وصل العنف في البحرين إلى مستوى غير مسبوق ، مع تصاعد اعتداءات الميليشيات الموالية على المعارضين بالأسلحة البيضاء والتهديد بـ«تعذيب المخرّبين حتى الموت» في إشارة إلى المشاركين في الاحتجاجات المطالبة بالديموقراطية، تحت غطاء ضمني من السلطات. وذلك في حين لا يزال الشك مخيماً حول إجراء سباق الـ«فورمولا 1» في البحرين، بعد الدعوات الواسعة لإلغائه تنديداً بالممارسات القمعية للسلطة.

وذكرت المعارضة البحرينية وشهود عيان ان مجموعات بلباس مدني هاجمت مساء أول أمس، بالسلاح الابيض سكان قرى محسوبة على المعارضة في البحرين. وقالت جمعية «الوفاق» كبرى حركات المعارضة في البحرين إن «مجموعات تحمل الاسلحة البيضاء بلباس مدني قامت بمهاجمة المواطنين بعد إيقاف عدد من السيارات واستجوابهم عن محل سكناهم واعتدت بالضرب على مواطنين». واضافت إن «قوات الامن لم تقم بواجبها في تفريقهم ومنعهم من التعدي على المواطنين».

وذكر شهود عيان أن مجموعات محسوبة على جماعات موالية ومتشددة دينياً هاجمت سكان قرى إثر دعوات تم تناقلها على شبكة الانترنت، احتجاجاً على التفجير الذي وقع في قرية العكر (شرقي المنامة) وتسبب في إصابة سبعة من عناصر الشرطة. وقالت «الوفاق» إن «قوات الأمن لم تقم بواجبها في تفريقهم ومنعهم من التعدي على المواطنين في صورة تؤكد التواطؤ». واشارت الى ان «هذه المجاميع أعلنت عن تحركاتها عبر بيان اصدرته الثلاثاء (أول أمس)، الأمر الذي يكشف عن غياب او تواطؤ المؤسسة الأمنية التي سمحت بهذا التحرك المنظم».

لكن وزارة الداخلية البحرينية قالت في بيان إن «مجموعات قامت بالخروج في تجمعات غير قانونية بالقرب من دوار البا بالرفاع». وأضافت إن «البعض منهم قام بإتلاف سيارتين والاعتداء على أسواق 24 ساعة، مما قامت مجموعة أخرى بالتوجه الى النويدرات وتم منعهم من قبل رجال الأمن من الدخول إلى المنطقة».

وانتشرت على الشبكة الالكترونية صور تظهر رجالاً بعضهم ملثم، يتجمعون حول سيارة مقلوبة، وتحيط بهم سيارات الشرطة، مرفقة بتوقيع «شباب الرفاع». وحملت الصور نص تحذير من هذه الجهة جاء فيه «إذا لم تتوقف أعمال التخريب خلال الـ24 ساعة المقبلة، سيتدخل شباب الرفاع بالأسلحة النارية ضد كل خائن لأرض الوطن»، وأضاف «أي خائن يعمل على التخريب سنمسك به ونعذبه حتى الموت»، في إشارة إلى المتظاهرين المعارضين.

كما أفاد عضو مجلس «مجموعة جواد للأعمال»، إن أحد محلاتها تعرّض لهجوم من قبل مسلحين مدنيين آخرين، كسروا نوافذ المحل وأوقعوا أضراراً أخرى فيه. وتتعرّض المرافق التجارية المقربة من المعارضة أو من الطائفة الشيعية منذ فترة لمضايقات وأعمال تخريب من قبل الموالين.

في المقابل، قال القيادي في جمعية «الوفاق» خليل مرزوق إنه «في ظل تطور وضع (الناشط المعتقل المضرب عن الطعام عبد الهادي) الخواجة، سيصعب الحديث عن اقامة «فورمولا 1» في البحرين». واضاف إن «الوفاق لن تقول نعم او لا للسباق، لكن من المستبعد ان يحصل السباق لو حل مكروه بالخواجة». وخلص الى القول «يبدو ان المتشددين في السلطة يتعمدون جر البلاد الى التوتير لأنهم لا يريدون حلاً سياسياً».

واكد البريطاني بيرني ايكليستون، مالك الحقوق التجارية لبطولة العالم للفورمولا واحد، انه لا يمكنه إجبار الفرق على الذهاب الى البحرين للمشاركة في جائزتها الكبرى. وكانت الصحف الانكليزية ذكرت ان لدى الفرق المشاركة في بطولة العالم تحفظات على اقامة جائزة البحرين الكبرى، المرحلة الرابعة من البطولة، بينما دعم مدير حلبة الصخير زايد الزياني إقامة السباق وعدم ربطه بالوضع السياسي

وقال ايكليستون: «لا يمكننا بأي طريقة إجبار الفرق على الذهاب. لا يمكننا القول: عليكم الذهاب. لن يحترموا اتفاقهم معنا بالتخلف عن الذهاب، لكن هذا لن يغير شيئاً. تجارياً، عليهم الذهاب، لكن القرار يعود اليهم». لكن ايكليستون عاد وأكد: «لم يقل لي احد: لن نشارك في البحرين. لا نتدخل في السياسة البحرينية ولا نستطيع القول مَن هو على حق ومن هو على خطأ. عندما نذهب الى بلد معين، علينا احترام الطريقة التي يدار بها وقوانينه... السلطات الرياضية في البلد هي التي تقول: نفضل عدم تنظيم هذا السباق، والمنظم يمكنه قول ذلك ايضاً بحال الخطر الشديد».

وأكدت صحيفة «تايمز» أن مئات من المهندسين والميكانيكيين والمستخدمين الآخرين حصل كل منهم على بطاقتي سفر لمغادرة الصين بعد مشاركتهم في سباق شنغهاي، الاولى الى البحرين، والثانية الى اوروبا في حال إلغاء السباق. من جانبها، أكدت «الغارديان» استناداً الى «عضو مهم» لم تكشف هويته أن الفرق دعت الاتحاد الدولي للسيارات الى التراجع عن اقامة السباق.

وقال المسؤول في اشارة الى التظاهرات اليومية في البحرين «نأمل جميعاً بأن يقوم الاتحاد الدولي بإلغاء السباق. من وجهة نظر مشروعة، واستناداً الى ضمانات وأوامر الحكومات، حصلنا على الضوء الأخضر بالذهاب الى البحرين، لكننا نرى ان الامر مقلق بسبب المشاكل اليومية في هذا البلد».

  • فريق ماسة
  • 2012-04-11
  • 10278
  • من الأرشيف

البحرين... الميليشيات الموالية تصعّد عنفها

وصل العنف في البحرين إلى مستوى غير مسبوق ، مع تصاعد اعتداءات الميليشيات الموالية على المعارضين بالأسلحة البيضاء والتهديد بـ«تعذيب المخرّبين حتى الموت» في إشارة إلى المشاركين في الاحتجاجات المطالبة بالديموقراطية، تحت غطاء ضمني من السلطات. وذلك في حين لا يزال الشك مخيماً حول إجراء سباق الـ«فورمولا 1» في البحرين، بعد الدعوات الواسعة لإلغائه تنديداً بالممارسات القمعية للسلطة. وذكرت المعارضة البحرينية وشهود عيان ان مجموعات بلباس مدني هاجمت مساء أول أمس، بالسلاح الابيض سكان قرى محسوبة على المعارضة في البحرين. وقالت جمعية «الوفاق» كبرى حركات المعارضة في البحرين إن «مجموعات تحمل الاسلحة البيضاء بلباس مدني قامت بمهاجمة المواطنين بعد إيقاف عدد من السيارات واستجوابهم عن محل سكناهم واعتدت بالضرب على مواطنين». واضافت إن «قوات الامن لم تقم بواجبها في تفريقهم ومنعهم من التعدي على المواطنين». وذكر شهود عيان أن مجموعات محسوبة على جماعات موالية ومتشددة دينياً هاجمت سكان قرى إثر دعوات تم تناقلها على شبكة الانترنت، احتجاجاً على التفجير الذي وقع في قرية العكر (شرقي المنامة) وتسبب في إصابة سبعة من عناصر الشرطة. وقالت «الوفاق» إن «قوات الأمن لم تقم بواجبها في تفريقهم ومنعهم من التعدي على المواطنين في صورة تؤكد التواطؤ». واشارت الى ان «هذه المجاميع أعلنت عن تحركاتها عبر بيان اصدرته الثلاثاء (أول أمس)، الأمر الذي يكشف عن غياب او تواطؤ المؤسسة الأمنية التي سمحت بهذا التحرك المنظم». لكن وزارة الداخلية البحرينية قالت في بيان إن «مجموعات قامت بالخروج في تجمعات غير قانونية بالقرب من دوار البا بالرفاع». وأضافت إن «البعض منهم قام بإتلاف سيارتين والاعتداء على أسواق 24 ساعة، مما قامت مجموعة أخرى بالتوجه الى النويدرات وتم منعهم من قبل رجال الأمن من الدخول إلى المنطقة». وانتشرت على الشبكة الالكترونية صور تظهر رجالاً بعضهم ملثم، يتجمعون حول سيارة مقلوبة، وتحيط بهم سيارات الشرطة، مرفقة بتوقيع «شباب الرفاع». وحملت الصور نص تحذير من هذه الجهة جاء فيه «إذا لم تتوقف أعمال التخريب خلال الـ24 ساعة المقبلة، سيتدخل شباب الرفاع بالأسلحة النارية ضد كل خائن لأرض الوطن»، وأضاف «أي خائن يعمل على التخريب سنمسك به ونعذبه حتى الموت»، في إشارة إلى المتظاهرين المعارضين. كما أفاد عضو مجلس «مجموعة جواد للأعمال»، إن أحد محلاتها تعرّض لهجوم من قبل مسلحين مدنيين آخرين، كسروا نوافذ المحل وأوقعوا أضراراً أخرى فيه. وتتعرّض المرافق التجارية المقربة من المعارضة أو من الطائفة الشيعية منذ فترة لمضايقات وأعمال تخريب من قبل الموالين. في المقابل، قال القيادي في جمعية «الوفاق» خليل مرزوق إنه «في ظل تطور وضع (الناشط المعتقل المضرب عن الطعام عبد الهادي) الخواجة، سيصعب الحديث عن اقامة «فورمولا 1» في البحرين». واضاف إن «الوفاق لن تقول نعم او لا للسباق، لكن من المستبعد ان يحصل السباق لو حل مكروه بالخواجة». وخلص الى القول «يبدو ان المتشددين في السلطة يتعمدون جر البلاد الى التوتير لأنهم لا يريدون حلاً سياسياً». واكد البريطاني بيرني ايكليستون، مالك الحقوق التجارية لبطولة العالم للفورمولا واحد، انه لا يمكنه إجبار الفرق على الذهاب الى البحرين للمشاركة في جائزتها الكبرى. وكانت الصحف الانكليزية ذكرت ان لدى الفرق المشاركة في بطولة العالم تحفظات على اقامة جائزة البحرين الكبرى، المرحلة الرابعة من البطولة، بينما دعم مدير حلبة الصخير زايد الزياني إقامة السباق وعدم ربطه بالوضع السياسي وقال ايكليستون: «لا يمكننا بأي طريقة إجبار الفرق على الذهاب. لا يمكننا القول: عليكم الذهاب. لن يحترموا اتفاقهم معنا بالتخلف عن الذهاب، لكن هذا لن يغير شيئاً. تجارياً، عليهم الذهاب، لكن القرار يعود اليهم». لكن ايكليستون عاد وأكد: «لم يقل لي احد: لن نشارك في البحرين. لا نتدخل في السياسة البحرينية ولا نستطيع القول مَن هو على حق ومن هو على خطأ. عندما نذهب الى بلد معين، علينا احترام الطريقة التي يدار بها وقوانينه... السلطات الرياضية في البلد هي التي تقول: نفضل عدم تنظيم هذا السباق، والمنظم يمكنه قول ذلك ايضاً بحال الخطر الشديد». وأكدت صحيفة «تايمز» أن مئات من المهندسين والميكانيكيين والمستخدمين الآخرين حصل كل منهم على بطاقتي سفر لمغادرة الصين بعد مشاركتهم في سباق شنغهاي، الاولى الى البحرين، والثانية الى اوروبا في حال إلغاء السباق. من جانبها، أكدت «الغارديان» استناداً الى «عضو مهم» لم تكشف هويته أن الفرق دعت الاتحاد الدولي للسيارات الى التراجع عن اقامة السباق. وقال المسؤول في اشارة الى التظاهرات اليومية في البحرين «نأمل جميعاً بأن يقوم الاتحاد الدولي بإلغاء السباق. من وجهة نظر مشروعة، واستناداً الى ضمانات وأوامر الحكومات، حصلنا على الضوء الأخضر بالذهاب الى البحرين، لكننا نرى ان الامر مقلق بسبب المشاكل اليومية في هذا البلد».

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة