات وحشية» بمواجهة المتظاهرين. وفي وقت لاحق، اعلنت وزارة الداخلية على موقعها في «تويتر» العثور على جثة شخص في احدى الحدائق بمنطقة الشاخورة، مؤكدة ان «الاجهزة الامنية تباشر عمليات البحث والتحري» في الحادث. من جهته، قال احد افراد عائلة القتيل ان «صلاح شارك في تظاهرة قرية الشاخورة الجمعة (الماضية)، ولاحقتهم قوات الامن واستطاعت القبض عليه فيما لاذ الاخرون بالفرار». واضاف «لقد انقطعت أخباره الى ان تلقينا نبأ العثور على جثته صباح السبت (الماضي)». وقال سكان ان «العشرات من الشبان تجمعوا قرب مكان العثور على الجثة، غير ان قوات الامن فرقتهم بالقوة باستخدام القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع». واستضافت البحرين أمس، سباق الـ«فورمولا وان» المثير للجدل في خضم اضطرابات ومواجهات شهدتها البلاد بين قوى الامن والمعارضين، فيما اكد ملك البلاد تمسكه بالاصلاح والمصالحة. وحضر عاهل البلاد حمد بن عيسى آل خليفة السباق في حلبة الصخير جنوبي البلاد شاكرا الاتحاد الدولي للسيارات لابقاء الحدث في البحرين، في الوقت الذي تشدد فيه السلطات على الطابع الهامشي للاحتجاجات الاكثر سخونة. وقال الملك حمد في بيان وزع قبل السباق «اريد ان اؤكد بوضوح التزامي الشخصي بالاصلاحات وبالمصالحة في بلدنا العظيم. الباب مفتوح امام حوار صريح» بين البحرينيين. ورأى الملك البحريني انه «تم تحقيق تقدم كبير» في تطبيق توصيات لجنة تقصي الحقائق المستقلة التي خلصت الى ان السلطات استخدمت القوة المفرطة ومارست التعذيب. واطلق «ائتلاف شباب 14 فبراير» عبر مواقع التواصل الاجتماعي دعوات لانصاره للتظاهر في قرى متاخمة للمنامة بالتزامن مع سباق الـ«فورمولا وان»، والسير باتجاه دوار اللؤلؤة الذي كان يشكل معقل الاحتجاجات التي شهدتها المملكة العام الماضي. وبعيد انتهاء السباق، فرقت قوات الامن عشرات المتظاهرين الذين حاولوا الوصول الى دوار اللؤلؤة، بحسب شهود عيان. كما اشار شهود الى ان قوات الامن اوقفت ثلاث نساء على الاقل رفعن في مكان السباق صور الناشط الخواجة، وقد نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور لما بدا انه عملية توقيف قامت بها شرطيات بالقرب من حلبة الصخير. وذكر الشهود ايضا ان محتجين قطعوا بعض الطرق بالقرب من المنامة بالاطارات المشتعلة ومستوعبات القمامة. وافاد شهود عيان في وقت سابق ان عشرات من المتظاهرين نزلوا الى الشوارع الرئيسية في البحرين قبل السباق واغلقوا مؤقتا الطرق المؤدية لحلبة البحرين الدولية في الصخير. ونشرت السلطات العشرات من المركبات المدرعة ودوريات الشرطة لضمان أمن السباق الذي تعول عليه كثيرا من اجل ايصال رسالة للعالم حول «استقرار الاوضاع» في المملكة الخليجية التي تهزها الاضطرابات منذ اكثر من عام. وشهدت شوارع البحرين تدابير امنية مكثفة فيما حلقت المروحيات على علو منخفض.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة