كشفت صحيفة هآرتس، عن زيارة سرية قام بها نائب وزير الخارجية الفنلندي، ياكو ليئافا، الذي أدار عشرات المحادثات مع الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن ودول المنطقة، لإسرائيل لعقد محادثات مع مسؤولين كبار حول مشاركتها في مؤتمر هلسنكي في شهر كانون الأول المقبل، بهدف إقامة منطقة حرة من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط.

وقد لا يكون مفاجئاً إضفاء طابع السرية على الزيارة، التي يبدو أنها تهدف إلى إقناع تل أبيب للمشاركة في المؤتمر، باعتبار أن أي محاولة دولية لن تؤول إلى النجاح، في ظل حقيقة امتلاك إسرائيل مئات الرؤوس النووية، التي سبق أن عارضت قبل سنتين فكرة عقد المؤتمر وامتنعت حتى الآن، بحسب هآرتس، «عن رفض أو قبول المشاركة فيه».

وفي هذا الإطار، أكدت هآرتس أن إسرائيل تفضل، كتعبير عن تحفظها على المؤتمر دون رفضه تماماً، إدارة الاتصالات مع ليئافا على مستوى مهني عال، لا على مستوى حكومي، مثل وزير الخارجية افيغدور ليبرمان أو وزير الاستخبارات دان مريدور، الذي مثل الحكومة في قمة الأمن النووي في سيول الشهر الماضي.

من هنا، التقى ليئافا، الذي يشغل منذ شهر تشرين الأول الماضي منسقاً لمؤتمر هلسنكي، الأسبوع الماضي، فريقاً إسرائيلياً برئاسة نائب المدير العام لوزارة الخارجية جيرمي يسسخروف وبمشاركة ممثلي قيادة الأمن القومي ولجنة الطاقة الذرية، حيث تركزت المحادثات على التحفظات الإسرائيلية من مؤتمر هلسنكي، سواء من حيث التوقيت أو البنية.

الفريق الإسرائيلي طالب بانتظار ما ستؤول إليه التطورات في المنطقة، وتحديداً في مصر وسوريا، وبالاتفاق على مفهوم أمني إقليمي بمبادرة من دول الشرق الأوسط ومن دون إكراه خارجي.

وبحكم أنها تستند في موقفها من القضية النووية تحديداً، كما في الكثير من القضايا، إلى الحماية والدعم الأميركيين، لفتت هآرتس إلى أن إسرائيل تسعى إلى تنسيق مواقفها مع الولايات المتحدة التي تدعم عقد المؤتمر، خشية أن يوفر إلغاؤه مبرراً لتقويض الميثاق الدولي لمنع انتشار الأسلحة النووية. وأضافت هآرتس إنه في أعقاب الاحتجاج الصادر عن إسرائيل جراء الانعطافة في موقف الإدارة الأميركية، أعربت وزارة الخارجية عن «أسف عميق» لصيغة البند المناهض لإسرائيل، في المؤتمر السابق، إلا أنها أوضحت أن الأسف الأميركي لم ينف مفعول هذا الانتقاد. وعزت الصحيفة أيضاً تأجيل المؤتمر إلى الشهر الأخير من العام الجاري، أي بمعنى آخر إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، إلى أنه «نجاح تكتيكي» للرئيس أوباما.

  • فريق ماسة
  • 2012-04-11
  • 11005
  • من الأرشيف

مفاوضات سريّة لإشراك إسرائيل بمؤتمر حظر الأسلحة النوويّة

كشفت صحيفة هآرتس، عن زيارة سرية قام بها نائب وزير الخارجية الفنلندي، ياكو ليئافا، الذي أدار عشرات المحادثات مع الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن ودول المنطقة، لإسرائيل لعقد محادثات مع مسؤولين كبار حول مشاركتها في مؤتمر هلسنكي في شهر كانون الأول المقبل، بهدف إقامة منطقة حرة من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط. وقد لا يكون مفاجئاً إضفاء طابع السرية على الزيارة، التي يبدو أنها تهدف إلى إقناع تل أبيب للمشاركة في المؤتمر، باعتبار أن أي محاولة دولية لن تؤول إلى النجاح، في ظل حقيقة امتلاك إسرائيل مئات الرؤوس النووية، التي سبق أن عارضت قبل سنتين فكرة عقد المؤتمر وامتنعت حتى الآن، بحسب هآرتس، «عن رفض أو قبول المشاركة فيه». وفي هذا الإطار، أكدت هآرتس أن إسرائيل تفضل، كتعبير عن تحفظها على المؤتمر دون رفضه تماماً، إدارة الاتصالات مع ليئافا على مستوى مهني عال، لا على مستوى حكومي، مثل وزير الخارجية افيغدور ليبرمان أو وزير الاستخبارات دان مريدور، الذي مثل الحكومة في قمة الأمن النووي في سيول الشهر الماضي. من هنا، التقى ليئافا، الذي يشغل منذ شهر تشرين الأول الماضي منسقاً لمؤتمر هلسنكي، الأسبوع الماضي، فريقاً إسرائيلياً برئاسة نائب المدير العام لوزارة الخارجية جيرمي يسسخروف وبمشاركة ممثلي قيادة الأمن القومي ولجنة الطاقة الذرية، حيث تركزت المحادثات على التحفظات الإسرائيلية من مؤتمر هلسنكي، سواء من حيث التوقيت أو البنية. الفريق الإسرائيلي طالب بانتظار ما ستؤول إليه التطورات في المنطقة، وتحديداً في مصر وسوريا، وبالاتفاق على مفهوم أمني إقليمي بمبادرة من دول الشرق الأوسط ومن دون إكراه خارجي. وبحكم أنها تستند في موقفها من القضية النووية تحديداً، كما في الكثير من القضايا، إلى الحماية والدعم الأميركيين، لفتت هآرتس إلى أن إسرائيل تسعى إلى تنسيق مواقفها مع الولايات المتحدة التي تدعم عقد المؤتمر، خشية أن يوفر إلغاؤه مبرراً لتقويض الميثاق الدولي لمنع انتشار الأسلحة النووية. وأضافت هآرتس إنه في أعقاب الاحتجاج الصادر عن إسرائيل جراء الانعطافة في موقف الإدارة الأميركية، أعربت وزارة الخارجية عن «أسف عميق» لصيغة البند المناهض لإسرائيل، في المؤتمر السابق، إلا أنها أوضحت أن الأسف الأميركي لم ينف مفعول هذا الانتقاد. وعزت الصحيفة أيضاً تأجيل المؤتمر إلى الشهر الأخير من العام الجاري، أي بمعنى آخر إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، إلى أنه «نجاح تكتيكي» للرئيس أوباما.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة